عن العشق والهوى بقلم نونا المصري
المحتويات
ابتسامة مريرة واجابت ما انا عملت كدا من زمان وسبت كل حاجة في مصر علشان اجي هنا وهقدر اعمل كدا مرة تانية علشان ارجع بلدي اساسا بابا كلمني امبارح وحسيت من طريقة كلامه انه عايزني ارجع مصر وبصراحه انا زهقت من البلد دي
فامسكت مريم بيدها وغمغمت طيب يا حبيبتي انا مش هقولك غير اسمعي صوت قلبك لانه هيدلك على الصح دايما
في تلك اللحظة سمعن صوت باب الشقة يفتح فابتسمت الهام واستطردت قائلة الظاهر ان جوزك رجع
أنكمش قلب مريم ونهضت من مكانها عندما سمعت ذلك ثم دخلت إلى غرفة المعيشة فوجدت ادهم قد عاد بالفعل اما هو فنظر اليها وقال
بدون مقدمات احنا هنرجع مصر بكرا
اتسعت عيناها وسألته مش على اساسا هنحتاج اسبوع لغاية ما الاوراق تجهز
في تلك اللحظة دخلت الهام ايضا وسألته ازاي حضرتك يا ادهم بيه
فنظر إليها وقال الحمد لله
ثم اضاف قائلا لمريم معندناش وقت كتير علشان كدا وضبي شنطتك وشنطة ادهم واعملي كل اللي انتي عايزه قبل ما نرجع
فسألت الهام هترجعوا امتى !
الهام يبقى انا هقدم استقالتي النهاردة علشان اقدر ارجع معاكي
فنظر ادهم اليها بتعجب وسألها هترجعي انتي كمان
الهام ايوا يا فندم اصلي بصراحة مقدرش ابعد عن مريم
أعجب ادهم بالصداقة القوية التي تجمع بين مريم والهام وقال كويس
ثم نظر إلى زوجته وسألها فين ادهم
ادهم هروح اطمن عليه
قال ذلك ثم دخل إلى الغرفة اما الهام فنظرت إلى مريم وقالت وانا هروح الشركة بقى علشان اقول لخالد اننا هنرجع مصر بكرا وبعدها هرجع علشان اوضب شنطتي
أومأت لها مريم برأسها قائلة اوك
وبالفعل خرجت الهام من الشقة وذهبت إلى الشركة فكتبت استقالتها ثم توجهت نحوه مكتب خالد وقبل ان تدخل اخذت نفسا عميقا ثم طرقت الباب ودخلت فابتسم هو فورا عندما رأها ونهض قائلا والله انتي بنت حلال من شوية كنت هتصلك
خالد اقعدي علشان نتكلم
فجلست الهام مقابلا له وقال بصراحة عايز اكلمك في موضوع مهم
قاطعته الهام من فضلك خليني اتكلم الاول
فابتسم واردف اوي اوي اتفضلي
وضعت استقالتها امامه وقالت دي الاستقالة بتاعتي
في تلك اللحظة تغيرت ملامح وجه خالد وسألها بدهشة عايزه تستقيلي يا الهام طيب ليه !
خالد ه هترجعي مصر !
الهام بصراحة جيه الوقت علشان ارجع عند اهلي واكمل حياتي معاهم
خالد انتي متأكدة انك عايزه ترجعي
الهام ايوا اساسا انا مقدرش ابعد عن مريم وابنها وبما انها هترجع فانا هرجع معاها لانها هي السبب اللي خلاني اجي هنا يعني لا مؤاخذة لولا مريم كنت رجعت مصر من زمان وكمان بابا عايزني ارجع وقال ان مش كويس افضل قاعدة لوحدي هنا بما اني بنت وانا لاقيت ان كلامه صح
شعر خالد بخيبة أمل كبيرة عندما قالت له الهام ان سبب تواجدها في نيويورك هو مريم فحسب لذا تراجع عما كان سيقوله وابتسم ابتسامة مريرة ثم اردف برباطة جأش بما انك قررتي انك ترجعي فانا هحترم قرارك ومش هقولك غير اني بتمنالك كل خير في مصر
فنظرت اليه بنظرة حزينة ولكنها ابتسمت وقالت متشكره قولي بقى انت كنت عايز تقولي ايه
خالد متشغليش بالك كنت هسألك عن مريم لاني مشفتهاش بعد اخر مرة كنا فيها في المستشفى
الهام هي كويسه ما انت عارف انها بتحب جوزها بس بتكابر وانا متأكدة انها هتبقى احسن بعد ما ترجع مصر
خالد ان شاء الله
وحملت الهام حقيبتها ثم نهضت قائلة يبقى انا همشي دلوقتي لان لازم اروح اجهز نفسي
فنهض خالد ايضا ثم قال اوك
ومد يده لكي يصافحها قائلا بتمنى انك اتخذتي القرار الصحيح يا الهام
صافحته قائلة انا متأكدة ان اللي بعمله هو الصح
فابتسم حتى يخفي حزنه وقال يبقى خلاص بتمنالك التوفيق والنجاح في حياتك
فبادلته الهام الابتسامة وقالت متشكره ودلوقتي عن اذنك
قالت ذلك ثم غادرت مكتبه وهي تشعر پألم كبير في قلبها كما كان
حال خالد كذلك حيث انه شعر بقلبه ېتمزق ولكنه قرر ان يحترم قرارها الذي اتخذته
تسارع في الاحداث
مر الوقت سريعا واخيرا عادوا إلى مصر فنزلوا من الطائرة وكانت مشاعر مريم مضطربة للغاية حيث انها شعرت بالحزن الشديد فورا عندما تذكرت كيف هاجرت
هذه البلد منذ ما يقارب الخمس سنوات وكيف انها هربت إلى الجهة الأخرى من العالم فقط لتتخلص من حزنها ذرفت الدموع بصمت وهي تحمل ابنها الذي كان مستمتعا بعد نزوله من الطائرة التي استقلها لأول مرة بينما كان والده ينظر إليها بتمعن وشعر بحزنها وادرك انها تذكرت اختها التي ماټت وهي برعم صغير لم يشبع من الحياة اما الهام فكانت سعيدة برجعتها وفي نفس الوقت كانت حزينة لانها تخلت عن خالد وقررت بدأ حياة جديدة في بلدها
وعندما خرجوا من المطار كانت سيارة ليموزين سوداء بأنتظارهم وكان سائقها سمير ابن العم محمود واقفا والبسمة ظاهرة على وجهه فركض نحوهم بسرعة وقال حمد لله على السلامه يا ادهم بيه
ثم الټفت إلى مريم التي كانت تحدق به وعرف انها هي زوجة ادهم
التي حدثهم كمال عنها لانها كانت تحمل طفلا فقال بنبرة سعيدة نورتي يا ست هانم
مريم متشكره
سأله ادهم اهلي عاملين ايه يا سمير
فابتسم سمير قائلا دول هيطيروا من الفرح يا فندم خصوصا بعد ما كمال بيه قال لهم ان حضرتك عندك ابن
فلاش باك
عندما عاد كمال الى مصر توجه فورا إلى منزل عائلة السيوفي فرحبت به زوجته رغد بسعادة حيث عانقته قائلة نورت يا حبيبي
ابتسم وعانقها بدوره قائلا بوجودك يا روح قلبي عامله ايه
فابتسمت رغد وابتعدت عنه قائلة بغنج بقيت كويسه بعد ما شفتك
فامسك يدها وطبع عليها قبله ثم لمس بطنها المنتفخ قليلا وسألها اميرتي الصغيرة اخبارها ايه
ابتسمت واجابت هي كمان كويسه بس بقت شقية شوية وبتعذبني
قبلها على جبينها واردف معلش يا روحي استحملي مفضلش غير خمس شهور وهتنورنا بنتنا الحلوة
رغد ان شاء الله
كمال قوليلي بقى فين طنت كوثر ومعاذ
فاحاطت رغد يديها حول ذراعه وقالت جوا تعالى خلينا ندخل
وعندما دخلوا المنزل حيث كان افراد العائلة جالسين قال كمال مساء الخير
فابتسمت السيدة كوثر وقالت كمال ارجعت امتى يا حبيبي وفين ادهم !
فجلس كمال قائلا ادهم فضل في نيويورك يا طنت وانا رجعت النهاردة
عقد معاذ حاجبيه وسأله وهو فضل هناك ليه
كمال يا جماعة في حاجة حصلت وانا رجعت علشان اقولكوا عليها
فقالت السيدة كوثر بقلق خير ان شاء الله
فابتسم كمال قائلا متخفيش يا طنت خير
فقالت سلوى شوقتنا يا كمال
رغد ايه اللي حصل يا روحي
كمال يا جماعة ادهم اتجوز
فقال الجميع في آن واحد ايه !
ثم انهالوا عليه بالاسئلة فضحك قائلا اهدوا وانا هحكيلكوا على كل حاجة
ثم اخبرهم ان ادهم كان متزوجا من قبل ولكن الظروف قد اجبرته على ان يطلق زوجته وانه اكتشف حديثا بأن لديه ابن لذا تزوج الفتاة مجددا وسوف يعودون إلى مصر في القريب العاجل فكانت فرحة العائلة لا توصف وخصوصا السيدة كوثر التي كادت ان تطير من الفرح لمعرفة ان لديها حفيد من ابنها البكر فلم تتمالك نفسها لذا نهضت وزغردت بأعلى صوتها بينما كانت البسمة تعلو وجوه الاخرين وسرعان ما اصدرت اوامرها بتجهيز غرفة لحفيدها بأسرع مايمكن
نهاية الفلاش باك
كانت مريم جالسة في سيارة الليموزين بجانب صديقتها الهام وهي تحتضن ابنها بينما كان ادهم جالسا على المقعد الاخر فقال هنوصل الهام الاول وبعدها نروح البيت
فقالت الهام متشكره يا ادهم بيه تعبتك معايا
اجابها ببرودة اعصاب مفيش تعب اساسا مش انا اللي بسوق العربيه
اما مريم فقالت ابقي سلمي على مامتك وبباكي يا لولو اصلي مش هقدر اروح اسلم عليهم دلوقتي
فابتسمت الهام واردفت متقلقيش يا حبيبتي انا هوصل لهم سلامك
تسارع في الأحداث
وبالفعل اوصلوا الهام الى منزلها فكانت فرحة والديها بعودتها لا توصف اما هم فذهبوا الى قصر عائلة السيوفي العريق حيث كان الجميع ينتظرون قدوم ادهم وزوجته على احر من الجمر وعندما نزلوا من السيارة فتحت مريم فمها لشدة فخامة المنزل فهو كان اشبه بالقصر حرفيا تتحوطه الاشجار والورود وكاميرات المراقبة في كل مكان وقد اعجبها كل شيء فيه ابتداء من البوابة الرئيسية حتى الحديقة الكبيرة وحمام السباحة الى مدخل المنزل
اما عائلة ادهم فقد استقبلوها هي وابنها بترحيب لا يمكن وصفه فهرعت السيدة كوثر نحوهم وقالت وهي تبكي بسعادة غامرة الف حمد الله على السلامة نورتي يا بنتي
ابتسمت مريم فورا عندما رأت هذه السيدة الطيبة التي كان وجهها يشع نورا وقالت الله يسلمك يا طنت
فنظرت السيده كوثر الى ادهم الصغير الذي كان نائما في حضڼ امه وسألت هو دا حفيدي مش كدا
فابتسم ادهم وقال ايوا يا ماما دا ابني ادهم ودي مريم مراتي
قال ذلك ثم نظر إلى مريم واضاف مريم دي امي واللي جنبها دي تبقى اختي الصغيرة رغد مرات كمال ودا
اخويا معاذ ومراته سلوى
فابتسمت مريم قائلة اتشرفت بمعرفتكوا يا حضرات
فقالت رغد الشرف لينا يا مريم
اما سلوى فابتسمت قائلة بسم الله ما شاء الله انتي حلوه اوي
مريم تسلمي يا سلوى هانم
سلوى لأ بلاش هانم دي قوليلي بس
سلوى احنا بقينى عيلة وحده خلاص
اما معاذ فقال سلوى عندها حق يعني انتي بقيتي وحده مننا
اما السيدة كوثر فاقتربت منها وقالت من فضلك يا بنتي اديني الواد اصلي ھموت على ما احضنه
فابتسمت مريم قائلة متقوليش كدا يا طنت دا ابن ابنك ومن حقك تشيليه زي ما انتي عايزه
بقى يا مريم انتي عندك كام سنه باين عليكي صغيرة
ارادت مريم ان تجيبها ولكن ادهم سبقها قائلا عندها 25 سنه
فنظرت اليه ولكنها لم تعلق اما معاذ فقال في فرق عشر سنين بينكوا !
ادهم ايوا
واردفت السيده كوثر قولولي بقى انتوا ليه خبيتوا موضوع زواجكوا عن الكل
ارتبكت مريم ونظرت إلى ادهم اما هو فنظر اليها وتنهد قائلا انا السبب يا ماما بصراحة دي حكاية قديمة وانا هحكيهالكوا
في تلك اللحظة شعرت مريم بالتوتر الشديد بينما قال ادهم مريم كانت موظفة في شركتي من خمس سنين تقريبا يعني لما كان عمرها 21 سنه ولانها كانت شاطره اوي في شغلها انا عينتها السكرتيرة بتاعتي وبعد كدا لاقيت انها البنت المناسبة علشان كدا طلبت ايدها بس هي كانت خاېفه ان الناس تنتقدها لو اتجوزتني عشان كدا قررنا اننا نتجوز من غير محدش يعرف وفعلا اتجوزنا بس حصل سوء تفاهم بينا
متابعة القراءة