رواية سراج الثريا بقلم سعاد محمد سلامه

موقع أيام نيوز


نومها 
كانت ثريا مازالت واقفه تتأمل 
قطع ذاك التأمل حين شهقت بخضه بعد سماعها ل سراج ينطق إسمها 
ثريا...
قطع بقية حديثه ببسمه ثم عاود مره أخري 
كنت سرحانه فى إيه كده وإيه اللى مصحيك دلوقتي وليه واقفه فى البلكونة الجو فيه نسمة ساقعه.
نظرت له بصمت للحظات تبسم سراج ينتظر جوابها لكن عاودت النظر أمامها وكما كالعادة لا تهتم بالأجابه عليه وسألت بمفاجأة 

إشمعنا دلوق إيه اللى إتغير يا سراج. 
لم يفهم مغزي سؤالها فسألها بنظرة عين مستفسرة 
قصدك إيهمش فاهم.
إستدارت بجسدها تستند بظهرها على سياج الشرفه قائله بتوضيح 
رغم إن عندي شبه يقين إنك فاهم مغزي سؤالى بس هوضحلك يا سراج...
أومأ مبتسما
بينما إستطردت ثريا حديثها 
ليه دلوق إتنقلنا للشقه دي.
تهكمت ثريا قائله 
والتشطيبات إنتهت فى عشر أيام.
أومأ لها رأسه بتأكيد.
نظرت له بعدم تصديق فالجواب الذي قاله لا يناسب الحقيقة... ضحك سراج يعلم أن جوابه لم يقنعها لكن هو نفسه غير مقتنع بأي جواب لسؤالها فى البداية كان زواجهم بغرفته القديمه كان لديه هدف وهو عدم تحكمها بمكان خاص بها بداخل الدار كذالك عدم تمكنها من مكانه أكثر بقلب العائله مجرد غرفه تتشارك فيها معه كزوجين ماذا كان سيحتاج أكثر من غرفه لكن مع الوقت شعر أنه أخطأ بذلك كذالك مواجهتها له سابقا جعلته يدرك أنها فهمت غرضه الحقيقي الذي تبدل مع الوقت لام عقله ماذا كنت تهدف وتعتقد أن ثريا كانت مجرد شئ عابر بحياتك أرادت وئد تمردها عليك لكن فاز تمردها وأنت أصبح ذاك التمرد يغزو قلبك من ناحيتها كنت تعتقد أن قلبك فولاذ لا شئ يؤثر به لكن من أجل نظرة عين ثريا التي تنظر له بها الآن...
هل لان الفولاذ....وأصبح قابل للإلتواء والتشكيل مع تلك المشاعر الذي لم يكن عقله يصدق أن يمر بها يوم لم يكن يحكم قلبه سابقا علمته العسكريه التحكم بالعقل فقط...
تكون بداخلها أمنيه أن تكون إحد الثريات وتسير بملكوت مثل تلك الثريات التائهه بالسماء 
تائهه وسط غيوم سابحه

السرج السادس والعشرون
محتاله إحتلت قلبه 
سراج_الثريا 
بعد مرور يومين 
بالصباح الباكر 
فتح سراج عينيه كما تعود يصحوا باكرا 
مازالت لغز له رغم إقترابهم الفترة الأخيرة وجود أكثر من علاقة بينهم لكن أحيانا رغم إنسجامها معه بتلك اللحظات يشعر ببعض التبلد يتملك منها وللغرابه لا يشعر أنه نفور منها بل كآنها تخشي أن تنجرف بفضيان يجرفها ويظهر قشرتها الهشة... 
تنهد حائر العقل فى نفسه هو الآخر مشاعر يخوضها لأول مره فى حياته لأول مره يختبر الصبر مع ثريا ثريا المتمردة والعاصيه
غيث....
تشنج جسدها وهي تحارب بفتح عينيها...
شعر سراج بتشنج جسد ثريا إستغرب ذلك كذالك لم يكن نطقها لإسم 
غيث
مجرد همس فلقد سمعه سراج بوضوح وشعر بالعضب ظنا أنها تحلم به هو من يتودد لها هكذا... سرعان ما تردد لعقله قول سعديه له
غيث ملمسش ثريا 
إذن لماذا تهمس بإسمه وهي نائمه 
فتحت عينها وإبتعدت بجسدها لمسافة تشهق.
والجواب عقلها هو يجعلها حبيسة أضغاث يحتلها ذاك الغدار.
وعقلها يزمها... متى ستتحررين من إستعمار ذاك الفيضان الغادر الذي جرف قلبك
وقلبها يشتهي التحرر وقبول أنها بعد ذاك الفيضان مازال قلبها خصبا
خصبا 
ضحكة إستهزاء مؤلمة بروحها
ما بك مازال خصبا يا ثريا 
لقد تصحر كل شئ بداخلك أصبحتي جافة مثل الصحراء المتحركة رمال سهلة الإنطياع والتبعثر من أقل نسمة هواء رمال تسير لا تتحكم بأي أي أرض ترسوا...
هكذا هي تشعر لا مكان ولا مرسي لها والأفضل أن تظل هكذا حتى لا تنخدع مرة أخري وعليها فقط أن تتكيف مع المكان لا
أكثر من ذلك.
بينما رسم بسمة صافيه بشوشه عكس حيرة عقله قائلا 
صباح الخير.
صباح النور عندي قضية مهمة فى المحكمة فى أول رول يادوب إجهز عشان الحق وقتي.
قضية إيه 
هكذا سأل سراج وهو يشعر بضجر.
نظرت له ثريا قائله بتفسير بسيط 
قضيه مهمه يادوب أستحمي عشان الوقت.
وضع يديه يطوق قائلا عن قصد ومغزى 
قبل كده.
رغم تفاجئها بما فعل إرتبكت ولم تفهم مغزى حديثه وتسائلت بإستفهام 
قصدك أيه لاء إنت إتأكدت أن جوازي السابق كان كامل الأركان.
وكنت بتحبيه اللى عرفته إنه كان بيحبك .
مازال عدم الفهم يسيطر عليها لكن شعرت بغصه قويه... ف عن أي مفهوم للحب يتحدث إن ذاك هو مفهوم الحب لديه هو الآخر فلا تريده وقالت بلا إهتمام أو بتلقائيه 
آه كان بيحبني حب الدبه اللى قټلت صاحبها.
لكن ذلك ليس صحيح...
عادت للخلف تنظر خطوه تجفف دموعها قائله بصوت
مخټنق 
لاء وهبكي ليه كل الحكايه عندي حساسيه فى عيني بتسيل دموع.
تهكم وهو يضع يديه أسفل عينيها يتلمس تلك الدموع قائلا بعدم تصديق 
متأكده أنها حساسية فى العين.
فيك أيه بيجذبني ليك زى المغناطيس... ليه حاسس إنى بقيت مشتاق لقربك.
بينما هي تشعر بإرتباك وتبرجل عقلها كذالك ذاك الأسلوب الذي يتبعه سراج معها يجعلها تشعر بالضعف لكن... 
لكن ماذا يا ثريا... سابقا وقعتي بخدعة رقة ومعسول كلام غيث وكان فيضان ساحق مازال تأثيره يسكن خيالك بأسوء الكوابيس... زفرت نفسها وأغمضت عينيها ثم فتحتهما بقرار وحاولت فك حصار يدي غيث قائله . 
هتأخر على ميعاد الجلسه.
كاد سراج أن يضمها أكثر لولا رنين هاتفه هربت منه قائله 
موبايلك بيرن.... تنفس سراج برويه وذهب يجذب هاتفه نظر له ثم نظر ل ثريا التى تجذب لها بعض الثياب فكر بعدم الرد... لكن ثريا إنتبهت لعودة رنين الهاتف نظرت نحو سراج 
موبايلك بيرن ليه مش بترد.
أجابها بهدوء 
الشبكه هنا مش قويه هروح أرد من بلكونة الأوضه التانيه.
أومأت برأسها لكن فضول منها أو شعور الأنثي عدم رد سراج خلفه سبب خرجت من الغرفة وقفت قريبه من تلك الشرفه كان نطق 
سراج ل تالين كافيا بأن تعود لطبيعتها الجافة يكفي تهاونا... مكانتك لدى سراج معروفه... عادت الى الغرفه وأكملت تصفيف شعرها سريعا
وإرتدت ثيابها بذاك الوقت عاد سراج ونظر لها قائلا 
جلسة آيه اللى عندك مهمه أوي كده ومستعجله تروحي للمحكمه.
ردت بتلقائيه 
قضية إثبات جواز.
إستغرب
سراج ذلك سائلا 
يعني إيه.
كان جوابها بسيط 
زواج قاصر.
لازم أمشى يادوب على ما أوصل للمحكمة.
لم يهتم وبالفعل عاود وضع يديه يحاول ضمھا لكن ضاقت ثريا من ذلك ونفضت يديه عنها قائله بزهق 
هتأخر... كفايه تمثيل يا سراج.
لم يفهم سراج لكن لاحظ عصبيتها فسألها 
تمثيل إيه
أجابته بلا تردد 
تمثيل الحنيه والرومانسيه... إحنا الإتنين عارفين بعض كويس يبقى مالوش لازمه الدور الجديد خليك زي ما كنت واضح من البداية بلاش الأسلوب الجديد ده عشان مش لايق علي قصتنا إحنا الإتنين من البدايه مكشوفين قدام بعض.
محتالة 
هل وصفها بهذا الوصف سابقا 
كان مغفلا... هى أنسب وصف لها 
حمقاء 
تظن أن ما يفعله تمثيلا.... إذن لن يبرر مشاعره لتظن ما تشاء تحكم بعقله شخصيته القديمة وتفوه بشدة 
تمام يا ثريا... نوقف تمثيل ونرجع لشخصياتنا الحقيقيه.
أومأت ثريا برأسها بموافقة تنهد سراج بجمود قائلا 
طبعا عارفه إن كتب كتاب إسماعيل النهارده بعد المغرب فى شقة والد عروسته وإحتفال بسيط وطبعا بصفتك زوجتي المصون هتحضري كتب الكتاب بس طبعا بحذرك يا ثريا ترقصي.
ضحكت متهكمه تقول 
لم تنتظر ثريا وغادرت تركت سراج يزفر أنفاسه بضجر من تلك الحمقاء المتبلدة. 
ظهرا
بالمركز الرياضي
دلفت إيمان قبل قليل.. تبسم لها الأشبال وهم يقتربون منها يرحبون بعودتها بعد أيام من غيابها... بنفس الوقت كان جسار بغرفة مدير المركز لمناقشة بعض الشئون الإداريه خاصه بأشبال المركز ومدى تطورهم الرياضي كذالك مشاركتهم فى بعض البطولات الإقليمية مدح المدير به قائلا 
رغم إنك هنا من فترة قصيرة بس مستوي أبطال المركز إرتفع ودخلنا فى بطولات إقليمية وفوزنا بمراكز متقدمة وفى منهم وصل لتصفيات منتخب مصر كل ده بفضلك وخبرتك.
مديح المدير له لو كان لشخص آخر لشعر بزهو لكن هو يعلم أنه ليس السبب الوحيد فى تقدم مستوي الأشبال هنالك من سبقته وربما لها التقدير الأكبر فهي من ساهمت بإنشاء ذاك الأشبال تفوه عن قصد 
الكابتن إيمان هي صاحبة الفضل الاكبر أنا يادوب طورت حاجات بسيطه لو مش تأسيس كابتن إيمان للأشبال كان زماني يادوب لسه ببدأ معاهم بالتمهيد لكن دول شبه محترفين.
واقفه المدير قائلا 
طبعا كابتن إيمان لها فضل كبير مش بس هى كمان والدها الحاج عمران العوامري من أكبر المساهمين هنا فى المركز الرياضي حتى مكنش عندنا هنا مكان لتدريب الكارتيه هو اللى جهزه مخصوص عشانها بنت وحيدة على تلات شباب أكيد لها مكانه خاصه عنده لو مكنش كده كان قبل إزاي إنها تمارس رياضة عڼيفه واضح إنها متأثره بأخواتها الشباب لو واحده غيرها كانت تبقى مدلعه لكن كابتن إيمان متمردة.
متمردة
حقا هي كذالك وربما ذلك ما يجذب لها العيون لا بل القلب...
لمعت عيناه ببسمة هو حقا لا يفضل الشخصيه المدللة تذكر إشتياقه لرؤية إيمان منذ عدة أيام لا تأتي للتدريب فكر أن يهاتفها لكن بأي صفه...تنهد مشتاقا... كن سرعان ما فاق ونهض قائلا 
تمام كده دلوقتي عندي تمرين لازم أطلع لل الأشبال عشان كمان وقتهم فى منهم قرب مواعيد إمتحانتهم ولازم يكون عندهم وقت للتركيز فى دراستهم لازم جنب التفوق الرياضي يكون تفوق دراسي الإتنين يكملوا بعض.
أومأ له المدير موافقا... غادر جسار صاعدا الى قاعة التدريب لكن سمع أصوات عاليه كآنهم يقومون بالتمرين بالفعل إبتسم حين وقع بصره على من تهتف لهم بالتشجيع شعر بخفقات قويه كآن ما كان يفكر فيه حقيقة إقترب من مكانهم لم تبدي أي ردة فعل وإستمرت بالهتاف والتدريب لكن كان بعقلها أو قلبها شعور آخر غير معلوم لها لكن تذكرت قبل يومين وذاك الطفل الذي ناد عليهبابا
مازال بداخلها فضول لمعرفة بعض المعلومات عن جسار لا تعلم لما يتملكها ذاك الفضول هي بطبيعتها عكس ذلك أكملت تدريب الأشبال الى أن شعرت بإرهاقهم فتوقفت قائله 
عشر دقايق راحه وهنرجع نكمل من تاني.
ذهبت الى آريكه بمكان جانبي بالقاعه جلست تستريح إقترب جسار منها وجلس جوارها لحظات صمت فقط إختلاس النظر لبعضهم الى أن صدح رنين هاتف جسار... تبسم وهو ينظر الى الشاشه لوهله إختلست إيمان نظره الى الهاتف دون قصد قرأت الإسم بوضوح
أمينه 
بينما جسار نهض وإبتعد قام بالرد لم يمر سوا لحظات ودخل الى القاعه ذاك الطفل ومعه الأخري عاد نفس المنظر 
الطفل يهرول ناحية جسار بمرح وجسار يضمه بقبول وحنان وفضول يشتعل بعقل إيمان لكن لم تهتم او هكذا أظهرت... بينما أمينه تبسمت ل جسار قائله 
قال لازم يشوفك وأنت بتدرب الأشبال مفكر أن أطفال الصعيد مختلفين عن أطفال القاهرة.
إبتسم لها جسار بترحيب وهو يضم الصغير بينما لاحظت أمينة نظرة إيمان نحوهم فتبسمت لها بإيماءة رأس أومأت لها إيمان ونهضت نحو الأشبال لكن قبل أن يبدأ التدريب مره أخري صدح رنين هاتفها توجهت نحوه ونظرت الى الشاشه سرعان ما زفرت نفسها قائله بهمس مسموع 
دي
 

تم نسخ الرابط