رواية رائعة بقلم الكاتبة رحمة السيد
المحتويات
تشعر أن داخلها أصبح كالخړاب الذي تخلفه الحړب كل شيء مدمر خاوي الحياه لا تشعر بأي شيء لا تدري حتى ماذا ستفعل !
وقفت بأقدام مرتعشة لتخرج من المرحاض كان يونس جالس على الفراش واضعا رأسه بين يداه كان الهواء الطلق يعم الغرفة بسبب المروحة التي شغلها يونس على أقصى سرعة يشعر بالأختناق يشعر أنه في أوج الچحيم يكرهها ويشعر بالشفقة تقطر قطراتها ببطء على ذلك السواد داخله ولكن تلك القطرات لا تستطع محو ذلك السواد تهلكه حيرة وضجرا فقط !
بعد ساعات اخرى
يونس لا يا يونس يونس انا بحبك اسفة يا يونس انا عملت كده عشانك
ليال ليال فوقي عشان تاخدي دوا
ولكنها لم تكن تعي ما يقول اصلا ولكن صوته الذي تحفظه عن ظهر قلب اخترق عزلتها في عالم اللاوعي لتفتح عيناها نصف فتحه وتهمهم بأسمه وهي ترمي نفسها بين مغمغمه بوهن
للحظات أصابته تلك الرجفة العڼيفة حركتها المباغتة داعبت شيء مجهول داخله يجهل ماهيته لا يدري لم لم يبعدها فورا !
ظل يحدق بها بصمت إلى أن قال بخشونة وصوت منخفض
انا اسف !
صباح اليوم التالي
تحاملت ليال على نفسها لتنزل وتفطر معهم بعد إلحاح نسمه التي أخبرتها أن الجميع قد تجمع بالأسفل
وفجأه سمعوا صوت ضجيج بالخارج فنهض قاسم والد يونس يصيح بجدية
روح يا محمد شوف في ايه برا
وفجأه كان حارس البوابة ينادي بحنق
يا استاذ مينفعش كده
جايه تقعدي في بيت عشيق امك يا ليال !!!!!
وكل الانظار صوبت نحوها بلحظات و
بابا !!!!
فيما زمجر فيه يونس والڠضب يتأجج في مقلتاه
أنت بتقول إيه يا راجل أنت أنت مچنون!!
لېصرخ حامد وهو يقترب منهم بانفعال سيطر على
كل خلية إنسانية داخله
لأ انا مش مچنون أنا واعي كويس للي بقوله بس أنتوا اللي عينكم بجحه صحيح اللي إختشوا ماتوا
كاد يهب يونس بوجهه ولكن تدخلت ليال ترجوه بصوت ثقيل مبحوح بعدما غادرته الروح التي تتحكم بإلحان الحياه فيه
فصړخ حامد أكثر ليبدو وكأن كلماته تزيد نيرانه سعيرا
لا مش هسكت مش ده بيت عشيق امك جايه تعملي فيه إيه يا ليال ردي
فهزت ليال رأسها نافية بسرعة وهي ترد بحدة امتزجت بذرات صوتها العالي
أنت إيه مش كفياك امها كمان عايز تاخد البت اللي حيلتي!
اخرس يا راجل أنت وكفياك طعن في الأعراض واطلع من بيتي حالا
اسكت بقا والنبي كفاية فضايح كفاية حرام عليك أنت
بتعمل كده ليه كفاية فضايح ابوس ايدك ارحمها وهي مېته على الاقل!
كانت تتحدث بهيستيرية حتى لم تكن تعي الكلام الذي يتسرب من بين شفتاها ولكن مجرد حضور والدها المسربل بالماضي الذي تكرهه أعادها لبراثن تلك الذكريات التي تمقتها لتلك الأيام التي هربت منها لتنجو بالمتبقي من روحها !
ألم يكتفي ألن يكتفي ابدا
سيظل يرجمها بجمرات قسوته كما
رجم والدتها سابقا !
مش هسكت الا اما اعرف إنتي جايه هنا تعملي إيه بتعملي إيه في بيت الراجل ده يا ليال ردي عليا
امشي قولتلك امشي من هنا كفاية مش بعمل ابوس ايدك امشي وكفاية تعذبها حتى وهي مېته كفاااية
انتي بتزعقيلي يابنت ال
انا مش هتكلم عن الست اللي مفروض مراتك وعرضك اللي أنت بتقذفه ده لأن ميخصنيش لكن مراتي محدش يمد ايده عليها وكمان في بيتي !!
ليردف حامد بازدراد وهو يرمق كلاهما بنظرة أحست من خلالها ليال أنه ېطعنها بشرفها كما فعل مع والدتها تماما
وأنت ازاي تتجوزها من غير أهلها جواز إيه
ده أنتوا مفكريني اهبل !!
فأشار يونس برأسه نحو حامد مغمغما لحارس المنزل الذي ذهب ينادي لشخص يعاونه في إخراج حامد
طلعوه برا وميدخلش البيت ده تاني ابدا
ثم شمخ برأسه ليتابع بثبات وجمود مخيف
إلا لو چثة !
نظر يونس نحو والده وكاد ينطق
بابا أنت آآ
فأشار له والده بيداه ثم هتف بصوت مرهق ولكنه حازم
مش عايز اسمع حاجة دلوقتي يا يونس
ثم نهض ممسكا بعصاه ليغادر المكان بخطى ثقيلة ظهر بها الوهن
تبعته ليال التي دارت بعيناها حولها بلا هدف ثم تحركت لتصعد لغرفتها وقد زاد ذلك المړض اشتدادا بها صحيح أن تلك العاصفة حلت بغبارها ولكن خلفت بعدها تشققا لا بأس به لن يلتئم بسهولة !
دلفت الغرفة مغلقة الباب خلفها بلامبالاة لتجلس على الأريكة واضعة رأسها بين يداها ليفتح يونس الباب ويدلف بملامح متجهمة فاستطردت ليال بصوت مبحوح قبل أن ينطق بأي شيء
بالله عليك يا يونس عشان خاطر ربنا سيبني في حالي دلوقتي أنا مفياش حيل لخناق معاك دلوقتي!
فاقترب منها يونس وهو يهتف بصوت أجش تعصف به تلك الاسئلة الشياطنية بلا هوادة
مش هسيبك إلا اما افهم كل حاجة مش ده ابوكي اللي مفروض مېت سبحان الله صحي من المۏت وجه هنا يعمل إيه
لم ترد ليال ولم تتحرك من مكانها صمتها لم يكن بخلا في إعطاء اجابة ولكن كان جهلا بتلك الاجابة التي ينهش التفكير في عقلها بحثا عنها !
هو انتي إيه حياتك كلها مليان كدب وحوارات مابتزهقيش منها !
لتنهض ليال صاړخة فيه وهي تبعد يده عن فكها بكل قوتها الواهنة اصلا
علشان هو زي المېت في حياتي ملهوش دور ولا وجود إلا بس عشان يأذيني يمكن علشان كده بهرب منه وبعتبره مېت!
للحظة صمت يونس يدرك صعوبة خروج تلك الكلمات يدرك أن تلك الكلمات لم تخرج إلا بڼزيف داخلي يراه يلطخ أعمق عيناها الان !
ولكنه لم يستطع كتم كل تساؤلاته فأكمل
وجاي هنا ليه عرف بيتنا منين وعايز إيه اصلا
لم تأخذ ليال الكثير لترد بصوت باهت وبصدق
معرفش!
كدابة مستحيل يكون حلم بعنوانا فقرر يجي زيارة!
تمتم بها يونس بصوت منفخض ساخر ولكنه حاد كطرف شفرة قاسېة لترد ليال بانفعال واضح
قولتلك معرفش فعلا معرفش!!
انتي جايه هنا علشان حاجة تخص أمك صح انطقي بابا يعرف امك منين
ظلت ليال تعود للخلف محاولة التملص من قبضته ولكنه كان محكم
قبضته عليها
لأ قولتلك لأ لأ !
عقلها غائب عن تلك المعادلة الغير
عادلة لم يكتفي بما جعل والدتها تعانيه وهي على قيد الحياه بل جاء ليشوه صورتها في مكان جديد امام اناس جديدة بدلا من أن يصبح لها سندا في حياتها وحتى بعد مماتها ولم يكتفي بإرهاق ليال شخصيا طيلة السنوات التي عاشتها معه بعد ۏفاة والدتها بل جاء ليدمر كل محاولاتها لبناء حياه جديدة مستقرة بعيدا عنه وعن جحوده !
ألا يستطع أن يكون إنسانا طبيعيا أب حنون ولو لمرة واحدة !
ليال ليال اهدي وفوقي
خلاص أنا اسف انا عارف إن هو السبب في اسئلة في دماغي وكان لازم ألاقيلها اجابة وبس !
صمتت ليال وصمت هو
نامي لو عاوزه تنامي شوية علشان دور البرد واتطمني هو مش هيجي هنا تاني
اومأت ليال دون رد وبالفعل راحت لتجلس على الفراش
بينما في القصر
إنتهت أيسل من تجهيز حقيبة لملابسها وهبطت من غرفتها في صمت تام ليرتعش جسدها في خضم الذكرى وقد ذابت كل خلاياها في حلاوة ذلك الشعور !
تجهمت ملامحها التي كانت منعشة بذكرى قبلتهم الجامحة لتدير رأسها بعيدا عنهم وهي تقول موجهة حديثها لوالدها بجمود
انا جهزت
فتدخلت فاطمة بملامح معقودة ونبرة حملت حزنا واضحا في طياتها
برضو مصممة تبعدي عني يا أيسل
فاقتربت أيسل منها
مش هبعد عنك ابدا يا مامتي ثقي فيا !
!
وبالفعل غادرت أيسل مع طه وزوبه اللذان ارتسمت على ابتسامة سعيدة منتصرة بينما طه يغمغم ببرود
بالاذن ياست الحجه! بالاذن يا جوز بنتي
إيه اللي ناوية تعمليه بس يا ايسل ربنا يهديكي
فيما غادر بدر
متوجها للغرفة التي يقيم بها بالقصر لتلحق به مريم دلفت مريم للغرفة ثم أغلقت الباب خلفها لتهتف دون مقدمات
جات الفرصة يا بدر
فسألها بدر بلامبالاة
فرصة إيه
بس هي ماعملتش فيكي كده!!
ظل بدر يهز رأسه دون أن ينظر لها لقد أصبحت رغبتها في الاڼتقام مرضية فعليا !!
فرفع وجهه ينظر لها بهدوء قائلا
مريم احنا لازم نشوف دكتور نفسي يمكن يقدر يريحك نفسيا!
حينها إهتاجت فرائص مريم وهي تزمجر فيه بحدة
انا مش مچنونة يا بدر وقولتلك اللي هيريحني إني اخد حقي منها !!
فزفر بدر بعمق قبل أن يستطرد محاولا تهدئتها
طب اهدي على الأقل خلي شوية وقت يفوت خليها تثق فيا عشان ترضا تيجي معايا
إلتوت شفتاها بابتسامة ساخرة ماكرة وهي تخبره
لأ متخافش هي واثقة فيك اوي وهتيجي معاك حتى على جهنم!
فهز بدر رأسه نافيا يماطلها مقنعا نفسه أن الانسان داخله هو من يتحكم بالرفض الذي يخرج من بين شفتاه الانسان فقط
صدقيني كده هنغلط
والغلطه بفورة يا مريم!
كزت مريم على أسنانها پعنف حتى اصطكت لتردف بعدها بحدة والڠضب يغلي داخلها
لو مش هتنفذ يا بدر أنا هعرف اخلي غيرك ينفذ
فنهض بدر حينها ليهدر فيها بنفاذ صبر
دي مابقتش طريقة للكلام دي!!!!
ثم غادر الغرفة دون أن ينتظر ردها لقد أنهكه ذلك الصراع الذي يعج داخله أنهكه شطر روحه لنصفين مختلفين تماما !
بينما مريم تزم شفتاها وهي تهز رأسها بإصرار غريب والحقد يلمع بين حدقتاها
ماشي يا بدر براحتك اوي
بعد فترة
عجبك المكان يا أيسل
فإحتدت ملامح زوبه بالڠضب وهي تسألها بغيظ دفين
ل وهي تخبرها بجمود وقد فاحت رائحة الكره من على ضفاف حروفها الفياضة
فتنهدت زوبه بعمق قبل أن تقول ببرود
هعتبر نفسي ماسمعتش حاجة من العبط اللي قولتيه ده هاا هتبدأي شغل من امتى
لم تندهش أيسل كثيرا فقد رأت منهما ما يكفي حتى لا تنصدم فيهما مرة اخرى
فعقدت ذراعيها معا وهي تملي عليها ما ستفعله بنفس البرود الجامد
اولا انا مش هشتغل رقاصه ابدا زي ما انتوا عاوزين أنا هبقى زي المشرفة كده مش اكتر !
وكمان مش هبات معاكوا في بيتكم انا هبات هنا واكيد محدش بيبات هنا
كادت زوبه تنطق معترضة
بس يا أيسل آآ
ولكن طه قاطعها حينما رسم ابتسامة خبيثة باردة وهو يتشدق ب
اللي يريحك يا أيسل هنسيبك تعملي كل اللي يريحك لحد ما تاخدي على الجو هنا
زفرت أيسل وهي تستدير لتبتعد من امامهم كلما قضت معهم وقت اكثر كلما كرهتهم اكثر واكثر !
في منتصف الليل وبعد مغادرة الجميع
لم تغفل عينا أيسل ولو دقيقة بل إتصلت بأحدى صديقاتها من الطبقة المخملية صديقتها التي طلبت منها رجال لينفذوا ما خططت له !
أتاها صوت صديقتها بعد ثوان
ايوه
يا ايسل
ها يا غدير هما جايين ولا إيه
ايوه زمانهم على وصول متقلقيش
الرجاله دي ثقة يا غدير ولا ممكن يلبسوني مصېبة
عيب عليكي ده بابي بيعتمد عليهم في كل حاجة
تمام شكرا اوي
العفوا بس متنسيش تطمنيني اول ما تخرجي
متابعة القراءة