روايه ۏجع الفراق لكاتبتها حنان اسماعيل

موقع أيام نيوز

بالبيت عندما سمعا جرس الباب فإستغربت الاثنتان عن الزائر فى هذا الوقت .نهضت صافى واقفة
قلبها يخفق بقوة لا تعلم لماذا بينما تحركت نهى خلف الباب قائله بحذر 
نهى مين 
اتاهم صوته بهدوء انا يامدام نهى .سارى الايهم 
صعقټ صافى لسماعها صوته ونهى تتطلع اياها تنتنظر منها ان تشير عليها بما تفعله قبل ان تشاور لها صافى بأنها ستختبئ بالداخل .
فتحت نهى الباب نصف فتحته قائله فى تحفز ايوه يااستاذ سارى خير كان نفسى اقولك اتفضل بس حضرتك شايف الساعه كام ده غير انى ست وحيدة لو كنت تعرف انى انفصلت عن الندل اللى حضرتك ممسكه القسم الاقتصادى واللى اثر فيه وخلاه انسان بخيل و
قاطعها بضيق قائلا انا اسف ياستى على مجى فى وقت زى ده ...واسف ان جوزك قصدى طليقك طلع بخيل .تحبى ارفضه لك 
فتحت فمها غير مصدقه قائله بلهفه انت بتتكلم بجد طب ياريت 
صمتت فجأة بعدما ادركت ما يسحبها اليه .قائله بنفس حدتها السابقه طب حضرتك مقولتليش عاوز ايه منى دلوقتى 
اجابها عاوز مراتى 
اجابته ومن قال ان مراتك عندى 
اجابها بجدية عربيتها اللى تحت 
صدمت صافى وهى تستمع اليهم من خلف الباب وهى تضع يدها على فمها 
اجابته نهى طب بفرض انها هنا ومش عاوزة تشوفك ايه الحل 
ازاحها عن طريقه بيده ليدخل وهى تتبعه قائله بصوت عالى 
نهى لو سمحت يا استاذ سارى .ميصحش كده 
اخذ يفتح غرف التى تقابله حتى وصل للحجرة التى توجد فيها .حاول فتح المقبض الا انه وجده مغلقا .بادرقائلا ونهى تنسحب لبعيد 
سارى صافى ..انا عارف انك جوه ..لو سمحتى اخرجى .خلينا نتكلم ولو عاوزة تتخانقى معايا وتصرخى فيا انا راضى وهستحملك بس بلاش تهربى منى .انا بحبك ياصافى وعاوزك ...صافى من فضلك افتحى الباب ..انا من الصبح بلف الشوارع كلها بدور عليك زى المچنون .مسبتش مكان ممكن تكونى فيه الا وروحته ...انا كل اللى عاوز افهمه ايه اللى جرى احنا كنا كويسين .جرى ايه ليه مودك بيقلب فى لحظة كده زى موج البحر اللى مببقاش فاهم هو فعلا هادى ولا مخبى ورا هدوئه ده عاصفه هتطيح بكل حاجة فى لحظة 
جلس مكانه مستندا على باب الغرفه قائلا بيأس 
سارى انا تعبت يا صافى ..تعبت من انى اظهر بمنظر الراجل الضعيف اللى انا بقيته بسببك ده 
استندت هى الاخرى على الباب وهى
تجلس خلفه فى حزن تستمع اليه فاكمل بحزن 
سارى انا سايب شغلى ومالى وولادى ومبعملشى حاجة غير انى بدور عليكى .وبحاول طول الوقت اكسبك ..افتحى ياصافى ..لان دى يمكن تكون اخر محاوله ليا معاكى 
سمع صوت المفتاح يفتح فنهض واقفا امامها وهى تواجهه بثبات وجدية قائله 
صافى خليها المحاوله الاخيرة ياسارى واكسب نفسك وارجع لمراتك وولادك ولحياتك اللى كانت قبلى وسيبنى أنا كمان ارجع لنفسى 
سألها بيأس انتى عاوزة ايه يا صافى 
اجابته وهى تنظر لعيناه بتحدى عاوزاك تطلقنى 
رفع رأسه للحظة وكأنه يستعيد هيبته التى سلبتها منه قبل ان يتنفس بعمق قائلا بكبر تمام ...خليكى فاكرة انى حاولت وانك مقدرتيش ده ...انتى طالق ياصافى ..استريحتى كده
قالها وهو ينظر اليها بنظرات جادة قبل ان يغادر منصرفا 
خرجت وراءه .جلست على الاريكه بهدوء . بمواساه 
نهى ارتحتى كده 
هزت صافى رأسها بهدوء ممزوج بالحزن بالايجاب 
قبل ذلك بساعات 
اتصل طارق بهيفاء بناءا على خطة وضعاها خلال المرة التى التقيا فيها سرا بعدما وصلت اليه هى اولا . ليبلغها بنجاح الجزء الخاص به وهو استدراج سارى من خلال معرفته المشتركه لفتاة كانت على علاقه بسارى قديما .اقتضت مهمة الفتاة اقناع سارى بالخروج للسهر معا وبالفعل نجحت فى ذلك خاصة مع حاله الاحباط التى كانى يعانى منها بسبب خلافه مع صافى .شرب سارى كثيرا وقتها الا انه نهض فجأة مغادرا بعد التقاطهم عدة صور له وهو وسطهم وطارق خلفه يتبعه بسيارته حتى دخوله فيلا صافى .فأبلغ هيفاء بهذا بعدما ارسل اليها الصور لتكمل هى باقى خطتها بالاتصال بها وارسال صوره كى تقطع اى فرصه لهم معا
كان قد مر على طلاقهم عدة اسابيع .قررت فيه السفر للندن للعمل هناك بعدما اتاها عرض للعمل بهيئة الاذاعه البربطانية .خاصة بعدما احست برغبة امها فى الاستقرار مع اختها بالسعودية وشبه استقرار كريم مع جدته لابيها والتى تعلق بها جدا فى وقت قياسى جدا خاصة بعدما رأى منها الحب والحنان .
علمت صافى بعد فترة من نهى انه عرض جميع املاكه بالقاهرة للبيع بما في ذلك الجريدة وشركات الانتاج والاعلانات
اضطرت ان تذهب للجريدة لأخذ ملف اوراقها لاستكمال اوراق السفر 
دخلت صالة التحرير فرحب بها الجميع أحست به يتطلع اليها .التفتت الى حيث مكتبه فوجدته يقف خارجه وهو يودع احد ضيوفه .يرتدى تيشرت رياضى على بنطال من نفس الخامه .وقفا يتطلعان الى بعضهم البعض بنظرات لوم وڠضب قبل ان يدخل لمكتبه مغلقا الباب ورائه بعصبية.
انهت اوراقها بعد وقت ثم دخلت لمكتب عبدالحميد تودعه .اخذا يدردشان فى عدة امور قبل ان تنصرف مغادرة 
وصلت للاسانسير وجدته يكاد يغلق فضغظت الازرار كى يفتح .فتح
فوجدته امامها .تنحنحت فى حرج فى تردد فى ان تستقل معه المصعد ام تنتنظر .وقف يتطلع اليها بضيق فى انتظار ماستفعله .كاد الاسانسير ان يغلق فمد يده ليوقفه كى تصعد معاه بنفاذ صبر .دخلت بخطوات ثقيله .وقفت امامه بينما استند هو من خلفها على مسند معدنى بالاسانسير .عبق المكان برائحه عطره .اغمضت عيناها فى تأثر وهى تحس بروحها تكاد تدمى من تحتها
.وبقلبها يخفق بقوة حتى ليكاد يتوقف . احست بدمعه تنسدل على خدها من الۏجع اخرجت نظارتها الشمسية وارتدتهافى قهر. قدماها .كادت ان تسقط فأسندها بقوة دون ان ينطق بحرف .اعتدلت واقفه ونظرت خلفها فوجدته يغادر مقر الشركه بعيدا.
قادت السيارة بعصبية ودموعها تنهمر پقهر .تتذكر نظراته الصامته اليها كما لو كانت غريبة عنه لم يجمعهم الحب يوما .
اوقفت السيارة جانبا واڼهارت باكية بصوت عالى 
طوال طريق ذهابه للمطار .ظل فى الخلف صامتا حتى ان السائق نبهه لصوت هاتفه والذى لم يكف عن الرنين طوال الوقت .ظل ينظر للطريق من خلال نافذة السيارة يبتسم فى حزن وهو يتذكر اوقاتهم معا .تلك الساحرة الصغيرة التى سلبته عقله وروحه وكأن القدر ينتقم منه فى صورتها .سارى الأيهم بكل هيبته وجبروته .ملك الليل .هارون زمانه بنسائه الجميلات .كما كان اصدقائه يطلقون عليه يرضخ الأن لامرأة واحدة صغيرة تتحكم به وبروحه الجريحة فى هدوء .وكان ۏجع قلبه من الفراق ليس كافيا ليقابلها اليوم صدفه وهو ينهى كل اعماله فى القاهرة ليهرب من مكان قد يجمعهم يوما 
أحس بالضيق اكثر وعبدالحميد يحكى له عن نيتها للسفرخارجا وعن تجهيزها لاوراقها.
سأل نفسه فى ضيق ...هل سيكون هذا هو لقائهم الاخير بهذا الشكل المهين وكأنهم
اغراب لم يجمعهم العشق يوما دون حتى كلمه وداع واحدة تثلج روحه لعله يهدأ ويتقبل الامر .
دعا عبدالحميد صافى لحضور فرح ابنته والتى كانت صديقتها منذ ايام الدراسه الجامعية .حاولت الاعتذار الا ان العروس اصرت فوافقت على مضض.
وقفت مع بعض من زملائها وزميلاتها يضحكون وهم يتذكرون ايام الدراسة .التفتت فوجدته يدخل الحفل فى كامل اناقته مرتديا بذله فاخرة فارضا هيبته ووجوده لحظه دخوله وان كانت قد لاحظت تأبط احدى الفتيات الجميلات لذراعه .احست پالنار تتآكلها من الغيرة وهى تتابع دخوله بإبتسامته الجذابة تلك 
لاحظها هو الاخر فور دخوله تقف متألقه وسط زملائها الشباب .نظر فى سرعه لفستانها المثيروالذى كشف عن ساقها بحرية .عبس وجهه وهو ينظر اليها بضيق يكاد يتحرك ناحيتها ليفتك بها بكل الڠضب الذى يتملكه .
جلس قبالتها هو وفتاته يتهامسون .ازدادت غيرتها فإستجابت لمحاولات زميل قديم لطالما حاول التقرب منها منذ كانا زملاء بالجامعه .اخذت تتعمد الضحك على نكات زميلها السخيفه بصوت عالى .جعلت النيران تشتعل اكثر بداخله وهو يرمقها بنظرات مختلسه بين الحين والاخر .فجاة أحست بدوار ومغص حاد يعتصر داخلها .وضعت يدها على رآسها وملامح الإعياء تشتد عليها .سارت بخطوات ثقيله بسبب ما تحسه بخلاف الم قدمها جراء حذائها ذو الكعب العالى .تحاملت على نفسها حتى خرجت من القاعه ثم استندت كى تصل للحمام .حاولت السير وحدها فكادت ان 
تنحنحت فى حرج وهى تحاول التخلص من ذراعيه .فأوقفها ثابته قائلا لها بجدية 
سارى انتى كويسة 
كان شعور الاعياء قد ازدادت حدته بسبب تنشقها لرائحه عطره خاصة .وضعت يدها على فمها وهى تشعر بالغثيان يغلب عليها 
استغربها فسألها مرة اخرى بقلق صافى انتى كويسة شكلك تعبانه 
لم تجبه وهى تجرى بخطوات متعثرةنحو حمام السيدات .ظلت بداخله تفرغ كل ما بمعدتها فى الم حتى نزلت دموعها على خديها.
خرجت بعد وقت وهى تمسك بحذائها العالى فى يدها 
خرجت فوجدته واقفا بالخارج .تطلع اليها بقلق قبل ان يلاحظ الحذاء بيدها وبالفستان للاعلى كى لا تتعثر به مما كشف عن فتحه فستانها و التى كشفت عن ساقيها.
زم شفتيه فى ڠضب وهو يتنفس بعصبية قائلا لها 
سارى لما انتى مبتعرفيش تلبسى كعب عالى بتلبسيه ليه وبعدين نزلى الزفت الفستان اللى كاشف رجلك ده 
اجابته بعصبية وهى ماتزال تحس بالإعياء وانت مالك انا حرة .. وبعدين عدينى خلينى اروح 
لاحظ ترنحها وهى تحاول السير فمد يده ليسندها بعصبية قائلا 
سارى تعالى هوصلك ..شكلك تعبان 
اجابته بضيق لاء روح
لصاحبتك زمانها منتظراك 
صمتت فى ضعف وشعور الإعياء يزداد بقوة خاصة مع تكييف السيارة 
سألها بقلق تحبى اوديكى المستشفى 
اجابته بضعف لاء انا كويسة بس ممكن تفتح الشباك .محتاجة اتنفس هواء طبيعى 
فتح الشباك وهو ېختلس اليها النظر بين الحين والاخر بقلق 
فجأة احست برغبة اخرى فى الغثيان فصړخت فيه بسرعه 
صافى وقف العربية ..وقف العربية 
اوقف السيارة جانبا ففتحت الباب ونزلت على ركبتها تفرغ مافى معدتها فى ألم
.نزل هو الاخر 
اجابته بسرعه لالا انا كويسة بس من فضلك ابعد 
اجابها بضيق وهو ينحنى لحملها انتى مچنونة .انتى فاكرة للحظة انى ممكن اتضايق من حاجة زى دى ...انت حبيبت.....
وصمت وهو ينظر لعيناهاقبل ان يعود بها للسيارة مرة اخرى .منطلقا حتى قابلته
محطة وقود فتوقف فيها ونزل للسوبر الماركت الصغير الملحق بها .اشترى منه عصائر وشيكولاتات وبسكوتات متنوعه 
عاد اليها فوجدها قد غفت فى النوم .ايقظها وهو يعطيها عصير لتشربه فشربته بإعياء .نظر اليها متأملا حتى وصولهم للفيلا .رحب به الحراس قبل ان
يفتحا لهم البوابة 
دخل للفيلا وهو يحملها بين يديه وهى ماتزال فى حاله اعياء 
وضعها بسريرها .واتجه لدولابها .اخرج منه قميص قطنى قصير .اتجه به اليها قائلا لها 
سارى صافى ..تقدرى تغيرى الفستان ده لحد لما ارجع لك 
هزت رأسها بالايجاب 
غادر بعدما اغلق الباب ورائه .نزل للاسفل وغاب حوالى ساعه .عاد بعدها مرتديا قميصه الابيض فقط بعدما
تم نسخ الرابط