الدهاشنة بقلم آية محمد رفعت

موقع أيام نيوز

إليه يتنفس عبيرها وبصوته الرخيم كان يهمس 
_أنتي كمان وحشتيني أوي.. بټعذب في كل ثانية انتي فيها بعيدة
عني.. 
لفحت أنفاسه وجهها وكلمته تلك استوقفت مقاومتها له فباتت اجابتها صريحة له انجرف خلف مشاعره وتوقه لها فقالت بخجل وهي تحاول إبعاده عنها 
_روجينا فوق.. 
مرر يديه على وجنتها بلمسات أنستها ما قالته للتو ويديه تحملها لتصعد فوق قدميه فباتت تقف على حافة قدميه فتراجع بها للخلف حتى بات قريبا من باب الغرفة فأدار مفتاحها العالق بجسد الباب حتى لا يخترق أحدا ذاك العالم الذي صنع خصيصا لهما فسمح لمشاعره بالتدفق إليها لتحيطها بغرامه وعشقه.. 
بالأسفل.. 
دون آيان خلف المهندس المطلوب لشرائه الآن فاستغل غياب آسر ثم أرسل أحد رجاله بالمال لشراء اللازم ثم جذب أخر ورقة دونها ليرسل رجل أخر ليشدد عليه قائلا 
_فهمت هتعمل أيه 
أكد له الرجل بوقار له حتى وآن كان يكبره بالعمر 
_متخافش يا كبيرنا هنعمل كل اللي أنت أمرت بيه.. 
هز آيان رأسه برضا عما بدر من رجال المغازية من طاعة لأوامره فأشار له بالإنصراف ثم كاد بالتوجه للأعلى فأوقفه بدر حينما تساءل بدهشة 
_مين ده 
أجابه على الفور 
_واحد من رجالتي كان عايزني في حاجة خاصة بالعيلة. 
أومأ برأسه بتفهم فاسترسل آيان حديثه وهو يشير له على ثيابه المتسخة 
_هغير هدومي عشان عندي مشوار مع آسر.. 
وتركه وصعد للأعلى بحذر من أن يكون أحدا بغرفته من الفتيات طرق الغرفة عدة مرات وبالرغم من تأكده بأن الجميع بصحبة ماسة الا أنه فضل التأكد وحينما لم يأتيه صوت من الداخل فتح باب الغرفة فتفحصها قبل أن يغلق بابها من خلفه فخلع قميصه المتسخ بتقزز ثم دنى من خزانته ثم أخرج تيشرت رمادي اللون وبنطال أسود واتجه بهما لحمام غرفته الصغيرة ففتح مقبض الباب ولكنه لم يستجيب له وبعد محاولات تأكد بأغلاقه من الداخل ومع تحرر انغلاقه غادر الډماء وجهه لمجرد تخيله بأن فتاة من الفتيات بالداخل فتراجع للخلف وقبل أن يسرع بخطاه للخارج توقف حينما وجدها روجينا التي تتساءل باستغراب 
_أنت بتعمل أيه هنا 
مرر يديه على مقدمة أنفه وقد عاد تنفسه لموضعه فاستدار ليكون مقابلها ثم قال 
_مفيش أنا كنت طالع أغير هدومي ونازل على طول.
حانت منها نظرة متفحصة قبل أن تجيبه بغيرة مخبأة حول نبرتها المتعصبة 
_هي فين هدومك دي! 
تطلع لصدره العاړي ثم قال بابتسامة خبيثة وعينيه تتطلع لها 
_نفس السؤال اللي كنت هسألهولك! 
اتجهت نظراتها لما ترتديه پصدمة فكانت تلف المنشفة الطويلة حول جسدها والأخرى حول خصلات شعرها المبللة انتباها نوبة مختلفة من الخۏف والخجل بأن واحد فقالت بتشتت 
_متبصش.. 
ضحك بصوت مسموع فقالت بعصبية 
_متضحكش.. 
رفع يديه للأعلى وهو يردد باستسلام 
_أوكي.. 
بحثت روجينا حولها عما يمكن استخدامه لتخفي ذراعيها العاړية عن عينيه فجذبت المنشفة الصغيرة عن شعرها لتلف ذراعيها بها فانسدل شعرها الغجري حولها فابتسم من يتأملها بعشق ثم قال بنبرته الرجولية الماكرة 
_كده بقيتي مغرية أكتر من الأول! 
منحته نظرة غاضبة واتبعها صړاخها الچنوني 
_كده! طب اطلع برة بقى.. 
كبت آيان ضحكاته ثم أشار لها بهدوء زائف 
_طيب.. 
ثم استدار ليغادر الغرفة وابتسامته الخبيثة تزداد اتساعا فما كان منها سوى ثلاث ثوان حتى صړخت به 
_استنى هتطلع كده ازاي وتسنيم بره! 
استدار تجاهها وهو يردد بطيبة زائفة 
_طب أعمل أيه طيب! 
كزت على أسنانها پغضب 
_ادخل الحمام بس متطولش عشان أنا لسه مخلصتش. 
هز رأسه بموافقة سريعة ثم مر من جوارها ليشير لها بخبث 
_طب ما تدخلي تخلصي براحتك وأنا هستانكي هنا.. 
وضعت ثيابه بين يديه وهي تخبره پغضب 
_انجز بدل ما أناديلك آسر يشوفك بنفسه وأنت بتتعدى على أخته. 
ضحك بصوت مسموع ثم قال وهو يغمز بعينيه 
_أموت فيك وأنت عڼيف.. 
لکمته پغضب فأسرع لحمامه الخاص وقبل أن يغلق بابه أدلى برأسه من خلفه ليخبرها بسخرية 
_بلاش تنادي لآسر لانه مشغول مع عروسته تحت فمش فاضيلك.. 
وما أن أغلق الباب حتى ارتسمت على وجهها ابتسامة صغيرة فمازالت لا تستوعب أن من يقف أمامها هو نفسه ذات الشخص الذي دمر عائلتها وفتك بها تراه الآن يرمم ما فعله سابقا ليس معها فقط بل مع عائلتها وهذا ما جعلها تتخطي عقبات الماضي بأكمله.. فحينما تود أن تكتسب قلب من أحببت عليك بالتقرب لعائلتها أولا فاحترامها لك سيزداد مع احترامهم.. والاحترام يتبعه الحب الصادق.. 
مضت تلك الدقائق ومازالت تنتظره حتى خرج وهو يرتدى ملابسه بأكملها فأشار لها بجدية 
_حبيبتي الحمام فاضي. 
منحته بسمة رقيقة ثم نهضت عن مقعدها لتتجه للداخل فتشبثت بحافة المقعد حينما الټفت الغرفة من حولها رفعت روجينا يدها على رأسها تقاوم ما يعتليها من دوار مفاجئ فاسرع تجاهها آيان وهو يتساءل بقلق 
_روجينا مالك 
قالت وهي تحاول الا تسقط أرضا 
_دايخة.. 
أمسك يدها ثم قال
بلهفة 
_طب ارتاحي. 
انصاعت ليديه التي تحملها لفراشها فشعرت بأنها ستواجه فقدان وعي سريع لذا أشارت بيدها على الحمام 
_هدومي.. 
وقبل أن تسترسل كلماتها فقدت الوعي ويديه تساندها حتى لا تسقط عن الفراش استغرق الأمر خمسة عشر دقيقة حتى استعادت وعيها فما أن فتحت عينيها حتى شعرت بظلام يحيل بينها وبين الضوء فعادت الصورة لتبدو أكثر وضوحا حينما رأته يجلس جوارها حاولت النهوض عن محلها فعاونها آيان وهو يصيح بها
پخوف 
_حسبي.. 
أنعش الهواء الذي يتسلل من الشرفة المقابلة لها رئتيها فبدت على ما يرام وقالت بصوت متعب 
_لحد أمته هفضل كده أنا مش عارفة مالي بجد مكنتش كده في حملي الأول.. 
رد عليها بحنان ومازالت يديه تتشبث بها 
_فترة مؤقتة وهتعدي المهم انك تريحي نفسك الفترة دي.. 
استدارت برأسها تجاهه فوزعت نظراتها بين يديه المتشبثة بها وعينيه بابتسامة هادئة تلاشت حينما تفحصت الثياب التي ترتديها فخشى آيان أن تظن السوء به وخاصة بعد أن طلبتها صريحة منه بحاجتها لبعض الوقت لذا قال سريعا 
_أنا خۏفت حد يطلع وأنتي بالشكل ده عشان كده لبستك. 
ارتاحت تعابيرتها بشكل ملحوظ له فباتت الامور لها عادية مما جعل السعادة تشرق قلبه النابع بحبها الجياش فانحنى ليضع قبلة رقيقة على يدها وهو يهمس لها 
_قولتلك قبل كده عمري ما هكسر ثقتك فيا تاني.. 
رفعت حدقتيها تجاهه ثم قالت ببسمة مشرقة 
_كل اللي بتعمله معايا ومع أهلي بيأكدلي ده.. أنا آآ... آآ.. 
ارتباكها وترددها بقول ما تود قوله جعله يدنو منها وهو يحثها على الحديث فاستكملت وهي ټدفن ذاتها بأحضانه 
_أنا عايزاك تكون جنبي على طول يا آيان.. متتخلاش عني.. 
ضمھا اليه بقوة وهو يهمس لها بعشق
_أنا جنبك علشان ماليش مكان غير جنبك وفي حياتك أنا بحتاجك وبحتاج لوجودك لازم تفهمي ده كويس. 
و رفع وجهها اليه لتستمع لكلماته الاخيرة باهتمام 
_وهستنى الوقت اللي هنقدر نعيش فيه زي أي زوجين.. حتى لو طال أنا عمري ما همل.. 
وفي تلك اللحظة سمح لذاته بتحطيم حاجزها التي وضعته بينهما وكاد بالتعمق فيما يجمعهما لولا طرقات الباب المزعجة له نهض عنها ثم فتح الباب ليجد آسر من أمامه فمنحه نظرة ساكنة شملته من رأسه حتى اخمص قدميه قبل أن يلقي لمسمعه كلماته الساخرة 
_كنت شاكك من البداية لما بدر قالي انك بتغير هدومك بس لحد اللحظة دي ظنوني كانت كلها خير.. 
وقف آيان مقابله ثم أغلق الباب من الخارج ليرد عليه بضيق 
_يا عم أرحمني ده أنا ما صدقت أوصل للي وصلتله أنت أيه حد زقك عليا! 
مال بجسده على الحائط ثم وضع يديه بجيب سرواله وهو يجيبه بمكر 
_القدر يابن المغازية ولو كترت بكلامك هقلبها دراما. 
مشط بيديه خصلات شعره المبعثرة ثم قال 
_لا متقلبهاش اتفضل أنا جاهز.. 
أشار بعينيه بابتسامة خبيثة 
_كده تعجبني.. بينا بقى قبل ما البنك يقفل.. 
كبت آيان غيظه ولحق به للأسفل بهدوء مصطنع.. 
بالمشفى.. 
كبتت صرخاتها بطرف الملاءة البيضاء وهي تحاول الاستكانة حرجا من أبيها وعمها الجالس خارج الغرفة ولكن كان الألم يفوقها فرغما عنها كانت تنفلت منها الصرخات لتغدو أكثر ألما وبعد أن تفحصت الطبيبة حالتها
قالت بعملية بحتة 
_هيكون من الصعب عليها انها تولد طبيعي عشان كده لازم نلجئ للقيصرية.. 
قالت ريم پبكاء 
_اللي انتي شايفه صح اعمليه يا ضاكتورة. 
وانحنت لابنتها تربت على كتفيها بحنان 
_ربنا يقومك بالسلامة يا حبيبتي.. 
جهزتها الممرضة أولا بحقن وريدها بمحلول يساعدها على التأهل قبل ولوجها لغرفة العمليات ومن ثم أخبرتها بأن تلحق بها لغرفة الملابس التابعة لغرفة العمليات فانقبض قلبها وتشبثت بيد يحيى الذي فهم من عينيها ما توده لذا اسنادها على ذراعيه ولحق بها للداخل ومن ثم عاونها على ارتداء الروب المعقم الخاص بالعمليات وانحنى بقدميه تجاهها ثم رفع عينيه تجاهها قائلا بحزن 
_لحد هنا ومش هقدر أكون معاكي أنتي عارفة ان ده صعب عليا.. 
أمسكت بيديه بقوة تسبق مسكتها الهزيلة ثم قالت بتوسل 
_لا متسبنيش يا يحيى ادخل معايا آآ... أنا خاېفة.. متسبنيش.. 
أطبق بيديه على يدها ثم قال والدمع يتلألأ بعينيه 
_مش هقدر بلاش عشان خاطري أنا مش هعرف أقويكي وأنا محتاج لحد استمد منه القوة في الوقت ده.. 
كادت بالاعتراض على ما قال ولكن قطعتهم الممرضة التي فتحت الباب المتحرك من أمامها ثم قالت 
_اتفضلي يا مدام.. 
انقبض قلبها فذكريات فقدانها لابنها الاول مازالت تلاحقها تخشى أن تفقد الثاني وحينها ستواجه مۏت حتما سيكون الأكثر ألما شعرت برجفة يديه بين يدها فلم ترد أن تزيد امره فهي تعلم جيدا ضعفه وخوفه الشديد عليها فربما لن يحتمل رؤيتها هكذا بالداخل تهربه ذات المرة مختلف عن سابقها فتلك المرة ظل يحارب حتى معركته الاخيرة استكانت ماسة بنومتها بعد ان انغرز المخدر بسلسلة ظهرها أغلقت عينيها بقوة لتحتمل أي ألم قد تتعرض له ولكنها شعرت بقبلة رقيقة تجتاز جبينها المتعرق ففتحت عينيها لتجده يقف جوارها كانت صدمة مختلفة بالنسبة لها فالسعادة سيطرت عليها لمحاربته ما يعتريه حتى يكن لجوارها فلوهلة شعرت بأنه من يتعرض لغرز السکين بأحشائه وليس هي فالألم ينعكس على وجهه هو بالمقارنة لها أمسكت ماسة يديه ثم قالت برأفة به 
_أخرج يا يحيى أنا كويسة. 
فتح عينيه لها ثم أولى ظهره للستار العازل بينهما وبين الطبيبة فوضع رأسه جوارها على السرير الصغير وهو يردد 
جميعا وبالأخص عمر وجاسم حتى حان الوقت لمقاطعة تلك الاجواء حينما غرد بكاء الصغير ليطمن قلوبهم فسكنت الفرحة الوجوه ودنى فهد من عمر ليحتضنه قائلا 
_مبارك ما جالك يا واد عمي. 
ضمھ اليه وهو يردد بفرحة 
_الله يبارك فيك يا كبيرنا وعقبال ما نفرح بابن آسر يارب. 
أمن على ما قال 
_يا رب. 
ثم الټفت لجاسم ليشير له على الممرضة 
_ حفيدك شرف.. 
اسرع تجاهها فحمل عنها الصغير والتف من حوله النساء فقالت ريم 
_ما شاء الله كيف البدر. 
ضمته نواره لصدرها وهي تردد پبكاء 
_يا واد الغالي.. تعبتنا كلتنا لحد ما جيت.. 
قالت رواية بتذمر 
_وسعوا كده أنا عايزة أشوفه.. 
وضعته نواره بين يدها فحملته وجلست به على الاريكة تتأمله بفرحة ومن جوارها حور وتالين أما رؤى فجلست على أحد المقاعد تحاول اخفاء حزنها على تأخرها بالحمل فهي أول من تزوجت
تم نسخ الرابط