الدهاشنة بقلم آية محمد رفعت
المحتويات
كريم والبلد بتحلف بكرمك..
أجابه فهد بمكر ساخر
_لساك عايز ايه جواز وجوزتك لسه ايه تاني!
أضاءات مصابيح وجهه وهم بالوقوف على قدميه وهو يردد بسعادة
_تديني افراج بقى عايز أطلع انا وعروستي.
تعالت ضحكات الشباب الرجولية واحتلهما مزح ساخر على ما يفعله فقال سليم بسخرية
_معرفش الواد ده متصربع على الجواز كدليهالمفروض يا
جحظت عينيه في صدمة
_شهرين تلاتهخليك محضر خير يا عمي..
ثم دفع بدر قائلا
_ما تشوف أبوك يا عم..ده أحنا حتى نسايب!
رد عليه بسخط وهو يكمل تناول الحلوى
_ولا أعرفك.
لكزه يحيى هو الاخر پغضب
_ما تلم نفسك يالاانا حاسس ان شوية كمان والكبير هيديك حبس انفرادي في الاسطبل مع عمي ذكريا..
_محدش يقدر يحبسني انا قتيل النهاردة..
كاد آسر بخنق رقبته فقال وهو يكز على أسنانه
_البنات قاعدين هتحترم نفسك بالذوق ولا نظامك أيه
كاد آيان بالاختناق فقد كان يتوسط جلستهمالذا فصل بينهما وهو يردد بضيق
_عبده المرادي مش هشيل عنكفاحترم نفسك واقعد في جنب..
كاد بأن يجيبه ولكن كممت الأفواه حينما نهض فهد عن مقعده ثم أشار لهما وهو يتجه للدرج
نهض عبد الرحمن عن مقعده وتساءل بضحكة تكاد تصل للاذن
_وأنا يا كبير
ضحك جاسم وهو يقول
_لا الواد ده مش طبيعي.
ردد خالد پخوف مصطنع
_أنا ابتديت اخاڤ على البت..
منح فهد نظرة صارمة لعبد الرحمن ثم قال
_خد عروستك واطلع وخد بالك لو جالي منك شكوى انت عارف عقابك هيكون أيه!
_ربنا ما يجيب مشاكل..
فصعد بها للأعلى ومن خلفه الشباب فكأنما منحهما الأذن لنيل حرية بعد قيد احتجزهما لأشهر كانت بالنسبة لهم كالأعوام لذا صعد كلا منهما بصحبة زوجته للأعلى ليعود عاطفة الشوق الذي تمكنت من حجر القلوب العاشقة برباط قاس!
بغرفة أحمد الخاصة..
صعد متلهفا لرؤياها وخاصة بعد مغادرتها فلم يكف عقلها عن التوقف بالتخمين حول سبب انزعاجها أمازال يزعجها مجرد تلميحه بالعلاقة التي جمعته بروحينا سابقا!
ثم ارتفع بجسده قليلا ليتمكن من محاصرة خديها بيديه واقترب بوجهه منها وهو يهمس
_ الزعل اللي بشوفه في عيونك بېقتلني.
ثم استند بجبهته على جبهتها وهو يسترسل
_أنتي الوحيدة اللي عارفة اني كنت بحبك من البداية بس اللي ماسة عملته خلتني عاجز أني أرجع وأعيد نفس الغلط لأن ده كان هيكسر أبويا للمرة التانية وأنا مقبلش بده.
_عارفة كل ده يا أحمد ومالوش لزوم نتكلم فيه لأن روجينا دلوقتي بقى ليها حياتها الخاصة وإحنا لينا حياتنا.
تعمق بالتطلع لعينيها فشعرت بتشكيكه لما قال فرفعت يدها تزيح خصلاتها التي تعبث بجفنيها ثم قالت باستسلام
_مش هنكر اني كنت بتضايق لما بشوفكم بتتكلموا ومع إني واثقة ان مستحيل تتخطى حدودك بس ڠصب عني كنت بغير عليك وبحس جوايا بۏجع مالوش أي مبرر.
وتدفقت دمعتها تباعا وهي تستطرد
_زي دلوقتي أنا ماليش أي حق أزعل لانك متخطتش حدودك انت كنت بتتكلم عادي جدا ومع ذلك أنا زعلت..
نهضت حور عنه وكأنها تتهرب من رؤية عينيه التي ستفضح ما يشعر به بتلك اللحظة ثم قالت پبكاء
_فمتحاولش تبرر حاجة لإني أنا اللي غلط يا أحمد مش أنت..
انتصب بوقفته ثم لحقها فلف ذراعيه من حولها وأجبرها على التراجع حتى بادت تقابله فډفن رأسه بين رقبتها حتى لمسته خصلات شعرها الطويل فأغلقت عينيها بتأثر قربه المهلك لإنذار عشقها الضعيف وخاصة حينما همس لها بصوته الرخيم
_مزعلتش من كلامك يا حور بالعكس أنا فرحان انك بتحبيني أكتر ما كنت متخيل.
ابتسامته المهلكة تلك أنعشت خفقات قلبها وزحزحت ذاك الحجر العالق فوق رباط رغباتها استدارت لتكن مقابله فتعمقت بالنظر لعينيه التي اشتاقت لهما وشفتيها ترتجف كلما تعلقت عينيه بها حتى سمحت له بالاقتراب فاقترب ليصطحبها للعالم الذي لم يجمعهما منذ فترة..
بغرفة عبد الرحمن
ولج من خلفها ليغلق باب الغرفة فافزعها صوته الصاخب لعقت تالين شفتيها وهي تتراجع للخلف بارتباك وخفة فلم يعيقها الفستان فكان تصميمه بسيطا مميزا يعلو كتفيه بفراشات
بيضاء ويهبط باتساع من الاسفل خلع عبد الرحمن جاكيته الاسود وجرفاته بضيق فلم يعتاد على ارتداء الحلى من قبل اړتعبت تالين مما يفعل فتراجعت للخلف وصوتها المرتعش يهمس پخوف
_أنت بتعمل أيه!
تفاجئ من هيئتها ورجفة جسدها من شدة الخۏف فقال بابتسامة هادئة وهو يشير لها بالاسترخاء
_أنا عارف ان هزاري خلاكي تاخدي عني فكرة طين بس أنا والله بريء من أي ظنون تطاردك كده أو كده أنا بس بفك الجرفات لانه خانقني مش أكتر..
كلامه لم يؤثر بها فكانت تتراجع للخلف متجاهلة ما يبرر بقوله فتناست تماما طرحة فستانها الطويل فدعستها بقدميها رغما عنها فأسرع عبد الرحمن تجاها ثم أمسك بيدها ولكن اختل توازنها فسقطت على الفراش وهو من فوقها فزعت حدقتيها التي تتطلع بها تجاهه فدفعته عنها بكل قوتها حتى سقط أسفل الفراش فردد بۏجع
_يا بنت المچنونة.. ضهري آه.
ثم جلس على الأرضية وهو يرمقها بنظرات محتقنة فتكورت على ذاتها على الفراش ثم قالت بشراسة
_خليك مكانك لو قربت ھقتلك يا عبد الرحمن..
أشار لها ساخرا
_وعلى أيه خليكي مكانك.
ثم نهض وهو يسند ظهرها بيديه واتجه للمقعد فجلس عليه وهو يهمس بغيظ
_هي جوازة منيلة أنا عارف عنيهم فيها..
مرت أكثر من ساعة ومازال كلا منهما يجلس محله فاقترح عبد الرحمن عليها
_ أشغلك التليفزيون أهو نتسلى شوية بدل قعدة الحداد دي!
أجابته بحدة
_مش عايزة أتفرج..
زم شفتيه بسخط
_طب تيجي نخرج في البلكونة نتهوى شوية بدل الكبتة دي..
قالت بنفس نبرتها الحازمة
_مبخرجش اخرج أنت..
ردد بملل
_أمممم. لا كده مش هينفع..
ثم نهض وكاد بالاقتراب من الفراش فوجدها تترجع للخلف وهي تشير له بتحذير
_عبد الرحمن أنا بحذرك لحسن اصوت وألم عليك السرايا كلها..
ضيق عينيه بسخرية وهو يجيبها
_ياما هو انتي ليه محسساني انك قاعدة مع متحرش ده انا جوزك يا حبيبتي فكي كده..
تراجعت للخلف ثم جذبت الأباجورة من أعلى الكومود لتلوح له بها
_لا أنت اللي تفكك مني خالص أصل اطلع بروحك.
تطلع لها پصدمة ثم ردد
_فكك مني انت جاية من بولاق!
مرر يديه بشعره بتفكير للخروج من تلك المعضلة فابتسم بمكر حينما راودته تلك الفكرة المچنونة فقال بحزن مصطنع
_خلاص يا تالين انا مش هفرض نفسي عليكي خليكي هنا وانا هروح انام في الڤرندا في البارد ده عشان اسيبك تاخدي راحتك في الاوضة.
وحمل الوسادة ثم توجه للخارج بابتسامة شيطانية فتطلعت له بنظرات مرتبكة وهو يبتعد للخارج فتسللت لحافة الفراش ثم جلست تراقبه بتوتر طال بها لدقائق معدودة حتى اتبعته ووقفت على باب شرفة الغرفة تتأمله بحزن وقلب موجوع لنومته أرضا فنادته بتوتر
_عبد الرحمن....
لم يأتيها رده مع انه مازال مستيقظ ويبتسم بمكر لنجاح مخططه فاقتربت منه ثم انحنت لتحرك جسده وهي تناديه بشفقة
_قوم نام جوا الجو برد..
فجأها حينما استدار بجسده تجاهها ثم حاصرها بين ذراعيه
وهو يهمس لها بمكر
_ويهمك في أيه أمري! ما أنتي من شوية كنتي ھټموټني..
جحظت عينيها پصدمة
_أموتك! انت اللي تصرفاتك مريبة..
تطلع بعينيها بنظرة أهلكت مشاعرها المرهفة فدنى ليصبح قريبا للغاية ومع ذلك لم ترتد للخلف تلك المرة وكأنها مازالت تحت تأثيره فهمس بصوته الرجولي الذي أسبر أغوارها
_مهو اللي يشوف جمال زي ده وميتجننش وميبقاش فعلا طبيعي..
ثم رفع يديه ليزيح حجابها بخفة فانسدل خصلات شعرها البني على كتفيها فتاه بها كالمسحور واقترب وهو يردد بصوته المغري
_شكلك
جميل من غير الححاب..
ابتسمت بتلقائية فحملها بين ذراعيه ثم اسرع للداخل وهو يردد بمشاكسة
_ضحكت يبقى قلبها مال..
تعالت ضحكاتها ويدها تتعلق برقبته خشية من أن يسقطها ولكنه لم يتركها بل اخمد مقاومتها لتيار عشقهما الجارف فاستسلمت لتلك الامواج التي حاوطتها لتنعش رغباتها تجاهه..
بغرفة يحيى..
مرت أكثر من ثلاثون دقيقة ومازالت بداخل حمام غرفتها وكأنها عروس تختبئ حرجا مل يحيىمن الانتظار لذا نهض ليطرق الباب وهو يتساءل بقلق
_ماسة إنتي كويسة
أتاه صوتها الحزين
_لأ.
اختصارها للكلمة دون تبرير جعل الأخير ېقتل من فرط الخۏف عليها فعاد ليطرق وهو يقول متلهفا
_افتحي الباب..
فتحت الباب وظهرت من خلفه تتحرك تجاه الفراش وعينيها مدفونة بالأرض تطلع للجلباب المنزلي الذي ترتديه باستغراب
_أنتي لسه مغيرتيش هدومك!
رفعت عينيها الباكية تجاهه ثم قالت بصوت مختتق
_لا ومش هغير.
رفع أحد حاجبيه وهو يتساءل بذهول
_انتي مش كنتي داخلة تلبسي أيه اللي حصل فجأة
أجابته بتسرع وكأنها كانت تنتظر سؤاله
_الهدوم اللي أخدتها جوه مدخلتش فيا أنا كنت بقول هخس بعد الولادة لكن دي كانت حجة ساذجة بصبر بيها نفسي.. لاني تخنت الضعف بالشهرين اللي فاتوا وجسمي باظ خالص.
كبت ضحكاته بصعوبة بالغة فذلك الموضوع يعد حساس وهاما بالنسبة للنساء وإن تلاعب بانفعالات وجهه ربما تتلاعب هي بروحه لذا بدى ثابتا للغاية وهو يدنو منها فجلس لجوارها على طرف الفراش ومن ثم جذب القميص الذي تضعه على قدميها ليلقيه أرضا وهو يردد باستنكار
_مبحبش القميص ده وحش!
ثم استرسل بابتسامة هادئة
_وبعدين مالك كده انتي في كل حالاتك قمر وأنا مبسوط بيكي كده يا ستي..
ثم غمز لها بمشاكسة تغمدها المرح
_يعني بقالي ساعتين بثبت الواد عشان ينام
وفي الاخر تطالعيلي وانتي بتقوليلي تخنت وبتاع ده بالذمة ده كلام!
أزاحت دمعاتها اللامعة بحدقتيها ثم تساءلت بجدية
_بجد يا يحيى يعني أنت مش فارق معاك اني تخنت أقصد لسه شايفني جميلة يعني
اختطف ورقة من ربيع رحيقها النادر وهز يجيبها بغرام يشد على حروفه
_كل يوم بيعدي وانتي فيه جنبي بشوفك أجمل وأحلى من اليوم اللي قبله... بأحبك...
ازاح الغبار عن روحها المعذبة وأخذت تشدو من خلفه ليذقيها فنون عشقه التي منحتها الثقة التي فقدتها بذاتها كأنثى لم يكن جلادا لروحها بل أعاد لها البهجة لتعود للحلم من جديد وربما ستود من ذاتها أن تسترجع جسدها الرشيق لأجله هو ولكن بنهاية الأمر سيكون قرارا بيدها هي..
بغرفة بدر..
لفبدر من حولهما غطاء سميك ثم جلسوا سويا لجوار المدفأة فألقت رؤى بثقل رأسها على صدره وعينيها شاردة بالتطلع للنيران مرر يديه على طول شعرها المفرود على ذراعيه وهو يحاول اكتشاف سبب حزنها العميق هذا فلأول مرة يشعر بأنها ليست معه قلب وقالبا فعلاقة حبهما تلك لم تكتمل بما ود لذا سألها بشكل صريح
_أنتي في حاجة مزعلاكي مني حاسس إنك متغيره ومش طبيعية!
من منا حينما تهاجمه الأوجاع يشتاق لأن يخرج ما يضيق به صدره للقريب من ذاك القلب.. ما بك.. فكأنما ننتظر سماع تلك الكلمة بفارغ الصبر حتى نفصح لها ما بداخلنا وهو لها أقرب من أي شخصا التفتت رؤىبجسدها إليه فتمكن من رؤية دموعها المختبئة خلف حدقتيها فرفع يديه
متابعة القراءة