غابة الذئاب والسحر الاسود بقلم فاطمة الألفي

موقع أيام نيوز


نيروز أنت فتاة ثرثارة
لثمت فمها بكفها وعيناها تتطلع لها پخوف جلي
سأجلب لكن الطعام وغذا سنتحدث.
بعد تناولهم الطعام خلد الجميع للنوم لأنها وضعت عشب داخل الفاكهه التي تناولهما.
وظلت ساهرة تكتب الطلاسم وتحاول جاهدة أحضار روح ابنتها لتعلم من الذي قټلها وسوف تفعل بذلك بمساعدة هؤلاء الفتيات.
داخل المشفى الذي يعمل بها سادم طبيب تشريح.

شاب في أواخر عقده الثالث يعمل طبيب يتميز بطول قامته وجسد مفتول العضلات رياضي الجسم ملامح أوروبية ببشرته البيضاء وشعره الأشقر المنسدل لعنقه وعينان رمادية كالغيوم وأنف معقوف وشفتي غليظة ولديه لحية خفيفة تزيد من وسامته.
هتف مناديا للمساعد الخاص به 
جاك أريد الفتاة في غرفة العمليات الآن
حسنا سيدي سأحضرها لك
سادممهوس وكل تقع تحت يده لن يتركها إلا وهو يعمل ابحاث عدة ويريد الحصول علي جائزة نوبل كما أنه يرأ مستقبل أفضل بسبب تلك الأبحاث التي يعمل عليها بكل جهد.
يتفنن لغة الجسد ويعلم بما تريد أخباره الچثة التي تحت يداه فكل لها حكاية خاصة.
وبدأ يدقق النظر على جسدها وسمع بهمس خاڤت ساعده على قراءة لغة جسدها ومعرفة سبب ۏفاتها.
أغمض عيناه عدة ثواني ثم فتحها فجأة وعلم ما كان يريد معرفته ثم عاد يغطي جسدها ثانيا بالغطاء الأبيض ونظر إلي مساعده وقال بصوت حاد
نظر له بأسي وقال
ولكن هذه ليست بأول ضحېة ويبقى الأمر سرا حول مقټل الفتيات ولم تتوصل الشرطة الفيدرالية إلي المچرم المتسبب في كل هذه التي حدثت في تلك الأعوام الأخيرة.
زفر سادم بضيق ولكن هتف بإصرار 
لن أدع الأمر يمر هذه المرة بسلام 
داخل غابة المستذئبين..
متعطشين للدماء لم يكتفو بعدما ارتشفوا كل من كان على الطائرةالتي اوقعهم قدرهم بتلك الغابة غادر واحد منهم الغابة يتتبع خطوات الفتيات إلي أن وصلا لكوخ المشعوذة جونجان
لمعت بؤبؤة عيناه وانبعث منها وميض من ڼار وظل واقفا أمام الكوخ فهو مميز عن غيرهم لم ېخاف وجود جونجان بلا يكون كالحارس الشخصي لها وات إليها الان يريد أن يخبرها بشيء
شعرت جونجان برائحته غادرت الكوخ وجدته يقترب منها ويمرمغ برأسه عند كفها.
مسدت على رأسه وهتف بصوتها الغليظ
لما أتيت إلى هنا ماكسر
سار مبتعدا عنها وكأنه يرشدها إلى مكان ما داخل الغابة سارت خلفه تتبعه بفضول إلى أن أوصلها إلي الماردالذي كانت تلتقي به دائما داخل الغابة ثم تركها الذئب ماكسر وعاد إلى غابته دون أن تفهم ماذا كان يريد أن يخبرها به.
بعد لحظات من شرودها عاد المارد بالظهور أمامها وهو يهمس لها بفحيح ودخان غضبه يخرج من جميع الأشجار المحيطة بالغابة
حرري الفتيات جونجان
عاد يكرر كلماته بصوت غاضب
الفصل الثاني
مقايضة روح بروح
قبل عام
كانت تسير بخطوات متهادئة داخل الغابة كالفراش تتحرك بين الأشجار من غصن لآخر تيا فتاة ذات الخامسة عشر ربيعا قصيرة القامة بيضاء البشرة بملامح طفولية جميلة ورقيقة من يتطلع لها ينبهر بجمالها الذي ورثته عن والدتهاجونجان على النقيض تماما رغم الشبه الكثير بينهما إلا أن تيا تحمل قلبا أبيضا رقيق مرهفة الاحساس تشعر بالآخرين على عكس والدتها الساحرة الجميع يخشاها وعندما تنظر لها يدب الړعب باوصالك وتسير قشعريرة خوف ورهبة بجسدك
وقفت أمام إحدى الأشجار الضخمة تنتظر قدوم صديقها ماكسر
الشاب الذي يكبرها بعامين ولكنه صديقها الوحيد الذي يشعر بها وتقص عليه كل ما يخصها هو الذي دائما يواسها أحزانها ويخفف عنها ما تعانيه بسبب والدتها فالجميع يبتعد عنها عندما يعلم بأنها ابنة المشعوذة التي تستخدم سحرها الاسود في السيطرة عليهم لذلك تعاني تيا الوحيدة منذ أن كانت طفلة وكلما كبرت ينعزل عنها الجميع الا ذلك الشاب ماكسر فلم يبتعد عنها وكان
دائما بجانبها ويلتقي بها في الخفاء خوفا من بطش والدتها .
زفرت بضيق وهي تتطلع للفراغ أمامها بملل تترقب ظهور صديقها .
لم تشعر بالعيون المتلصصة عليها تراقبها من بعيد تعد عليها أنفاسها تنهد ذاك الشاب بعمق ثم لاحت ابتسامته الماكرة وهو ېختلس النظر إليها بتمعن ثم تقدم منها بخطواته الواثقة
دققت تيا النظر بمقلتيها الصفراء المنزوجة بهالة خضراء لامعة تهللت اساريرها عندما رأت ظل قادم اتجاهها ظنت بن صاحب الظل الذي يقترب منها ليس إلا صديقها ماكسر
وعندما اقترب منها اتضحت لها الرؤية وظهر ذلك الشاب أمامها بطوله الفاره وعيناه الزرقاويتين اللاتي ينبعث من داخلها نظرات حادة ثاقبة يرمقها كالفهد الذي يقف أمام فريسته بعدما أمسك بها.
ضيقت تيا حاجبيها وتنهدت بضيق ودارت وجهها تتطلع للجهة الأخرى تنتظر قدوم صديقها الذي سأمت من تأخره.
ولكن وقف الشاب أمامها مباشرة ولازال محتفظ بابتسامته ثم دنا منها قائلا
مرحبا تيا
نظرت له بدهشة لانه يقصدها ثم هتفت بتسأل
هل تعرفني
هز رأسه بايماءة بسيطة وقال 
بالطبع 
ثم أردف قائلا 
وكيف لم أعرف شقيقتي الصغرى
علت الدهشة ملامحها التي صړخت فرحة عندما أخبرها بأنه شقيقها تذكرت حقا ملامحه التي اشتاقت لها فلم تراه منذ أعوام مضت هتفت بسعادة تردد أسم شقيقها الأكبر
فيبو
ابتسم لها وفرد ذراعيه وهو يقول 
فيبو جاكوب شقيقك تيا
ارتمت داخل أحضانه بفرحة عارمة تعانقه بقوة وهو متسمرا مكانه بسبب ذلك العناق كادت عينية أن تذرف الدمع ولكن جاهد في كبت دموعه وتحلى بالجمود والبرود عندما تذكر مشاهد من حياته القاسېة الذي مر بها وهو طفلا صغير ابتعد عنها دون أن يبادلها العناق وظل ينظر لملامحها التي تشبه ملامح والدتها المتجبرة القاسېة التي جعلته يعاني طفولته وشبابه وأخرج تنهيده حاړقة من أعماق قلبه المذبوح بسبب ما ترسخ في عقله بالماضي.
استجمع شتاته المبعثر ثم دس يده داخل جيب سترته وأخرج منهما خنجرا ذهبي ابتاعها خصيصا من أجل تلك اللحظة 
رمقها بنظرات معتذرة وكادت دموعه تتساقط وهو يجوب بانظاره على صفيحة وجهها البرئ ثم هتف قائلا
سامحيني تيا ليس أمامي غير فعل ذلك
هتفت بتسأل 
ماذا تقصد فيبو لم أفهمك
عاد يهمس بصوت مكلوم
لم أعد كما السابق تيا ما فعلته والدتك هدم كل شيء بداخلي .. الذي يقف أمامك الان مغلوب على فعل ذلك 
رفع كفه وربت على خصلاتها الذهبية بحنان 
يجب أن أخذ بثأري اعتذر منك
ارتجف جسدها الصغير وابتعدت عنه پخوف ورهبة اثر كلماته المبهمة ولكن قبض جاكوب بقوه على رسغها يمنعها الابتعاد 
هتفت پذعر وصوت مهتز بعدما اشهر الخجر أمامها سارت قشعريرة بجسدها الضئيل وارتجفت بين يديه القابضة عليها بقوة ورفعت مقلتيها الخضراء تتطلع له بنظرات خائڤة لم تصدق بأنها يريد الخلاص منها.
خرج صوتها برجفة 
فيبو أنا تيا شقيقتك الصغرى فراشتك الصغيرة نسيت ما كنت تخبرني به يا شقيقي
هز راسها بأسى وجاهد في إخفاء مشاعره ثم قال غاضبا
أتذكر فقط صوت السياج وهو ينهال على جسدي من قبل والدتك دون شفقة أو رحمه أتذكر لعناتها وسبها لي ولوالدتي الراحلة وهي المتسببة في مۏتها جونجان هي من دمرتني وأصبحت أمامك أشلاء يا تيا اعتذر لم اريد أذاءك ولكن حان وقت الاڼتقام يحب أن تدفع جونجان ضريبة ما فعلته بي.
ودون أن ترمش عيناه بكل ما أوتي من قوة وڠضب جامح افرغة على تلك البريئة التي لا ذنب لها إلا أنها ابنة المشعوذةجونجان زوجة ابيه التي كانت تعامله بكل قسۏة وتجبر ولم يتذكر يوما أنها أشفقت على صغر سنه وعوضته حرمان والدته لم يتذكر منها يد ربتت على ظهره بحنو ولا يد حاولت أن تمسح دموعه المنهالة في جوف الليل داخل غرفته وهو متقوقع على نفسه بركن الغرفة لم يتذكر سوا كفين صغيرين كانت تربت بهما تيا ذات الخمسة أعوام واناملها الرقيقة الصغيرة التي ترفعهما لتربت بحنو على وجنته.
أنسابت دموعه في تلك اللحظة ونظر لجسد شقيقته الساكن بين يديه صړخ بقوة مناديا باسمها بحړقة وهطلت دموعه كالامطار لا تتوقف ضمھا لصدره وعلت صراخات معتذرا عن ما فعله بها فهي حقا لن تستحق منه ذلك ولكن أراد اڼتقامة من زوجة أبيه وتلك الصغيرة هي ضحېة والدتها..
في الوقت الحالي داخل الغابة تقف أمام المراد تحدثه پغضب فهي غير قادرة على تنفيذ أوامره تلك المرة
لم تتحمل حديثه الغاضب وإصراره على تحرير الفتيات من قبضتها هتفت منفعلة وهي ترقد على ركبتيها أمامه
وماذا عن النيران المشټعلة داخل صدري وأنت لم تستطيع حماية ابنتي منما حدث لها
خرج صوته كذئير غاضب جعل الأشجار تهتز من حوله
نسيت أمر الغابة التي ألقيت عليها لعنتي ليتحولو كل من بها لذئاب خاضعة لك يخشونك وينفذون أوامرك بطاعة وخنوع سخرتهم من أجلك وحدك.
أستقامت من أمامه واقفة ووضعت القنسلوة السوداء تواري رأسها ثم قالت بهمس خاڤت
فعلت مقايضة من أجل روح ابنتي ولن أحرر
الفتيات قبل أن أحصل على مبتغاي
ثم عادت بخطواتها للخلف وهمت بالسير لتغادر المكان ولكن أستوقفها صوته الجلي
عودي إلى صوابك جونجان إذا استخدمتي الفتيات ستحل علينا أبواب من اللعنات لم تغلق.
غادرت المكان غاضبة بخطوات واسعة وكل ما يشغل بالها هو المقايضة التي فعلتها من أجل أسترداد روح ابنتها التي خسرتها في مقتبل العمر لذلك وقع أختارها على الثلاث فيتات لأنهن باعمار متقاربة لعمر ابنتها كما انهن يمتلكن ملامح متشابهة من ابنتها تيا
وعندما ولجت لداخل الكوخ ظلت تطالعهن وهن نيام تدور حولهن وهي جاحظت العينين إلى أن وقع أختيارها على ماري الفتاة التي تتميز ببشرتها البيضاء وعينيها الرمادي تشبه بعيون ابنتها الراحلة كما أنها قصيرة القامة فكل شيء بتلك الفتاة يذكرها بابنتها أبتسمت جونجان بهدوء وجلست تشعل النيران وسحبت ريشة الطاووس بعدما غمستها ونقشت بعض الطلاسم على جلد غزال تحتفظ به داخل كوخها وظلت تردد بصوت مسموع يخرج من فاها كصرير الرياح في جوف الليل الدامس تردد تعويذة المقايضة 
الفصل الثالث 
ليلة اكتمال القمر
ظلام دامس ليل عاتم برد قارس والرياح تعصف بالاشجار وتهزها هزا تكاد تختلع من جذورها ركضماكسر مهرولا بنفسه مبتعدا عن غابة الذئاب وظل يلهث بأنفاسه وهو يعدو خطاه في طريقه إلى قبر رفيقته وصديقة طفولته تيا الفتاة الرقيقة التي أحبها منذ نعومة أظافرها ولكن فقدها منذ عدة أعوام وأصابته لعڼة والدتها ډفن وجهه بالرمال المحاطة بقبر الصغيرة وزرفت دموعه ثم مد عنقه يعوي وعاء بصوت مكلوم منكسر ا حزينا على ما فقده وهي تحت التراب الان
بعد أن هدأت نوبة حزنه مدد بجسده بجوار المقپرة وبرقت عيناة اللامعة وهو يتذكرها عندما
كانت تأتي إليه تقاسمه شطيرتها الشهية التي تتذوقها بنهم ولكنها لن تنسى صديقها كانوا يتشاطران الأحزان والهموم معا رحلت هي وبقى هو مصاپ باللعڼة.
اغمض عيناه بنعاس ونام جوارها ممدد بجسده أمام قپرها كأنه يشك إليها ما يشعر به الآن بعد فراقها ..
نكست جونجان برأسها تصوب أنظارها الحادة على البلورة التي أمامها وكانها ترأ طيف من بعيد لفتاة ما لكن لم يظهر لها ملامح.
وضعت كفيها تحتضن البلورة بقوة واغمضت عينيها وخرج صوتها
كالفحيح المشتعل
 

تم نسخ الرابط