الدهاشنة بقلم آية محمد رفعت
المحتويات
لسه متقلقش فاضل على الحلو تكة وشهر.
توقع بأنه سيبتسم وسيجاكره مثلما يحدث في العادة ولكنه وجده صامتا فتيقن بأن الأمر جادي للغاية لذا سأله بجدية
في أيه يا عبدالرحمن
زفر الاخير ليخرج العالق بداخله من نيران تتصاعد
ادخنتها ثم قال بتردد
_بصراحة يا يحيى أنا خاېف.
ضيق عينيه بذهول
أجابه بعد فترة من الصمت
_من شوفت تالين وهي بتبعد عن الفرح وشكلها كانت متوترة ولما روحت وراها سمعتها وهي بتتكلم مع شاب..
احتدت نظرات يحيى ومع ذلك سأله بوضوح
_وأنت أيه اللي جيه في دماغك!
عاد ليزفر من جديد وكأنه يعجز عن قوله ما يود البوح به فقال بتخبط
_مش عارف بس في اللحظة دي لقيت نفسي بفكر في اللي اختها عملته وخاېف تكون هي كمان زيها لو بدر تقبل ده فانا مستحيل هقدر اتقبله يا يحيى..
_ايه الجنان اللي انت بتقوله ده انت ازاي اساسا تفكر فيها بالشكل البشع ده البنت محجبة وبتصلي وعارفة ربنا ومن يوم ما جيت هنا مشفناش منها حاجة وحشة على عكس اختها اللي بقت دلوقتي حاجة تانية بفضل بدر اللي مش عاجبك تصرفه ده.
عدل من حديثه حينما قال
_أنا مقصدش بس انت لازم تقدر اللي انا فيه ڠصب عني لازم افكر في كده.
_خلاص واجهها واسالها مين اللي كانت بتكلمه ده وهي اكيد هيكون عندها رد متسبش نفسك لشيطانك روح واسالها على طوول.
أومأ برأسه باقتناع ثم عاد بظهره للمقعد والخۏف ينهشه كالۏحش المفترس.
شعرت ماسة بالضجر من غياب يحيى فخرجت من غرفتها باحثة عنه
وحينما كانت تتجه للاسفل وجدت آسر يجلس بالصالون شاردا فاقتربت منه بتعب يتشكل بثقل بطنها المنتفخ لتسأله
انتبه لها فابتسم وهو يخبرها رغم ما يختبره من ڠضب عظيم
_بره في الجنينة.
هزت رأسها بطفولية ثم غادرت باحثة عنه فجابت الحديقة يمينا ويسارا حتى استقرت قدميها أمام جراج صغير موضوع جانبا فرفعت صوتها وهي تناديه
_يحيى!!
لم يأتيها رده كالمعتاد فمدت رأسها من الباب الخشبي لعلها لم تتمكن من رؤياه ولكن لفت انتباهها جسد أحمر مغطى بقطعة قماش سوداء كبيرة الحجم فانصاعت لفضولها وولجت للداخل لتزيح القماش انخلع قلبها من محله حينما رأت أمامها سيارة حمراء محطم زجاجها وجسدها بالكامل انقبض صدرها وبات تنفسها ثقيل فشعرت بانها لا تعرف كيف تتنفس بالشكل الصحيح تراجعت للخلف پخوف من شعورها بأنها تعرف تلك السيارة والاسوء من ذلك حينما رأت ذاتها بداخلها تستغيث وتصرخ لطلب المساعدة فانقلبت بها السيارة اكثر من مرة لتستقر ارضا منغمسة بالډماء الذي يسيل من بطنها المنتفخ تراجعت ماسة للخلف وهي باپشع درجات المواجهة الغير متوقعة لماضيها وحاضرها تعرضت لصدمة لم تكن بالحسبان يوما لتجعلها ترتد للخلف الف درجة ثقل تنفسها حتى اصبح شبه معډوم لتستجيب لغفلتها التي تسحبها لدوامة ليست مؤقتة بل دائمة دوامة ستحتمها على المحاربة بمفردها دون أن يعاونها سندها وداعمها الاكبر معركة بين الماض والحاضر وسيكن مصيرها بيدها هي اما ان تنتصر أو ينتصر هو عليها ولكن ترى هل ستتمكن من غلبه بمفردها!.
الدهاشنة... بقلمي_ملكة_الإبداع_آية_محمد_رفعت.....
من كل قلبي بشكركم شكر بحجم الكون والله ما اتعرضت في يوم لاذى جسماني او نفسي غير ولقيتكم جنبي سند ودعم انتوا بتدفعوني اعدي اي ازمة اتعرضلها بمنتهى السلاسة تخيلوا دعم كبير ليا على الجروب والييدج وصفحتي الشخصية والرسايل والجروبات التانية انا النهاردة بكيت اكتر من مرة وانا بقرأ تعليقاتكم ودعواتكم ليا وثقتكم اني هرجع احسن من الاول انا فعلا والله بحبكم في الله ومش لقية كلام مرتب يعبر عن حبي وامتناني ليكم.. شكرا من قلبي ..
٥١٢ ١٤٥ ص زوزو الدهاشنة... وخفق_القلب_عشقا..
الفصل_السادس_والثلاثون...
إهداء الفصل للقارئة الجميلة آية رمضان شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة
كان يحيى ذكيا في حل ما أصاب رفيقه لذا حينما شعر بأنه سيطر على غضبه توجه للعودة للسرايا فتفاجئ به آسر ليتساءل وعينيه تجوب الطريق من خلفه باستغراب
_فين ماسة
ضيق عينيه وهو يجيبه بذهول
_فين ازاي أنا كنت سايبها فوق..
رد عليه آسر بقلق
_نزلت وسألت عنك فقولتلها انك بالجنينة وراحتلك..
جحظت عينيه في صدمة فأسرع كلا منهما للبحث عنها تفرقوا باتجاهات مختلفة عسى أن يسرعوا بالوصول إليها شلت أطراف يحيى وهو يقترب من باب الجراج الخارجي وبداخله دعوة تمنى بالا تكون إجتازت تلك المنطقة تهدم أمله البائس حينما وجدها ملقاة أرضا كالچثث الشاحبة استهدف قلبه نغزة قاټلة أصابته في مقټل فأسرع إليها وهو ېصرخ پجنون
_ماسة!!!
حملها بين يديه وهو يلطم وجهها عدة مرات فوصل آسر إليه حينما وصل صوته لمسمعه فأنحنى وهو يتساءل بلهفة
_مالها!
رفع يحيى عينيه تجاه السيارة فكانت اجابة صريحة إليه عما أصابها لم يكن يملك وقتا كافيا لتهدئة ابن عمه كان عليه التحرك سريعا لذا صعد لسيارته وأشار إليه بالصعود ليسرع بها تجاه أقرب مشفى وبالطريق أخبر يحيى طبيبها بحالتها فأخبره بأنه سيأتي مسرعا للمشفى التي ستنقل إليها.
بسرايا مهران الدهشان
عمت السعادة وجهه حينما استمع لتلك الاخبار التي سرته فعاد ليتساءل من جديد
_عارف يا واد لو كلامك ده طلع صوح أنا هعمل معاك أيه
أجابه الخادم بحماس وطمع لما سيقدمه له تلك المرة
_والله صوح اني سامعها بوداني وهي بتقول لناهد بتها انها ھتقتلها.
اتسعت ابتسامته الخبيثة التي فاحت بما يخفيه بداخله من نوايا قڈرة
_لو ده حصل يبقى القيامة قامت بين العيلتين مهو مش هيخلص الكبير برضك أن بته تنقتل وهو عايش هيخلصوا على بعض وساعتها الدنيا تفضالي ووقتها محدش هيستجري يقف قدامي..
وأنهى كلماته الاخيرة ليفتح درج خزانته السوداء ثم أخر مبلغ من المال ليلقيه إليه كالعظمة التي ستصيد له فريسة ينتظرها وأشار له قائلا
_ارجع أنت قبل ما حد ياخد باله منيك.
أومأ برأسه في طاعة وكاد بالخروج ولكنه توقف حينما استوقفه حديث مهران الشيطاني
_خليك مستعد للي اتفقنا عليه عشان هتتفذ قريب أوي.
هز رأسه مجددا ثم غادر ليعود لسرايا المغازية قبل أن يشعر به أحدا.
حرص بدر على تلبية طلب آسر بالا يعرف أحمد بما حدث لشقيقته فأخبر عمر وفهدبما حدث وقاد السيارة بهما تجاه المشفى فوجدوهم يقفون أمام الغرفة يترقبون خروج الطبيب ليخبرهما ماذا حدث..
كانت تلك الدقائق ثقيلة على الجميع وبالأخص يحيى الذي شعر بأن قلبه سيقف بأي لحظة والأصعب مما يخوضه أنه يعلم خطۏرة ما تعرضت اليه وخاصة بأن الطبيب شدد عليه سابقا سحب يحيى نفسا عميق ثم زفره على مهل فعليه الحفاظ على اتزانه لأجلها شفق عمر عليه فدنا
منه ومرر يديه على كتفيه ثم قال بحزن
_متخافش يا يحيى ربنا مش هيسبنا هو اللي عالم إحنا اتعذبنا وصبرنا أد أيه يابني.
همس بترجي من بين رعشة أسنانه
_يا رب.
صوت صرير باب الغرفة جعل الجميع ينتبه لخروج الطبيب فسأله فهد بثبات يتناسب مع هيبته
_خير يا دكتور طمنا.
بدت علامات الأسى على وجه الطبيب الذي خلع نظارته وهو يخص بنظراته عمر ويحيى
_للأسف اللي كنت خاېف منه حصل.
ازدرد يحيى ريقه المقطوع بصعوبة وهو يسأله پخوف
_يعني أيه
قال بقلة حيلة
_يعني الحالة اتنكست ورجعت لنقطة الصفر من تاني وللأسف دخلت في غيبوبة وزي مانتوا شايفين محدش من اطباء المخ والأعصاب قادر يحدد سبب فقدان الوعي.
واستكمل قائلا
_مع إن كل المؤشرات الطبية بتقول انها كويسة
هي والجنين فمفيش سبب طبي محدد للغيبوبة اللي هي دخلت فيها..
بتماسك شديد سأله عمر
_يعني أنت شايف أيه يا دكتور
رد عليه بعد فترة من الصمت
_أنا شايف يا أستاذ عمر أن الصدمة اللي اتعرضت ليها ماسة خلتها متعلقة بين الماضي والحاضر وخصوصا انها كانت حامل وقت الحاډثة فمش هقدر أحدد حالتها طول مهي فاقدة الوعي بنتك لازم تتقبل ان اللي حصل كان في الماضي وانها بتعيش أيام جديدة مختلفة عن اللي عاشتها... دي حربها ولازم هي اللي تنتصر فيها وباردتها..
وربت بيديه على كتفيه وهو يخبره بمهنية
_إدعلها..
كان عمر رجلا متماسكا يثق بما أختاره له رب العباد ولكن الصدمة التي تلاقاها يحيى أضعفته وجعلت يترنح كمن تلاقى خبطة افتكت برأسه فتراجع للخلف بخطوات متعثرة حتى استقر على المقعد الذي خطڤ جسده قبل أن يجلس أرضا فأسرع إليه
بدر وآسر فجلس كلا منهما لجواره فقال بدر بحزن
_أنت انسان مؤمن وموحد بالله يا يحيى أوعى تضعف خليك قوي عشان تقدر تتحمل اللي جاي.
رفع عينيه اللامعة بالدمع تجاهه ثم حرر لسانه الثقيل
_وأيه اللي المفروض لسه هتحمله تاني يا بدر! أنا صبرت وإتحملت كل حاجة في سبيل أنها جنبي حتى لو مكنتش بطبيعتها بس على الأقل عيني شايفها وهي واقفة على رجليها وبتبتسم تفتكر هقدر أتحمل وأنا شايفها زي المېتة كده!
أمسك آسر بيديه وكأنه يبث به القوة التي دفعها بكلماته الحماسية
_متعلمش الخير فين وبعدين أنت بنفسك سمعت كلام الدكتور لما قال أن ممكن اللي حصل ده الخير ليها.
وجلس لجواره وهو يسترسل بصوته الهادئ
_مهو أكيد اليوم ده كان هيجي يا يحيى ماسة لازم تتخلص من ماضيها واللي حصل ده لمصلحتها ولمصلحتك.
هوت دمعة خائڼة على وجهه فرفع عينيه تجاهه وهو يخبره بإنكسار
_مش هقدر يا آسر صدقني مش هقدر.. أنا اتحملت وبتحمل عشان كنت حاسس بيها جنبي وجودها كان بيهون عليا حاجات كتيرة أوي أنا أضعف من إني أتحمل كل ده.
استمع إليه بحرص شديد حتى فرغ من حديثه ثم قال بصوته الرخيم المبعوث بالتفاؤل
_مش يمكن ماسة تكون بتختبرك لتاني مرة يا يحيى أنت سبتها تعاني أول مرة والمرادي لازم تكون جنبها وتتغلب على خۏفك ده.. أكيد هي سمعاك وحاسة بيك.
واتسعت ابتسامته وهو يجاكره بالحديث
_الحب أفعال مش أقوال ولا أيه!
جاهد لرسم ابتسامة صغيرة على وجهه التعيس فقد بدى إليه بأنه بدأ بتقبل الأمر وسيجاهد للمحاربة بجوارها بأول صف المعركة..
للمرة الخامسة تعود بالإتصال به ولكن دون أي جدوى فمازال هاتفه مغلق وضعت تسنيم الهاتف عن يدها والقلق يفترس معالمها الشاحبة تخشى أن يكون قد أصابه السوء فبات غامضا مريبا منذ لحظة إنكشاف الحقيقة التي ډمرت هذا المنزل قضت ساعة أخرى بالخطي المرتبكة بأرجاء غرفتها وما زادها ارتباكا حينما إحتضن عقرب الساعة السادسة صباحا همست بقلب يرتجف صداه
_هيكون راح فين لحد دلوقتي
تسلل لمسمعها صوت الطرق المتتالي على باب جناحها الخارجي فأسرعت لتقف من جواره وهي تردد بلهفة
_مين
أتاها صوت رؤى يجيبها
_أنا يا تسنيم إفتحي..
جذبت مئزرها ثم ارتدته وهي تفتح بابها قائلة باهتمام
_ادخلي يا رؤى في حاجة ولا أيه
ولجت للداخل ثم استدارت في مقابلتها وهي تجيبها بدهشة
_أنا فكرتك إنتي اللي تعرفي حاجة.
انكمشت تعابيرها بعدم فهم لحديثها الغامض فاسترسلت الحديث ليكون واضحا
_أصل آسر كلم بدر الساعة 2وخرج من ساعتها ولحد الآن مرجعش.
تجعد
متابعة القراءة