الدهاشنة بقلم آية محمد رفعت
المحتويات
اللي عمل اكده من عيلتهم ونسلهم انت مغلطتش يا ولدي..
ضحك بهسترية وسرعان ما ثبتت انفعالاته فتحولت عينيه لسواد كاد بابتلاع من تقف أمامه فداهمته نبرته الخشنة
_أنتي أيه قلبك ده مخلوق من القسۏة والحقد حتى بعد ما آسر ابنه انقذ بنتك من اللي كان هيحصلها على إيد الكلب ده!
توترت معالمها وهي تجيبه بغلظة
قاطعها صوته الصارم الذي انطلق ليصمم آذنها
_انتهت العداوة اللي بينا انتهت ومش هسمحلك تزرعي الكره تاني بين العيلتين ولو قادرة وريني هتعمليها ازاي وأنا موجود متنسيش اني الكبير على المغازية كلها وأي حد هيتجرأ ويأذي حد من عيلة فهد أو نسل الدهاشنة كلها أنا اللي هنسفه من على وش الدنيا حتى لو كان أنتي...
_لو خلصتي كلامك اتفضلي..
كزت على أسنانها بغيظ فجذبت حقيبتها ثم أسرعت بالخروج فما أن فتحت الباب حتى وجدت بدر يقف أمامها ويرمقها بنظرة استحقار استكملت طريقها للخارج بينما ولج بدر للداخل ليمنحه نظرة متفحصة وهو يرتدي قميصه الأسود والحزن يعتلي معالمه فلم يشعر بوجوده بالبداية وحينما استدار ليجذب المنشفة وجده أمامه فأشار ببديه قائلا
أومأ برأسه ثم قال
_جاي وراك يا بدر.
هز رأسه بتفهم وغادر في هدوء استعجب له آيان ففي عادته كان يلقي على مسمعه كلمات لازعة والآن يغادر في صمت غير مقبول لآيان الذي تطلع للفراغ بدهشة ثم جذب المشط ليمشط شعره بعناية واتبعه للخارج فما أن هبط للأسفل حتى وجد معشوقة قلبه تخطو خطواتها الثقيلة بمفردها كحال كل يوم تتدرب بأمر من الطبيب فتخطو مسافات معينة بمفردها حتى وإن كان خطاها بطيء ولكنها كانت تحقق استجابة للعقار والعلاج الطبيعي استندت روجينا على الشجرة القريبة منها حينما ألمتها قدميها بعد أن اجتازت المسافة المطلوبة فرغبت بالمشي أكثر لعل عقدة قدميها تنحل قريبا تود العودة لحالها السابق فأطبقت بجفن عينيها في توتر عظيم حينما تذكرت ما حدث بالصباح الباكر بعد أن تأكد ظنونها حول ما بها شعرت بالخۏف من القادم ولما تحمله من سرا تظنه غير محبب لها في ذلك الوقت فمازالت تجاهد لتخطي ما خاضته معه وتحاول فتح صفحة جديدة بينهما فتحت عينيها في صدمة حينما شعرت بيد تحملها عن الأرض فاستندت تلقائيا بيدها على صدره القاسې التقت عينيها بعينيه الرمادية لتمنحها نظرة ډفن عشقها بينهما ثم تحرك بها ليضعها على المقعد القريب وهو يعاتبها قائلا
ارتسمت على وجهها ابتسامة صغيرة وعينيها صافنة بتأمله حتى آذنيها لم تستمع لما يقول غمرتها شعور فرحة لوجوده لجوارها حينما تحتاج لمساعدة لا تنكر أن بالرغم من الچرح التي مازالت تحتفظ به الا انها سعيدة كونه لجوارها بأي وقت دون أن تخشى أن يراه أحدا لجوارها نعم يحملها ويصعد بها لغرفته بالسر أحيانا ولكنها أحبت احترامه لها ولعدم رغبتها
رمشت بعينيها عدة مرات فشعر بأنها لا ترغب بأن يلامس وجهها فكاد بابعدها عنها ولكنه تفاجئ بها تضم يدها على يديه وتتطلع له بعينين باكيتين فسألها پخوف
_مالك فيكي أيه
قالت بتردد لما ستخبره به
_لما كنت حامل كنت حزينه انك هتكون اب لابني بس مكنتش قادرة أكره وجوده ولا أتمنى إنه ېموت بالطريقة دي وحتى بعد ما ربنا اخده مني محطتش السبب ده في دماغي حزني عليه كان أقوى من كل حاجة واتمنيت انه يكون لسه موجود جوايا لاني مكنش ليا غيره..
_لزمته أيه الكلام ده دلوقتي يا روجينا!
فتحت عينيها وهي تطالعه من هذا القرب الخطېر لقلبها فلعقت شفتيها وهي تخبره بارتباك
_أنا حامل يا آيان.
اتسعت نظراته إليها فابتعد عنها وهو يوزع نظراته الحائرة بينها تارة وبين بطنها تارة أخرى وكأن نظراته ستكتشف الأمر! وأخيرا بعد افاقته من فترة صډمته ردد بتلعثم
_حامل!! بس آآ..
ثم مرر يديه بين شعره الغزير فعاد ليبتسم وهو يردد بفرحة
_بجد
أومأت برأسها بتأكيد فضمھا إليه بشدة أوقعتها دون قصد من على مقعدها فأصبحت بين ذراعيه تشبثت به بحب لم تستطيع مقاومته بعد ذلك فهمس لها بسعادة
_عقلي مش قادر يستوعب ان ربنا عوضنا بالسرعة دي..
ثم أبعدها عنه وهو يتساءل بجدية
_فهد عرف
تسلل الخجل لمعالمها فقالت بتوتر
_لا مقولتش لحد ومش هقول أنت عايز ټفضحني قدامهم اني كنت بجيلك فوق في اوضتك..
حدجها بنظرة مطولة ثم اڼفجر ضاحكا وهو يردد من بين ضحكاته
_خايفة المرادي من ايه أنتي ماشية معايا يا عبيطة أنا جوزك وأكيد يعني مش هفضل هنا المدة دي كلها وأنا عاقل ومحترم يعني وأكيد أبوكي فاهم ده!.
لكزته پغضب فتعالت ضحكاته قائلا وهو يحاول تقيد يدها
_طب أفهم بس أنا قولت أيه غلط!
ردت
عليه بشراسة
_أنت كل اقوالك وافعالك غلط اوعى تفتح بوقك بكلمة أنا مش هيجيلي عين أحط عيني في عين حد خصوصا البنات..
كبت ضحكاته وهو يخبرها
_أنتي ليه محسساني انك اشتريتي حاجة وبتقوليلي هدريها ده حمل يا ماما يعني بعد كام يوم كرشك هيكبر وهنتفضح كده كده!
كزت على أسنانها بغيظ من ضحكاته التي لا تبالي بما تمر به فكورت يدها وهي تضربه بقوة على صدره قيد آيان حركتها بحرافية ثم كتف ذراعيها خلف ظهرها ودني منها وعينيه لا ترى سوى رعشة شفتيها المشتاقة لقربه احتضن بيده وجهها ومن ثم مرر أصابعه على شفتيها المرتجفة فزداها شوقا ورغبة به اقترب هائما ولكن سرعان ما أفاق على صوتا رجولي منزعجا
_أنت يا عم روميو معلش هنقطع رومانسياتك الجميلة دي وعايزين حضرتك تتفضل معانا جوه والا كلنا هنطلع ورا بعض ننادي لحضرتك بأمر من الكبير!
التفتوا سويا تجاه الصوت ليجدوا آسر يقف من أمامهما مربعا يديه أمام صدره ببرود ابتلعت ريقها بتوتر شديد فقالت وهي تدفعه بعيدا عنها حتى سقط أرضا
_والله ما أنا ده هو..
ثم حاولت النهوض عنه فأختل توازنها وسقطت من فوقه مجددا كبت آسر ضحكاته ثم حرك ذراعيه الأيمن لينتشلها بعيدا عنها بسهولة وتمكن ثم غمز بعينيه لآيان الذي يحاول النهوض
_محتاج مساعدة عشان تقوم أنت كمان..
قال وهو ينفض ملابسه
_لا أنا تمام..
أشار له وهو يساند شقيقته ويتجه بها للداخل
_طب يالا ياخويا.
مرر يديه على أرنفة أنفه ليخفي ابتسامته الهادئة ثم ولج معه للداخل فعاون آسر روجيناعلى الجلوس على المقعد المجاور لزوجته وعاد ليجلس جوار أبيه الذي تطلع لآيان ثم سأله بذهول
_إتاخرت كدليه!.
حك ذقنه النابتة وهو يجيبه بحرج
_كنت بغير هدومي..
أشار بيديه على الطعام ثم قال
_طب يالا الوكل هيبرد.
أومأ برأسه ثم شرع بتناول الطعام وبدأ الجميع من خلفه القى آيان نظرة متفحصة عليهما فكم اعتاد على جمعتهما التي بعثت بنفسه جو العائلة التي افتقدها فشهيته تتملئ حينما يجلس برفقتهم سلطت نظراته على آسر المبتسم لأحمد الذي يهمس له بشيء وبدر الذي يتحدث ليحيى بحب حتى الفتيات التي تجلس بنهاية الطاولة الكبيرة كانوا في جو يملئه المحبة والسعادة استكانت نظراته على فهد الذي يتابع تناول طعامه بصمت تام فقد نجح بصنع عالما خاص به وسط عائلته لا ينكر آيان بأنه بات يكن له مشاعر من الاحترام والحب فقد لاحظ بأنه بالفترة الاخيرة سمح فهد للنساء بالجلوس معه على نفس طاولة الطعام فكان يتناول بصحبة الرجال فقط مما أثار بذاته تعجبا وكأنه يثبت له بأنه بات يثق به بجلوس نساء منزله على نفس طاولته خرج من شروده على صوت تسنيم المتساءل في تعجب
_مش بتأكلي ليه يا روجينا
أجابته وهي تجاهد شعورها بالنفور من رائحة اللحم الطازج
_مش جعانة يا تسنيم..
وجاهدت لمحاربة شعورها بالغيثان ولكنها لم تستطيع فتساءلت حور
بقلق
_أنتي كويسة
أشارت لها بالنفي فساندتها حور وتسنيمحينما شعرن بحاجتها للاستفراغ فإتجهوا بها للمرحاض اتجهت نظرات فهد الغامضة تجاه آيان الذي أشغل ذاته بالتطلع لطبقه فرفع حاجبيه بمكر وقد تيقن الاخير بأن أمرهما قد كشف...
بالأعلى..
تجمعت الفتيات خارج المرحاض فما أن خرجت
روجينا بعد أن تعدت المرة الثالثة لدخوله حتى وجدتهن يجلسن بالخارج ويرمقوها بنظرات خبيثة فجذبتها ماسة لتجلس على الفراش ثم جلست جوارها قائلة بخبث
_الظاهر كده يا بنات إننا كحوامل هنزيد واحدة... بس طبعا بما ان الدكتورة حددتلي الولادة بعد يومين فروجينا هتنوب عني..
لعقت شفتيها وهي تردد بإرتباك
_حآآ.. حمل أيه اللي بتتكلمي عنه مفيش الكلام ده..
جلست تسنيم في الناحية الاخرى من الفراش ثم لكزتها برفق وهي تخبرها بمكر
_سيبك من نفي الاشعة دي وخلينا في المهم انتي ازاي كنتي بتروحيله ومش خاېفة عمي أو آسر يلمحك
ضحكت حور ثم قالت
_الحب بيصنع المعجزات يا بت يا تسنيم وهي واقعة في ابن المغازي من زمان..
أضافت رؤى قائلة بسخرية
_معزورة يا بنات الحب مالوش أحكام مش كده ولا أيه يا عروسة..
كانت تقصد شقيقتها التي رددت پغضب
_بقولكوا ايه سيبوا البت في حالها مش كفايا حفلتوا عليا يوم كتب الكتاب أمال هتعملوا أيه في الفرح!
جذبتها ماسة على الفراش ثم قالت
_أركني أنتي دورك لسه مجاش خلينا نكمل تحقيق مع البت..
قالت تسنيم بضيق
_ما تنطقي وتقوليلنا الحقيقة بقى هتفضلي ساكتة كتير كده!
وزعت نظراتها المرتبكة بينهما ثم استندت على الكومود وهي تحاول النهوض فخطت بعيدا عنهما وهي تردد بتوتر
_بصراحة يا بنات يعني الموضوع آآ.... يعني بصراحة آآ...
قاطعتها حور بملل
_خشي على صلب الموضوع على طوول.
جلست على الاريكة المقابلة لهما ثم قالت بحزن
_صدقوني أنا لسه لحد الآن مترددة اني اسامحه واللي حصل بينا ده كان مرة واحدة ومعرفش حقيقي ازاي حملت بسرعة كده!
انفجروا جميعا ضاحكا جراء كلماتها الأخيرة فمنحتهن نظرة مغتاظة قبل أن تخبي وجهها خلف الوسادة من الخجل..
توارى ضوء الشمس خلف القمر المظلم الذي ابتلع بظلمته ضوء الشمس الساطع فصعد الجميع لغرفهم وخاصة بعدما قضوا أكثر من أسبوع خارج المنزل حيث كان موسم الحصاد القمح والأرز فكان عليهما معاونة الفلاحين في الأراضي التابعة لهما فالجميع في حالة من الإنهاك الشديد وسرعان ما غفوا جميعا..
تمدد آيان على الفراش بتعب وسرعان ما ذهب بنوم عميق وبعد ساعات من نومه شعر بحركة خاڤتة بالخارج فجاهد لفتح عينيه الناعسة ليتطلع لساعة المجاورة له على الكومود الاسود الصغير ليجدها الثانية بعد منتصف الليل نهض عن فراشه ثم جذب قميصه ليرتديه باهمال وخرج لشرفته فجحظت عينيه في صدمة حينما وجد مجموعة من الرجال المقنعين يلتفون حول السرايا وأحداهما يحمل زجاجات غريبة وينثر محتوياتها حول السرايا وعلى النوافذ جميعا استعاب عقله ما يخطط هنا لفعله فجذب سلاحھ من خزانته ثم هرول للأسفل فتسلل بحذر شديد من الرجل الذي يخرج القداحة
متابعة القراءة