غابة الذئاب والسحر الاسود بقلم فاطمة الألفي

موقع أيام نيوز


تهالك وخزي منما أدت إليه الأمور بينها وبين ذاك الشيطان اللعېن..
بالقاهرة..
عاد الجد محمود المنزل برفقة ابنه عبدالله ولم يكفون عن الدعاء يتمنون عودة نيروز ورؤيتها مرة أخرى على قيد الحياة
استقبلهم زوجة عبدالله بتسأل
ماذا حدث لما وجوهكم شاحبة ماذا فعلت نيروز بالخارج بالطبع جلبت لكم العاړ هذه الفتاة كانت تتلون من أجل أستعطافكم هيا أخبروني بماذا فعلت تلك 

لم يتحمل الجد تلك الكلمات اللازعتة القاسېة الطاعة في حفيدته رفع كفه يلطم وجهها بكل قوته وهو يهتف بانفعال جلي
أصمتي يا حرباءة لا تتحدثين عن حفيدتي بلسانك السليط هذا
رمقت زوجها بنظرات ڼارية وهمت بفتح فاهها ولكن أسكتها الجد قائلا بحزم
أياك أن تجرؤ وترفعين صوتك ثانيا بمنزلي وإلا ستكونين خارجه
من تلك اللحظة أنا من تركتم بأرادتي هذا المنزل خاصتي وقبلت بوجودكم فقط من أجل ولدي
ثم نظر لابنه بخيبة أمل وأستطرد قائلا
كنت مخطء عندما تركت حفيدتي وفلذة كبدي بين يديك أنت وزوجتك لم تكن أمينا عليها منذ أن كانت طفلة صغيرة وهي تعاني فقد والديها ولم تشفقون عليها تلك الزهرة الصغيرة التي قطفت أوراقها وذبلت بسببكم أنتم إذا أصابها مكروه لن أسامحكم ولن يسامحكم الله على ما فعلتوه لهذه البريئة التي لا ذنب لها إلا انها خلقت في هذه العائلة التي يوجد بها قلوب مثلكم كالحجارة
أنهى كلماته بقلب مكلوم 
لا سامحكم الله ولا عفا عنكم وإنما اشكو بثي وحزني إلى الله
تركهم في صمت ودلف لغرفته الذي اوصدها على نفسه وتوجها إلى سجادته ظل قابعا عليها يناجي ربه بأن يرد إليه حفيدته بخير وسلام وفي أمان من الله ورحمته..
اما عن الخارج تبادل النظرات بينه وبين زوجته في حزن ولوعة وقال 
أبي محق في كل ما قاله كنت أراك أمام عيني توبخيها وتضربيها وكنت صامتا لم أحاول ان ابعدها عنك لن استحق ان تقول لي عمي كان من الواجب علي أن أكون لها الاب الذي افتقدته واعوضها عنه واحتويها بداخلي لا اتركها لك تفعلي بها ما يحلو لك وتسلطي غضبك عليها لقد فقدنا الفتاة ولا نعلم إذا كانت ستعود إلينا ثانيا أم ذهبت لما هو ارحم عليها منا
نظرت له بعدم فهم ثم قالت بتسال
ماذا حدث ل نيروز تكلم عبدالله
جلس بالمقعد ونكس وجهه أرضا وقال بحزن دفين
وقعت الطائرة وجميع ركابها فقدو حياتهم أثر هجوم من وحوش الغابات نيروز وصديقتها نجو ولكن إلى الآن لا أحد يعلم عنهن شيا لقد أختفوا في ظروف غامضة
شهقت پصدمة وهمست قائلة
ابنتي ماذا أصابك يا ابنتي
نظر لها مستنكرا وقال بصوت غاضب
ابنتك..... متى كانت ابنتك لم تذق منك سوا الحقد والكره واسوء معاملة الان تذكرتي انها فتاة يتيمة وليس لها من الدنيا سوانا ماذا فعلنا بها كسرنا خاطرها وقسونا عليها كما قسي عليها الزمن لن اسامح نفسي أذا حدث لها شيء
وقف منصور أمام باب منزله القابع بالطابق الأرضي وهو منكث الرأس حزينا يكبت دموعه من التساقط لا يعلم كيف سيخبر زوجته بما حدث لابنتهم طرق الباب وظل مكانه منتظر ان تفتح له زوجته الباب بعد لحظات فتح الباب وتطلعت له زوجته بوجهها الباسم قائلة
منصور أين كنت ولما لم تخبرني قبل أن تغادر المنزل على وجه السرعة
ولج لداخل المنزل ثم أغلق الباب خلفه وحاوط زوجته بذراعه وسار بها إلى حيث الاريكة اجلسها وجلس جوارها ثم تطلع له بحزن
لم يقدر على التفوه اما هي فقد انتابها القلق ووضعت كفها تلامس صدرها حيث يقبع القلب النابض بصخب الان خوفا من القدم هتفت هدى بقلق وهي ټضرب مكان قلبها
قلبي أخبرني بأن ابنتي أصابها مكروه هيا منصور أخبرني بما أصاب قرة عيني ونور دربي طفلتي وشقيقتي وروح فؤادي
ربت على كتفها بحنو واخبرها بما حدث مع سيرين وصديقتيها بعيون دامعة اما عنها فلم يتحمل قلبها هذا الخبر فهي مريضة قلب
اتتها نوبة اختناق ولم تعد قادرة على التنفس ركض منصور يجلب لها الدواء وعاد متلهفا حاول إفراج شفتيها لكي يدس بداخله قرص الدواء وتضعة أسفل لعابها لكي تختفي تلك النوبة المؤلمة لصدرها حد الاختناق نحج في الأمر وعاد إليها نفسها بهدوء
اما هو فظل يواسيها ويواسي
نفسه بقلب مكلوم ويخبرها بانهم داخل اختبار ومحڼة من الله عليهم الصبر لتجاوز ذاك الاختبار العصيب على كلاهما 
ابنتنا بخير لا تقلقي أنا واثق في رحمة الله تعالى بنا فهو لن يضيعها وليس بيدنا سوا الدعاء بأن يقر عينينا رؤيتها ثانيا وسوف تعود سالمة
بأذن الله تعالى
نهض يشعل الراديو على إذاعة القرأن الكريم لسماع تلاوة ما تيسر من القرأن بصوت الشيخ ابو الفضل الجيزاوي لتسير السکينة في قلوبهم بخشوع وسلام نفسي وطمأنينة بأن الله سبحانه وتعالى لن يضيعهما... 
اما عن شوقيوالد ماري فظل يتفتل بشوارع المملكة المصرية فقد كان يحكمها في ذلك الوقت الملك فاروق.
ساقته اقدامه إلى ملاذه داخل الكنيسة فهي ملجئه الذي دائما يأتي إليه عندما يكون مهموما او متكاتلا بالهموم يأتي يزيل عن جسده هم الدنيا ومشاكلها من مصاعب الحياة الدنيا دلف بقلب منفطر على غياب قطعة من روحه تطلع لصورة السيدة العذراء مريم وبدء في بث حزنه على ما هو فيه ويبكي ليريح صدره وعندما شعر بتحسن استقام واقفا وغادر الكنيسة متوجها إلى منزله فلا مفر من مواجهة زوجته بالحقيقة.
عندما وصلا لوجهته تسمرت ارجله أرضا وهو يتذكر صغيرته التي تأخر رؤيتها فقد تأخر الإنجاب عن زوجته ثلاثة أعوام ثم رزق بمن أنارت حياتهم ماري يتذكر عندما كان يمسك كفيها الصغيرتين بين كفيه ويعلمها تسير أولى خطواتها في الحياة واليوم التي هتفت منادية بأسمه
وكما انها كانت الأقرب لقلبه ولن
تتناول طعامها إلا من يده وكلما كبرت تتقرب منه وتتعمق بالعلم والثقافة من أجله هو فقط كما انها عشقت الطب وقررت دراسته عندما وجدت والدها يفتخر بالعلماء والأطباء العباقرة وارادت ان تكون هي الطبيبة القادمة التي سيفتخر بها انهمرت دموعه عندما تذكر وداع المطار وعناقها الحار ودموعها المتساقطة على صفيحة وجهها ترفض فراقه وهو الكف الذي مسح لها دموعها يتسال داخله پخوف وهربة هل هذا كان أخر اللقاءات بين الطفلة وابيها
عند هذا الحد لم يتحمل ترك لدموعه العنان وبعد أن أسترد أنفاسه ولج لداخل منزله بهدوء ليتفاجئ بصغيرته ملاك تركض إليه تحضنه ثم تسلل كفها الصغير تدسه داخل جيب سترته لتخرج فارغة نظرت له بجبين معقود وقالت 
أين الشوكولاتة سيد شوقي 
تبسم لها بخفة وقال معتذرا
أعتذر ملاكي الصغير سوف أجلبها لك غدا وأنا الآن متعب سأذهب لغرفتي وأرسلي لي والدتك 
قالت بمرح
حسنا سيد شوقي علينا السمع والطاعة وسوف أخبر الجارية جينا بأن تتبع مولاها الملك في الجناح الملاكي 
توجها لغرفة مسرعا وهو يحاول كبت دموعه ظل مكانه ينتظر قدوم زوجته التي دلفت الغرفة بقلق واقتربت منه تنظر له 
ماذا بك حبيبي أخبرتني ملاك بأنك متعب 
تطلع لمقلتيها القلقتين وكلما تلاقت نظرتهم كان يبعد أنظاره عنها شعرت بالريبة فالتقطت كفيه بين راحتيها وقالت بصوت دافئ
لما تبعد عينيك عن هيا حبيبي أخبرني ما الأمر 
أبتلع ريقه بصعوبة وبدء يقص عليها ما حدث مع ابنتهم منذ أن غادرت المطار والخبر الذي زعزع كيان المنزل باكمله وركضت الصغيرتين على صوت صراخات والدتها وعدم تصديقها لاختفاء ابنتها..
عودة إلى إيطاليا وبالتحديد داخل الفندق الماكث به عزيز ونيروز
داخل الغرفة خاصتهم عندما شعر بحزنها وانها تهرب تلجأ للنوم أمسك بها من ساعديها وجعلها تتطلع له لتجد نظراته العاشقه لها حد النخاع
تبسم لخجلها الذي صبغ وجنتيها بالحمرة القانية وهمس أمام شفتيها التي ترتجف يريد أن يدفئهما بخاصته ولكن يخشى حزنها وڠضبها من فعلته انهمرت دموعها الذي لا يتحملهما جذبها لصدره كالطفل الصغير يريد أن يخبئها عن العالم بكل ما في من قسۏة ومعاناة
ثم همس بصوته الحاني 
لن أتحمل رؤية دموعك نيروز لا تبكي معشوقتي لن نغادر إلا ومعنا ماري وسيرين وهم بخير الآن لا داعي لكل هذا القلق إذا كانت أحدهن أصابها شيء كانت الشرطة الفيدرالية أخبرتنا.
سار بها اتجاه الشرفة فتحها وولج بها للداخل ثم اوقفها أمامه وظل هو خلفها ثبتها على كتفها الأيسر وقال وهو يتطلع لسحر وجمال العاصمة روما
أنظري لجمال الليل تحت أضواء القمر والنجوم المحاطة به يا له من منظر بديع حقا
لم يجد منها إلا صمت فقرر مشاكستها يريد أن تتخلى عن خجلها هذا 
هيا نيروزي أخبرني كم تعشقين عزيز
تبسمت في أستحياء ليديرها اليه ويجعلها تتطلع له فقد اقسم
على تعليمها فنون العشق وأولى دروسها هو التخلي عن خجلها الزائد
هيا قبليني
شهقت پصدمة ورفعت كفيها وتوارى وجهها خلفهما
ضحك هو على طفولتها وابعد كفيها بطريقته الخاصة عندما دغدغها خلف أذنيها وأسفل ذراعيها وعندما زحفت يديه إلى خصرها لم تتملك من الصمود فظلت تقهقه بسعادة وركضت خلفه ترد له الصاغ صاغين
كان يشعر بالسعادة بسبب قربها ولم الرقيقتين...
الفصل السادس عشر خلف الأبواب المغلقة
ترك سادم المرسم بتعب وأغلق الباب دون أن يوصده بالمفتاح ثم توجها لغرفته أراح بجسده أعلى الفراش دون أن يبدل ثيابه وغاص في نوم عميق لم يستيقظ إلا في الصباح عندما تسللت أشعة الشمس الذهبية داخل غرفته الكئيبة المطلية باللون الأسود ولم يوجد بها أضاءة إلا الأشعة الدافئة التي داعبت جفونه وأرقت منامه ليفتح زرقويتيه بصعوبة أثر نومه المتأخر.
تأفأف بضجر وهو يرمق النافذة پغضب ليتفاجئ بأن الستائر السوداء التي كانت تحجب عنه أشعة الشمس أن تمر داخل غرفته لم تكن بوضعها الصحيح نهض پغضب جامح فيبدو أن تلك الفتاة الدخيلة على حياته هي من سمحت بدخول غرفته في غيابه والعبث باغراضه وهذا غير مسموح به في قانونه الحازم الرادع 
غادر الغرفة والشرر يتطاير من عينيه ويهتف مناديا اياها بصوته الغليظ
سيرين....
دلف غرفتها وهو مازال ېصرخ باسمها لتنتفض من نومتها پذعر لتجده فوق رأسها وعيناه تشتعل بحمم بركانية تهدد بالانفجار لازلت تحت دهشتها بسبب صراخه وغضبه الأعمى
تسللت لافكاره وعلمت غضبه منبعث بسبب علمه بأنها دلفت غرفته في غيابه 
لم تستطع اختراق كڈبة فقد داهمها بتصرفاته جذبها من ذراعيها واصبحت كالريشة بين يديه وهي جاحظة العينين تتطلع له مندهشة من أسلوبه الفظ
إلا تخجل من فعلتك الدنيئة يا طبيب العاصمة
صاح قائلا
وأنت كيف تجرؤين على اقټحام غرفتي من سمح لك بفعل هذا
ثم اردف قائلا وهو يغادر الغرفة
هذا كان عقابك على اقټحام خصوصيتي وإذا تكرر الأمر لن ادعك تفلتين من تحت يدي
ثم غادر الغرفة والشرار يتطاير من مقلتية الزرقاء كالامواج الهائجة التي تنبئ بحدوث عاصفة رعدية قادمة.
تنفست الصعداء بعدما غادر غرفتها وشعرت بأنه شخصا غير متزن فجميع تصرفاته تثير إليه الشكوك ولكن قررت قراءة أفكاره حتما ستعلم ما
 

تم نسخ الرابط