رواية تائهة بين جدران قلبه بقلم دعاء الكروان

موقع أيام نيوز


لا... انتى قلبتى علينا كدا ليه و لا عشان حببب القلب نفضلك!
ردت بعصبية متجيبش سيرته على لسانك... خلاص اللعبة خلصت و هيتجوز بنت عمه.. و يا ريت متتصلش بيا تانى... و متحاولش معاه مش هتقدر توقعه عارف ليه!... عشان هو انسان نضيف راجل بجد مش زيك انت و أمثالك اللى مشرفينا هنا علطول.
رد بعصبية أشد الزمى حدودك يا بت انتى و كلمى أسيادك باحترام عشان متشوفيش منى الوش التانى و ربنا يكفيكى شرى لما بقلب.
ردت باشمئزاز اللى انت عايز تعمله اعمله.. و من غير سلام.
ثم أغلقت الخط و الهاتف تماما و ألفت به على التخت بغل فأسرعت اليها سهام توبخها الله يخربيتك ايه اللى هببتيه دا... روحنا ف داهية.. روحنا ف داهية..منك لله يا زينة يا بنت هدى.. منك لله.

زينة بصوت جهورى خالتى... اطلعى من نفوخى انتى كمان... و سببينى باللى انا فيه.
سهام ماشى يا زفته.. اما نشوف اخرتها معاكى ايه!... الكباريه اللى لحم كتافنا كلنا من خيره هيتقفل بسببك يا وش الفقر انتى... ثم تركتها و هى تتمتم قائلة منك لله.. منك لله يا بنت هدى. 
ردت زينة بعدما ذهبت يا شيخة روحى.. انتى تعرفى ربنا أصلا... ربنا يخرجنى من وسطكو علة خيى.... قرفتونى... اوووف. 
جلست مرة أخرى على أريكتها تفكر به و بكل ما مرت به معه من مواقف فتنهدت بحړقة و هى تقول عذراك يا يوسف و مش زعلانة منك... زعلانة من نفسى انى خدعتك و غشيتك و انت متستاهلش كدا.. و لا أنا أستاهل و احد زيك و لا انت تستاهل واحدة زييى.
ثم أجهشت بالبكاء و هى تقول لنفسها بس انا حبيتك.. كان نفسى أعيش اللى باقى من عمرى معاك..كان نفسى أعيش معاك حياة نضيفة.
جففت دموعها و قالت لنفسها قومى... قومى يا زينة.. انتى كنتى بتحلمى بس الظاهر ان الحلم وسع منك شوية... ااااه يا رب صبرنى.
الفصل الثامن و العشرون
عند يوسف... 
أخذه شقيقه بسيارته و انطلقوا الى حيث لا يعلمان فقال له يحيى و هو يقود السيارة يوسف حبيبى.. ان شاء الله فترة و هتعدى... انا عارف ان اللى انتو بتمروا بيه دلوقتى احساس صعب بس انت قوى و هتقدر تعدى المحڼة دى و زينة كمان باين عليها قوية و مرت بأيام أصعب من دى و انا متأكد ان هى هتقدر تتخطى الايام دى زى ما قدرت تتخطى اللى أصعب منها. 
يوسف بحزن و ألم الحمدلله أنا راضى بقضاء ربنا.. و انا واثق ان ربنا هيوجهنى للصح.. بس أنا بشړ يا يحيى و أكتر حاجة وجعانى ۏجعها هيا و كسرة النفس اللى حسستها بيها. 
يحيى انت كنت مضطر تعمل كدا... هون على نفسك يا يوسف الايام كفيلة انها تداوى جروحنا.
استند برأسه للخلف على مقعد السيارة و رفع ناظريه للسماء و هو يقول برجاء ياااارب.
يحيى ها.. هنفضل نلف كدا كتير!
يوسف تعالى نروح أى مكان فاضى ان شاء الله يكون مهجور حتى.
يحيى بمزاح نهار اسود... انت عايز تستفرد بيا و انا لسة مدخلتش دنيا! 
ضيق ما بين عينيه متعجبا من مزحة أخيه و قال استفرد بيك ايه يا مچنون انت... و الله شكلى كدا هبعتك ع الآخرة. 
يحيى أهون عليك يا قاسى. 
يوسف مش بقولك قلبت على سوسن! ... استرجل ياض. 
يحيى خلاص هشرب بيريل. 
رد عليه باستنكار و ايه علاقة البيريل بالرجولة. 
يحيى و انا مالى مش هما اللى بيقولو.. استرجل.. اشرب بريل. 
أمسكه يوسف من تلابيبه و أخذ يهزه و هو يقول دا انا اللى هشرب من دمك.
فصاح به يحيى يوووسف.. اهدى يا يووسف هنعمل حاډثة.. خلاص خلاص هسكت خالص..
يوسف بمرح أيوة كدا.. اتظبط.
يحيى بعصبية ابو اللى يهزر معاك يا اخى... اوووف..مكنتش هدخل دنيا بسببك.
تعالت أصوات ضحكاتهم و كالعادة استطاع يحيى أن يغير مزاج شقيقه من النقيض للنقيض.
عاد الشقيقان بعد سهرة طويلة الى المنزل و ذهب كل الى غرفته و غطوا سريعا فى نوم عميق.
مر يومان و جاء اليوم المقرر اقامة حفل الخطبة به..
كان الجميع يعمل على قدم و ساق فسهيلة قد تولت كل كبيرة و صغيرة و كانت تتمم على كل تفصيلة من تفاصيل الحفل بحماسة زائدة و سعادة مفرطة.
بينما يوسف حبس نفسه فى غرفته يجلس بتخته حزينا مهموما لا يفكر سوى بحبيبته و كيف سيكون حالها اليوم و هى تعلم أنه سيكون لغيرها.
حل المساء و توافدت الضيوف على فيلا راشد سليمان و تجهز العروسان فكانا فى أبهى صورهما خارجيا انما يوسف من داخله كان دميم القلب.
راح المصور الفوتوغرافى يأخذ لهما بعض الصور التذكارية فوقفا العروسان قبالة بعضهما و نظر كل منهما فى عينى الآخر فتذكر يوسف على الفور عيون زينة فابتسم بعشق طارت على إثرها سهيلة من السعادة و قالت له مبسوط يا يوسف!
ارتبك يوسف و حاول أن يبدو سعيدا فهى ليس لها ذنب فى ان قلبه ملكا لغيرها و قال بابتسامة مصطنعة طبعا يا سهيلة مبسوط و إلا مكنتش خطبتك.. صح و لا ايه!
أماءت له بسعادة و ابتسامة مشرقة و قالت له أنا مش مصدقة نفسى.. أخيرا.. أنا كنت خلاص فقدت الامل بالذات و انت علطول بتقول ان احنا اخوات.
رد عليها بكذب انا كنت لازم أقولك كدا عشان احنا عايشين فى بيت واحد و لازم يكون فى حدود ف المعاملة.. بس يوم ما كنت هفكر ارتبط مكنتش هلاقى
أحسن منك أرتبط بيها.
سهيلة بسعادة بالغة مش مهم أى حاجة فاتت.. المهم ان احنا دلوقتى مع بعض و لبعض.
حاول جاهدا أن يقول لها كلمة حب و لو على سبيل الكذب فقال لها بابتسامة جاهد أن تبدو ودودة ان شاء الله يا.. احم.. يا حبيبتى هنفضل مع بعض لآخر العمر.
كانت تنظر له ببلاهة شديدة غير مصدقة ان هذه الكلمات تخرج من فم يوسف فباغتته قائلة يوسف... انت بتحبنى!
تجمد لوهلة لم يتوقع هذا السؤال منها مبكرا هكذا فرد عليها بصدق أكيد مش هحبك زى ما انتى بتحبينى... بس سيبى الأيام اللى تجاوب على السؤال دا.
لم تكترث لاجابته فيكفيها أنها أصبحت له و معه لا يهم أى شيئ عدا ذلك.
أمسكته من ذراعه بكلتا يديها و قالت له تعالى نسلم على خالو رفعت و تيتة صفية عشان ميزعلوش.
يوسف اوكى.. يلا.
بينما على الجهة الأخرى كان ممسكا بهاتفه يتحدث به و الابتسامة تشق وجهه المسرور يقول خلاص هانت يا ديما.. انا كنت مستنى يوسف يخف و جه موضوع خطوبته دا فجأة... عقبال خطوبتنا يا جميل.
ردت عليه بخجل ان شاالله... و الف مبروك لخيك.
يحيى الله يبارك فيكى...مفيش اى كلمتين مصرى منك كدا ع الماشى!
ضحكت و قالت هههه.. كلمتين ايه!
يحيى ايوة.. بدأتى تفهمينى اهو.. بصراحة الكلام المصرى بيطلع من بوقك زى العسل.
ديما بضحك خلاص يا يحيى كفاية كدا و روح شوف أخوك.. اكيد بيدور عليك دلوقتى.
رد بتمثيل قلبى.. أه اه.. كدا كتير عليا....ماشى يا ديمة قلبى.
ردت و قد أبلغتها هذه الكلمة من السعادة أقصاها اوكى... باى 
يحيى بهيام باى... أنهى المكالمة و ذهب يبحث عن أخيه و عروسه فوجدهما يقفان مع عمه و خال سهيلة و جدتها فذهب لهما.
يحيى السلام عليكم... ازيك يا اونكل رفعت.. ازيك يا تيتة صفية.. عاملين ايه.
ردت الجدة بخير يا حبيبى الحمد لله... عقبالك يا يحيى.
يحيى قريب جدا ان شاء الله.
رفعت متنساش تعزمنا يا باشمهندس.
يحيى و دى تيجى بردو... اكيد طبعا انتو اول المعزومين...
استمر الحفل حتى وقت متأخر و بالطبع لم تخلو من مزاح يحيى و سعادة سهيلة و والدها و محاولات يوسف فى ان يبدو طبيعيا و هو يحمل أطنان من الهموم بقلبه و يتلوى شوقا لحبيبته.
أما عند زينة...
فمنذ صباح ذلك اليوم و هى تجلس حزينة الدموع تعرف مجراها جيدا لا تحيد عنه لا تصدق أنها لن تراه مرة أخرى و أنه اصبح ملكا لغيرها لقد انتهى الحلم الجميل الذى كم تمنت أن تعيشه فى الواقع لكن يبدو أنه ليس من حقها أن تحلم.
لم تذق طعاما بذلك اليوم فليس لديها شهية لفعل أى شيئ فقط تنام و تستيقظ و تنام تحاول الهرب من واقعها بالنوم قدر المستطاع.
مرت عشرة أيام أخرى كانت من أصعب الأيام التى مرت على يوسف و زينة.
لم تذهب نهائيا الى الشركة و اعتكفت بغرفتها و ساءت حالتها و ذبلت ملامحها حزنا على فراقه.
أما يوسف فلم يذق طعم الراحة يشعر بتأنيب ضمير يكاد يفتك بعقله كما أنه يتألم لفراقها لم يعد يتحمل أكثر من ذلك فقد نفذ صبره على نفسه.
جاب غرفة مكتبه ذهابا و إيابا يفكر بأن يذهب لها و ليكن ما يكن فالشعور بالذنب يؤرقه خاصة أنه لم يحاول أن يعرف أخبارها او حتى يحدثها فى الهاتف منذ آخر لقاء بينهما منذ أسبوعين ظنا منه أنه سيستطيع تخطيها و سيكمل حياته بدونها و لكنه فشل فى ذلك فشلا ذريعا فلم يعد يحتمل فراقها أكثر من ذلك و حسم أمره أن يذهب لها الآن حيث تسكن فى الملهى الليلى و فى خضم تفكيره دخل عليه شقيقه فتعجب كثيرا من حالته تلك و أجزم ان هناك خطب ما و هذا الخطب يتعلق بزينة فقال له بترقب إيه مالك يا يوسف .. رايح جاى و مش على بعضك كدا ! 
وقف يوسف قبالته و قال له بجدية تامة أنا
هروحلها يا يحيى .. و دلوقتى .
نظر له باستنكار و قال له بهدوء الذى يسبق العاصفة تروحلها فين 
رد عليه بلجلجة هيكون فين يعنى يا يحيى ..
رد
عليه بعصبية شديدة إنت اټجننت يا يوسف إنت عايز تدخل المكان القذر دا .. احنا مش كنا خلصنا من الموضوع دا و قولنا خلاص هى هتروح لحالها و انت هتشوف حالك بقى 
صاح به يوسف بنبرة فيها من الألم ما فيها مش قادر يا يحيى مش قادر أنساها مش راضية تروح من بالى أنا كسرتها عارف يعنى ايه الإنسان اللى كنت فاكره بيحبك يكسرك 
هدأ يحيى من نبرته قليلا و قال متعاطفا معه يوسف أنا مقدر اللى انت حاسس بيه بس خلاص فات الأوان انت كتب كتابك بكرة يا يوسف .
أجابه بجدية تامة أنا هتجوز زينة 
رد عليه يحيى پصدمة إنت بتقول إيه يا يوسف ! .. انت واعى للى بتقوله .
يوسف أيوة طبعا واعى جدا و دا اللى المفروض كنت عملته من زمان .
يحيى طب و سهيلة 
يوسف هتجوز الاتنين ....
فى الملهى

الليلى...
انتهى جلال من تدريباته و عاد لوالدته و زينة فرحت سهام
 

تم نسخ الرابط