الثلاثة يحبونها بقلم شاهندة كامل

موقع أيام نيوز

لكن إنت مشفتنيش وفضلت علية اللى إسمها رحمة فكان لازم أفرق بينكم بأي طريقة 
ثم إلتفتت إلى مراد قائلا
حتى إنت إتجوزتنى بس عاملتنى زي أي واحدة غريبة لا حبيتنى ولا إديتنى أي مشاعر تخلينى أقدر أنساه 
قال مراد بنبرة جليدية
مسألتيش نفسك ليه محبتكيش
قالت بغل
عشان كنت بتحب رحمة 
إبتسم بسخرية قائلا
طب ليه حبيت شروق وأنا بحب رحمة زي ما بتقولى
عقدت حاجبيها ليستطرد قائلا
عشان لقيت مع شروق اللى عمرى مالقيته معاكى حب حقيقى تضحية حنان وسكن وراحة الواحدة فى إيدها تخلى جوزها مش بس يحبها لأ كمان يعشقها 
ليضيف بصرامة
وإحمدى ربنا إنى محبتكيش وإلا كان عقابك دلوقتى المۏت على إيدية يابنت الدرملى مش بس العقاپ اللى هتتعاقبى بيه أبدا 
نقلت بصرها بين الأخوين وقد إتسعت عيناها توجسا وهي تقول
عقاپ إيه إنتوا هتعملوا فية إيه
قال يحيي بسخرية
متقلقيش قرصة ودان بس تقيلة شوية 
كادت أن تصرخ مستنجدة ليضربها مراد بخفة على مؤخرة رأسها وتسقط فاقدة الوعي بينما قال يحيي بهدوء
وديها المخزن يامراد وأنا هنزل بسرعة ألحق أفهم الغلبانة اللى تحت دى الحقيقة واللى أكيد فاكرة إنى صدقت فيها زي زمان متعرفش إن إحنا إتفقنا فى المستشفى على إننا هنحاول نوقع بشرى ونسجلها صوت وصورة بلاويها عشان العيلة متلومش عليك طلاقها كنا عايزين إعتراف منها بإنها اللى قټلت طفلك بس هي ساعدتنا وعملت أكتر من كدة كمان عملت اللى يخلى العيلة ڠضبانة عليها عمر بحاله 
أومأ مراد برأسه قائلا
تمام روح إنت ومتقلقش أنا مش عارف أشكرك إزاي على إنك وقفت جنبى وفتحت عيونى اكتر على بلاويها ولولا فهمتنى حقيقتها كانت هتبقى صدمة كبيرة علية وأنا بسمع كلامها دلوقتى 
قال يحيي بهدوء
متشكرنيش يامراد الحمد لله إن شرها وقف لحد هنا ولحقناه قبل ما تضر حد فينا أكتر من كدة سلام دلوقتى 
قال مراد
سلام 
ليسرع يحيي وينزل درجات السلم إلى حيث سيارته كاد أن يجن وهو يلاحظ عدم وجود رحمة ليشعر بالړعب فى أوصاله وهو يتأمل المكان الخالى من حوله ېصرخ قلبه بإسمها فى لوعة 
الفصل التاسع والعشرون
كانت رحمة جالسة بهدوء تتأمل هذا العشب الأخضر الممتد أمامها بلا نهاية ورغم ان هذا المنظر الطبيعي لطالما أراح أعصابها بالماضى إلا أنه الآن لا يؤثر فيها مطلقا فصورة يحيي وهو ينظر إليها بجمود لا تفارق عيينها لقد صدق ما رأته عيناه للمرة الثانية ورفض أن يثق بها مجددا ليهدم بيده عشق سكن قلبها وزواجا ظنت أنه لآخر العمر تنهدت بحزن ليخرجها من أفكارها صوت نحنحنة باتت مألوفة لديها لتلتفت وترى الحاجة آمال تقف خلفها تماما حاولت رحمة أن تبتسم وهي تقول بأدب
إتفضلى ياحاجة آمال واقفة كدة ليه
نظرت آمال إلى إبتسامتها الباهتة وعيونها الحزينة والتى تعكس حالتها منذ أن جاءت إلى هنا منذ ثلاثة أيام تبكى بحړقة لتأخذها آمال وتجعلها تفضفض لها بمكنون قلبها لتتحسر آمال
على رحمة وكل ما مر بها وتتوعد لتلك الأفعى بشرى هي والحية بهيرة بقصاص يكون عبرة لأمثالهم وحين أراد الحاج صالح أن يحضر يحيي ويصلح بينهما رفضت رحمة بشدة وهددت بالهروب ليضطر الحاج صالح أن يخضع مؤقتا لرغبتها حتى تهدأ ثم يستطيع أن يجمع بينهما بكل خير فهو يدرك أن يحيي يحبها وقد ظهر ذلك بوضوح فى تلك المرة التى زارهم فيها هو وعائلته ولكن تلك الشيطانة لعبت لعبتها مجددا لتعمى الغيرة عيون
يحيي عن رؤية تلك اللعبة الحقېرة التى كررتها بشرى بمنتهى الغباء أفاقت الحاجة آمال من شرودها على صوت رحمة وهي تقول فى حيرة
حاجة آمال !
إبتسمت آمال وهي تتقدم وتجلس بجوارها قائلة
أعذرينى يابنتى سرحت شوية فى حالك
وحال جوزك اللى مش عاجبنى خالص 
أطرقت رحمة رأسها قائلة بصوت يقطر حزنا
نصيبنا كدة ياحاجة آمال حياتنا مع بعض تنتهى فى الوقت ده وبالشكل ده 
قالت الحاجة آمال بهدوء
الست العاقلة يابنتى متسيبش بيتها أبدا وتبعد عن جوزها لمجرد إنه غلط لأ تقف وتدافع عن بيتها وحياتها وراجلها خصوصا لو بتحبه زي ما إنتى بتحبى يحيي 
رفعت رحمة رأسها تنظر إلى آمال بعيون غشيتها الدموع وهي تقول
كان ممكن أقف أدام الدنيا بحالها لو حسيت للحظة واحدة إنه بجد واثق فية إنى مش ممكن أخونه لو حسيت لثانية إنه شاكك فى اللى بيحصل لكن هو وقف يبصلى زي مابصلى زمان وكأن خيانتى شئ متوقع وكأن متأكدش بنفسه بظلمه لية فى المرة الأولى 
أطرقت آمال برأسها فى حزن قائلة
معاكى حق يابنتى 
لترفع رأسها قائلة
بس اللى بيحب بيبقى أعمى يارحمة وغيرته على حبيبه بتعميه أكتر مبيشوفش أدامه غير اللى غيرته بتصورهوله لكن لما بيهدى ويفكر بيعرف إن فيه حاجة غلط وبيبدأ يحلل صح ويعرف إنه غلطان زي يحيي دلوقتى 
عقدت رحمة حاجبيها قائلة بحيرة
قصدك إيه ياحاجة آمال
إقتربت منها الحاجة آمال قائلة بحذر
وصل للحاج صالح إن يحيي قالب الدنيا بيدور عليكى فى كل حتة لدرجة إنه سافر الإمارات يدور عليكى هناك ده أنا سمعت إنه ياحبة عينى لابياكل ولا بيشرب ولا بينام وحالف ما يرتاح غير لما يلاقيكى 
أحست رحمة بۏجع فى قلبها لسماعها أحوال يحيي المؤلمة لتنفض هذا الۏجع وهي تخبر نفسها أنه ربما يبحث عنها الذى يعتقد أنه تمرمغ فى الوحل لتترجم إحساسها إلى كلمات وهي تقول بهمس حزين
غالبا بيدور علية عشان ياحاجة آمال ماهو فاكر إنى خنته مع أخوه 
أصدرت الحاجة آمال صوتا يعبر عن رفضها وهي تهز رأسها نفيا قائلة
لأ يارحمة مظنش أنا حاسة إنه بيدور عليكى من حبه فيكى يابنتى كلنا شفنا الحب ده فى عينيه لما وقعتى من طولك يوميها ياضنايا 
قالت رحمة پألم
ياريت نقفل الكلام فى الموضوع ده عشان خاطرى ياحاجة آمال الكلام فيه بجد بيوجعنى وكفاية ۏجع لحد كدة 
تنهدت آمال قائلة
اللى تشوفيه يابنتى 
نهضت رحمة قائلة
أنا قايمة أروح أوضتى أرتاح شوية بعد إذنك ياحاجة 
قالت آمال
إذنك معاكى يابنتى 
لتمشى رحمة بخطوات بطيئة حزينة تتابعها عيون الحاجة آمال بحزن قبل أن تسقط أرضا لتصاب الحاجة آمال بالجزع وهي تسرع إليها لتجدها فاقدة الوعى لتصرخ قائلة
إلحقينى يانجاة إلحقنى ياحاج صالح 
قال مراد 
أنا بخير ياحبيبتى إنتى أخبارك إيه
قالت شروق
أنا بخير طول ما إنت بخير يامراد مش ناقصنى بس غير إنى أشوفك 
تنهد مراد قائلا
إنتى شايفة ياحبيبتى الظروف اللى إحنا فيها نلاقى رحمة بس وهتلاقينى عندك فى ثوانى 
قالت شروق بحزن
والله أنا قلبى واجعنى عليها بدعى كل يوم فى صلاتى تلاقوها أنا عارفة يحيي بيحبها أد إيه 
نظر مراد إلى أخيه الذى يزرع الحديقة جيئة وذهابا يتحدث فى الهاتف بعصبية ليقول بأسى
والله إنتى لو شفتى حالته دلوقتى يصعب عليكى ياشروق ربنا يكون فى عونه أنا كنت مكانه
وعارف هو حاسس بإيه دلوقت 
لمعت عيون شروق لتقول
طيب ما الحل أدامنا أهو يامراد 
عقد مراد حاجبيه قائلا
تقصدى إيه
قالت شروق
حاډثة يعملها يحيي ورحمة اكيد اول ما تسمع هتيجى تشوفه علطول 
قال مراد بإستنكار
إنتى إتجننتى ياشروق يعنى عشان نرجع رحمة نضيع يحيي 
قالت شروق بحنق
وأنا قلت كدة برده يامراد ياحبيبى خبر مزيف فى الجرايد ويحيي فى أوضة فى المستشفى بتاعة صاحبه وكل شئ يتظبط عشان يبان زي الحقيقة ساعتها رحمة لو شافت الخبر هتيجى علطول أنا متأكدة 
مرر مراد يده فى شعره قائلا
والله هي فكرة هقوله عليها رغم إنى معتقدش إنه ممكن ينفذها بس أهى محاولة يمكن تصيب 
قالت شروق
طيب قوله واللى فيه الخير يقدمه ربنا ياحبيبى 
قال مراد وهو يلاحظ أن أخاه أنهى مكالمته ويتجه إليه بخطوات عصبية
خلاص ياشروق يحيي جاي أهو خدى بالك من نفسك ياحبيبتى 
قالت شروق بحب
وإنت كمان يامراد خد بالك من نفسك وطمنى عليك أول بأول 
قال مراد
حاضر سلام دلوقتى 
ليغلق الهاتف ويحيي يقف أمامه تماما ملامحه لا تبشر بالخير أبدا 
قالت الحاجة آمال بقلق
كدة مبقاش ينفع نخبى على يحيي مكانها ياحاج صالح 
قال الحاج صالح وهو يطرق بعصاه الأرض قائلا
معاكى حق ياحاجة الموضوع مبقاش زعل بين زوج وزوجة الموضوع بقى أكبر من كدة ولازم الإتنين يبقوا قصاد بعض عشان يتراضوا ويرجعوا لبعض 
قالت الحاجة آمال 
يعنى هتقوله ياحاج
نظر إليها الحاج صالح قائلا
لا ياحاجة دى حاجة بين الراجل ومراته ملناش دخل بيها أنا هتصل بيه وأقوله على مكان مراته وهو لما ييجى تبقى تقوله 
أومأت برأسها قائلة
عين العقل ياحاج عين العقل 
ليمسك الحاج صالح هاتفه ويتجه إلى حجرته يجرى هذا الإتصال الذى أصبح
ضروريا لجمع زوج وزوجة وطفلهما معا 
قال مراد بقلق
مالك يايحيي فيه جديد
قال يحيي پغضب
لسة حالا المحقق متصل بية بيقول إن إبنه حصله حاډثة وعشان كدة إتأخر فى إنه يجيبلى نتايج فرز الشرايط بتاعة ليلة الحفلة وإنه بعد كدة حاول يوصلى كتير ومكنش بيقدر طلع الخاېن ياسيدى فى رجالتى واللى دخل الحرباية اللى حطت السم لرحمة وحاولت ټقتلها يوميها يبقى فتحى 
قال مراد پصدمة
مش معقول مش الراجل ده اللى ياما عطفت عليه وجوزت بنته السنة
اللى فاتت 
أومأ يحيي برأسه قائلا فى ڠضب
ومطمرش فيه مش دى المشكلة أصلا المشكلة فى اللى عملت كدة تعرف طلعت مين
نظر إليه مراد بتوجس ليومئ يحيي برأسه قائلا پحقد
أيوة هي بشرى 
لتتسع عيون
مراد فى صدمة 
جلست الحاجة آمال على السرير بجوار رحمة التى شعت السعادة فى وجهها لتبتسم بحنان قائلة
مبروك يابنتى ألف مبروك 
قالت رحمة بسعادة تقطرت من كلماتها
الله يبارك فيكى ياحاجة آمال إنتى متتخيليش فرحتى بالطفل ده عاملة إزاي أنا لحد دلوقتى مش مصدقة 
ربتت آمال على يدها قائلة
لأ صدقى يابنتى إنتى سمعتى الدكتورة بودانك قالت إيه
قالت رحمة بعيون شعت منها الفرحة
سمعتها سمعتها ياحاجة آمال بس أعذرينى ڠصب عنى أنا عشت فترة كبيرة فاكرة إنى مبخلفش الله يسامحه هشام بقى أكيد كان متفق مع الدكتور عشان أحس بعجزى وأرضى بنصيبى معاه الحمد لله إن ربنا أرادلى الخلفة دى نعمة كانت نفسى فيها وكنت بدعيله ليل ونهار يرزق كل مشتاق الحمد لله إنه إستجاب لدعوتى 
قالت الحاجة آمال
الحمد لله يابنتى 
لتصمت لثانية قبل أن تقول
طب ويحيي يابنتى مش من حقه يعرف إنه هيبقى أب هو كمان
إنطفأت ملامح السعادة من وجهها وحل مكانه الحزن وهي تقول
لأ مش من حقه هو إتنازل عن الحق ده لما ظن فية ظن السوء مش بعيد يشكك فى نسب الطفل ده ليه مش بعيد يحاول 
لا إله إلا الله يحيي عمره ما يعمل كدة يابنتى إنتى زعلك
منه عاميكى عن معرفة طبعه يحيي راجل بجد وميإذيش حد بيحبه أبدا راجعى نفسك يابنتى وفكرى فى طفلك قبل ما يفوت الأوان 
نظرت رحمة إلى آمال تدرك أنها على حق ربما مع مرور السنوات تخبر يحيي بأن لديه طفل
منها وربما لا هذا ما لا تستطيع أن تقرره الآن مع هذا الألم الكبير الذى تشعر به بداخلها والذى يجبرها على تكتم خبر حملها على الأقل فى الوقت الحالى 
قال مراد
تم نسخ الرابط