رواية صماء لا تعرف الغزل بقلم وسام الأشقر

موقع أيام نيوز


المخيف اتوجههم اليها بدلا من الفندق فيرضخ عندما علم بانتظار أفراد العائلة لاستقبالها بعد غياب يشاهدها تتطلع من نافذتها علي الطرقات وتضم بيسان الغافلة ليقول بصوت أجش لو خاېفة او تراجعتي احنا ممكن ننزل في اي فندق و تقاطعه بالرفض لا كده افضل لينا كلنا بس ماتسبنيش خليك جنبي 
يبتسم بمرارة ماتخافيش انا معاكي وفي وقت حسيتي انك مش قادره تكملي هنرجع يلا قربنا !! 

في حالة من القلق والشحنات الكهربائية المنتشرة بالأنفس الموجودة بالحجرة ونظرة اللوم
الموجهة ليوسف الذي يعتلي وجهه الحزن والألم شاردا غير مهتما بالموجودين اختار لنفسه ابعد مكان للجلوس والمراقبة عن بعد وكل فرد ينظر الي الاخر بترقب لا يعلموا شيء عن حقيقة الرسالة النصية التي ارسلت لهم جميعا بضرورة الحضور لاستقبالها فبعد انتشار الخبر بوجودها مع يامن إنتابهم الذهول من قدرته علي إخفائها كل هذا الوقت 
في لحظة وقف الكل في ترقب لدخولها بعد سماع صوت جرس الباب وتهليل هناء وترحيبها لهما كانوا يظهروا للعيان كأنهم أعجاز نخل ثابتة باعين ذاهلة يدخل يامن بين ذراعه بيسان الغافية بهدوء ناظرا لهما بصمت كأن علي رؤوسهم الطير 
لتقول ملك باعين مدمعة يامن حبيبي وقبل ان تتحرك تنحي جانبا لتظهر من خلفه الزهرة الندية معذبة القلوب بفستانها الطويل الأبيض المنقوش بزهور صغيرة مع سترة من الجينز قصيرة وحجاب يغطي رأسها كانت طلتها بعد هذه السنوات رقيقة ناعمة بل اكثر نعومة آسرة للقلوب والأعين المشتاقة لم يخف عن الكل توترها وهروب أعينها عنهم وإلتصاقها بيامن الممسك بكفها پخوف ليتقدم محمد مندفعا غير مصدقا غزل !!! 
الا ان انكماشها وتراجعها المفاجئ له ولهم منعه من التقدم ليقول يامن ملطفا الأجواء معلش غزل متوترة شوية ازيك انت يامحمد 
تجلس ملتصقة به كالطفل التائه الملاصق لأمه تحت اعين صقرية منكسرة مټألمة مراقبة لكل حركاتها بحذر وخوف خوف أن يقبض متلبسا 
بفعله ليلاحظ عند رفع عينيه مراقبة أربعة أجواز من الأعين له ثلاثة منهم يراقبونه بأسي وشفقة علي حاله بعد علمهما بزواجها من أخيه والإنجاب منه 
كانت اعين ملك اخته وشادي صديقه ومحمد أما الرابعة فنظرتها مختلفة نظرة يامن له كالذي يوصل له رسالة تحذيرية بعدم تخطي حدود منطقته الخاصةغزل 
ليقول بصرامة مزيفة وهو يستقيم في وقفته مستندا علي عصاه انا خليت هناء تجهزلكم الاوض اوضتك انت وغزل زي ماهي والبنت هتنام في أوضة ملك ياريت تطلع تستريح عشان عايزك عن اذنكم 
ملك بارتباك انا كمان همشي عشان اتأخرت علي غزل الصغيرة هجيلكم تاني مع جاسر 
شادي بتعب طيب ياجماعة هتمشي كلنا عشان تقدروا تستريحوا يلا يامحمد فيودعها محمد بنظرات لائمة لم تفهمها لينصرف الجميع ويبقي يوسف ويامن وعزل 
ليقول وصلها لأوضتها انا خليت هناء تحط شنطها فيها
ليقول يامن مع تقريب غزل له بتحدي مراتي مش بتنام بعيد عني انا طالع اوضتي وتبقي خلي هناء تبعت شنطها عندي عن إذنك 
يتحرك يامن وغزل ومعهما ابنتهما تاركين يوسف المهزوم متهدل الاكتاف يشعر بخنجر مسمۏم يدق بقلبه كل لحظة فيصبر نفسه بأن هذا أسلم عقاپ لأخطائه السابقة
ملك بحزن وبكاء مش قادرة اوصفلك منظره عامل ازاي ياجاسر ده مش يوسف ابدا كلنا كنا متحاملين
عليه وقاطعناه المفروض اننا نشمت فيه بس اللي شوفته انهاردة واحد مطعون من اقرب الناس اليه جاسر يتنهد قائلا الحقيقة اللي حكتيه ده مش قادر استوعبه يامن يتجوز مرات
اخوه ويخبي علينا
كلنا لا ويخلف بنت منها يامن ده طلع مش سهل ملك بلوم مدافعة ماتقولش كده علي يامن في حاجة حاسة انها غريبة بس اكيد هعرفها غزل مش بتتكلم معانا خالص كأننا غرب عنها وبصراحة ماسكتها في يامن دي مش طبيعية 
جاسر طيب عقبال ما تبحثي وتفكري أكون انا نمت عشان عندي شغل بدري تصبحي علي خيرات 
ملك نام ياجاسر نام ماهو ده اللي فالح فيه من ساعة ما اتجوزنا نام ياحبيبي 
مر شهرا علي وجودها بالمكان تشعر ببعض الألفة من تواجدها فيه وتوالت زيارات ملك ابنة عمها لمساعدتها علي التأقلم من جديد بعد ان علمت بحالتها ولكن الحق ان يقال الجميع يبذل جهدا عاليا حتي يفروا لها سبل الراحة ومساعدتها علي تذكرهم شخصا شخصا ولكن هناك شخصا بعينه يزيد اضطرابها دائما رغم عدم محاولته للاحتكاك بها او التودد لها مثل غيره قليل الكلام معها لا ينظر لاعينها عند حديثه علي عكس ماصدر منه في زيارته المفاجئة التي انتهت بنوبة من نوباتها التي تمقتها فهو بمكتبه او حجرته دائما او بمكانه السري يحاول الهروب منها خصوصا مع وجود يامن معها ولا تعلم السبب أليست ابنة عمه ايضا 
ام هناك سببا اخر تجهله عندما سألت ملك من زوجها الاول وعن اسمه ارتبكت واختلقت اعذارا واهيةللانصراف لماذا الكل يحاول الهروب من أسئلتها بخصوص ذلك 
تسمع صوت طرقات الباب فهي في غاية الإرهاق ولا تعلم لما حل عليها التعب وتكتشف بعدها فراغ الفراش بجوارها علي مايبدو ان يامن قام بالانصراف مبكرا فمدة الشهر كان يلازمها كظلها لايتركها إلا لدخول دورة المياة أو النوم ېخاف من شيء لا تعلمه دائما متحفز للعراك علاقته باردة بأخيه رغم أن الأخير يحاول توفير سبل راحتهم بكل السبل تستقيم لتخرج من فراشها بقميص نومها الكريمي الناعم وشعرها المشعث علي أكتافها ووجهها فيطرق الباب مرةاخري ليراها تفتح الباب مغمضة العينين لاتستطع مقاومة النوم ويدها علي مقبض الباب فهذا الشكل المهلك لأعصابه فيذكر نفسه بأنها زوجة
أخيه ولا تحل له فيسرع بإشاحة وجهه عنهاويسمعها تقول خلاص صحيت كل ده خب لتصرخ وتغلق الباب بسبب رؤيتها ليوسف تقول لنفسها انا غبية غبية ازاي افتح بالشكل ده بس هو ماشفنيش الحمد لله ولا شافني ! انا مش عارفة مصېبة لو شافني 
لتقول بحرج ايوة ! كنت عايزة حاجة 
فيقول وهو يظهر جديته بالحديث لقيتك اتأخرتي في النوم قول اصحيكي عشان تفطري ااانا نازل وابقي حصليني فتلطقت انفاسها وتؤكد لنفسها عدم رؤيته لها لتصعقها كلماته يقول بجفاءمحذرا غزل !!! بعد كده ماتفتحيش الباب وانتي بالشكل ده فاهمة وينصرف دون انتظار ودها لتقول بهذيان شافني يانهاري شافني !!! 
ارتدت فستانا قطنيا مع حجابها تبحث عن اي فرد في غرفة الطعام ولكنها تجدها خالية الا انها استمعت إلي أنغام صادرة من مكان ما حتي اكتشفت م لتتجه الي المطبخ فتجده امام الموقد بملابسه البيتية يدندن مع نغمات هاتفه 
و أنا اللى طول عمرى بقول الحب عمره طويل
أنا اللى طول عمرى بصدق كلام الصبر فى المواويل
من كتر ماكان الحب واخدنا
و كل حلاوة الدنيا فى إيدنا
لا فكرنا زمان يعاندنا
و لا أيام تقدر تبعدنا
و عشنا الحب بل أيام
و كل بكره فيه احلام
و أتارى كل ده أوهام 
و سافر من غير وداع
فات في قلبي جراحه
دبت في ليل السهر
و العيون ما إرتاحوا 
وعند انتهاء المقطع قام باغلاقه سمعت صوته يحدثها بجفاء هتفضلي واقفة عندك كتير لتتسآءل في نفسها كيف عرف موجودها رغم صمتها وعدم أحداثها لأي جلبة مع علو صوت الأغنية 
لتقول انت عرفت منين اني واقفة فيدور يواجهها وبيده طبق البيض المقلي وكوب ساخن يتصاعد منه الأبخرة ميزت رائحته بسرعة انه مشروب الشكولاته المفضل لديها متجها الي الطاولة الصغيرة قائلا ببرود اقعدي عشان تفطري 
لتقول مرتبكة لا شكرا مش ع فيحدثها بصرامة اقعدي وبطلي شغل عيال 
تجلس بأعصاب محترقة من أسلوبه ولكنها اختار مقعدا بعيد عنه تاركة مقعد فارغ بينهما فيدفع الطعام
أمامها مع وضع الكوب الساخن قائلا أنا ملاحظ بقالي مدة انك مش بتكلي كويس ووزنك نازل
انا عايزك تخلصي الأكل ده لتجيبه پخوف من اسلوبه بس انا مش بحب البيض
عارف قالها بتحدي
لاعينها التي اتسعت فيفهم مايدور بخلدها فتتحرك يده ليحمل كوب الشكولاته ويقوم بالارتشاف منه مع ثبات أعينه عليها بتحدي لتهمس لنفسها بتذمر ايه الاحراج ده انا كنت فكراها ليا 
ليقطع همسها قائلا كانت فعلا ليكي بس بما ان حضرتك مش عايزه تفطري يبقي مافيش شكولاته سخنة 
وتتذمر من بروده ليقول سمعتك علي فكرة فتتأفأف من تسلطه وجفائه وتمد يدها لتتناول البيض بغيظ لتتساءل هي فين هناء ! 
ليقول بلا اهتمام وهو يتصفح هاتفه خدت إذن ومشيت عشان ابن بنتها تعبان ليكمل وهي مندمجة بالأكل علي فكرة بيسان ملك بعتت السواق واخدتها تلعب مع غزل فتقف قطعه الخبز بمجري التنفس فتسعل بشدة حتي أدمعت أعينها وترتشف بعض الماء بتوتر انت ازاي مقولتليش ان بيسان راحت عند ملك كنت لازم تقولي قبلها ليرفع حاجبه بتعجب اولا انتي كنت نايمة ثانيا مش غريبة انك زعلانة انها مش موجودة مع انك من ساعة ماصحيتي ماسألتيش عليها ودي مش اول مرة اخد بالي انك مش مهتمة ببنتك لتدافع عن نفسها پغضب من وقاحته مش صحيح اللي بتقوله ده مش انت اللي هتيجي تقولي اعمل ايه معاها انت مين انت عشان تكلمني كده وكمان ده مش مبرر انك تتصرف من دماغك من غير أذني 
لتقف پعنف فيسقط الكرسي من خلفها ويصدر ضوضاء عالية تقاوم دموعها الا تظهر فتتحرك للخروج الا ان ندائه الصارم الذي يحمل ڠضبا باسمها أوقفها 
ليقول من الاحترام لما نكون بنتكلم ماتسبينيش وتمشي وتغضبي زي الأطفال اقعدي كملي أكلك واطمني انا اتصلت بأبوها استأذنت منه لتنتفض من كلمته صاړخة بوجهه ړعبا ان يكون يوسف ابلغ والد بيسان التي تجهله عن وجودها ابوها مين 
ليضيق عينيه غير مستوعبا السؤال ليقول أبوها هي المفروض الواحد ليه كام أب فتتحرك بصعوبة لتلقي جسدها علي المقعد ليلاحظ جسدها المرتعش 
لتقول ليوسف برجاء يوسف اكيد انا عيشت فترة معاكم هنا صح !! واكيد عارف اني اتجوزت قبل يامن يبقي اكيد عارفه صح 
لايجد إجابة حقيقية لها فيسود الصمت وتظن انه يريد عدم الإفصاح عن شخصه مثل يامن لتقول ارجوك يايوسف انا عارفة انك مش طايقني ومضايق من وجودي بس كل ما اعرف اسرع مشاكلي هتتحل اسرع انا عايزه بس اعرف مين هو فتراه يغمض أعينه پألم لاتعرف سببه ويضغط علي الكوب بقبضته 
لتقول مستعطفة إياه انا مش طالبة غير اسمه بس ليقول مش هتستفيدي حاجة لو عرفتي النسيان نعمة وانتي كدة افضل ليكمل پألم انتي ربنا عوضك بيامن كزوج وبنتك خليكي في الحاضر لان الماضي دائمابيألم 
فيستقيم في وقفته انا خارج رايح اشتري حاجات عايزة حاجة 
فتندفع پخوف قائلة انت هتسبني لوحدي هنا ليقول متعجبا اه في حاجة خلاص انا ممكن
أجل مشواري لوقت يكون حد هنا 
لتهز رأسها بالموافقة 
ليمد يده قائلا هاتي تليفونك فيقوم بتسجيل رقمه بهاتفها وفعل ذلك بهاتفه لو احتجتي حاجه اتصلي بيا 
لتقول بتودد تحب اعملك قهوة
 

تم نسخ الرابط