رواية صماء لا تعرف الغزل بقلم وسام الأشقر

موقع أيام نيوز


قالها عامر بتوتر 
محمد طيب قول بسرعة علي السريع اصل متاخر 
محمد وهو يبتلع ريقه بصعوبة 
احم اه اه كنت عايزه اخد رايك في 
ايه يا عامر مالك متوتر ليه !قالها محمد 
مسح عامر بأصابع يده المرتعشة عرق جبينه وقال لا مافيش توتر انا كنت عايز اقولك لو ينفع الأنسه غزل تعملنا للقهوه المعجنات والأكلات بتاعتهم دي اصل بصراحة كانت بعتت لي طبق منهم وكان حلو اوي فبقول لو ينفع تعمل وننزلهاا بالقهوه واهي مساعده بردو 

تحول وجه محمد الي اللون الأحمر من شده الغيظ وقال انا مش مخليها محتاجه حاجه ولا انت شايف انها محتاجه عشان كده عرضت عرضك 
رد عامر سريعا وهو يبرر طلبه لا ابدا والله انا قولت تشغل وقتها انا عارف ان وقت فراغها كبير وماقصدتش اللي انت فهمته 
أشار له محمد بيده ليتوقف وقال
خلاص ياعامر حصل خير علي العموم انت وصلك ردي في الموضوع ده 
فطأطأ عامر رأسه بسبب فشل الخطوه التي كان يظن انها ستقربه منها فودع محمد وتوجه الي المقهي ليكمل عمله 
في شركه الشافعي 
كان يوسف منهمك في عمله في قراءة العقود التي تحتاج مراجعة قبل الالتقاء بالوفد الفرنسي للتعاقد معهم دخل عليه شادي وقال
ايه ياعم المدخنة اللي قاعد فيها دي ارحم نفس شويه انا لو مكان سوزان السكرتيرة كنت قدمت استقالتي بسبب ريحه السجاير 
رفع يوسف نظره عن الأوراق وقال 
اتلهي واكتم انا مش ناقصك شادي
ليه كده يا بوص دنا حبيبك فجلس امام مكتب يوسف ينتظر اوامره 
يوسف زفر پاختناق 
دلوقتي قدامنا مشكلة المفروض الاستاذاسماعيل في قسم الترجمة واخد اجازه لمده شهر والعقود المفروض حد يترجمها قبل مانمضي العقود دي عشان تتراجع قبل التعاقد 
شادي طيب الحل احنا لو عملنا اعلان اننا محتاجين مترجمين مش هنلحق الوفد جاي الاسبوع ده هو كده مافيش حل غير اننا نعمل اعلان علي وجهه السرعه أو نأجل التعاقد 
يوسف مش هينفع نأجل كده هنخسر كتير 
شادي ما تشيلش هم هحلها ان شاء الله 
في نفس الوقت
كان محمد امام مكتب سوزان 
محمد من فضلك حضرتك ماتعرفيش الأستاذ شادي فين!
إجابته دون ان ترفع نظرها عن شاشه الحاسوب مين حضرتك 
محمد بحرج انا المحاسب الجديد والمفروض أقابل أستاذ شادي وادخل للبشمهندس يوسف رفعت نظرها من علي شاشه الحاسوب وظلت تنظر اليه بهيام ثم تداركت نفسها وقالت
احم اه حضرتك اتفضل ثواني أستاذ شادي عند البشمهندس ثواني اديه خبر
وأشارت له للجلوس 
داخل الحجره طرقت سوزان
الباب فأعطاها يوسف الأذن بالدخول 
سوزان
اسفه يافندم بس في واحد بره اسمه أستاذ محمد بيقول انه المحاسب الجديد وطالب يشوف أستاذ شادي 
شادي اه ده انا نسيت خالص كنت المفروض استناه في مكتبي كويس انه جه معلش دخليه بسرعه ياسوزان ثم وجهه حديثه ليوسف 
ده المحاسب الجديد بس ايه شكله ملتزم جدا يارب يعجبك شغله وماتطردوش زي اللي قبله يوسف اما نشوف !!
محمد السلام عليكم 
شادي وعليكم السلام تعالي اعرفك علي البشمهندس يوسف رئيس مجلس اداره الشركه ونائب عن الأستاذ ناجي الشافعي صاحب الشركه 
نظر كل من يوسف ومحمد لبعضها پغضب وفي نفس اللحظه قالا
محمد انت!!!
يوسف انت!!!!!!!!!
نظر لهما شادي وقال انتو تعرفوا بعض 
القي يوسف نظره سخريه علي محمد وقال
معرفه مهببه علي دماغك ملقتش غير ده 
انفعل محمد احترم نفسك يابني ادم انت 
لا لا لا استهدوا بالله فهموني في ايه الاول 
قالها شادي بتعجب 
يوسف ولا افهمك ولا أنيل الزفت ده يطلع بره معندناش شغل ليه 
تحرك محمد جهه الباب
وتلفت له وقال 
انا اللي ما اقبلش اشتغل مع واحد همجي زيك 
عندك مش معاك اسمها عننندك قالها يوسف بثقه وهو يضع يديه بجيوبه 
شادي استني بس يا محمد لو سمحت انتظرني بس شويه عند سوزان وانا جايلك 
بعد خروج محمد قال شادي ممكن افهم في ايه ده رابع محاسب تمشيه أبوس إيدك ارحم امي العيانه وفهمني ايه الحكايه ورافضه ليه 
يوسف الزفت ده اتخانقت معاه في الشارع ومسك فيا كل ده عشان واحده ملهاش لازم كنت هدوسها بسبب غباءها واكلمها تتجاهلني اكنها مش شايفاني فجاه ألاقي البيه عايز يعمل قدامها راجل وپيتخانق عشانها 
حلوه!! قالها شادي بخبث وغمز بعينه ليوسف 
يوسف ما اخدتش بالي اوي هي بيضه وشعرها بني زي العسل كده وعيونها رمادي أوف صاروخ بنت الآيه همس بها
يوسف دون ان يدرك ان شادي يسمعه 
ضحك شادي كل ده وما اخدتش بالك اومال لو اخدت كنت عملت ايه هههههه يوسف
يوه بقي ياشادي ما انت عارفني مغناطيس جنس ناعم ومابحبش أعدي حاجه جميله من تحت ايدي شادي
خلينا في المهم امشي محمد ولا ايه دلوقت 
يوسف وهو شارد أمامه وبمغزي لايفهمه الا هو
لا خليه يمكن يجي من وراه مصلحه 
في منزل الخاله صفا بحجرتها كانت تجلس غزل فوق سرير الخاله صفا تقوم بتدليك قدم خالتها لتزيل عنها آلامها
اما الخالة فتستند بظهرها علي السرير ووبيديها صوره قديمة تتأملها 
اشارت لها غزل بيديها لتنتبه لها الخاله 
فكتبت برزمتها الورقية احكي لي مره ثانيه عنهم 
قالت الخاله الم تملي من تكرار القصه 
فهمتها غزل من شفتاها فهزت رأسها بطريقه طفوليه بلا 
فنظرت صفا الصوره القديمة وقالت كنا فتاتين صفا وصفوه كنت اكبر من صفوه بخمس سنين وكتب لي الله اني اتجوز من عبدالله الزايد
اماصفوه فكانت تشبهك كتير في جمالها وبياض بشرتها وعيونها وشعرها البني كانت جميله تجذب كل اللي يبصلها لها 
وفي يوم شافها شاب اعجب بها جدا
كان الشاب ده مهندسا ابن صاحب الشركه الذي يعمل بها والدنا ساعي رحمه الله عليه وحاول يقرب لها وحبته وأقنعها بالزواج رغم اختلاف الجنسيه وأقنع والدي بالزواج وانه عياخدها معاه لما يبلغ اهله بالزواج 
مع ضغط صفوه علي والدي وافق علي الجواز 
ولكن احنا ماتوقعناش ان يرسل لها يبلغها بزواجه مكرها من بنت خالته بعد ماعرفوا بجوازه باختي ببلد اخري وانه يعتذر لها بكل بساطه وقام بتطليقها 
طلقها وماكانش يعرف انها حامل كانت مستنية لتفاجئه 
ولكن هو اسقط هذه الورقة من حساباته كأنها لم تكن 
حاولت صفوه التواصل معه اكثر من مره ولكن رفض ان يسمعها حتي وطلب منها انها ماتتصلش بيه مره تانية كان خاېف من اهله يحرموه من الميراث
فقررت صفوه ان تسافر له لتبلغه بحملها بس ماقدرتش 
كتبت غزل لماذا لم تسافر له !
الخاله صفوه حصل عندنا حروب اهليه وحظر تجول وكانت البلدةبعيده كل البعد عن الطرق البريه أو الطرق التي توصلنا للمطار فكنا مهددين فتره كبير بالخطړ 
وصبرنا لحد معارفنا ان صفوه حامل بتؤام بنتين ورزقنا ببنتين غايه بالجمال وسميناهم بيسان وغزل
كتبت غزل انتي لم تخبريني كيف اختفت بيسان!
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن 
بعد الولادة عانت صفوه بسبب الحاله النفسيه السيئه الوردة الجميلة انطفت بسبب أنانيه شخص 
ومرت الأيام وكان صعب علي صفوه
انها ترضعكم
كان لينا جيران بالحي مغتربيين كانت خالتك روايه وزوجها ومعهم محمد تقريبا العشر سنوات وكانت تقي مولوده بنفس توقيت ولادتك انتي وبيسان فتطوعت بارضاعك وتركت بيسان لصفوه فأصبحتي اختا لتقي ومحمد 
ابتسمت غزل وأشارت لها لتكمل 
تنهدت صفا وأكملت اكتشفت بعد جوازي انني مش هخلف بسبب مشاكل بالرحم فحمدت الله واعتبرتكم بناتي 
وكنا نعيش بسعاده وكبرتم أمامنا حتي صار عمركمااربع سنوات وحصل مالم نتوقعه 
فجاه لقينا طليق صفا يطلب منها الرجوع وان ياخذها هي وبناته لبلده بعد علمه بانها انجبت منه بنتين 
فرفضت صفوه الرجوع لان كرامتها مچروحه منه وسكت الموضوع واختفي مره تانية وبس مكناش نعرف باللي يدبره ليكم لكم 
في ليله كانت اختك بيسان تعبانة ودرجه حرارتها مرتفعه فطلبت صفوه مني ان أخذك معايا عشان ماتمرضيش 
وبليل لقيتها بتتصل تبكي باڼهيار لان طليقها اټهجم عليها وخطڤ منها بيسان وهي خاېفة عليكي ان يعرف مكانك انتي كمان
تنهدت صفا والدموع محپوسه ترفض الخروج قولتلها انه مايعرفش مكاني
فجاه سمعت صوت انفجار شديد جريت انا وعبد الله في الشارع وجرينا بالشوارع بليل بس انصدمنا لانحدث قڈف علي منزل والدي وكانت صفوة جواه
بكت صفا بحرقه علي هذه الذكريات الاليمه ربتت غزل غلي يديها وهي بعينيها الدموع 
كتبت غزل كيف جيئنا الي هنا ولماذا لا اتذكر شيئا!!! كثيرا احلم انني أتكلم واصړخ 
ردت صفا لا انتي كنت كويسة بس بسبب القڈف والقنابل اثرت علي سمعك
فهذه الحروب تخلف اجيال مريضه ومصابه بإصابات نفسيه وجسديه 
كيف اتينا الي هنا وكيف وصلتي لخالتي راويه ام محمد !!!كتبت جملتها بروزمانتها 
أكملت صفوة بعد هدوء الخطړ كان يوجد شبه استقرار فقررت ان أغير شهاده ميلادك باسم غزل عبدالله الزايد 
بدل اسمك الحقيقي عشان اقدر
اخرج بيكي من البلد مع عبدالله رحمه الله 
وعشان مايوصلش ليكي ويأخذك انتي كمان مني 
وبعد
رجوع راويه هي جوزها لبلدهم كانت سايبة لي عنوانها من قبل وقدرت أوصل لها بعد ماسبنا وطننا 
وادينا زي مااحنا من اكتر من خمسه عشر سنة نسكن معهم ببيتهم وساعدوني نأجر منهم الشقة دي وانت عارفه كنت بدرس فرنسي وإنجليزي في البيت والأكلات بتاعتنا كنت ببيعها كان الله ييسرها معنا 
عارفة اي اللي قلقني يا غزل ان يوصلك والدك وياخدك مني 
هزت غزل رأسها بالرفض وكتبت لن اعود معه ابدا واتركك انتي امي 
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
في الجامعة
بكافيتريا الجامعة تجلس تقي تشرب كوبا من الشاي وتسجل بعض الملاحظات بدفترها وانتفضت فجاه علي صوت تعرفه جيدا 
قالت حرام عليكي يابنتي انا عايزه اتجوز وأخلف كده مش نافعه في حاجه 
ردت ملك ههههه اعملك ايه ما انتي بتركبي الهوا علي طول 
يابنتي فكك شويه بلاش تكشيره العسكري دي والله العظيم هو بغباؤه 
تسألت تقي وهي تشرب الشاي هو مين !
ملك جنيرال يوسف هيكون مين !!!
نسخه ياربي في التكشيره ولا حب الامتلاك لما يمتلك حاجه محدش يقدر يلمسها ابتسمت تقي عند ذكر اسم يوسف فبالنسبة لتقي هو مثال لفارس أحلامها ولكنه لا يلتفت لها ابدا 
ارتبكت تقي عند ذكر اسمه وقال
هو صحيح يوسف عامل ايهبقالي كتير ماشوفتهوش يجي ياخدك زي الاول !!!!!
ملك وهي تنظم كتبها أمامها 
لا ابدا اصل ياستي عمي سايب كل الشغل علي يوسف وبيسافر كتير فتلاقي يوسف الشركه الصبح ومع أصحابه بليل ومش بيرجع الا متاخر ربنا يتوب عليه بقي بيبقي راجع مش شايف قدامه 
تسألت تقي 
ليه للدرجه دي بيتعب في الشغل ضحكت ملك وقالت
شغل ايه انتي طيبه اوي قولي بيتعب من السهر والشرب هيييح ربنا يهديك يايوسف وتيجي اللي تهديك بقي يارب 
امين يارب قالتها تقي وكأنها كانت تنتظر هذه الدعوه التي داعبت قلبها بأمل 
الفصل الثالث 
كان محمد يرتشف كوب الشاي التي أعددته غزل له ويتذكر كيف اعتذر شادي نيابه عن يوسف وبرر انه متوتر بسبب تعاقد جديد لذلك لم يستطع ان يسيطر علي أعصابه معه
وأرشده الي مكتبه ليستلم عمله قاطع شروده شي بجانب قدمه فاكتشف انها غزل التي تجلس علي الارض بجوار رجليه فهي تعشق هذه الحلسه حتي يمسح علي
 

تم نسخ الرابط