رواية كاملة بقلم هدير محمود
المحتويات
مازال واقفا منتظرا مريم وكان يضرب على سيارته پعنف كلما تذكر الهيئة التي رآها بها سيف جن جنونه كيف لها أن تفعل ذلك لقد رآها صديقه في تلك البيجامة التي كانت رائعه عليها بحق وشعرها المنسدل خلف ظهرها إنه لم يراها هكذا منذ أول يوم زواجهما ثم اعتادت مريم أن تربط شعرها جاءت مريم ووجدت أدهم أمامها وهو مازال يضرب بيده على سيارته ف علمت أنها على وشك الدخول في الحړب وأن نظراته لها تكاد ټحرقها حينما رآها فتح لها باب السيارة ثم ركب هو الآخر ولم يتحرك بل نظر إليها قائلا پعنف وغيظ
ديه بيجامة دينا وأنا مكنتش أعرف والله أن في حد بره أنا قومت من النوم ملقتش دينا جنبي والأوضة بعيد عن الصالة شوية ومسمعتش أي صوت خرجت أدور عليها لقيتكوا ف وشي معرفش جيتوا أمتا ولا أزاي
والله ومسمعتيش جرس الباب
ونمتي بردو ف أوضة النوم صح
ترددت مريم برهة وفكرت أن تكذب عليه لكنه رآها وهي تدخل الغرفة مرة آخرى ف قررت أن تصارحه ب حقيقة ما حدث
بصراحة يا أدهم أنا والله كنت ناوية أنام ف الأوضة التانية وكنت مصدعة عقبال ما دينا راحت تجيبلي الدواء كنت ڠرقت في النوم ومحستش بنفسي
لأ أتكسف
تتكسفي من أيه يا مريم متجننيش عليكي خلصي وأتصلي بيها حالا قبل ما يناموا
على أدهم صاحبك تصور قال ل مريم تخليني أغير فرش السرير والمخدات عشان نامت عليه ومقفلتش إلا لما خلتني أحلف إني هغيرها
وده ليه يعني
عشان ريحتها متكونش على السرير اللي هتنام أنتا عليه بيغير يا حبيبي
ولما هو بيغير عليها وبيحبها أوي كده أمال أيه حكاية البت التانية ديه
صحيح أنتا افتكرت وجرجرته في الكلام
وبعدين
مريم الوحيدة اللي في ايدها تخليه بتاعها لو عايزة شوية دلع هيلين وهيعترف ويسلم أنه بيحبها لكن بقا جو كرامتي ومعرفش أيه هتخسره ..طب أيه مش يلا ندخل أوضتنا نريح شويه
سيف غامزا ننام أيه يا دينا هو ده وقت نوم أنا واخد أجازة من الشغل عشان تقوليلي ننام
مهو مش هينفع يا سيفو يا حبيبي غير ننام ديه حاااليا هااا فاهمني با قلبي
يالهوووي لأ متقوليش هوه حصل طيب روحي غيري الفرش عشان ننام بقا أهو نرتاح
ههههههه حاضر
اسكتي متضحكيش يا أختي أنا مش ناقص ..يا حظك الزفت والهباب يا واد يا سيفو
أما على الجانب الآخر تحرك أدهم بسيارته وكان مازال الڠضب يعصف بكيانه لكنه لا يتحدث وتذكر أنه أخذ مريم دون أن تتناول فطورها فأوقف سيارته وقال
هروح أجيبلك حاجة تفطري بيها وعصير عشان متتعبيش وضغطك يوطى
لأ شكرا ملوش لازمة لما أروح المستشفى أبقا افطر هناك
هجبلك أي حاجة من الكشك اللي هناك ده تصبيرة عشان ممكن تلاقي شغل ومتلحقيش تفطري خليكي هنا ثواني وجايلك
ماشي
بسرعة يا أدهم ساعد
أه
بسرعة يا أدهم الراجل ده لو رجع تاني ممكن منلحقوش
أجابها أدهم مټخافيش إن شاء الله خير ربنا يستر
نطق المړيض متتعبوش نفسكوا أنا خلاص ھموت
بكت ابنته الجالسة بجواره متقولش كده يا بابا
حاولت مريم تهدئة الفتاة وطمأنه المړيض متخافش هتبقى كويس إن شاء الله بس خليك فايق معايا كده
أدهم خد تليفوني وأتصل ب خالد وأفتح الاسبيكر بسرعة
خالد أشمعنا
لأن وقتها
ممكن يدخل ف shock وهبوط في الدورة الدموية ووظايف التنفس تقف
ألو صباح الخير يا ....
قاطعته مريم قائلة دكتور خالد أنتا لسة في المستشفى
أه
خالد بالله عليك نيجي نلاقي كل الأدوية جاهزة لأن أي تأخير مش هيبقى في فرصة تانية احنا دقايق ونكون عندك
خالد حاضر يا دكتورة عقبال متوصلي هتلاقي كل حاجة جاهزة
ماشي شكرا سلام ثم ألتفتت لأدهم ل تسأله ها فاضل كتير
خلاص أهوه 5 دقايق بالكتير ونكون هناك
وبالفعل ما هي إلا دقائق ووصلا للمستشفى ساعد أدهم أخو المړيض في حمله ودخلا به على غرفة الافاقة وكان خالد قد جهز ما طلبته مريم وساعدها في أنقاذ حالة عم سيد ..كان أدهم مازال واقفا ينتظر أن يطمئن على
حالة المړيض وبعد حوالي ساعة خرجت مريم من الغرفة ونظرت لأهل المړيض قائلة
الحمد لله قدرنا ننقذه بفضل ربنا وهننقله العناية النهارده لحد ما الحالة تستقر
نظر لها أدهم مبتسما وقال في سره الحمد لله كما حمد أهل المړيض الله كثيرا وشكرا مريم بحرارة شديدة ثم ذهب أدهم ليبدأ عمله لكنه كان معجبا بما فعلته زوجته وطريقة تعاملها مع الحالة مر اليوم بسلام وأخذها وعادا إلى منزلهما وهناك كانت مريم تهم لمساعدته في اعداد الغداء لكنه أخبرها أن تستريح وأنه اليوم سيطلب طعاما جاهزا من مطعم قريب لانها منهكة منذ ليلة أمس ولم تسترح بالقدر الكافي وبينما كانا يتناولا غداءهما نظر لها قائلا
أنا فخور بيكي أوي يا مريم أول مرة أشوفك وأنتي بتشتغلي المرة اللي فاتت لما اشتغلنا سوا مكنتش مركز غير مع الحالة بس بجد المرادي انبهرت بيكي أزاي كنتي قادرة تسيطري على الحالة وعلى اللي حواليها وتردي عليهم وأزاي عرفتي تتصرفي بسرعة
أنا معملتش حاجة أنا كنت سبب بس ربنا هو اللي بعتنا للراجل ده ويمكن سيف ودينا أتخانقوا وحصل كل اللي حصل ده عشانه ربنا قدرله أن يعيش وسخرنا عشان ننفذ مشيئته وده كان دورنا زي ما سخرني لعلاجه سخرك عشان توصلنا بسرعة وسخر خالد عشان يجهز الحاجة كل ده عشان الراجل لسه ليه عمر
نظر لها بهيام ووله ظهر بعيناه رغما عنه أنتي جميلة أوي يا مريم مش بس من بره لأ جواكي أجمل ويمكن الجمال اللي جواكي هو اللي بينعكس على ملامحك ويخلي أي حد يشوفك يحس قد أيه أنتي جميلة ويحبك
خجلت مريم من ثناء زوجها فقالت وقد تحاشت النظر في عينيه أيه الكلام ده يا أدهم مش للدرجادي ..ثم صمتت برهة وأردفت قائلة عارف
أيه
أنا دايما عندي يقين أن مفيش حاجة بتحصل في الكون صدفة كله بتدبير ربنا سبحانه وتعالى عارف حكاية سيدنا موسى والخضر
طبعا
أهوه أنا دايما بحس أن ورا كل ابتلاء خير يمكن نكون مش شايفينه دلوقتي ويمكن نشوفه بعدين أو حتى منشوفوش أصلا بس لازم يكون عندنا يقين أن طالما قضاء ربنا وقدره يبقا أكيد خير
أخذت نفسا عميقا ثم أردفت قائلة زي ما ربنا بعتك ليا وبعتني ليك يوم ما عمي جه وقالي أنه هيجوزنا رفضت في الأول ولما عمي أصر وافقت غصبن عني لأني كنت متأكده أنه مش هيسبني غير لما أوافق ولما قعدت بيني وبين نفسي صليت استخارة وحسيت أن جوازي منك خير وإن طالما ربنا حطك ف طريقي يبقا أكيد ده لمصلحتي ..عارف يا أدهم بالرغم من معاملتك الصعبة ليا وشكك المتواصل فيا وغضبك اللي بيظهر من أقل حاجة إلا إني معرفتش أكرهك حسيت معاك بالأمان اللي افتقدته بعد مۏت بابا الله يرحمه واللي مقدرش مروان أنه يحسسني بيه أو يمكن حسيته ف وقت من الأوقات بس مكنش احساس حقيقي لأني لما أتجوزتك عرفت معنى الأمان الحقيقي كنت عارفة دايما أنه ورا العصبية الأوفر والكلام الدبش قلب طيب يمكن حصلتله حاجات عكرته لكن الأصل صافي وحنين أنا متعودتش أخد الناس بالظاهر اتعودت أبص على اللي جواهم ويمكن لأن صورة أدهم القديمة كانت مترسخة في عقلي مقدرتش أصدق أدهم التاني
علق أدهم بضيق قائلا ممكن أطلب منك طلب
اتفضل
ممكن متجبيش سيرة الزفت اللي كنتي متجوزاه ده وتقولي أسمه قدامي
أمال أقول ايه
قولي الحيوان وأنا هفهم علطول ولا أقولك متقوليش حاجة أصلا ولا تحاولي تفكريني أنك كنتي متجوزة واحد تاني
أشمعنا يعني
كده وخلاص من غير أشمعنا يا مريم ممكن
ممكن
ألا قوليلي صحيح هو أنتي أتجوزتي الحيوان ده ليه
الله أنتا مش لسه قايلي متجبيش سيرته أديك أنتا اللي عايزني اتكلم عنه أهوه
لأ مش عايزك تتكلمي عنه بس عايز أعرف يعني أيه اللي شدك فيه
أعادت رأسها للخلف ثم أغمضت عيناها لبرهة وأطلقت تنهيدة حارة
ثم قالت مروان ظهر ...
قاطعها أدهم قائلا قولنا متتهببيش وتقولي أسمه قولي الحيوان
ابتسمت مريم ثم أردفت قائلة مش هقول الحيوان ولا غيره حرام بص أنا هتكلم بضمير الغايب هو ظهر ف أكتر وقت كنت محتاجة فيه لحد يكون سند وضهر ليا بعد ۏفاة بابا كنت محتاجة أحس بالأمان كنت تايهة أوي يا أدهم والأمان كان طول عمره بالنسبالي يعني راجل وأنا مليش أخوات وبابا مبقاش موجود ف جه هو ف الوقت ده حسسني بإهتمامه وكل
ده بردو وهو بيحترمني ومبيتعداش حدوده معايا وبعدها ب وقفته جنبي بعد وفاه ماما حسيت إني بحبه وأنه هيقدر يعوضني عن اللي راحوا صدقت كل حاجه كان بيقولها وكان بيعملها صدقت أنه هيكونلي الأمان والحماية والسند كنت خاېفة أبقى لوحدي لأني مبحبش الوحدة لكن طبعا بعد الجواز اكتشفت أن هو اللي محتاج يحس بالأمان وفضلت فاقدة الشعور ده لحد ما قابلتك يمكن يكون هو حبني لكن مقدرش يخليني أحس بإني مطمنة ويمكن تكون أنتا محبتنيش بس خلتني مطمنة و .......
أدهم أنتا معايا ..سرحت ف أيه
معاكي يا مريم لأ مفيش معلش خلاص أنا آسف متكمليش كلامك
ليه
أجابها پغضب كده يا مريم وبطلي بقا كل شويه ليه ليه زهقتيني
أنا آسفة ..أنا هروح أنام الظاهر أنا رغيت كتير وصدعتك بس أنتا اللي سألتني..على العموم تصبح على خير
تركته وهمت بالانصراف وقد أخذت الأطباق التي تناولا الغداء فيها ودخلت المطبخ وكان هو مازال جالسا وهو يردد بداخله وأيه ذنبها هي يا أدهم بتزعقلها ليه أنتا اللي سألت ملهاش دعوة بقا بغيظك وغيرتك دول ومش هتفهم كده قوم صالحها حرام عليك لسه بتقولك سندها وأمانها غبي صحيح
أسكت أدهم صوت نفسه وقام متجها للمطبخ حتى يعتذر لها وكانت هي
متابعة القراءة