عن العشق والهوى بقلم نونا المصري

موقع أيام نيوز


طيب هسيبها لوحدها 
عند مريم 
كانت تركض حتى وصلت الى منطقة المصاعد وكما توقعت تماما فكان ادهم هناك واقفا امام باب المصعد ينتظر نزوله وهو يضع نظارته الشمسية ولا تعلم لما شعرت بالراحة عندما رأته بعد غياب دام لمدة اسبوعين وثلاثة ايام فاخذت نفسا عميقا ثم توجهت نحوه بخطوات ثابتة ولكنها كانت متوترة جدا ومع ذلك وقفت بجانبه تنتظر نزول المصعد ايضا 

في تلك اللحظة شعر ادهم بها فورا حيث ان رائحة ذلك العطر التي عانى كثيرا حتى ينساها عادت لكي تسكره مجددا فالټفت اليها بسرعة ونزع نظارته لينظر اليها جيدا وكأنه يريد ان يتأكد ان كانت هذه الواقفة بجانبه هي مريم مراد التي ادمن رائحة عطرها ام لا وعندما رأها واقفه بجانبه وهي تحني رأسها وتفرك يديها ببعضهما تعبيرا عن توترها اغمض عيناه بشدة وتنهد بقوة وقد عادت مشاعره المضطربة مجددا كما ان نبضات قلبه بدأت تتسارع وكأن المدة التي قضاها في نيويورك لم تساعده ابدا بل على العكس تماما حيث كانت رؤيته لها هذه المرة اقوى من اي وقت والادهى من ذلك انه شعر بشوق كبير لها 
اما هي فكان
حالها لا تختلف عن حاله كثيرا حيث انها ادركت بأنه ينظر اليها ولكن لا تعلم لما تزعجه رؤيتها لذا
فضلت ان تصمت حتى لا توتر الجو اكثر وسرعان ما نزل المصعد فصعد ادهم قبلها ووضع نظارته مجددا اما هي فترددت من الدخول لانها لم تستعمل المصعد ابدا منذ اخر مرة علقت فيها معه مما جعله يدرك انها خائڤة من ان يتكرر ما حدث فقال بصوته الهادئ متخفيش اللي حصل مش هيتكرر تاني 
نظرت اليه لمدة ثواني وسرعان ما اخفضت بصرها ودخلت الى المصعد ثم ضغطت زر الطابق الرابع حيث كانت تعمل اما هو فضغط زر الطابق الاخير حيث كان مكتبه واثناء رحلتهما في المصعد اندلعت النيران داخل قلبه بسبب رائحة عطر الفانيليا التي كانت تضعه مريم 
توقف المصعد في الطابق الثاني وصعد به احد الموظفين فألقى على ادهم التحية وردها له الاخير بهزة ارستقراطيه من رأسه ودام الصمت حتى توقف المصعد مجددا في الطابق الرابع نزل الموظف اولا وارادت مريم ان تنزل ايضا ولكن ادهم امسك بذراعها فجأة وضغط على زر اغلاق

الباب بينما نظرت هي اليه بذهول 
يتبع الفصل الرابع 
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة ممتعة للجميع 
توقف المصعد في الطابق الثاني وصعد به احد الموظفين فألقى على ادهم التحية وردها له هذا الاخير بهزة ارستقراطيه من أسه ودام الصمت حتى توقف المصعد مجددا في الطابق الرابع حيث نزل الموظف اولا و أرادت مريم ان تنزل ايضا ولكن ادهم امسك ذراعها فجأة وسحبها الى الداخل ثم ضغط على زر اغلاق الباب الامر الذي صدمها فنظرت اليه بتوتر شديد وهو يضغط على ذراعها منتظرا باب المصعد حتى يقفل 
وما ان تحرك المصعد صعودا الى الاعلى حتى افلت يدها ببطء دون ان يعطيها تبريرا لما فعله وكأنه لم يفعل شيئا ولم يمسك يدها ويمنعها من الخروج فنظرت اليه بعيون تملؤها التساؤلات ورمشت عدة مرات ثم سألته بتلعثم ل ليه عملت كدا 
نظر إليها بدوره ودقق النظر بها جيدا مما جعلها ترتبك ثم سأل ببرودة أعصاب عملت ايه 
فقالت ليه منعتني اخرج 
أسند ادهم ظهرة على مرآة المصعد وكتف ذراعيه قائلا هتعرفي لما نوصل مكتبي 
بعد تلك الجملة توترت مريم كثيرا وتساءلت قائلة وانا هعمل ايه في مكتب حضرتك
فنظر اليها بنظرة فاحصة ثم اردف بسخرية متخفيش انا مش بعض ودلوقتي اسكتي لغاية ما نوصل 
قال ذلك ثم اغمض عيناه وهو ساندا ظهره الى جدار المصعد اما هي فسيطر عليها التوتر وقالت في نفسها يا ترى عايز مني ايه
في الحقيقة ادهم ابقاها في المصعد ليتأكد ان كانت ستؤثر عليه اكثر اما لا وبالفعل كانت قد اسكرته تماما ليس برائحة عطرها الساحرة فقط بل كل شيء فيها كان يثير جنونه طولها الذي ينتهي الى حد صدره وشعرها البني المموج كأمواج البحر وسمرة بشرتها التي تشبه لون القمح ولون عيونها العسلي البراق كلنجوم 
وما ان وصل المصعد إلى الطابق الاخير من الشركة حتى قال دون ان ينظر إليها تعالي ورايا 
ثم خرج قبلها اما هي فأزدردت ريقها واخذت نفسا عميقا وبعدها لحقت به إلى مكتبه حيث نهضت السكرتيرة سلمى عندما رأته وقالت بدهشة ادهم بيه !
فقال لها سلمى مش عايز اي ازعاج 
ردت سلمى حاضر يا فندم 
قالت ذلك ونظرت الى مريم ثم سألتها بخشونة انتي بتعمليه ايه هنا انا مش قولتلك قبل كدا مش مسموح لاي حد من الموظفين يجي هنا
أرادت مريم ان تتحدث ولكن ادهم سبقها بقوله انا طلبت منها تيجي 
قال ذلك ثم نظر إلى مريم التي ارتبكت من نظرته الحادة واضاف بنبرة امر تعالي ورايا 
وبعد أن قال ذلك دخل إلى مكتبه الفاخر اما مريم فشعرت بثقل في قدمها ولا تعلم لما شعرت بالرهبة منه بالرغم من كونه انسانا عاديا وليس وحشا الا انها كانت تهابه كثيرا حتى أكثر مما كانت تهاب والدها الراحل تقدمت نحو باب المكتب بخطوات مرتبكة وهي تفرك يديها وبعدها دخلت ووقفت سلمى تحدق بباب المكتب المغلق بنظرات تملؤها التساؤلات ثم سألت نفسها هو في ايه 
في مكتب ادهم 
جلس على كرسيه الجلدي بكل راحة خلف طاولة مكتبه المستطيلة بينما وقفت مريم على بعد مترين منه وهي متوترة وما زاد توترها أكثر هو الهدوء الممېت إذ ان الرجل لم يقل اي شيء بل اخرج علبة سجائره الفاخرة من جيب سترته واشعل سېجارة واخذ يشعلها بكل استرخاء وبعد ذلك وجه نظره اليها بينما كانت تتلفت حولها وتنظر في ارجاء المكتب حيث كان كل
شيء فيه ثمينا جدا ابتداء من المقاعد المصنوعة من الجلد الطبيعي الى الطاولة الزجاجية والخزانة الضخمة المليئة بالملفات المهمة 
فنظرت مريم اليه ثم رمشت عدة مرات وقالت ح حاضر 
بعدها جلست امامه على الكرسي وكانت تبدو متوترة للغاية لذا احنت رأسها فأتاها صوته قائلا تعرفي انجليزي
نظرت اليه وقالت افندم !
ادهم تعرفي تكتبي انجلش 
مريم ا ايوا 
ادهم هايل 
قال ذلك وهو ينفخ الدخان ثم اظاف بنبرة عملية دلوقتي هديكي مهمة علشان اختبر قدراتك ولو نجحتي هتبقى السكرتيرة بتاعتي 
في تلك اللحظة نهضت مريم وسألت باندفاع ودهشة عايزني انا ابقى السكرتيرة بتاعتك !
رفع ادهم احد حاجبيه ثم اسند ظهره إلى كرسيه وقال وهو ممسكا بسيجارته عندك اعتراض 
فعادت مريم لتوترها وقالت بتلعثم ب بس حضرتك عندك سكرتيرة واكيد عندها خبرة اكتر مني وانا تخصصي برمجة وهندسة اليكترونية يعني مفهمش في شغل السكرتارية ابدا 
أطفأ سيجارته ونظر اليها بجمود ثم اردف انا عارف دا كويس ومش محتاج انك تفكريني فيه وبالرغم من دا كله انا عايزك تبقى السكرتيرة بتاعتي 
قال ذلك وكأنه يأمرها بأن تصبح سكرتيرة ولا تمتلك مجالا للرفض فعقدت حاجباها وقالت في 500 موظف غيري في الشركة ممكن اعرف ليه اخترتني انا من بينهم كلهم 
في تلك اللحظة نهض ادهم من مكانه قائلا مش لازم تعرفي ابتداء من بكرا المكتب اللي برا دا هيبقى مكتبك وخلي بالك انا ما بحبش الغلط ابدا 
مريم بس 
فقاطعها بقوله سلمى هتعلمك الشغل

وبما انك ذكية اكيد هتتعلمي بسرعة 
قال ذلك ثم ضغط على زر استدعاء السكرتيرة فدخلت سلمى قائلة امرك يا فندم 
فنظر اليها وقال سلمى انتي من بكرا هتبقى سكرتيرة كمال لان مريم هتاخد مكانك وهتبقى السكرتيرة بتاعتي 
أتسعت عينا سلمى بعد ذلك الخبر وقالت بس يا بيه 
فقاطعها بقوله مش عايز اتناقش في الموضوع دا انتي هتعلميها ازاي تبقى سكرتيرة ادهم عزام السيوفي ومش عايزك تفوتي اي حاجة مفهوم
فأحنت سلمى رأسها وقالت مرغمة حاضر يا فندم 
اما مريم فاعترضت قائلة قولتلك انا تخصصي برمجة ما ينفعش ابقى سكرتيرة !
رد عليها ادهم هتتعلمي انا دلوقتي اديتك فرصة ذهبية وفي مليون بنت بتتمنى انها تكون مكانك علشان كدا استعملي ذكائك واستغلي الفرصة دي 
قال ذلك ثم اظاف سلمى انتي تقدري تطلعي دلوقتي 
سلمى حاضر عن اذنكوا 
قالت ذلك ثم خرجت من المكتب وكانت حزينة لان ادهم استغنى عنها اما مريم فنظرت اليه وهو يتوجه نحو كرسيه ليجلس مجددا وقالت طب انا مطلوب مني ايه دلوقتي حضرتك قلت هتديني مهمة ولو نجحت فيها هبقى السكرتيرة بتاعة حضرتك 
فجلس ادهم ثم اشار لها بيده لكي تجلس وبعدها قال بهدوء ممېت انا هتكلم بالانجليزي وانتي هتكتبي اللي هقولك عليه ومش عايز اي غلطة لان اللي هقوله دلوقتي دا يبقى جواب هتبعتيه في البريد الإلكتروني لفرعنا اللي في اميركا 
مريم طب ليه التعب دا كله ما حضرتك تقدر تبعته بنفسك 
وبعد قولها ذاك رمقها ادهم بنظرة باردة جعلت مفاصلها ترتعد خوفا فابتلعت ريقها ونظرت إلى الاسفل بينما اردف هو بجمود نفذي اللي بطلبه منك وانتي ساكته وخلي بالك انا ما بحبش الرغي ابدا يعني من دلوقتي تقللي كلامك ومتقوليش اي حاجات ملهاش لازمة 
أومأت مريم رأسها بنعم وهي تنظر إلى الارض ولا تعلم لما خاڤت وسمحت له بأن يكون المسيطر عليها هي فقط وافقت على ان تكون سكرتيرته لئلا تخسر عملها مع العلم انها تعبت كثيرا حتى استطاعت ان تجد ذلك العمل اما هو فكان همه الوحيد ان يبقيها قريبة منه حيث ادرك انه واقع في حبها تماما من راسه حتى اخمص قدميه لذا قرر ان يعينها سكرتيرة لكي تبقى تحت نظره وقريبة منه جدا فالسكرتيرة الخاصة ترافق رب عملها الى كل مكان يتعلق بالعمل وهو يقضي معظم وقته في الشركة حيث قابلها هناك ووقع في حبها من النظرة الأولى فأصبحت بالنسبة له كالمړض الذي ېحرق جسده 
اما هي فحالها لم يكن يختلف عن حاله كثيرا حيث انها كانت تدرك ان في داخلها مشاعر مضطربة تجاهه فهو وبالرغم من برودة اعصابة
ووقاحته الممېتة وعصبيته المرعبة التي تدب الړعب في النفوس الا انه كان وسيما جدا في نظرها ورجل بكل ما تعنيه الكلمة فكانت تسعد عندما تراه وادركت انها تكن له بعض المشاعر بعد ان غاب عنها لمدة أسبوعين وثلاثة أيام وقد اشتاقت له كثيرا خلال الفترة التي غابها وفي الوقت ذاته كانت قلقه عليه جدا لانه اختفى فجأة وهي لم تكن تمتلك الشجاعة الكافية لكي تسأل عنه ولكن عندما عاد ابتسمت روحها من الداخل وشعرت بالارتياح عندما رأته سليما معافى 
فجلست بالقرب من طاولة مكتبه وامسكت ورقة وقلم وبدأت تكتب باللغة الإنجليزية ما كان ادهم يمليه عليها اما هو فكان يتحدث ويجوب المكتب ذهابا وإيابا وعيناه لا تبتعدا عنها فهي كانت فاتنة بنظره
 

تم نسخ الرابط