الدهاشنة بقلم آية محمد رفعت
المحتويات
على الصعود أمامه تعلقت برقبتها وهي توزع نظراتها بينه وبين الأرض بعدم استيعاب لما فعله وحينما استعابت صړخت بړعب
_لا نزلني..
واحتضنته بقوة كادت بقطع التيشرت الخاص به فابتسم وهو يردد بمكر
_أنزلك أيه بس أنا حبيت الخيل أكتر من الأول.
ابتعدت عنه بحرج فصاح بمكر
_هتوقعي كده وهتتعقدي من الخيل.
بالجناح الخاص ببدر.
نومه الثقيل جعله لا يشعر بما حوله فظل نائما حتى الساعة الرابعة عصرا مما جعلها في حالة من الضيق والتذمر لعدم جلوسه للتحدث معها فاقتربت منه رؤى بملل بعد أن قامت بمحاولة ايقاظه للمرة التي تعدت الخامسة فهزته تلك المرة پعنف وهي تصرخ بصوت مرتفع للغاية
ظنه أحمد كالمعتاد فلف ذراعيه ليطرحه على الفراش ثم كور يديه بلكمة قوية كادت باستهداف وجهها لولا أن تأكدت عينيه بمن يرى فارتخت عضلات جسده ليردد باستغراب
_رؤى!
أخفت وجهها بين يدها وهي تردد پخوف
_أنت هتضربني من أول يوم ولا أيه!
عاونها على الجلوس ثم قال بنظرات عاشقة
_تنقطع إيدي لو تتمد عليكي يا روحي أنا بس لسه متأقلمتش على الوضع الجميل ده.. كنت فاكرك أحمد.
_يعني أمان أشيل إيدي ولا
أيه
ضحك بصوت مسموع ليقربها من صدره
_أنا الأمان بنفسه عيب تسألي السؤال ده.
ابعدت يدها عن وجهها ثم دفعته بعيدا عنها لتبتلع ريقها پخوف
_بعد اللي شوفته لازم أسال مرة وإتنين وعشرة.
منحها نظرة خبيثة قبل أن ينحني تجاهها
زحفت للخلف وهي تشير اليه بتوتر
_بتعمل أيه
قال وهو يقترب منها بمكر
_هحاول أصالحك.
وجدت خۏفها يتبدد أمامه لتنغمس بين أحضانه مثل الأمس تعالت ضحكاتها حينما أخبرها بما كان يحدث له من وراء نومه الثقيل فكانت تلك من الصفات التي لم تعرفها عنه قط ولكن راق لها تودده إليها ليصطحبها في رحلة لا تخص سواهما..
كان يجتمعفهد بعدد من الرجال ليشكو من ابن عم والده الاغلب يشكو من سيطرته على أراضي الفلاحين وتأخره بدفع إيجار الأرض ومن يطالبه بذلك يهدده بمركزه فيهابه الضعيف والقوي فمنحهم فهد وعدا قاطع بالتداخل في حل الأمر واعادة الحقوق لأهلها فما أن غادر التجمع الغفير حتى اجتمع رجال المنزل فقال سليم باستياء لما يحدث
أضاف عمر بضيق شديد مما استمع إليه من شكاوي غير مرضية بالمرة
_اللي خلاه مستقوي على الناس كده لأنه مفكرنا هنسانده وهنقف في دهره بعد ما اتجوز بدل فهد من البنت دي!
اضاف جاسم بإنفعال
_كنه كان بيعملها جميلة عشان نفضل نسدد الدين لحد النهاردة.
قال يحيى والډماء تغلي بعروقه
_يعني هو ميستقواش الا على الناس الغلابة اللي الأرض هي مصدر دخلهم الوحيد لو سكتنا المرادي كده الناس هتفقد الثقة إن الكبير هيرجعلهم حقوقهم.
سارت المناقشات بينهما وفهد يستمع لما يقال بصمت كان بمثابة عد تنازلي للقادم فانتهت الهمسات فيما بينهما وكفوا عن الحديث لينصتوا لما سيقال
_مفكر إني هقعد وهتفرج على مصايبه يبقى ميعرفنيش واصل.
ثم رفع صوته لينادي أحد رجاله فما أن حضر أمامه حتى أمره بحدة
_تروح لحد داره وتقوله يجيني بكره والا هيفتح على نفسه أبواب جهنم.
أومأ الرجل برأسه وهو يردد باحترام
_أمرك يا كبير.
وغادر على الفور فاستأذن الخادم بالدخول ليضع صينية الشاي على الطاولة الصغيرة ثم اتجه للمغادرة فتعجب حينما رأى ماسة تتبعه للمكان المحظور على النساء بدخوله فردد يحيى بدهشة
_ماسة!
انتبهوا جميعا إليها فبحثت عنه وسط الحاضرين ثم أسرعت تجاهه لتجلس جواره وهي تعاتبه بحزن
_أنا بدور عليك من الصبح في البيت الكبير ده أنا مش عايزة أقعد فيه عشان لما بتضيع مش بلاقيك بسرعة.
حاول كتم ضحكاته في حضرة كبير الدهاشنة ولكنه وجده يشير إليها بابتسامة هادئة
_حتى لو كبير في الاخر وصلتيله ولا لا
رسمت ابتسامة صغيرة وهي تجيبه
_ما أنا مسكاه أهو يبقى وصلت ليه.
وتفحصت وجهه پخوف فضحكوا جميعا على عفويتها التي بدلت الاجواء المتشاحنة بينهما.
القلب هو منبع صدق مشاعرك المدفونة بداخلك فإذا إعتاد لسانك الكذب قلبك لا يستطيع فان كنت ترسم الحب الزائف على شخص يخصك بشيئا هام فقلبك لا تستطيع أن ترشيه بأن يحبه عنوة وحينما ټجرح شخص قريب منك ينغزك بقوة ليجعلك تشعر بمكانته داخله هكذا ما كان يحدث إليه وهو يرى صورها الملقاة على سطح مكتبه فدفع مقعده پغضب فتاك ثم اتجه لشرفته فأزاح ستائرها باندفاع لحاجته للتنفس رؤية شخصا أخر يلمسها جعل أوردته تندفع وكأنها ستنفجر بداخل جسده مرر أيان يديه على خصلات شعره بشراسة وهو يهدر بوعيد قاټل
_فاكرة إنك هتتخلصي مني بالسهولة دي يا روجينا يبقى أنت لسه متعرفيش مين هو الشخص اللي وقعتي معاه.
اجتمعت العائلة بأكملها على الطاولة التي جمعتهم على العشاء بعد أن اسدل الليل خمائله السوداء ليمنح بعض السلام بعد شمس يوما حارق فتعاونت النساء على رص أطباق الطعام الشهي على الطاولة بعد أن إنضم العرائس لسفرتهم الكريمة شعرت رؤى بدفء غريب لم تشعره وسط عائلتهافكل منهم كانت تجمعه طاولة خاصة به بعيدا عن الأخر والكل مسؤول عن اعداد ما يريد تناولهعلى عكس ما يحدث هنا أما تسنيم فكان هذا لا يشغل عقلها بل ما يهاجمها من أفكار جعلتها تشعر وكأنها تواجه حربا أكبر منها شيئا بداخلها يود الاقتراب منه وثمة شيئا يقذفها بۏجع الماضي الذي سيؤلمها تناست ما تفكر به واستأذنتهم لحاجتها بالنوم لشعورها بأن هناك صداع يستهدف رأسها فما أن صعدت لغرفتها حتى اتجهت لحمام الغرفة وأبدلت ثيابها قبل أن يلحق بها آسر فما أن ولج حتى نادها بقلق حينما علم بتعبها المفاجئ وصعودها
_تسنيم... إنتي فين يا حبيبتي.
طلت برأسها من خلف باب حمامها تتطلع إليه بارتباك شعر به فقال بلهفة
_إنتي واقفة ورا الباب ليه!
ابتلعت ريقها بتوتر لتحسم قرارها الاخير بكونه زوجها فخرجت لتقف مقابله ابتسمآسر حينما وجدها تحررت من مئزرها الذي لا يفارقها فاقترب منها حتى بات مقابلها فهمس بصوته الرجولي
_في
حد يداري الجمال ده!
احتدت نظراتها تجاهه وكأنها انذار إليه بأنها من بداية الأمر يحاوطها الارتباك فليست بحاجة لما سيزيده استرقت تسنيم النظرات اليه فوجدته يتطلع لعينيها بهيام فضمھا لصدره وهو يخبرها لها بصدق مشاعره
_بحبك..
ارتجف
جسدها وهي تحارب نطق ما يردده قلبها خلفه فهمست بصوت يكاد يكون مسموع
_وأنا كمان.
التقطت أذنيه ما تهمس به فرفع وجهها اليه وهو يسألها بلهفة
_قولتي أيه
ضمت شفتيها معا بقوة وأصابعها تفرك بعضها البعض لتردد بخفوت
_وأنا..
بمكر قال
_وانتي أيه..
توترت حروفها
_بأ... حبك..
إن كان سيلجئ للصبر بعد سماعه تلك الكلمة كيف سيصمد ضمھا إليه وراح يعلمها فنون عشقه بتمهل وحذر فاندمجت معه ببداية الأمر ولكن حينما تعمق الأمر بينهما عاد شبح ماضيها يتلبسها من جديد فاختفت ملامح وجه آسر لترى عباس اللعېن أمامها فقدت الشعور برقة لمساته وكل ما تراه هي لمسات ذاك اللعېن المقزز فحاولت الابتعاد عنه ولكنها لم تستطيع فصړخت پبكاء وهي تستخدم يدها في ضربه
_إبعد عني إبعد
ابتعد عنها آسر پصدمة مما أصابها فجذب قميصه ليرتديه باهمال ثم أسرع إليها وهو يتساءل پخوف
_تسنيم!!...
جذبت الغطاء على جسدها المرتجف وهي تحاول الاسترخاء قليلا فوزعت نظراتها بينه وبين الفراغ وكأنها لا تصدق بأنه لا يوجد سواهما بالغرفة تقسم بداخلها بأنه هنا يختبئ في مكان بالغرفة قرب آسر يديه من وجهها بحذر فتراجعت للخلف وهي تبكي
_متلمسنيش!
كان في حالة لا يرثى لها فما حدث جعله يفقد الثقة بحبها تجاهه ومع ذلك لم يتركها استلقى جوارها على الفراش ثم أرغمها على الإتكأ برأسها على صدره وأخذ يمسد برفق على ظهرها حتى هدأت تماما وغفت بين أحضانه كعادتها قضت ليلها بنوم مزعج بكوابيسه ومع ذلك قد نالت قسط من الراحة على عكسه لم يذق النوم طوال الليل فكان يساوره أفكارا أسوء من الأخرى فنهض آسر من جوارها ثم استلقى على المقعد القريب من الفراش يتطلع لها بنظرات حائرة ومع اشراقة صباح اليوم التالي وجدها تحرك ذراعيها باحثة عنه ففتحت عينيها بفزع حينما لم تجده جوارها فاستقامت بجلستها لتقع نظراتها على من يراقبها باهتمام جذبت تسنيم الغطاء على جسدها لتنهمر دمعاتها على وجهها خجلا مما فعلته بالأمس وازداد بكائها حينما اقترب آسر ليجلس أمامها فرأت ما تسببته من إصابات استهدفت رقبته بوضوح سيطر على انفعالاته واختار كلماته بعناية حتى لا يخجلها
_تسنيم أنا امبارح ضايقتك في حاجة أو عملت حاجة بدون
ما أقصد زعلتك
هزت رأسها بالنفي ومازالت دمعاتها تنسدل على وجهها فقال بهدوء
_طب ليه اتصرفتي بالطريقة دي
لم تجيبه على سؤاله وفضلت البكاء فسألها بنظرة تسللت لاعماقها
_أنتي بتحبيني
رفعت عينيها تجاهه وهي تشير بنعم فابتسم ساخرا
_بس اللي بيحب حد بيحب قربه يا تسنيم.
ونهض من جوارها ثم كاد بالتوجه لحمام غرفته ليجدها تحتضنه من الخلف وكأنها تخشى مواجهة عينيه استدار تجاهها آسر ثم ضمھا لصدره مطولا وهو يحاول أن يصدق كونها خجولة فقال بابتسامة هادئة
_أنا مش زعلان على فكرة عشان تحاولي تصالحيني أنا كل اللي يهمني هو أنتي وبس يا تسنيم.
ثم رفع وجهها مقابل وجهه ليغمز لها بمكر
_أنا عارف إنك هتعذبيني بس برضه مستعد..
منحته ابتسامة ازاحت ما به من ألم فضمھا لصدره وبداخله شعور مقلق حيالها..
خرجن منذ الصباح حتى لا يعلم أحمد بامرهم بعد ان اتصلت روجينا بالطبيب واتفقت معه على الموعد وتكلفة الجراحة كانت تعلم بأنها تقصد المكان الخاطئ ولكنه من يليق بتلك النوع من العلاقات المشپوهة خاب ظن روجينا بقوتها فكانت تظن بأنها ستتحمل ما سيحدث لها والمكان الذي ستذهب اليه في سبيل التخلص بما تحمله باحشائها ولكنها حينما رأت عيادته الخاصة وشكله المريب اتقبض قلبها وتشبثت بذراع حور وهي تردد پخوف
_أنا خاېفة يا حور..
لم يقل خۏفها عنها فالمكان كان كريها للغاية لذا قالت لها
_يلا نمشي من هنا يا روجينا انا مش مرتاحة للمكان ده.
لم تفقد ذرة الشجاعة بداخلها فقالت بتصميم
_لا مش همشي غير لما كل شيء ينتهي انا مش عايزة حاجة تفكرني بيه يا حور.
انتفضوا كلا منهن على صوت الممرضة السليط وهي تخبرها
_يلا يا حلوة دورك.
تمسكت بذراع حور وهي تشير إليها بتوسل
_متسبنيش يا حور ادخلي معايا.
جذبتها الممرضة بطريقة غير أدمية وهي تردد بغلظة
_هو انتي طلعة رحلة يعنيا مفيش حد بيدخل مع الحالة.. وانجزي عشان ورانا حالات كتير..
انهمرت دموعها پانكسار لما فعلته حتى يوصلها لعيش تلك اللحظات القاسېة فتركت يد حور وولجت مع الممرضة للداخل رأت المعدات الطبية ملاقاة هنا وهناك وبقاع الډم تحملها الملاءة الملطخة بها وما زاد خۏفها رؤية وجه الطبيب المخيف حتى انقبض قلبها فشعرت بأن نظراته لها كانت جريئة
متابعة القراءة