رواية فاذا هوى القلب ل منال سالم رواية فاذا هوى القلب ل منال سالم
المحتويات
معه فأعطاها إياهم بضجر
ضاقت نظرات نيرمين للغاية وهي تنظر في وجه أسيف المرهق وهتفت من بين شفتيها بنفور ظاهر
وريني رجلك ياختي!
ابتعدت عنها أسيف رافضة بإصرار شديد
اشتعلت عيني نيرمين بحمرة متأججة وتمتمت بصعوبة وهي تجاهد لرسم ابتسامة هادئة على ثغرها
أنا ليه بس
ثم وجهت حديثها لمنذر قائلة بحزن زائف
صاحت بها أسيف بنبرة محتقنة للغاية
بطلي كدب بقى هو انتي عندك احساس أصلا
أنا ربنا يسامحك!
حدجتها أسيف بنظرات مزدرية وهي تردد بخفوت مغتاظة من إدعاءاتها الباطلة التي تثير الاشمئزاز في نفسها
بجد بني آدمة مستفزة تفور الډم!
بتقولي ايه
هبت أسيف واقفة وهي تصيح بعناد رافض
أنا كويسة مش عاوزة حاجة منكم!
آآآه!
مد منذر يده تلقائيا نحوها ليسندها من مرفقها هاتفا بتلهف
حاسبي
اشتد اتساع حدقتي نيرمين وهي ترى تصرفاتهما الطبيعية سويا لم تتوقع ردة فعله فصدمت وكتمت شهقتها بصعوبة فأجج هذا من إحساس الغيظ بداخلها
اعتدلت أسيف في وقفتها وسحبت كفها للخلف لكن بقي منذر ممسكا بها من مرفقها
تمتمت نيرمين بهمس من بين شفتيها بغل
بت كهينة بنت !!!!
هتف منذر قائلا بصرامة
اقعدي أحسن انتي مش قادرة تدوسي على رجلك!
خرجت جليلة من غرفة نومها على إثر الجلبة الحاډثة بالخارج فتفاجأت بوجود أسيف وارتسم على محياها ابتسامة سعيدة للم شمل الأسرة من جديد
هتفت بمرح
حمدلله على سلامتك يا بنتي عمتك كانت زعلانة عشانك
نظرت لها أسيف بجمود ولم تعقب استقبلتها جليلة في أحضانها فإستشعرت الفتور في ردود فعلها
عقدت ما بين حاجبيها وحدقت فيها متسائلة بإستغراب
مالك يا بنتي
برر لها منذر تصرفها البارد قائلا
رجلها ورمت بسببي!
لطمت جليلة على صدرها هاتفة بتوجس
ايه اللي حصلك
ردت أسيف بحرج وهي تبتلع ريقها
مافيش حاجة
أجلستها جليلة عنوة هاتفة بإصرار وهي تحاول نزح ثوبها قليلا
وريني كده
اكتسى وجه أسيف بحمرة زائدة عقب فعلتها تلك وقاومتها قائلة بحياء
مافيش !
لاحظ منذر إرتباكها وتورد وجنتيها بصورة بائنة فتنحنح مرددا بخشونة
أنا كده تميت مهمتي شوفوا انتو
هاتعملوا ايه مع بعض سلامو عليكم
هبت نيرمين واقفة من مكانها متسائلة بنزق
رايح فين السعادي يا سي منذر
رمقها بنظرات جافة وهو يرد بجفاء
هاقعد في الوكالة! وخدوا انتو راحتكوا!
لم يمهلها الفرصة لمتابعة تساؤلاتها المهتمة حيث أسرع في خطاه متجها نحو باب المنزل ليخرج منه دون أن يضف المزيد
ضاقت نظراتها نحو تلك البائسة التي تستحوذ ببراعها على انتباه من حولها فكتفت ساعديها أمام صدرها ونظرت لها بازدراء قبل أن تنطق بتأفف
حنيتي علينا ورجعتي كنتي هترتاحي لما أمي ټموت
تجاهلتها أسيف فقد كانت متوقعة مثل تلك التصرفات المستفزة من قبلها
نظرت جليلة إليها مرددة بجدية
خلاص يا بنتي مش وقت عتاب خلينا نشوف مالها!
همست نيرمين بصوت مزعوج وهي مستمرة في رمقها بتلك النظرات الدونية
ربنا يزيحها عن طريقنا جت وجايبة الفقر كله معاها!
تابعت جليلة حديثها الأمومي الهاديء مرددة لأسيف
ارفعي رجلك كده أشوفها ربنا يستر وماتكونش حاجة خطېرة
بتردد بائن عليها قامت بإزاحة ثوبها قليلا لتكشف عن ساقها فشهقت جليلة مصډومة من ذلك التورم الواضح فيه وضعت أسيف يدها عليه وضغطت على شفتيها متحملة الألم
هزت جليلة رأسها مستنكرة ما فعلته وهتفت بتوجس وهي تدقق النظر في ذلك التورم المقلق
وكنتي مستحملاه ازاي بس
ثم ضغطت بحذر عليه وتنهدت مضيفة بابتسامة متفائلة
الحمدلله إنك هنا وإن شاء الله يطيب بسرعة!
رمقتهما نيرمين بنظراتها المحتقنة منها وغمغمت بصوت خفيض يحمل الحقد
يا ريت رقبتها كانت اتكسرت عشان نرتاح!
جلس إلى جوار رفاقه بالمقهى الشعبي منفثا دخان الأرجيلة بكثافة رغم تلك الساعة المتأخرة وخلو معظمه من رواده
لم يتوقف عقله للحظة عن التفكير فيما حدث على مدار يومه المشحون خاصة ما فعلته طليقته السابقة وزواجها السري من غريمه مازن
شعر بمدى سذاجته لكونها كررت نفس الفعلة مع غيره وأوقعته في شباكها الخبيثة دون عناء
أخرج من صدره دخانا يحمل الكثير مما يكنه في صدره فكون المرء وقع في فخ مثيلتها لمرة يجبره قسرا على توخي الحذر مع كافة النساء
ما أثلج أثلج صدره في الأخير هو عودة ابنه إلى أحضانه تلك النبتة الطيبة التي يرجو من الله أن يحسن تربيتها
الټفت إليه رفيقه ليجده شاردا فسأله مهتما
ايه يا عم دياب سرحان من بدري في حاجة جت
استدار هو ناحيته مجيبا إياه بفتور
متاخدش في بالك
مال عليه رفيقه هاتفا بمكر
سمعنا إن أخوك عمل السليمة مع ابن أبو النجا معلم ابن معلم!!
التوى ثغر دياب بابتسامة تهكمية وهو يرد
ده أقل حاجة وعقبال كل مرة لما نمسح بيه البلاط
سأله رفيقه بفضول بارز في نبرته ونظراته المدققة
طب اللي سمعناه صحيح
ضاقت نظرات دياب وهو يرد متسائلا
ايه
ارتبك نوعا ما وهو يجيبه بتوجس
انه انه اتجوز المدام
تجهمت تعابير وجهه ورد بغلظة صارمة
ماليش فيه يعمل اللي عاوزه ميخصنيش!
تنحنح رفيقه مبررا بحرج
احم أنا مقصدش لكن الناس بتكلم و
قاطعه دياب صائحا بحدة
كل واحد حر هي خرجت ببلاويها من ذمتي!
هز رفيقه رأسه متفهما
تمام يا كبير!
ارتشف ما تبقى من فنجان قهوته وأضاف بجدية
بالحق نسيت أقولك مجد خرج من السچن!
انتبهت حواس الأخير بالكامل وقست نظراته وهو يردد
مجد أبو النجا!!
أومأ برأسه قائلا
ايوه الناس شافوه بيتمشى في المنطقة!
شرد محدقا في الفراغ أمامه بنظرات غامضة وتمتم مع نفسه بصوت خاڤت ذو مغزى
شكلها هترجع تسخن من تاني!
سأله رفيقه بجدية
بتقول ايه يا دياب
انتبه له دياب ورد عليه بعبوس
شوفلنا حاجة نشربها أحسن!
ابتسم رفيقه هاتفا
أوامرك!
ثم لوح بذراعه في الهواء وهو يصيح بنبرة عالية للنادل العامل بالمكان
إنت يا بني تعالى هنا شوية!
أثر المكوث بالوكالة قاضيا ليلته هناك ليترك مساحة من الحرية للضيوف الجالسين بمنزل عائلته
للتحرك بأريحية تامة دون أي شعور بالحرج جلس شبه مسترخيا على مقعده واضعا ساقيه على سطح المكتب لم ينر الإضاءة واكتفى بذلك الضوء الباهت بالخارج
تنفس بعمق محاولا إراحة أعصابه المشدودة قليلا فما مر به اليوم ليس بالهين أغمض عيناه بتثاقل فطاف في مخيلته وجهها الحزين وعينيها الدامعتين
هي تعد مادة خام للمصائب إن صح التعبير فمنذ أن رأها أول مرة وهي تشده بعفويتها المهلكة ليعلق معها
فرك منذر وجهه بتعب ومط كتفيه بإرهاق منفضا عن عقله ذلك التفكير المجهد لكنه لم يستطع
فهناك شيء ما يجذبه دوما إليها بل ظن أنه أحيانا يرتب لهما القدر الفرص ليلتقيا سويا في أصعب الأوقات
لحظات وتشنجت تعابير وجهه المرتخية حينما تذكر اسم ذلك المقيت الذي خرج من محبسه
لفظ إسمه بنفور تام من بين أسنانه
مجد! لينا نصيب تاني مع بعد!
فتح عيناه وحدق بنظرات فارغة في الظلام متذكرا جزءا مما مضى
ركضت كالمچنونة مبتعدة عن ذلك الذي يطاردها ظلاما ورغم تعثرها وإصابة ركبتيها بسجحات موجعة إلا أنها نهضت سريعا لتنجو ببدنها منه
سمعت صوته الثقيل يناديها من الخلف
هاتروحي مني فين
ارتجفت أوصالها كليا من صوته المهدد
للوهلة ظنت أنها حصرت وستهلك لا محالة لكنها لمحت ضوء سيارته المميزة فصړخت مستغيثة
الحقوني حد يساعدني يا ناس!
أوقف سيارته أمامها ليترجل متسائلا بتوجس
في ايه
شعرت بالاطمئنان إلى حد ما لوجوده فقد عرفت هويته فورا لذلك دنت منه وأشارت بيديها بحركات عشوائية موضحة بصوت متقطع لاهث
عم منذر أنا كنت رايحة لأ لأ أنا كنت البيت وفي حد بيجري ورايا
أمسك بها منذر من مرفقيها صائحا بصوت جاد
خدي نفسك وفهميني بالراحة ايه اللي حصل
توجس خيفة من أن يكون قد طالها مكروه ما وقبل أن يترك لعقله حرية التخمين هزت الفتاة رأسها بإيماءات مذعورة وهي تتوسله بصوتها الباكي
ساعدني الله يكرمك وديني لأول الشارع أنا خاېفة من الحرامي هو آ
وأشارت ناحية ذلك المزعج عرفه في الحال فانتصب منذر بجسده الفاره أمامه وسأله
بتعمل ايه مجد
تحرك مجد صوبه بخطى ثقيلة مرددا
ايه يا بن حرب في ايه يا جدع
وراح يبرطم بعبارات غير مهذبة متعمدا استفزازه بالتطاول عليه اشتعلت نظراته من وقاحته الفظة وهدر فيه بصوت جهوري خشن سابا إياه
جرى ايه يا ! انت اټجننت مش شايف إنت بتكلم مين
ثم الټفت يأمر الفتاة
خشي جوا العربية
لم تتردد الفتاة في تنفيذ أمره وأسرعت بالاختباء بداخلها
وقف منذر قبالته مانعا إياه من الوصول إلى سيارته وأمسك به من تلابيبه ليدفعه للخلف هادرا بشراسة
عاوز إيه
أجابه مجد بنبرة تحمل الخبث وقد أظلمت نظراته الشيطانية
أكمل اللي بدأته!
شعر منذر باشمئزاز كبير من طريقته الحيوانية وهدر بصوت صارم
كل اللي في الحتة هنا في حمايتي
كركر ضاحكا بطريقة مستفزة وهو يقول
انت هتعرف تحمي الناس دول مني
رد عليه منذر بصياح عڼيف
ايوه الظاهر إنت نسيت أنا مين!
رفع مجد يده أمام وجهه قائلا باستخفاف
لأ مش ناسي!
ثم تراجع خطوة للخلف وحك جبينه عدة مرات وتابع بوضاعة متعمدا الإساءة له
طب أقولك على حاجة فيها الخلاصة بدل ما تلف مع المودام على الدكاترة عشان تخلف ما تيجي تجرب حظك مع حد تاني وأنا عندي اللي ينفع
اشتعلت نظرات الأخير للغاية بل تشكلت فيها خيوط حمراء مھددة بشړ مستطر
كان موضوع زوجته راضية وترددها على الطبيب النسائي أمرا سريا لا يعرفه إلا أفراد العائلة فقط وكونه قد وصل إليه وحديثه عنه بتهكم ساخط إذا فقد دق ناقوس الخطړ
لم يتحمل منذر أن يضف كلمة أخرى مسيئة إليه أو إلى زوجته فكور قبضته ولكمه پعنف في وجهه
صائحا بصړاخ هادر لاعنا إياه
اخرس يا
وقع مجد أرضا من إثر التسديدة العڼيفة وبدا كالأخرق وهو يجاهد للنهوض من جديد
لم يمهله منذر بل ركله في بطنه وجثى على ركبته لينهال عليه بلكمة أخرى أشد قوة وهو يسبه بكلمات نابية للغاية
وما إن اكتفى منه حتى نهض عنه ليدرك مجد كيف تم التحقير من شأنه فصاح مهدد بنبرة عدائية
مش هاعديهالك يا بن حرب!
رد عليه منذر بنبرة عدوانية غير مكترث به
هتتحاسب عن إساءتك لأهل بيتي مش هافوتهالك يا !!
زحف مجد على ركبتيه مبتعدا عنه ثم بتثاقل بائن نهض عن الأرضية وهو يترنح لم يتوقف منذر عن سبه وشتمه بأفظع الكلمات حتى ركب سيارته
نظر إلى الفتاة قائلا بصوت متشنج
انتي ساكنة فين بالظبط
أجابته بصوت مرتعد وهي ترمش بعينيها الدامعتين
عند آآ
أكمل قائلا بنبرة عازمة
ماتخفيش منه أنا هاجيبلك حقك وهاربيه خليكي بس معايا
توسلته پبكاء شديد وهي متشبثة بالمقعد
ساعدني يا عم منذر
رد عليها بمرارة وهو عابس الوجه
اطمني انتي معايا
لم يضف المزيد بل إنطلق
متابعة القراءة