رواية قبضة الاقدار كااملة لنورهان العشري
المحتويات
بسم الله الرحمن الرحيم
الأنشودة التاسعة
أكرم قلبك بالرحيل عن كل ما هو لا يليق به. وانأى بذاتك عن ترهات القوم حتى و لو ألزمك الأمر المضي في الإتجاه المعاكس ! فليس كل دارج حق و ليس كل مغاير بغي
نورهان العشري
نشيج صامت عبرات بكماء جسد ساكن و روح مذبوحة تبغي النجاة و لكن اي نجاة حين ينشب الإنتقام مخالبه في أعماق النفوس فيتبدل قوس قزح إلى رمادي و ذلك الصفاء إلى غيوم تهدد بإنفجارات مروعة .
_ أنا نازل ورايا شغل في الشركة .. اتمنى لما ارجع تكوني هديتي ..
هكذا تحدث بنبرة رغم جفاءها إلا أن الحزن كان متشعبا بداخلها على عكس نبرتها حين قالت ساخره
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
زفرة قوية أحرقت جوفه كما احړق الحزن قلبه الذي بالرغم من كل شيء قاده إليها بخط وئيده ليداوي جبينها الدافئ باعتذار صامت نثره ثغره كتعبير عن ذلك الحزن المرير الذي يجيش بداخله و كان اضعافه بداخلها لذا أغمضت عينيها تستشعر قربه الذي هو أحب ما يشتهي قلبها الذي يود الصړاخ طالبا منه عدم المغادرة و لكنها تفاجئت بعد لحظات بباب الغرفة يغلق إعلانا عن رحيله .
كظمت غيظ قلبها و ألمه و قامت لتتوجه إلى المرحاض كي تخلع عنها كل هذا الۏجع فوقفت أسفل المسحاح بملابسها لينهمر شلال المياة فوقها و تمتزج معه بحور الدمع المنبثق من عينيها لتتشكل صورة مريعة لإمرأة خاضت مع الحياة معارك ضارية و حين أوشكت على الظفر بجولتها الأخيرة انتهى الوقت !
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
هكذا تحدثت فرح وهي تساعد سالم في إرتداء معطفه فاستدار وهو يقول بخشونة
_ موضوع الانتخابات دا مفيش في رجعة . مضطرين نتحمل لحد ما نشوف هترسى على ايه
كانت عينيها تتابعانه بفخر يتخلله إعجاب كبير
_ هترسى اني هبقى مرات سيادة النائب أن شاء الله ..
سالم بتخابث
_ شامم ريحة استغلال نفوذ من دلوقتي .
تدللت وهي تقف على أطراف أصابعها لتحوي عنقه و تصبح على مقربة منه حتى تلاحمت أنفاسهم
_ تعرف من الحاجات اللي بتعجبني فيك انك لماح .
احتوتها يديه بينما أخذت أنامله تعزف فوق ساحتها وهو يقول بصوت أجش
لكم تهوى تلك النظرات الشغوفة التي تعدها بجنته التي باتت إدمانها و ترياق الحياة بعينيها
_ هو انا قولتلك قبل كدا انك اجمل راجل شافته عيني !
هالك لا محالة أمام إمرأة تحوي فتنة العالم أجمع بعينيها و دفء العالم بين طيات ذراعيها
_ عايز اسمع كل اللي اتقال و اللي متقالش .
همست بخفوت
_ طب و مشوار اسماعيليه
_ يتأجل !
تدللت قائلة
_ و الانتخابات
تماوجت نظراته حتى دكنت وهي تتوقف أمام ضفتي التوت خاصتها ليقول بخفوت
_ تتأجل . كل حاجه في الدنيا تتأجل إلا أنت ...
تغنجت قائلة بابتسامه رائعة
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ما أن انهت كلماته حتى اقتطف تلك الثمار الشهية من فوق ضفتي التوت خاصتها ليقطع قربهم وهو يحويها قوية اتبعها قائلا بخشونة اذابتها
_ خلتيني بين نارين يا فرح . اعمل فيك ايه
همست بحنو
_ سلامتك يا قلب فرح ..
رفع رأسه يناظرها بحنق وهو يزمجر معترضا
_ وبعدين يعني
تعلم أنها تلهو فوق اوتار صبره الذي لا ينفذ سوى معها لذا ابتسمت قائلة بدلال
_ لا بقولك ايه هتتعصب عليا هزعل و أنا الزعل خطړ عليا
هتف بتذمر
_ والله أنت اللى خطړ عليا ..
ابتسمت بحب وهي تحتوي يديه ليتوجها للأسفل فإذا به يلحظ الخروج العاصف لسليم من باب المنزل وسط صيحات مروان
_ اسلومه انت يا ابني
لم يجيبه سليم فوجه حديثه إلى ريتال قائلا باندهاش
_ ماله دا مابيردش ليه يكونش عشان شعره طول شويه محدش مالي عينه
ريتال باستنكار
_ أو يمكن يكون مش فاضي أو متضايق مثلا ياعمو !
ناظرها مروان بسخط تجلى في نبرته حين قال
_ و أنت بقى عينوكي محامي عن كل اللي في البيت أنت مالك أنت اصلا
_ عامل دوشه ليه عالصبح
كان هذا صوت سالم الفظ وهو يتدلى من أعلى الدرج وبجانبه فرح تتأبط ذراعه فالټفت مروان يناظرهم وهو يقول بنبرة ساخطة خفيضة
_ شوف البت لازقة فيه ازاي عامله زي القرادة بالظبط .
ريتال بخفوت
_ و انت مالك يا عمو مش مراته !
_ طب اسكتي . اسكتي .
انطلق ليقابل سالم عند أسفل الدرج وهو يقول بتهليل
_ الله اكبر دا صباح الفل و الورد و الياسمين على الكبير بتاعنا
قام بنزع يد فرح من يده وهو يقول بفظاظة
_ ايدك بس من هنا معلش .
تابع وهو ينظر إلى سالم بفخر تجلى بنبرته وهو يصيح
_ ايه يا ابني الحلاوة دي والله انت خسارة في البلد دي . تعالى أما ارقيك .
سالم بامتعاض
_ مروان قصر .
مروان بصياح
_ والله أبدا لازم ارقيك . هو احنا عندنا كام سالم الوزان و بصراحة العين وحشة و خصوصا الخضرة المدورة اللي لسه مستوتش دي ..
كان يتحدث وهو ينظر إلى فرح التي كان الغيظ يأكلها من أفعاله الغير مبرره ولكنها فضلت الصمت و ارسال سهام نظراتها المستفزة ليتوجه الجميع إلى طاولة الإفطار فتابع مروان حديثه قائلا
_ ايه الشياكة والحلاوة دي بس عليا النعمة برنس . حلوة البدلة دي .
خرجت الكلمات محمله بفخر يتخلله العشق الذي اطل من عينيه حين قال
_ ذوق فرح .
مروان بصړاخ اجفلهم جميعا
_ وحشة . الصراحة تقرف . عندك بدل أحلى . اتفضل غيرها
سالم بحدة
_ نعم !
تدخلت فرح تتغزل بسالم قاصدة اغاظة مروان
_ البدلة حلوة عشان انت لابسها يا روحي . انت اللي محليها اصلا ..
لم تفلح ريتال في قمع ضحكاتها ثم قالت بتشفي
_ كدا انطي فرح واحد و عمو مروان صفر .
مروان بسخط
_ ايوا اضحكي عليه . اضحكي عليه.
سالم بفظاظة
_ انا مش فاضي للعب العيال دا .
الټفت موجها حديثه لفرح
_ فرح مش هوصيك . أنت عارفه هتعملي ايه
فرح بحنو مطمأن لقلبه
_ متقلقش يا حبيبي ..
استنكر مروان ما يحدث قائلا
_ ايه دا معلش هو في اسرار بينكوا انا معرفهاش
فرح بتشفي
_ طبعا في . اومال هيبقى أسراره معاك انت مثلا !
مروان بتهكم
_ طبعا أسراره معايا ..
فرح بسخرية
_ كان زمان و جبر .
مشاكساتهم اضفت جوا مرحا على المكان خاصة و أن جميع الوجوه مغبرة إلا من سما التي كانت تبتسم على مشاكساته فجاءها صوت همت الممتعض
_ بقى دا المعتوه اللي عايزة تكملي حياتك معاه !
أجابتها سما بخفوت و لهجه تحمل من الحب الكثير
_ والله يا ماما دا عسل أوي ..
_ عسل أسود ..
هكذا تحدثت همت بحنق و نبرة مرتفعة قليلا فجاءها صوت مروان الممتعض حين قال
_ هو
أنت كل حاجه عندك سودا حتى العسل ! دا حزن ايه دا اللي حط عليك دا يا مروان
همت بحدة
_ بتقول حاجه يا مروان
مروان بلهفة
_ لا يا حبيبتي دانا بقول أن اللون الاسود لون جميل . و ميحبهوش غير العظماء . اللي زيك كدا !
_ اه انا بحسب !
مروان بتملق
_ لا تحسبي ايه هو انا اقدر دا أنت لو بتحبي الاسود اسخمطلك وشي هباب عشان خاطرك ..
همت بسخرية
_ لا وعلى ايه هو أنت ناقص تشويه في منظرك
تعالت الضحكات و من بينهم ضحكات شيرين المجلجلة و قهقهات كلا من طارق وهمت المتشفية و شاركتهم أيضا ريتال فناظرهم مروان بسخط وهو يقول
_ عجبتكوا اوي والله ما فيكوا صاحب يتصاحب ! ماليش غير البت جنة هي اللي حبيبتي.
طافت أنظاره على الطاولة ولم يجدها فقال باستفهام
_ اومال هي فين منزلتش ليه
لم يمهلهم الوقت للرد بل قال بسخط موجها حديثه لفرح
_ ما تقومي تشوفي أختك بدل ما أنت لازقة فيه كدا !
زجره سالم قائلا
_ اظبط نفسك بدل ما اظبطك .
لا تعلم لما انتابها شعور قوي بالقلق على شقيقتها لذا التفتت تناظره قائلة بهدوء
_ هقوم اطمن على جنة و اشوفها اتأخرت ليه
سالم بصرامة
_ افطري الاول عشان تاخدي دواك . وبعد كدا اعملي اللي أنت عايزاه ..
أوشكت على الاعتراض فاوقفتها نظرته الصارمة فلجأت للصمت إلى أن انتهى وقت الإفطار و توجه سالم برفقة كلا من مروان و طارق إلى غرفة المكتب و توجهت هي رأسا إلى غرفة جنة التي كانت تجلس أمام المرآة ترتدي ثوب الإستحمام و خصلاتها تتناثر منها قطرات المياة كما تناثرت قطرات الألم من عينيها التي كان احمرارها يوازي جمرات مشټعلة بنيران الچحيم التي ألقيت به !
_ الجميل سرحان في ايه كدا
استفاقت من شرودها على كلمات فرح المداعبة فحاولت محو معالم حزنها قبل أغتصاب ابتسامة واهنة على ملامحها الشاحبة و هي تقول
_ فرح . صباح الخير .
_ صباح الورد و الفل و الياسمين . عامله ايه النهارده
هكذا استفهمت فرح بحنو و قد شعرت بخطب ما في نظرات شقيقتها ولكنها لم تفصح عن مكنوناتها
_ الحمد لله تمام . أنت عامله ايه منزلتيش الفطار ولا ايه
_ لا نزلت و فطرت و خدت دوايا و جيت اشوفك منزلتيش تفطري ليه
اجابتها وهي تعيد لملمة خصلاتها
_ لسه صاحية ويدوب خدت شاور و كنت هنزل .
هربت من أسر نظرات شقيقتها متوجهة إلى داخل غرفة لملابس وهي تقول
_ ثواني هغير هدومي و اجي ننزل سوى ..
استراحت فرح على الفراش خلفها وهي تحاول نفض تلك الأحاسيس المخيفة التي تنتابها من حين لآخر و تحاول قمع رغبتها بفتح ذلك الأمر الشائك مع شقيقتها التي خرجت بعد وقت ليس بكثير مرتديه فستان قطني باللون الأزرق القاتم و هو ليس من ضمن قائمة ألوانها المفضلة لطالما كانت تحب الألوان المبهجة التي تشعرها بالحياة .
_ مزاجك مش حلو ولا ايه
هكذا استفهمت فرح فغزى الأضطراب قلب جنة التي لم تكن تريد الخوض في أي حديث قد يودي بها إلى إنهيار آخر
_ لا ليه بتقولي كدا
فرح بنبرة ذات مغزى
_ اصل اللون الكحلي مش أحسن حاجه بالنسبالك
ابتسمت جنة بمرارة خالطت نبرتها حين قالت
_ أنت لسه فاكرة يا فرح خلاص بقت كل الألوان شبه بعضها .
خطت فرح إلى حيث تقف و قامت بامساك رسغها لتديرها إليها وهي تقول بحنو
_ بتهربي من ايه يا جنة و بتداري عيونك مني ليه
بشق الأنفس استطاعت اڠتصاب تلك البسمة و استجداء بعضا من ثباتها وهي تقول
_ بهرب ايه بس أنت مالك النهاردة
_ انت اللي مالك يا جنة عنيك فيها دموع كتير على الرغم أن الحمار دا معناه انك عيطتي كتير أوي . حصل ايه لكل دا
هل تجروء على الحديث دون أن تصرخ حتى تهتز أرجاء هذا المكان هل تستطيع احتمال ثقل كلماتها و ذرف ۏجعها و قلة
متابعة القراءة