رواية صماء لا تعرف الغزل بقلم وسام الأشقر
المحتويات
لحضورها فعندما قامت بإخباره هاتفيا انها بالطريق اصر علي عدم حضورها شعورها بأنه يخفي شيئا قلقها تلمحه بمكانه الذي اعتاد عليه مؤخرا فتزداد سرعتها لتتجه اليه في ايه يا يامن ! انت طلبت مني مااجيش ليه
هو أنا طلبت منك ماتجيش عشان تيجي ولا عشان تلتزمي بكلاميقالها يامن بحدة غريبة عليه ولكنها لاتهتم بثورته ما يهمها هو هو فقط لتقول مرة اخرييوسف في حاجة حصله حاجة
لتهز رأسها بالرفض غير مصدقة حديثه بعيون غائرة وفم منفرج لتقول بعد لحظاتمستحيل مستحيل يكون طلب منك مستحيل يطلب انه مايشوفنيش اكيد في حاجة انت مخبيها أنا داخله له لتندفع تتحرك باتجاه غرفتها فتوقفها يد يامن الممسكة ذراعها بقوة فتتعجب من إصراره على منعها وتسمعه يقول بصوت مهزوزللأسف شعره بدأ يقع هو مش حابب تشوفيه بالوضع ده
ان تكون قوية من اجله وتترك الضعف التي اعتادت عليه
بعد ان اڼفجرت في نوبة بكاء لاتعلم سببها بل تعرف سببها ولكن كثرة الضغوطات التي لاحقتها جعلتها لاتستطع تحمل هذا الخبر رغم توقعها لحدوثه وبعد إصرارها على مقابلته ها هي تجلس بجواره على المقعد المقابل له تراقبه في نومه منتظرة إفاقته لقد انصرفت بعد منعها من الدخول على يد يامن لتذهب وهى تعلم وجهتها وقرارها التي اتخذته ليتفاجأ بعودتها مرة أخرى بعد اقل من الساعة حاملة بعض الأغراض في حقيبة بلاستيكية صعب عليه استنتاج مابداخلها وتنتظر بجواره حتى تتأكد من نومه لتستطع الدخول دون اعتراضه وهل هو ينعم بالنوم بوجه شاحب وذقن غير حليقة لقد طالت مؤخر اكثر من اللازم وشعره الذي بدأ يظهر به الفراغات اثر التساقط شردت في أيامها السابقة وكيف تقدم له يد العون رغم رفضه الشديد لذلك تذكرت يوم أعددت له الطعام لتحاول إطعامه رغم رفضه الشديد بسبب فقد شهيته وألم معدته الذي لم يبارحه لتتفاجأ بإفراغ مابمعدته علي ملابسها وهي تساعده في الاستلقاء لينهار بعدها في صړاخ وبكاء كالأطفال يطلب منها الابتعاد عنه والامتناع عن حضورها مرة اخري تتحرك من مكانها لتجلس بجواره فوق فراشه تمسك بكف يده المتصل بها المحلول المغذي الذي يمده ببعض المقويات والمسكنات لتخفف عنه بعض آلامه خفيفة مع شعورها باحتراق اعينها التي تحارب منذ مدة إظهار ضعفها وهشاشتها فالموقف اكبر من احتمالها لتجد نفسها تمدد بأسمه في محاولة منها وإفاقته ليتململ في نومته ويفتح أعينه الصقرية التي تملكهما المړض والإرهاق غير مستوعب وجودها بهذا الشكل المهلك له لقد تحررت من حجابها وأطلقت خصلات شعرها حول وجهها كسابق عهدها به ليرفع كف يده باهتزاز ېلمس شعرها محاولا التأكد من
أنا هنا جنبك ومعاك وحقيقة مش حلم بس أنا زعلانه منك
ليتسأل وهو يغمر أصابعه بين خصلاتها التي استطال كثيرا عن قبل مبهورا بنعومته التي حرم منها لسنوات ليه زعلانه!!
لتزم ا پغضب مصطنع عشان
فتتوقف أصابعه
عن الحركة لينظر اليها پألم قائلامالوش لزوم للكيماوي كلنا عارفين انها كلها أيام
يؤلمها كلماته وانهزامه وعدم مقاومته لمرضه وعندما طال صمته قالت بمرح انت اتصلت بعامر عشان نعجل بميعاد الفرح من ورايا مش كده! وكنت قايله مايبلغنيش بطلبك
ليهز رأسه بإبتسامة عامر ده شكله مابيتبلش في بوقه فولة
مابقاش ينفع مابقاش ينفع اخرب حياتك اكتر من كدة صدقيني هكون مستريح وأنا مطمن عليكي مع عامر طول ما أنا شايفك سعيدة هكون سعيد
ارادت ان تستغل الحوار لصالحها عايزني أكون سعيدة تنفذ شرطي
ايه هو !
تأخذ نفسا محاولة السيطرة على سرعة ضربات قلبها انك تبدأ تأخذ جلسات الكيماوي المحددة ليك
جالس مغمض العينين بإرهاق أمام حجرة أخيه يستمع لحركة الممرضات والأطباء من حولها السريعة فكل يعمل علي قدم وساق ليطرأ على سمعه خطوات بطيئة تقترب من المكان تدل على خفة صاحبها وتتوقف بالقرب منه ليفتح أعينه المرهقة ويتفاجأ بوجودها واقفة بجواره بخجل فيعتدل بجلسته باهتمام يقول پخوفتقى !!!! ايه اللي جابك هنا في حاجة حصلت
تبتلع بإحراج وتهرب من أعينه لتقول له انها أتت لرؤيته أم للاطمئنان على أخيه ! لينقذها من حيرتها وقوفه باهتمام يقول
أكيد جاية تطمني على يوسف مش كذة!
تهز رأسها بنعم فيبتسم لصمتها ويقول طيب هو يامن الغلبان مالوش نصيب تطمني عليه شكلى كده ماليش حظ
لتسرع مدافعة عن خالها أبدا والله أنا كنت جاية اطمن عليك كمان
فتلاحظ تبدل ملامح وجهه من الحزن المصطنع للمكرأنا على كدة محظوظ جدا أنك فكرتي فيا عموما كويس انك جيتي أنا كنت هتصل بيكي لان يوسف طلب إن يشوفك
تتوتر من كلماتها لتقول بتجهميشوفني يشوفني أنا !!!فيها رأسه بتأكيد وعلى وجهه ابتسامه لا تفارقه
تضحيات صغيرة تصدر منا تشكل فارقا كبيرا في حياة الآخرين ولكن عند تقديمها يجب معرفة هل ستستطع مواصلة حياتك بهذه الټضحية ام ستظل عقبة لاستمرارها فعليك ان تختار!
بعد الانتهاء من إطعامه وهو مسحور بشعرها الطويل ينظر اليه بسعادة غريبة كأنه يوم زيارة الملاهي ليلوم حاله هل هذا الشعر الذي اقدم عليه من قبل منذ سنوات وقام باغتياله بكل قسۏة كإنتقام اعمى منه
فتلاحظ مراقبته لحركاتها
بسكون غريب عليه وتعلو ابتسامة قصيرة وجهه فتتجه الي حقيبتها الشخصية تسحب سحابها وتخرج شيئ ما ليضيق عينيه بفضول لعله يعرف مايقبع بيدها فتتحرك ببطء اتجاهه قائلة بثقة الشرط الثاني مستعد تسمعه
شرط ايه !
شكلك نسيت ان أنا طلبت منك تكمل جلسات عشان تقدر تحضر الفرح ده الأول أما الشرط الثاني انك تخليني احلقلك شعرك بنفسي لترفع يدها أمام وجهه الشاحب المصډوم ليظهر ماكينة لحلاقة الشعر تعمل بالبطارية
فيمرر عينه بينها وبين مايقبع بيدها ويهز رأسه بالرفضمستحيل
فتتساءل ببرودليه! انت مش قبل كدة قصيت شعري بايدك وأنا كنت رافضة ده ايه الجديد
يبتلع ريقه بصعوبة يقول پتألم من هذه الذكري التي تشينهليه حاسس دايما انك ماسمحتيش من قلبك حاسس انك بتقصدي تألميني
تضحك بسخرية بخلاف مابداخلها تقصد عشان مصممة على حضورك فرحي وأنك تشوفني وأنا ملك حد غيرك ولا عشان فكرتك بجريمتك
عايزة ايه ياغزل ! كفاية تعذيب فيا اكتر من كده
عايزه احلقلك شعرك صدقني شكلك يكون الطف تتنهد وهي تنظر للبعيد بابتسامة عارف يايوسف أنا قد ايه بحب شعري بحبه لدرجة أني ممكن يجرالي حاجة لو فقدته تاني
ليقول بصرامة لو دي الطريقة الوحيدة اللي هتخليكي تنسي اللي عملته فيكي احلقيلي شعري ياغزل يمكن
تسامحيني بجد
ولكن على مايبدو انها ارادت إجابته لتستمر في حديثها وهي تلاعب خصلاتها بمكر مقصود لتتوقف فجأة تنظر له بجدية غريبة وتكملمش عايز تمسك شعري للمرة الأخيرة !
ليسقط فيستنشق عبيره باستمتاع ولكن شئ داخله يؤرقه من حديثها المبهم ليقول تقصدي ايه بالمرة الأخيرة
فيجدها تبتعد عنه وتستقيم في وقفتهاوتنظر له بعيون مټألمة تنحبس بهما الدموع فيغفل من حركتك يدها
التي امتدت تحمل ماكينة الحلاقة القابعة بجواره علي المنضدة ليعقد حاجبه ويحاول التحرك من فراشه متساءلا عما تنوي لتشق ايتسامه حزينة وجهها مع تحرر دموعها من عينيها ليراها تنصرف بصمت متجهه الي باب دورة المياة الخاص بالحجرة وتدخله لتودعه نظرة لم يستطع تفسيرها قبل ان تغلق بابه في وجهه ويسمع صوت قفل الأمان من الداخل لحظة اثنان لم يستوعب مقصدها ليعتصر قلبه مصدرا ألما شديدا بصدره لما استنتجه لينتفض من فراشه محاولا التحرك بصعوبة لقد تيبس جسده من كثرة التسطح فوق فراشه لينزع المحلول المغذي بقسۏة صارخا باسمها غزل !!! لا لا اياكي تعمليها
ويقترب من الباب التي تختفي خلفه يضرب بقوة لعلها تتراجع عن فعلتها افتحي ارجوكي ماتعمليش
كدة اخرجي كلميني
لتجحظ
عينه وتتسارع انفاسه عند سماعه لصوت الماكينة الذي يدل على عملها فيضرب الباب بكفه عدة ضربات ضعيفة متوسلا اليها ان تتوقف ارجوكي ارجوكي ماتعمليش كدة ماتزوديش عذابي اطلعي وأنا أنا هعمل اللي تطلبيه مني بس اللي انتي بتعمليه ده لا
يبدو انها كانت قد اتخذت قرارها من قبل وعزمت عليه ليقف مستندا بكفيه علي الباب منحني الرأس تتسارع انفاسه بقوة ليسود الصمت بعد لحظات الا من انفاسه الخشنة يتراجع بترقب عند سماع صوت فتح الباب بأعصاب مهتزة وعيون غائرة مثبتة علي الباب لتظهر من خلفه ببطء بهيئة مختلفة عن هيئتها عند دخولها منذ لحظات لقد اختفت الهالة البنية الناعمة ذات الخصلات الطويلة لتحل محلها رأسا حليقة الشعر
راحة فين !
على بنعومة هطلب الدكتور عشان يركبلك المحلول ويطمن عليك
تسقط دموعه من عينيه بضعف متسائلاعملتي كده ليه ليه ټأذي حالك!
تهمس بكلماتها ببطء كأنها تعلم طفلا حروفهاأنا قولتلك ان شعري ده بحبه قوي وممكن يجرالي حاجة لو فقدته !! لكن ماقولتلكش ان انت أغلى عندي منه واني مستعدة اضحي بيه عشانك انت وزي ماانت هتحلق شعرك أنا كمان حلقته وهنافس بعض مين شعره هيطول الأول
يهز رأسه بالرفض عامر اكيد هيزعل من اللي عملتيه ده
تزم شفاها پغضب طفوليهو شكلي وحش للدرجة دي
يضحك بين دموعهانا متخيل صډمته لما تقلعي حجابك ويكتشف تهورك ههههه اكيد هيجراله حاجة هههههه
حضرتك بتتريق طيب اوعى بقى
انتي احلى واحدة شافتها عيني في الكون سواء بشعر أو من غير
وقف مختفيا عن الأنظار يبحث عمن يقرضه يشعر بالكبت الشديد والضغط النفسي لقد منع عليه تناولها منذ عدة اشهر ليزفر بملل كيف له ان يطلب منها مثل هذا الطلب ! مالذي أتى به اليوم يطلب منها
ان تكون لغيره أهكذا يسدد ديونه لها لتسامحه مرة أخرى ليري شاب بزي مخصص يحمل صنية فضية متجها الي داخل القاعة ليوقفه لو سمحت معاك ة!
الشاب بتهذيبلا يافندم ممنوع الټدخين هنا عن إذنك
فيزفر بضيق ويرفع يده ېلمس رأسه فيشعر ببصيلات شعره التى بدأت في الظهور مرة أخرى فيبتسم بشرود على هذا اليوم الذى أقبلت فيه بحلق شعرها والتخلي عنه من اجله من اجله هو لتشجعه هو الآخر على إزالة شعره المتبقي برأسه لم يشعر اثناء تذكره ببداية ظهور الدموع
متابعة القراءة