الدهاشنة بقلم آية محمد رفعت
بالمناديل الورقية فانتبه لبدر الذي يقترب منه بتأفف وكأنه مجبور على القدوم إلى هنا فقال بضيق شديد
_أنت.. قوم معايا عمي عايزك..
رفع عينيه تجاهه پغضب ثم قال
_أيه أنت دي ماليش أسم!
قبض بدر بيديه على المقعد وكأنه سيقتله بين اللحظة والاخرى ولكن تعليمات عمه تضع حوله الف حاجز فقال من بين اصطكاك اسنانه
لولا عمي قسما بالله كنت دفنتك وتويتك هنا ومحد يعرفلك طريق بس مجبور أكلمك بكل هدوم..
منحه نظرة باردة قبل أن يترك مقعده ويجذب قميصه ليرتديه فقال بدر پغضب
_وتبقى تلبس هدومك بعد كده السرايا فيها حريم ولازم تتعود على احترامهم وده شيء هيبقى جديد عليك يابن المغازية..
لم يعيره انتباها بل توجه ناحية السرايا بثبات جعل الاخير يشيط ڠضبا فولج خلفه للداخل ومن ثم للقاعة ليجد نفسه أمام فهد وعائلته بأكملها صعقټ روجينا حينما رأته يقف أمامها فوقف الطعام بحلقها فقد ظنت بأنه رحل من هنا! كانت نظرات الجميع تعج بالكره والمقت تجاهه ومع ذلك تجاهلها ودنا من فهد قائلا بثبات
رفع فهد عينيه تجاهه ثم قال ويديه تشير على المقعد المجاور له
_اقعد.. لازمن تتعود ان الوكل اهنه على 3بيكون جاهز ومن نفسك تيجي كل يوم...
منحه نظرة حائرة فعاد ليشير له مجددا على الجلوس فتحرك ببطء حتى جلس جواره فاختار له فهد المقعد المجاور له والمقابل لآسر فكان أيان يجلس على يساره وآسر على يمينه وكأنه يخبره بأن مكانته هنا باتت مناصفة بينه وبين ابنه وبالرغم من أن الجميع في حالة من الصدمة وأعينهم تملأها الكثير من الأسئلة وبالاخص رواية الا ان لم يجرأ أحدا على فتح فمه بحضور فهد حمل فهد الملعقة بنفسه ثم سكب بطبق أيان الطعام وقدمه من أمامه فشرد الاخير وهو يتطلع للطبق بعدم تصديق لما يفعله هذا الشخص معه بالرغم مما ارتكبه بحقه فظن فهد بأن هناك ما يشغل تفكيره لذا فقال بسخرية
رفع وجهه تجاهه ثم قال بحزن اتضح للجميع من نبرته
_هتسمني وأنت بنفسك اللي حميني انت وابنك!
وجذب الملعقة وأخذ يتناول طعامه ببطء شديد وعينيه تتوزع بين وجوه الشباب بأكملهم فبالرغم من أن لا أحدا يطيق وجوده الا انهم كانوا يحترمون وجود فهد فلم يجرأ أحدا على التعرض له
بمنزل مهران الدهشان..
اقتتمت ملامح ابنه حينما علم باستقبال فهد لآيان بمنزله فقال لرجاله پغضب كالچحيم
_مكفهوش انه قتل ابوي لا كمان مقعده في بيته وبيضايفه...
ثم القى مقعده بعصبية بالغة وهو يستطرد
_اللي مقدرش أبوي يعمله فيك يا فهد اني اللي هعمله..
ثم ردد بصوت كفحيح الأفعى السامة
............. يتبع...................
الدهاشنة..... بقلمي_ملكة_الابداع_آية_محمد_رفعت..
__________
٥١٢ ١٤٦ ص زوزو الدهاشنة....وخفق_القلب_عشقا..
الفصل_الثالث_والأربعون..
إهداء الفصل للقارئة الجميلة وفاء محمود من الأردن الحبيب شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة
_وحشتني..
استدار تجاهها وعينيه تهيم بالتطلع لعينيها لتختطف ثوان اجتازهما غرق بين غرامها فقربها منه وأصابعه تلامس شفتيها بحركات ارتجف جسدها لأجلها وخاصة حينما همس لها
_مش أكتر مني..
تلك المرة قابلته على درب الشوق فلم تتركه يجتاز طريقه بمفرده كانت تلبي دعوته بصدر رحب وقلبها يخبره أبيات بعشقه الذي بات يغلب ضعفها دقائق مضت وهي غارقة بعالمه فابتعد عنها وصدره يلهث بقوة ومع ذلك ضمھا إليه فقالت بحزن سيطر على فرحها
_أنت ازاي كنت عارف تنام بالمستشفى وأنا هنا مكنتش بدوق طعام النوم!
ضحك وهو يجيبها باستنكار
_هو يعني كان بمزاجي! أنا كنت بأخد الادوية من هنا وبسافر في دنيا تانية يا تسنيم.
مرمغت رأسها بين صدره ولسانها يردد بعشق
_أنا من غيرك كنت حاسة أن حياتي واقفة يا آسر متبعدش عني تاني..
أبعدها عنه ثم تطلع لها بدهشة قبل أن يتساءل بشك
_أنتي فيكي أيه بالظبط من ساعة ما رجعت من المستشفى وأنتي مش طبيعية..
ثم رفع يديه على جبينها ليستكشف حرارتها فقال بخبث
_لا مش تعبانة بس أنا متأكد إن فيكي حاجة غلط..
منحته ابتسامة أربكت جوارحه وخاصة حينما قالت
_تقدر تقول إن الفترة اللي فاتت خلتني أندم على أني كنت بخبي حبي ليك... فلازم تأخد على كده كل يوم هقولك أنا بحبك أد أيه.
أبعد تلك الخصلة المتمردة على عينيها ثم قال ببسمة لم تفارقه منذ سماع تلك الكلمات التي أفتكت به
_هو أنا أمي راضية عني ولا أيه بالظبط..
أخفت وجهها بين أحضانه فمازحها قائلا
_لو كنت أعرف أن الړصاص هيعمل فيا كده
كنت خليت مهران ضړبني من زمان.
لكزته پغضب فتأوه بۏجع مصطنع جعلها تبتعد عنه وهي تتفحص صدره العاړي وهي تردد پخوف
_أنا آسفة والله مقصد حصلك حاجة..
ضغطت بأسنانها على شفتيها پعنف حينما رأته يضحك بمكر فسددت له بغيظ عدد من اللكمات كتفآسر ساعديها معا خلف خصرها ومن ثم نهض ليجبرها على التمدد لفرق قوته الذكورية عن جسدها الهزيل مقارنة به فكان لنظراته دفوف لناقوس خطړا سيطوفها من جديد فأقتطف ورقة من ريحقها وهو يهمس له ببطء جذاب
_وفري مجهودك يا روحي لإنك مستحيل تقدريلي.
ثم عاد ليقطف ثمار عشقهما من جديد وقد منحته هي مفتاح أمان لرحلة ستخطتفهما من جديد..
بغرفة ماسة..
ثقل قدميها أقلق عليها نومها المريح ففتحت المصباح المجاور لفراشها ثم استقامت بجلستها وفتحت درج الكومود لتجذب المرهم الطبي الذي دونته لها الطبيبة فحاولت جاهدة رفع قدميها عن الأرض قليلا لتتمكن من وضع المرهم عليها فتأوهت ألما حينما تقلصت معدتها جراء جلستها الغير مريحة فأغلقت عينيها ألما ثم أخفضتهما سريعا وهي تئن بۏجع فشعرت بيد تفرك قدميها برفق وحينما فتحت عينيها وجدته ينحني أرضا أسفل قدميها يوزع بيديه المرهم على قدميها سحبت ماسة ساقيها بعيدا عنه وهي تردد بخجل
_يحيى أنت بتعمل أيه
جذب قدميها إليه مجددا ثم قال وهو يفرك برفق بين أصابع قدميها
_مفيش فرق بيني وبينك يا حبيبتي. .
أعادت رأسها للوسادة براحة بدأت تشعر بها بعدما خفف ألم قدميها فغفت رغما عنها من فرط الإرهاق على أمل الاستيقاظ بعد ساعة من الآن لأداء صلاة الفجر وحينها دق المنبه الخاص بها فأنزعجت معالمها وقبل أن يصل ذراعيها للساعة الصغيرة المقابلة لرأسها كانت يديه الأسرع لها فأطفئ المنبه حرصا منه أن تنال قسطا أخر من الراحة ولكنها كانت قد استيقظت بالفعل جحظت عين ماسة في صدمة حينما وجدته مازال يجلس جوارها ويدلك قدميها بعد فاتكأت بمعصمها لتستقيم بجلستها ثم تساءلت بذهول
_أنت لسه منمتش
وقبل أن يجيبها قالت بحرج
_أنا ازاي محستش انك لسه صاحي لحد دلوقتي!! أنا والله من كتر التعب محستش بنفسي حقك عليا..
ضم وجهها بين كف يديه وأجلى أحباله الصوتية قائلا
_راحتك هي راحتي ليه مش قادرة تستوعبي ده!
أدمعت عينيها بالدموع تأثرا لكلماته ولما يحرص دائما على فعله فرفعت أصابعها تحتضن يده ثم قربتها لتطبع قبلات رقيقة على كف يده تعالت صوت أنفاسه التي تجاهد ذاك الشعور القوي الذي يهاجمه في قربها منه وما زاد مشقته حينما همس صوتها الرقيق بشجن
_بأحبك يا
يحيى.. بحبك أوي.
قرب رأسها إليه ليعانقها بين أضلعه وهو يتودد لها بعشق
_حبك نقطة في بحر حبي ليكي يا ماسة وجودك جنبي رد فيا الروح بعد كل العڈاب ده..
ثم رفع وجهها مقابله وشفتيه تمنحها أجمل ابتسامة وتردد بكلمة خطڤتها
_بحب كل حاجة فيكي عيونك... وقلبك... وروحك...أنتي هوسي..
توقف لسانه عن بوح المزيد من همسات العشق وجعل الحديث بينهما مختلف عن سابقه حديث بالطبع لن يجمع سواهما!.
بغرفة أحمد
تسلل پخوف من أن تشعر به حور فحينها سيحدث ما لا يحمد عليه وخاصة بأنه يعلم استيائها من تأخيره بالعودة فما أن أقترب من الفراش حتى أضاءت الضوء ليتمكن من رؤيتها وهي تترقب عودته بنظرات لا تنذر بالخير فترك حذائه أرضا ثم قال باستسلام
_كنت ساهران معاهم مهو مش معقول هسيب قاعدة زي دي وأطلع أنام..
نهضت حور عن الفراش ثم دنت لتقف مقابله وهي تخبره بغيظ
_يعني أنت بتفضلهم عليا يا أحمد وأنا من الصبح قايلالك اني عايزاك في موضوع مهم. بقى دي
أخرتها
اقترب منها وهو يقول بابتسامة ماكرة
_أيه ده شامم ريحة غيرة لأول مرة أشمها.
جذبت مئزرها ثم ارتدته وهي تجيبه على مضض
_هغير من مين اللي مضايقني انك مقدوننيش ولا قدرت إني عايزة أتكلم معاك..
رد عليها بهدوء
_خلاص مختلفناش أنا رجعت أهو وجاهز أسمع اللي عايزة تقوليه..
لعقت شفتيها بارتباك وكأنها لا تعلم من أين ستخبره فرددت بتوتر وهي تدنو من المقعد المقابل للشرفة
_آآ... أصل.. أنا... يعني..
اتبعها ثم جلس على المقعد المجاور لها ليتساءل بدهشة
_أصل أيه ما تتكلمي!
رددت بعصبية بالغة
_ما أنا بحاول أتكلم أهو الله..
انكمشت تعابيره بدهشة من صوتها المرتفع الذي يعهده لأول مرة فقالت بتوتر
_أنا مش قصدي اعلي صوتي والله بس أنا حقيقب مرتبكة ومش عارفة أقولك أيه..
رد عليها بحيرة
_ليه كل ده.. هو أكيد في کاړثة صح!
ابتسمت وهي تشير له نافية
_لا مش للدرجادي..
والتقطت نفسا مطولا قبل أن تخبره
_أنا الفترة اللي فاتت كنت بحس بحاجات غريبة ولما اتكلمت مع تسنيم شكت اني حامل والنهاردة عملنا الاختبار وفعلا طلعت شكوكها صح..
انهت كلماتها وهي تراقب ردة فعله على استحياء فوجدته مصډوم مما استمع اليه وخاصة حينما ظن ببدء الامر بأنها ارتكبت خطأ ڤاضح فترددها بالحديث أذهب عقله لتفكير بعيد وزع أحمد نظراته بين عينيها تارة وبطنها تارة أخرى ثم قال بتشتت
_متأكدة
ردة فعله أحبطتها نوعا ما فأومأت برأسها وهي تجيبه
_أيوه متأك.....
بترت كلماتها حينما حملها بين ذراعيه وهو يطوف بها بفرحة
وصوت ضحكاته تطرب آذانها فلأول مرة ترآه سعيدا بتلك الدرجة وخاصة حينما قال
_ده أحلى خبر سمعته بعد خبر جوازي منك.... أنتي ډخلتي السعادة وكل شيء جميل لحياااتي..
تشبثت برقبته وهي تصيح به
_نزلني طيب..
أخفض ذراعيه ليضعها أرضا ثم طبع قبلة عميقة على جبينها وهو يردد بفرحة
_ربنا يكملنا فرحتنا على خير ويفرحني ببنوتة قمورة زيك كده..
ثم ابتعد عنها