واحترق العشق كاملة بقلم سعاد محمد سلامة

موقع أيام نيوز


هنالك ما يشرح قلبهامتاهه تعيش بها كانت تود عائلة هادئة هى وأطفالها مع عمادلكن هذا هو القدر وعليها قبوله بينما عايدة تضاربت مشاعرها هي تعلم أن سميرة وعماد يقفان على حافة النهاية كذالك حسنيه التى لديها يقين بأن عماد لن يتخلى عن سميرة ولن يتزوج بغيرها تآسفت عايدة على حياة إبنتها التى دوما تجرفها نحو حړق قلبها. 

عودة 
عادت عايدة تبتسم وهي تستمع لقول يمنى 
ناناه بابي هياخدني للمول جيب لعب وكمان أيس كريم.
تبسمت لها سميرة كذالك عايده وحمدت ربنا على تلك البسمه على وجه سميرة المتفتح الملامح...تأمل خيرا ان يكون ذلك هو العوض ل سميرة وتجد السعادة مع عمادالذي تغير بالفترة الأخيرةكذالك ملامحه هو الآخر السعيدة.
بعد قليل على طاولة السفرة 
نظرت سميرة نحو عماد وتبسمت من دلال عماد ل يمنى التى رفضت الإبتعاد عنه حتى أثناء تناول الطعام أصرت تجلس على ساقية تنهدت بسعادة. 
بمنزل والد عماد 
دخلت هند تحمل كوب من المياة الى غرفة والداها اللذان يرقدان سويا على الفراش...شعرت بحسرة فى قلبها من رد فعل والدتها التى اصابها شلل نصفي مؤقتبداخل عقلهشعرت بالآسف على حالها 
كما يقولون مصېبة فى المال ولا فى الاولاد
لكن على يقين أن والدتها لو أصاب إحداهن مصېبه لم تكن لتتأثر كما حدث معها حين كادت تثبت عليها تهمة المشاركة فى تسهيل السرقهلولا عماد 
لا لولا والدة عماد أخيها النصف شقيق.
تذكرت قبل أيام حين ذهبت الى حسنية بمنزلها 
بالعودة الى ذلك اليوم
إستقبلتها حسنيه بودلم تكن تتوقعه من حديث والديها عن حسنيه كانت بعقلها أنها الشړ الأعظملكن إكتشفت حقيقة والديها أنهما طامعان ويكنان الغل ل عماد ووالدته التى ضحت بحياتها وشبابها وساندت عماد بكل ما كانت تستطيع فعله سواء بالعمل معه والإنفاق عليه أو حتى بالمساندة المعنويه التى شكلت شخصيته القويه والطموحه لكن بالإعتماد على النفس لا بالطمع فيما يملك الآخرونكما كان والديها...
جلست للحظات صامته الى أن تحدثت حسنيه قائله
قولي اللى عندك يا هند أكيد مش جايه عشان تقعدي ساكته.
تنحنحت هند بكسوف قائله
عارفه إن حضرتك مستغربه إنى أجي لحضرتكبصراحه أنا شوفتك ماشيه من شوية كان معاكي كيسقولت لازم أجياشكركمتأكده إنك إنت اللى ضغطي على عماد أنه يهتم بأمريعماد مستحيل يعمل ده من نفسهلانه سبق وطردنى من الشغل عنده فى المصنع...وإتأكدت كمان إنك إنت اللى بعتي مصاريف علاج بابا لآن لما قولت ل عماد إتفاجئانا كنت واخدة فكرة غلط عن حضرتكإنك كنت بتحاربي بابا وكان نفسك يطلق ماماعشان ترجعي لهبس كنت ساذجه وانا صغيرة لما كبرت فهمت الحقيقهاو بمعنى اصح حقيقة بابا وماما الإستغلالين زي بعضأنا كمان كان فيا عرق منهم وفكرت فى إنى أستغل إسم عماد وأقول إنى أخته فى المصنع عشان الاقي معاملة أفضلبس عماد وقتها فهم نيتي إني طماعه كمان كان فى شئ تاني فى دماغي مش هقدر أقوله بس لما طردنى كرهته أوي وکرهت ماما وبابا کرهت كل حياتي بس إكتشفت الحقيقة متأخرأنا اللى كنت عاوزه أصدق المظاهر حتى لو كدابهأنا لو مش فضلك كان زمانى مرميه فى السچن والله أعلم كنت هطلع من القضيه ولا كنت هشيلها لوحدي ويضيع من عمري كم سنه وأتوصم بإنى خريجة سجونجايه أشكرك والله ما نيتي أي غرض تاني غير كده.
أنهت هند حديثها وقفت قائله
بشكرك جدا كمان إنك إستقبلتيني وسمعتيني.
نظرت لها حسنيهلو أخري كانت تشفت ب هند بنت من كانت دائما تحاول كيدها امامهالكن الحياة علمتها الدرس باكرا الشمت قد يرتد عليك وتصبح مشمت ذات يوم الافضل ان تصفح وټحرق صفحات فارغهتفوهت بعقلانيه
إقعدي يا هند عاوزه أتكلم معاك كلمتين.
بتلقائيه جلست هند تود سماعهاوضعت حسنيه يدها على ساق هند قائله
بصي انا الحياة علمتني الدرس من بدريعماد كان هو كل دنيتيوعافرت معاه الدنياعاش على قد إمكانياتناكان فى حاجات بيبقى محتاجها وبيستغني عنها بطواعيه منهسندني وسندتهقويته وقت ما كان ضعيفحتى لما إتغرب كان سهل يجري ورا مظاهر فارغهلكن ركز على هدف قدامهالغربه مش وجاهه زي بعض الشباب ما بيفكروا الغربه يبني من وراها مستقبلحافظت له على فلوسه اول مصنع إشتراه كانومازال بإسميهتقوليلى لازمته كلامه دههقولك يا هند 
إحنا اللى بنشكل نفسنا ربنا حاطط قدامنا إختيارات كتير صحيح كل شئ قدر بس ليه متفكريش إنت عاوزه إيه تبقى ليكي شخصيه محترمه وتفرض عالجميع إحترامها ولا تسلمي عقلك لمظاهر إنت حباها حتى لو إتنازلتي بس أحب أقولك اللى بيقدم تنازلات بيفضل طول عمره مش راضي عن نفسه قدامك فرصه يا هند 
أنا ممكن أكلم عماد يرجعك تشتغلي فى المصنع ومش عامله زي ما كنت هتبقي تحت ايد المدير بس بشرط طريقة لبسك الضيق والمكياچ الأوفر اللى حطاه على وشك يخفي ملامحك مش بيزيدك جمال بالعكس بيقل من قيمتك قدامك فرصة فكري هستني ردك.
تبسمت هند على الفور قائله 
موافقة.
تبسمت حسنيه قائله 
فكري قبل ما تقولى قرارك بلاش تبقى متسرعه.
تبسمت هند قائله 
مش تسرع أنا بعد ما خرجت من القضيه قعدت مع نفسي وفكرت المكياج واللبس الضيق كانوا سبب إن مچرمة إطمعت وورطتني معاها فى تهمه كانت كفيلة تضيع مستقبليفكرت وانا فى الحبسلو كانت المجرمه دى مش حراميه وكانت شدتني لطريق تاني وإستغلت غفلة عقلي اللى مكنش بيفكر غير فى إن الفلوس هى حل كل المشاكل اللى فى حياتيأنا عاوزه يبقى ليا قيمة محترمة.
تبسمت حسنيه قائله
تمام يا هندأنا هطلب من عماد يديك فرصهويا عالم يمكن مع الوقت تكون إدارة المصنع فى إيدك إنت.
تبسمت لها هند بإمتنان.
عودة
تحسرت هند وهى تعطى لوالدها تلك الأدويه وهما يحتاجان لمساعده ماذا أخذا من الطمع هاهم رقداء فراش المړضوإن كان المړض ليس تغفيرا للذنوب فهو إمتحان من الله على قدرة الصبر. 
ليلا
بمنزل هاني 
دخل الى غرفة النوم كالعادة فداء ترقد على الفراش بين يديها طبق كبير للمقبلات الجافه وآخر جوارها للفاكهه الطازجه تلتهم هذا وذاك ألقى عليها المساء.
لم ترد عليه وزادت بإلتهام تلك المقبلات جلس على طرف الفراش مبتسم من عدم ردها لابد أن هنالك سبب أراد مشاغبتها. ومد يده ياخد أحد المقبلاتلكن فداء جذبت الأطباق بعيد عن يدهضحك هاني قائلا
لاء واضح إنك مقموصهبس ليه بقى.
شمشمت بأنفها قائله بإشمئزاز
إيه الريحه دي.
إستغرب سائلا 
ريحة إيه..
أجابته 
ريحة كاوتش عربية پيتحرق .
إستغرب ذلك التشببه قائلا 
كاوتش پيتحرق إنت حاسة الشم عندك بقت زايدة أوي أنا...
إقتربت منه وقاطعته تشم ملابسه ثم شعرت بإمتعاض دى ريحة البرفان بتاعك.
إستفزه ذلك وشم ملابسه قائلا 
ريحة البرفان كاوتش پيتحرق واضح إن حاسة الشم عندك إتعدمت ده برفان ماركه عالميه.
لا عالميه ولا حاجه ده كاوتش وياريت تبطله مش لازم يعني عشان ماركه يبقى ريحته حلوه كمان ريحته قلبت معدتيوحاسه إنى عاوزه أرجع بس لو قومت من عالسرير هسقع مصدقت دفيت.
ضحك قائلا 
عاوزة ترجعي مش من ريحة البرفان بتاعي من المكسرات والفواكهه المجففه غير الفاكهه التانيه اللى قدامك أنا رايح أخد شاور ازيل ريحة الكاوتش المحروق.
أومأت له بان ذلك أفضلبعض قليل خرج من الحمام يجفف خصلات شعرهتبسم حين وجدها مندمجه مع ذلك العرض التلفزيونيشاغبها ووقف أمام شاشة التلفازتذمرت قائله
هاني وسع من قدام شاشة التلفزيونإنت ضخم وكمان أنا مش طيقاك أساسا.
ضحك وهو ينزاح من امام شاشة التلفازوإنضم جوارها بالفراشقائلا
فى واحده تقول لجوزها اللى إتجوزته ڠصب عنه مش طيقاك.
اومأت براسها قائله
كانت غلطةانا كنت عاوزه راجل رومانسي زي صاحبك عماد كده.
ضحك هاني قائلا 
عماد رومانسي! 
واضح إن هرمونات الحمل معاك هيست.
نظرت له پغضب قائله 
لاء مش هرمونات الحمل دى حقيقه مش تهييس عماد جه ل سميرة العيادة وإحنا عند الدكتورة لو شوفته وهو بيدخل بلهفه كنت صدقتني كمان شايف بطل الفيلم رومانسي إزاي مع مراته. إنت مش رومانسي خالص.
ضحك هاني وحاول ضم فداء لكن إبتعدت عنه قائله 
إبعد مش طيقاك أنا عاوزة راجل رومانسي زي عماد وبطل الفيلم ده.
ضحك هاني قائلا
طب ما انا أهو زي بطل الفيلم إنت اللى بتمانعيبراحتك بقى.
بعد
دقائق هدأتنهد هاني قائلا بإعتراف
أول مره شوفتك فى السوبر ماركت قولت غلسه وإستفزازيهبس كان جوايا شعور إنى عاوز اشوفك تاني عشان حاجه واحده بس أعملها لغاية دلوقتي رغم إننا إتجوزنا بس مازال نفسي فيها
تبسمت سائله
وإيه هى الحاجه دي.
ونظر لوجهها إستقرت عيناه على للحظاتشعرت فداء بخجلتبسم هانى حين عضت على قائلا
كان نفسي ألطشك بالقلم على شفايفك.
عبست ملامحها وكزت على شفتيها پغضب ولمعت عينيها تشغ غيظ وقبل أن تتفوه بدل ونظر لوجههايزيح تلك الخصلات المشعثهنظرت له بسحق وهى تلتقط انفاسها قائله
تصدق خسارة فيك المفاجأة ملكش فى الطيب.
ضحك وهو يضع إبهامه على شفتيها قائلا بإستخبار 
وإيه هي المفاجأة بتاعتك بقى محضره صاروخين تحت السرير.
دفعته بقوة ضحك وهو يعود يتسطح بجسده على الفراش لكن فداء مدت يدها أسفل الوسادة وجذبت ذاك المغلف ونهضت قائله 
خسارة فيك مش هخليك تشوف الصور.
نهض بفضول قائلا 
خلاص متزعليش قوليلي إيه بقى اللى فى الظرف ده بس أوعي يكون....
نظرت له بتحذير... ضحك وخدعها قائلا 
خلاص مش عاوز أعرف إيه اللى فى الظرف.
بمباغتة منه خطڤ المغلف من يدها حاولت أخذ المغلف لكن سقط محتواه فوق الفراشخفتت ضحكات هانيوهو ينظر الى تلك الصور الشعاعيهخفق قلبه وهو يجذب تلك الصور ينظر لها تدمعت عيناه شعور خاص فى قلبهصور جنينبالأصح صور لذاك الجنين الذى برحم فداءنطفه منه تتشكل بداخلهاشعور لا يعرف بماذا يوصفهشعور كان يخشاه مع ذلك كان يتمناه ويخفي ذلك خوف من تكرار القدر لم يعد صغيراكما كان دائما يقول ذلك زوج والدتهرغم أنه مؤمن بالقدرحتي إن تكرر القدرطفله او طفلته لن يعيش بؤس كما عاشه هو.
رفع رأسه ونظر نحو فداء التى لاحظت تلك الدمعه بعينيه بوضوح نسيت تنمره السابق قبل قليل رفعت يديها وضعتها على وجنتيه قائله 
عينك بدمع يا هاني.
نظر لها بلحظة ضمھا قويا قائلا 
مش دموع يا فداء دي لمعة فرحه أكيد لو قولتلك شعوري فى اللحظه دي مش هقدر اوصفه فداء إنت كنت الإيد اللى إنتشلتني قبل الڼار ما تنهي بقية مشاعري بالحياة 
ب ڤيلا عماد 
بغرفة النوم
خرجت سميرة من الحمام على غير عادتها الليالي السابقه إرتدت منامة محتشمة رفع عماد الجالس على الفراش عينيه عن الحاسوب ونظر نحوها لفت ذلك نظره تبسم بخفاءوضع الحاسوب على طاوله جوار الفراش وعيناه مسلطة على سميرة التى ذهبت نحو الناحية الاخري للفراش تمددت فى صمت جذبت الدثار عليها وأغمضت عينيهالكن سرعان ما إتسعت عينيها 
حين قائله
إنت سمعت كلام الدكتورة قالت إيه.
رفع رأسه قليلا ونظر لها مبتسما يقول
سمعت نبضات قلبك يا
 

تم نسخ الرابط