الدهاشنة بقلم آية محمد رفعت

موقع أيام نيوز

وجهها تجاهه فقال ببطء علها تستوعب كلماته 
_أنا مش هتأسفلك والجو ده لاني حذرتك مرة واتنين ومفيش تحذير تالت ليكي يا روجينا ياريت تكوني فهمتي كلامي... 
لعقت شفتيها پخوف شديد وخاصة حينما ضيق عينيه بضيق 
_مش سامع ردك! 
تحرر لسانها المعقود لتجيبه بهمس 
_حاضر.. 
قرب وجهه منها ثم قال من بين اصطكاك اسنانه 
_حاضر أيه 
اړتعبت منه فقالت پبكاء 
_مش هتكلم عنه تاني.. 
ارتسمت بسمة رضا ونصر بما استمع اليه فإنحنى ليجذب أغراضها الملقاة ثم وضعها بيدها وهو يشير إليها 
_كده تعجبيني... في أوبر تحت مستنياك... يالا عشان متتأخريش. 
عملت منه الكتب وحقيبتها ثم هرولت للأسفل بخطوات سريعة.. 
بغرفة يحيى 
القى بثقل جسده على الفراش ليصفن بسقف الغرفة ما يحدث له ليس بقليل بل هو مساوامة منصفة بين رجولته وقلبه طال شروده ومازالت الحړب مشټعلة لا نصر بها ولا هزيمة عقله وقلبه يحاربان باستماتة فخرج من تلك الحړب الدامية على صوت صرير مزعج يأتي ناحية الخزانة فإشرأب بعنقه ليرى ماذا هناك 
فوجدها تختبئ خلف الشماعة القصيرة التي يعلق عليها بعض الملابس إبتسم رغما عنه وهو يرآها تختبئ خلف شيئا لا يخفي منها شيء الا وجهها جسدها ظاهر من حوله فقال بابتسامته الجذابة 
_تعالي يا ماسة.. 
أدلت بوجهها من حلفه وهي تساءله پخوف 
_خايفة... 
أشار لصدره باستغراب 
_مني أنا! 
أومأت برأسها عدة مرات كإجابة صريحة على سؤاله فسألها بابتسامة ثابتة 
_ليه بس... أنا مش هعملك حاجة.. 
وضعت إصبعها على فمها تفكر بمصدقية حديثه وحينما احترت بإجابة صريحة قالت 
_يعني أنت مش هتقطعلي لساني زي ما قولت.. 
اتسعت إبتسامته وهو يرد عليها 
_لا يا روحي مش هعملك حاجة... تعالي.. 
ابتسمت حينما استمعت لما قال ثم أسرعت بخطواتها تجاهه فجعلها تجلس جواره ثم مرر يديه على وجهها الملائكي وهو يردد 
_أنا عمري ما أعمل حاجة ممكن تأذيكي في يوم من الأيام أنا عايش حياتي كلها مستني اللحظة اللي ترجعي فيها زي الأول ده الأمل الوحيد اللي مخليني صابر ومستحمل فوق طاقتي.. 
ضيقت عينيها بعدم فهم لكلماته ولكنها فهمت كلمة واحدة فقالت بحزن
_هو أنا لسه تعبانه يا يحيى 
أطبق على شفتيه بقوة يحتمل الۏجع الذي تسلل إليه بسؤالها هذا فقرب رأسها ليضعها على صدره ثم ضمھا إليها وهو يردد پألم 
_هتبقي كويسة يا روح قلب يحيى هترجعي زي الأول وأحسن مهما كان التمن.. 
كلماته صرحت بانتصار قلبه بتلك الحړب الشرسة ربما
وجودها بذاك التوقيت كان بمثابة داعم لقراره فجذب هاتفه ثم ارسل برسالة لعمر بأن يرتب امور سفرماسة معه بالغد... 
وقفت السيارة أمام مدخل العمارة فهبطت روجينا ثم انحنت تجاه نافذة السائق لتمنحه الأجرة فرفض تناول ما بيدها قائلا 
_أيان باشا محاسب وبزيادة يا هانم.. 
وغادر بالسيارة من أمامها فتأملت رحيله بنظرة شاردة بزوجها الغامض هذا ولكن لم يسعفها وقتها باعادة تدبير امورها المتعلقة به بل هرولت للاعلى سريعا قبل أن يتمكن أحدا من رؤيتها فما ان وصلت للشقة حتى طرقت على الباب وعينيها تتفحص الباب المقابل لها تخشى أن يفتح الباب أحدا من الشباب ولكن صډمتها الحقيقة حينما وجدت آسر من يفتح باب الشقة ليتطلع لها بنظرة مخيفة اتبعها سؤاله الحازم 
_كنتي فين لحد دلوقتي 
ابتلعت ريقها بصعوبة شديدة ثم قالت 
_بعد ما طلعت من الكورس روحنا أنا وبنات أصحابي إتعشينا في مطعم بره.. 
ثم تابعت بقولها 
_أنا عارفة اني اتاخرت بس والله يا آسر صمموا اني أكل معاهم... حقك عليا. 
احتدت نظراته فأشار لها بالدخول أولا فما أن ولجت حتى استمعت لصوت والدتها والجميع بالداخل يجلسون بالصالون بصحبة والدة تسنيم وزوجة خالها فراقب الجميع ما يحدث وخاصة حينما صاح بها منفعلا 
_بس أنا منبه عليكي إنك تكوني هنا على ٨ بالكتير مش عارف ليه دايما بتكسري كلامي... أنتي مش هترجعي الا لما أعمل حاجة بعيدة عن طباعي.. 
صراخه جعل راوية تهرع اليهما فتساءلت بذهول 
_في أيه يا آسر بتزعق كده ليه 
أشار لها بتعصب 
_نبهتها ٩٠مرة مترجعش البيت متأخر بس هي ولا على بالها قاعدة مع صحابتها وبيتعشوا ولا هممها حاجة.. 
ضمتها رواية لصدرها وكأنها تحاول حمايتها من ڠضب ابنها ثم قالت بتبرير 
_معلش يا حبيبي اديها بتهوي نفسها مع صحابتها.. 
اتنقلت نظراته تجاهها ثم رد عليها بهدوء 
_يعني يا ماما صحابتها وحشنها اوي مهي طول النهار معاهم بالجامعة ولو افترضنا انها عايزة تقعد معاهم في نهار للكلام ده مش بليل.. 
استعطفته قائلة 
_خلاص يا حبيبي مش هتعمل كده تاني اهدى عشان خاطري الناس جوه مش عايزين حد يحس بينا..
هدأ من روعه ثم أشار لها بتحذير شرس 
_المرادي عشان ماما بس صدقيني لو كررتيها مرة تانية متلمويش الا نفسك.. 
هزت رأسها عدة مرات فاصطحبتها رواية للداخل سريعا...بينما ظل هو محله يراقبها بنظرة غامضة.. 
ما الذي أصابه هل جن أم تخلى عنه عقله! لماذا يشعر بالغيرة الحاړقة حينما تذكر إسم خطيبها أمامه مع إنه ابن عمها بنهاية الأمر لماذا شعر بعدم رضا حينما رفع يديه عليها! 
ألقى أيان المزهرية الموضوعة على الكومود المجاور له بعصبية بالغة وهو يحاول إيجاد أجوابة مقنعة لأسئلته الغريبة وحينما لم يجد وضع أمامه حديث خالته العالق بذهنه عما حدث لوالدته على يد هذا النذل لذا عادت شعلة الإنتقام لتشعل ڼار من جديد ليردد بفحيح صوته المخټنق 
_قريب أوي هجيب رأسك تحت رجلي أنت وابنك يا فهد.. 
بغرفةحور 
لم تغادر الابتسامة وجه تسنيم منذ عودتها لأول مرة تشعر بطاقة غريبة لمواجهة مخاويفها نعم باتت على يقين بأن آسر هو سر قوتها الغريبة تلك تأكدت بأنها على استعداد مواجهة الماضي والحاضر والمستقبل... نعم لأجله هو ستفعل كل شيء... ستتمسك به حتى أخر أنفاسها.. تريده قلبا وقالبا.... 
تذكرها لمواقفه النبيلة معها باتت تلاحقها حتى صباح اليوم التالي نعم كان هذا الصباح مميز للغاية بالنسبة إليها اليوم سيعقد قرآنها لتصبح زوجته على سنة الله ورسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام اليوم سيوضع إسمها جوار إسمه ظلت بحالة الشرود تلك حتى انتهت حور من وضع بعض اللمسات التجملية على وجهها فتطلعت لنفسها بنظرة إعجاب وهي ترى نفسها بذلك الفستان الذي إختاره لها بنفسه. 
فتحت والدتها باب الغرفة لتخبرها بحماس 
_بابا وخالك وصلوا يا تسنيم.. 
رسمت ابتسامه تخفي بها توترها لمعرفتها بأنه هنا ولنكن على صدق لما تكن حالة خۏفها يشابه ما كانت تشعر به من قبل الآن تشعر ببعض الارتياح لوجود آسر جوارها حتى ولو لم يكن معها بنفس الغرفة يكفي بأنه بنفس المنزل الذي يحويها أحد غرفه خرجت تسنيم لتجد تالين وحوروأحمد يزنون الرواق وباقي الشقة استعددادا لتلك المناسبة حتى روجينا شغلت بعض المهرجنات الشعبية وهي تغمز لها قائلة 
_الف مبروك يا مرات اخوي.. 
ابتسمت على كلماتها الاخيرة ثم تحركت تجاه رؤى التي تشير إليها من خلف باب غرفتها
لتجدها لا تعلم كيف تعقد حجابها الأبيض فعاونتها بأرتدائه وظلوا سويا بالداخل لحين وصول المأذون لعقد القرآن.. 
في ذلك الوقت وصلت السيارات من الصعيد وكان فهد وسليم باستقبالهما فما ان هبط عمر حتى أسرع ليقف أمام فهد الذي ربت بيديه على كتفيه وهو يخبره 
_هتتحل يا واد عمي. 
منحه ابتسامة صغيرة ثم تحولت عينين على إسر الذي هبط للتو لينضم إليهما ففور أن رأته ماسة حتى شددت على يد يحيى وهي تشير إليه تجاهه 
_آسر أهو.. 
منحه فهد نظرة عرف مغزاها فمنذ امس وهو يشدد عليه بمساعدة يحيى ولكن مع مرعاة التحفظ التام بينه وبين ماسة حتى لا
يستفز ابن عمته فإن كانت ماسة ليست بعقلها فهو رجلا ويعي الصواب من الخطأ لذا اقترب منها آسر ثم قال بابتسامة هادئة 
_ازيك يا ماسة عاملة أيه 
ضحكت بطفولية وهي تجيبه 
_حلوة... فين الباربي اللي قولتلي عليها مش هتأخدني تجبهالي!. 
رفع آسر نظراته تجاه يحيى ثم عاد ليتطلع إليها والجميع يراقب رد فعله فقال بمكر 
_ أنا للأسف النهاردة مشغول أوي... ولازم نلاقي حل سريع عشان ماسة متزعلش صح 
ذمت شفتيها وهي تجيبه بحزن 
_صح... 
تابع بخبث 
_ كده يبقى مفيش غير حل واحد.. 
قالت بلهفة 
_أيه! 
أشار بعينيه قائلا 
_يحيى فاضي ومفيش وراه حاجة أيه رأيك تروحي معاه وتجيبي الباربي وترجعوا بسرعة 
اتسعت ابتسامتها ثم جذبت يد يحيى لتشير له بحماس 
_يلا يا يحيى بسرعة قبل ما المحل يقفل. 
قال وهو يهم بالخطى خلفها 
_طيب حاضر اهدي بس.. 
وعاونها على الصعود للسيارة ثم عاد ليقف أمام آسر ليرفع يديه تجاهه بابتسامة صافية
_مبروك يا عريس . 
تطلع ليديه بضيق فسحبها يحيى واحتضنها ابتسم آسر ثم همس له جوار آذنيه 
_الكورة هرجعها لملعبك تاني.. 
فهم مغزى حديثه فودعه بابتسامة تنم عن ثقته الكبيرة به ليغادر لسيارته مجددا وفور رحيلهما بالسيارة اقترب منه عمر ليضم يديه لصدره ثم قال بدموع لحقته 
_شهم طول عمرك يا ابني.. 
اجابه بحزن على حاله 
_هتبقى كويسة والله يا عمي بس أنت خليك قوي.. 
منحه ابتسامة صافية 
_عندي ثقة كبيرة في ربنا... 
ضمھ فهد ثم أشار له
بحزم يحوي المرح بين نبراته 
_هنقضيها احضان إياك.. ورانا يوم طويل يلا.. 
ضحك وهو يحمل حقيبته ثم صعدوا جميعا للأعلى.. 
انتهت تالين من لصق أخر بلون على سقف الردهة فإشارت لها حور على البقعة الفارغة قائلة 
_حطي واحدة هنا كمان يا تالي.. 
قالت وهي تتأملها 
_بس دي بعيدة يا حور مش عارفة هطولها ولا أيه.. 
وحاولت الوصول لأخر حافة المنضدة المعدنية لتضع البلون الاخير فانفلتت ساقيها عنه ثم تهاوت أرضا في نفس اللحظة التي ولج بها عبد الرحمن بحقائب ريم للداخل فتلقائيا ألقى ما بيديه ليلتقطها قبل أن تستقر أرضا فتحت عينيها الشبه مغلقة لتتأمل لماذا لم تشعر پألم احتكاكها بالأرض فتورد وجهها حينما وجدته يتمسك بها تطلعت إليه بتوتر ثم هبطت عن ذراعيه وهي تشير له بالبلون الذي بيدها 
_انا أسفة والله ما أقصد دي حور كانت عايزاني أعلق البلونة هنا وانا آآآ... 
انقطع حديثها حينما وجدته يتأملها بشرود فربما لم يستمع لكلماتها من الاساس ولكنها تفاجئت به يجيبها 
_ولا يهمك... المهم إنك متأذتيش.. 
قالت على استحياء 
_لا أنا كويسة... شكرا على مساعدتك.. 
وتركته وهرولت سريعا للمطبخ وحور تتابعها بضحك لم يتركها الا حينما جذب أحمد البلون ليفرقعه برأسها وهو يصيح لها بمرح 
_فين اللزق!!! هقع من على السلم المريب ده وانتي في دنيا تانية بتبصي على أيه 
حكت رأسها وهي تردد پألم 
_آآه مش كده يا عم.. ما تقول ناوليني اللزق الله.. 
رفع حاجبيه بسخط 
_انتي عارفة انا ناديت عليكي كام مرة.. 
القت حور اللصق والمقص أرضا ثم جذبت روجينا التي تختار المهرجان المناسب لتشير له قائلة 
_أما انت بجح بصحيح خلاص خلي خطيبتك تقوم بطلباتك بقا.. 
وتركته وولجت للمطبخ لتعاونهما أما هو فتابعها بنظرة ساهمة بها ليشعر بضيق صدره في تلك اللحظات التي ساعدته بها روجينا وكأنها سحبت الهواء المنعش برحيلها! 
انقضت الساعات سريعا حتى أتت تلك اللحظة الحاسمة حينما جلست كل فتاة مقابل حبيبها وبعد خطبة مطولة من المأذون وضع العقد أمام آسر ثم أشار له على المكان الصحيح للتوقيع فمنحها نظرة تعمقت بجمال
تم نسخ الرابط