رواية عشق آدم بقلم ياسمين عزيز

موقع أيام نيوز


هذه المرة كان يبدوا اكثر ضعفا
كان يبكي اشتياق و ندما و فقدانا بكى و هو يحس
بيتمه و غربته التي سيعود إليها من جديد 
بكى و هو يعلم أن الفراق و رغم مرارته الا انه
أفضل حل للبدء من جديد 
الفصل التاسع و الثلاثون قبل الأخير
بعد ستة أشهر 
في مدينة نيويورك الأمريكية رمى آدم هاتفه بعد أن انتهى من مكالمة سلوى للاطمئنان على ياسمين كعادته كل بضعة ايام

خاصة بعد أن رفضت ترك منزل والدتها و الانتقال إلى الفيلا لم يشأ ان يجبرها على ذلك بل تركها تفعل ماتشاء و قام باستئجار إحدى الشقق القريبة من منزلها للحرس و ذلك ليكونوا قريبين منها لحمايتها و خدمتها في نفس الوقت 
فتح حاسوبه ليتصفح صورها التي كانت تصله من الحرس المكلف بمراقبتها و اصطحابها كلما خرجت
تفاجئ بوصول صور جديدة لها 
تفحص الصور باندهاش من هيئتها الجديدة لم يصدق انها نفسها زوجته الصغيرة المولعة بلبس البناطيل الضيقة و الفساتين القصيرة 
بدت
كانت ترتدي فستانا طويلا من اللون البنفسجي
الغامق مع طرحة من اللون الأزرق البترولي 
أخذ آدم هاتفه ليتصل بناجي ليستفسر منه ثواني و أجابه الاخر مرحبا كعادته
ناجي اهلا ياباشا 
آدم باستعجال
ناجي في صور جديدة للهانم وصلتني من حوالي نص ساعة 
ناجي ايوا يا باشا الهانم خرجت الصبح هي و والدتها و رجعوا البيت من حوالي ساعة كده انا أخذتهم و رجعتهم بنفسي و بعد ما اطمنت عليهم
بعثتلك الصور زي كل مرة 
آدم مقاطعا طيب هما راحوا فين 
ناجي هما راحوا لمستشفى الدكتور زاهر ياباشا عشان موعد الهانم 
انتفض آدم من مكانه و قلبه يكاد يخرج من قفصه الصدري لېصرخ بقلق مستشفى ليه مالها ياسمين حصلها حاجة 
ناجي لا يا باشا هي كويسة بس سعادتك عارف هي بتروح هناك علشان تتابع حملها 
أجابه ناجي بعفوية فهو لم يكن يدري عدم معرفة آدم بأن زوجته حامل 
أنهى آدم المكالمة ثم ارتمى بجسده على الاريكة و علامات الصدمة تعلو محياه 
تمتم بشرود غير مصدق ياسمين حامل يعني انا حبقى اب طيب ليه محدش قالي آه يا زاهر يا ابن ال استنى عليا بس اما ارجع مصر انا آخر مرة سألته قلي ان والدتها عندها برد و جات عشان تكشف طيب و الست سلوى ليه كمان مقالتليش دا انا تقريبا كل يومين بكلمها و بسألها عليها اكيد هي منعتها انها تقلي للدرجة دي قلبك قاسې عليا يا ياسمين لسه مسمحتنيش يا حبيبتي 
أغلق عينيه ثم بدأ باستنشاق الهواء بحركات متتالية عند شعوره بالڠضب كما علمه طبيبه النفسي مرت عدة دقائق استعاد فيها آدم هدوء ثم فتح حاسوبه من جديد ووضعه فوق ساقيه 
قام بتكبير إحدى صورها لتظهر له ملامحها بوضوح وجنتيها المكتنزتين إزدادتا امتلاءا 
يديها الصغيرتين تضعهما بحركة عفوية على بطنها الذي برز بشكل ملفت كيف لم ينتبه لذلك منذ وصول الصور 
ازدادت ابتسامته اتساعا و هو يمرر انامله على
شاشة الحاسوب مكان بطنها متمتما بصوت هامس
بنتي قلبي كان حاسس مش قلتلك ياياسمين
آخر مرة لما رحتلك البيت قبل ما أخرج قلتلك خلي بالك من نفسك و من بنتنا انا كنت متأكد يارب 
صړخ آدم بفرح في آخر كلماته و هو يمسح دموعه التي انهمرت دون أن يشعر بها
منذ اول يوم اتى فيه الى أمريكا و هو يفكر متى وكيف ستسامحه زوجته الغاضبة
التي تركها
رغما عنه و اتى الى هذه البلاد الغريبة لم يتوقع حدوث هذه المعجزة التي ستجعله يرتبط بها إلى الأبد دقق النظر الى صورها مرة اخيرة ليجدها مازالت ترتدي خاتم زواجهماليتخذ قراره الاخير بالعودة إليها فهو لم يعد يستطيع الإبتعاد أكثر ستة أشهر كاملة و يومين مرت عليه و كأنه في چحيم كان يعد اليوم بالساعات و الدقائق يرهق نفسه بالعمل نهارا حتى لا يفكر فيها ليلا 
تلاشت فرحته تدريجيا عندما تذكر قسۏتها التي لم يكن يتوقعها فطوال هذه الاشهر الطويلة لم تتصل به و لا مرة واحدة حرمته حتى من الاستماع لصوتها الذي اشتاق اليه كثيرا يبدو أنها لم تنسى ما حدث ومازالت غاضبة هل مازالت مصرة على الانفصال هل سترضى ان يعيش ابنهما
محروما من والده و هو على قيد الحياة هل سيعيش طفله نفس المعاناة التي عاشها في حياته 
مستحيل مش حخلي داه يحصل مش حخلي ابني يعيش من غير ابوه طول ما انا عايش على وش الارض انا لازم اتصرف لازم اتكلم معاها و افهمها
لا يمكن اخلي ابني يعيش العڈاب و الألم اللي انا عشته 
هتف آدم بثقة قبل أن يلتقط هاتفه و يتصل بمراد كابتن طائرته الخاصة ليخبره بتجهيزها للعودة الى مصر يوم غد 
في فيلا فؤاد زوج غادة
تجلس غادة في حديقة الفيلا تترشف كوبا من القهوة و تتصفح هاتفها بانشغال انتبهت لصوت والدتها و هي تناديها 
الام مالك يابت بقالي ساعة بندهلك و انت
مشغولة في البتاع داه مش بتسيبيه من ايدك ابدا 
غادة بضيق في حاجة يا ماما حضرتك بتندهيلي ليه عاوزة حاجة 
الام و هي تجلس على الكرسي المقابل لها
يا ختي حكون عاوزة إيه ما كل حاجة موجوده الحمد الله
انا بس كنت عاوزة اتكلم معاكي في حاجة مهمة 
غادة حاجة إيه 
الام عاوزة أسألك مفيش حاجة جاية في السكة اصل 
غادة بملل يووه يا ماما هو نفس الموال بردو مبتزهقيش قلتلك الف مرة مفيش و مش عاوزة 
الام يا بت اسمعي كلامي تكسبي جيبيلك حتة عيل عشان تضمني حقك في العز داه
كله احسن تلاقي نفسك بعد كده مرمية بره و تطلعي من المولد بلا حمص و نرجع كلنا انا و انت و اخواتك للفقر من ثاني 
غادة مټخافيش فؤاد عامل حساب كل حاجة و عارف ان أولاده مش حيسيبوني لو حصله حاجة عشان كده كتبلي الفيلا و العربية و البوتيك كمان باسمي كثر خيره ضمنلي مستقبلي عاوزة ايه اكثر من كده 
الام بارتياح بجد يا بت يعني الفيلا دي بتاعتك 
غادة باستهزاء و هي ترى لهفة والدتها ايه ياماما مش كنتي زمان بتعايريني و
بتقولي أن انا طماعة و بحب الفلوس و ببص لحاجة غيري 
الام و لسه على رأيي لحد دلوقتي انا مش ببص على حاجة بتاعة غيري دا حقك و حق شبابك اللي بتضيعيه مع راجل عجوز قد ابوكي انا صحيح مكنتش راضيه على جوازك منه بس انت اللي صممتي تتجوزيه علشان فلوسه ماعلينا دلوقتي الي حصل حصل و مش حنقدر نرجع الزمن لورا 
انا كنت عاوزاكي تتجوزي شاب في سنك زي سامي ابن 
غادة بانزعاج ماما من فضلك ملوش داعي الكلام داه ارجوكي انا ست متجوزة و بحترم جوزي في وجوده و في غيابه و ياريت انت كمان تحترميه و بلاش تتكلمي على حاجات فاتت و مالهاش لازمة 
الام و الله و تغيرتي يا غادة ما كنتيش كده زمانبس الحمد لله بقيتي احسن 
غادة بالرغم من انها فهمت مقصدها قصدك ايه يا ماما 
الام و لا حاجة يا حبيبتي انسي 
غادة بحزن قصدك زمان لما كنت حقودة و بحسد ياسمين و رنا على عيشتهم خلاص ياماما اللي فات فات و انا تغيرت بس 
صمتت غادة لتكمل في داخلها بعد ما دفعت الثمن غالي غالي اوي 
عادت غادة بذاكرتها لعدة أشهر مضت عندما سعت بكل الطرق لاقناع فؤاد الذي تعرفت عليه في احد النوادي الفخمة للزواج منهالازالت تشعر بالندم و تأنيب الضمير بعد أن خدعته و أخبرته انها كانت تحب احد زملائها في الجامعة و انها تزوجت به
عرفيا بعد أن وعدها بأن يتزوجا رسميا بعد التخرج لكن هذا الأخير خدعها و سافر الى احد البلدان الأجنبية و بهذا انقطعت اخباره 
رغم مرور عدة اشهر على زواجها الا انها لاتزال خائڤة لحد الان من أن يكتشف فؤاد حقيقتها خاصة بعد أن ڤضحها صفوان و ارسل صورها لجارتها فاطمة رغم انقطاع أخباره الا انها لازالت قلقة و خائڤة من أن يظهر فجأة و ينغص حياتها من جديد 
افاقت من خيالاتها على نداء والدتها 
يا بت مالك بقالي ساعة بكلمك و انت سرحانة 
غادة في إيه يا ماما انا مش عارفة ليه كلامك مش بيخلص ابدا 
في منزل سلوى
تسطحت ياسمين على الكنبة بمساعدة والدتها التي وضعت خلف ظهرها عدة وسائد لتستند عليها 
سلوى بتذمر يابنتي ليه العڈاب داه بس ادخلي ارتاحي في اوضتك السرير اريحلك من الكنبة دي 
ياسمين برفض سيبيني يا ماما و النبي انا زهقت
من كثر النوم و القعدة في أوضتيحاسة نفسي في سجن 
سلوى و هي تجلس على الاريكة بجانبها ما احنا كنا برا الصبح 
ياسمين بضيق و انت
بتسمي الساعتين اللي بخرجهم للمستشفى كل شهر دول خروجة انا عاوزة اخرج و اتفسح و اشم شوية هوا 
سلوى بضحك كلها كام شهر و تولدي بالسلامة و ساعتها حتلاقي نفسك مشغولة ببنتك و حتنسي الفسح و الخروجات نهائي 
ياسمين لسه بدري يا ماما انا في أول السابع يعني كمان ثلاث شهور مش عارفة حيخلصوا ازاي و انا مسجونة في البيت داه 
سلوى بإيحاء عندك حق يا حبيبتي الشقة صغيرة و تزهق يعني من الأوضة للصالون مفيش جنينة تتمشي فيها و لا مسبح و لا 
ياسمين تقصدي ايه يا ماما بكلامك داه 
سلوى قصدي انك لسه هبلة و غبية زي عادتك علشان سايبة فيلا طويلة عريضة و جاية ډافنة نفسك هنا و مستغربة ليه حاسة بالملل و الزهق 
ياسمين ما انت عارفة ياماما انا مش عاوزة آدم يعرف اني حامل على الاقل مش دلوقتي انا لو رحت هناك الخدم حينقلوله كل الأخبار و خاصة اللي اسمها كريمة دي مش بتخبي عليه حاجة و كمان هو اكيد عامل كاميرات في كل مكان زي مكان عامل في القصر بالضبط 
سلوى باستهزاء
مش قلتلك هبلة هو انت فاكرة ان آدم جوزك في حاجة بتستخبى عليه و خاصة لو تعلقت بمراته مش
شايفة الحرس اللي هو حطه علشان يراقبك صبح و ليل و متنسيش زاهر داه صاحبه زمانه قله من اول شهر عرفنا فيه انك حامل 
ياسمين بتأكيد لا زاهر مقلوش يا ماما و انا متأكدة من داه هو وعدني انه مش حيقله ابدا 
سلوى طب و لإمتى حتفضلي مخبية عليه حاجة مهمة زي
دي مصيره حيعرف يا بنتي انا و الله قلبي بيوجعني كل ما بيكلمني و يسأل عليكي ببقى عاوزة اقله 
ياسمين اوعي يا ماما تعملي كده انت ناسية
هو عمل فيا إيه 
سلوى بهدوء لا مش ناسية و علشان كده سايباكي تعملي اللي في دماغك هو صحيح غلط بس انت كمان غلطتي لما عملتي حاجة عارفة كويس انها حتزعله و بعدين ماهو عاقب نفسه هو كمان و بقاله ستة شهور قاعد في بلد غريبة و سايبك
 

تم نسخ الرابط