غيوم ومطر
المحتويات
لحظات من وصولها عمر انضم اليهم ...كان في ابهى صوره ..ملت عيونها من وجهه الوسيم ...كان يرتدى بدلة اخري تكاد تماثل في اناقتها تلك التى ارتداها يوم زفاف اسيل ...ولكن ما زلزل الارض تحت قدميها كان اعلانه الدرامى ...اعلن بصوت هادىء كأنه يقر امر عاديا جدا ...قال بهدوء ... يا جماعه نوف عازمه الجميع علي الغدا في مطعم الفندق اللي هى مقيمه فيه ...وقبل ان تستطيع الصړاخ بإنهيار او حتى الاعتراض عمر اعطاها هاتفه المحمول وقال ... كلمى نوف
صوت نوف الرقيق تسرب الي اذنيها ...كانت تقول بنعومه ... هلا حبيبتى كيفك ان شاء الله بخير ..هديك اليوم ما كنت بعرف انه عيد ميلادك واليوم حابه اعزم كل العيله ...مبارك عليكى النجاح يا قلبي ...بالله ما تحزننى واقبلي دعوتى ...ابغي اتعرف عليكم ...منتظرتكم
تعلم انها متطفله وستصحبهم الي الغذاء اذا لم تتدخل وتوقفها عند حدها ....ليس فقط بسبب رغبتها في التنفيث ولكن ايضا لن تحتمل تشفي فاطمه فيها عندما تري نوف ربما هى الان علمت بخطوبة عمر لكنها لن تسمح لها برؤية نوف شخصيا اخيرا استاطعت القول بوقاحه ... اعذرينا يا فاطمه لازم نمشي ...عندنا مناسبه عائليه..
محمد تلعثم بشده ولم يستطع النطق ...عيناه جالت في القاعه يبحث عن الدعم ...راقب عمر بطرف عينه ليري تعبيرات وجهه لكنه صدم بوجه جامد خالي من التعبير ...نظر الي والدته فوجدها تحنى رأسها وتخفيها ارضا بعيدا عن نظرات اختها وابنها ... ونور رمقته بنظرات عتاب قټلته لكنه الان المسؤل الوحيد عن اجابة طلب عماد الذى لا يعرف كيف يجيبه لدهشته الشديده تدخلت شريفه لتقول في حزم ... شرفنا البيت يا بنى في أي يوم .... عماد ابتسم في ابتهاج وقال ان شاء الله لما طارق يرجع من شهر العسل هاجى معاه ...هو عنده كل المعلومات عنى واي استفسار انا تحت امركم ....فريده هوى قلبها في ارجلها ومادت الارض من تحت قدميها عندما اكملت شريفه حديثها في خبث تام ... اكيد.. طارق راجع بكره خليه ياخد موعد من عمر عشان يرتب اموره ...عمر كبير العيله ولازم تخطبها منه ....
رواية غيوم ومطر.
للكاتبة داليا الكومي.
10 اخطبها من زوجها يا ويلي من الغيرة التى تمزقنى وتعبث بسلامى
الداخلي ....
عندما توضع الانثى في منافسة مع اخري تبدأ في التخبط والتصرف بغرابة حتى انها لم تعد تفهم نفسها ......هى لم تقارن نفسها أبدا من قبل بأي انثى اخري لكن رغما عنها بدأت في وضع نوف تحت المجهر...تفحصت مظهرها الرشيق الأشبه بعارضات الازياء ... كانت اطول منها بكثير وتكاد تقارب عمر في الطول غير محجبة وشعرها أسود داكن يفوق سواد شعرها بمراحل ....أما هى فكانت ضئيلة وقصيرة وجسدها طفولي وبشرتها قمحية لا شيء مميز فيها البتة ...نعم انها جذابة لكنها لم تكن يوما جميلة بالمعنى المعروف فقط عمر كان يراها جميلة ...نوف كانت سيدة اعمال ناجحة ومتحدثه لبقة جدا لكن الأهم كانت تقدر عمر وعائلته كثيرا ... علي الرغم من اموال والدها الطائلة الا انها تعلمت من صغرها كيف تعامل زوجها وعائلته وتعطيهم الاحترام اللائق بهم ....من حبها لعمر حاولت تعلم اللهجة المصرية وكانت تجاهد للتحدث بها فأصبحت لهجتها خليط غريب لكن محبب ... ورغما عنها اعجبت بها جدا وكانت تريد قټلها في نفس الوقت ... اليوم هى انتهت من مرحلة هامة جدا في حياتها ...نالت ما استحقت تماما الله سبحانه وتعالي لا يظلم ابدا وهى نالت ما سعت لتحقيقه .... تسألت عن مدى معرفة نوف عن علاقتها السابقة بعمر... هل تعلم من هى بالتحديد ... انها تعاملها بكياسة شديدة ولزيادة دهشتها بعد انتهاء الغذاء الكارثى وفي اثناء تناول الحلوي سألتها بعفوية عن خططها للفترة القادمة ....ها قد اتت الفرصة التى تنتظرها ستخبر الجميع الآن عن بعثتها القريبة ....
كانت تتحين الفرصة ونوف اعطتها الشجاعة للبدء...ستهرب من العريس المحتمل الذى لن توافق عليه أبدا فقلبها كتب عليه الشقاء إلي الأبد ...
حاولت التحدث بصلابة لا تظهر صوتها المهزوز المرتعش قالت بخفوت..
انا جالي بعثه للولايات المتحده ... واشنطن بالتحديد وهسافر في خلال شهرين ان شاء الله....
سكوت تام اعقب تصريحها الدرامى ...لم يقوى احدا علي الرد فتصريحها كان كالقنبلة التى اڼفجرت علي طاولة الطعام .... جدتها نظرت إليها بصرامة وقالت ...
والراجل اللي أنا قلتله يجى يتقدملك في البيت ... انسي موضوع السفر ده خالص علي الاقل لحد ما تكونى في عصمة راجل ...فريده ارادت الاحتجاج ...جدتها تهينها بقسۏة ...كرامتها تداس تحت الاقدام ..نعم هى تستحق لكن ...
انها لم ترغب في السفر من اجل مستقبلها العلمى أو ما شابه لا انها ترغب بالهرب والاختفاء في فضاء الدنيا الواسعة.... ذكاء نوف الخارق جعلها تنسحب من الحديث فهى علمت انها فتحت موضوع شائك وتركت فريده في مواجهة عائلتها المستثارة بسبب قرارها الجريء.... الجميع كان يبدو عليه التوتر
فقط عمر كان يرتدى قناع جليدى لا يظهر ما يعتمل في صدره... وكأن الامور كلها لا تعنيه حتى انه وافق جدته عندما طلبت منه مقابلة عماد العريس المحتمل لها ...وافق بسهوله مزقت قلبها ...عمر اصبح لديه كامل الاستعداد بتسليمها لرجل اخر بيديه ... ليتها اصرت علي رفض دعوة نوف لكن فات الاوان وهاهى الان تواجه واحدا من اسوء ايام حياتها ومضطرة إلي الاحتمال حتى النهاية ... منذ عودة عمر وهى تضغط علي اعصابها بقسۏة المتها وانهكتها واصبحت معرضه للاڼهيار التام في أي لحظة ... لكنها لو كانت رفضت بعدما قبلت دعوة محمد لكانت اصبحت مفضوحة بالكامل فاضطرت للقبول وهى تبكى الډماء بدلا من الدموع ...
حتى الاثنتان اللتان اعتادتا اعطائها الدعم المطلق لم تجد منهما أي دعم الان فوالدتها كانت محڼية الرأس ولم تهب لنجدتها كعادتها وجدتها كانت قاسېة بشكل لا يصدق ...اصبحت تشعر بدوار لا يحتمل ...يبدو انها ستعود لعادتها القديمة وستفقد الوعى كشأنها دائما في حضور عمر ...هل لو فقدت الوعى ستستيقظ لتجد نفسها بين ذراعيه ... هل سيضمھا إليه كما كان يفعل سابقا أم سيتركها ملقاة علي الأرض ... لا انها لن تغامر وتفقد الوعى فالنتيجة غير مضمونة وستقاوم حتى اخر نفس فيها ...سمعت نوف تدعو الجميع إلي شرب الشاي بجوار المسبح فالجو اصبح لطيف ...تلكعت في النهوض فلربما دوارها ينتهى.. لكن الى متى ... انها مضطره للنهوض فالجميع غادر ولم يتبق سواها ...تحاملت علي جانب المقعد ونهضت ببطء عمر كان قد نسي نظارته الشمسية علي الطاولة فعاد لالتقاطها ... استقامت كالعصى فور رؤيته لكنها ما ان نهضت حتى شعرت بسواد يغشي عيونها ولم تعد تستطيع التوزان فترنحت بشده واستسلمت للدوار اللذيد ... شعرت بنفسها وهى تهوى ارضا قبل أن تسرع يدا عمر لضمھا إليه شعرت بنفسها بين ذراعيه قبل أن تغيب تماما عن الوعى .... فتحت عيونها مجددا بعد وقت لا تستطيع تحديده لكنه كان علي الاغلب بضع دقائق فقط لتجد نفسها جالسه علي مقعد طاولة الطعام التى نهضت منها قبل أن تفقد الوعى ...كانت جالسة علي احد المقاعد وجذعها ورأسها يرتاحان علي مقعد اخر ونادلي الممطعم يراقبونها
بإهتمام من بعيد لكن لم يتجرأ احدهم علي التقدم منها أو حتى عرض المساعدة ...اعتدلت في جلستها في حرج ..مازال الدوار يعبث برأسها كيفما يشاء لكنها قاومت .. بالتأكيد هى تعانى من انخفاض الضغط كعادتها كلما توترت ..لكن هل كانت تحلم بعمر يضمها اليه وينقذها قبل سقوطها ارضا .. ربما كان حلم وربما هو من اجلسها علي المقعد لكن النتيجه المؤلمة انها لاول مره تستيقظ من اغمائها ولا تجد عمر ينحنى عليها بقلق ويمسح وجهها بحنان ..لقد تركها فاقدة
للوعى ورحل وكأنها لا شيء ..عمر الذي كان لا يألو جهدا في اثبات حبه لها اصبح يجتهد في تحجيمها ووضعها في مكانتها الصحيحة لديه ...مجرد لا شيء ...ليته يكرهها فهذا افضل من لا مبالاته التى تدمى قلبها فالكره يعنى انه مازال يحمل المشاعر لكن تلك اللامبالاة تعطيها رسائل واضحة وسريعة ومتتالية ...كل الرسائل مفادها انها اصبحت لا شيء لديه البتة...
راقبت كل عائلتها يهرولون في اتجاهها والقلق يرتسم علي وجوهم ... هرولوا عائدين فور معرفتهم بخبر اڼهيارها وتلاهم عمر ونوف كانا يبطأن الخطى في اثرهم ..في لحظات ذهب أحمد لاحضار سيارتهم لاقرب مكان يستطيع وصوله ومحمد انحنى عليها بقلق يفحص نبضها وتنفسها ...اما والدتها فبدأت بالدعاء لها ...قالت وهى تبكى دون ان تدرك انها كانت تهاجمها بقسۏة...
كده يا فريده ... ارهقتى نفسك جامد الايام اللي فاتت ... مزاكره وقلة نوم وقلة اكل ..اخدتى ايه في الاخر من الهم ده كله
نظرات محمد التى كانت تلومها انبئتها انها تسرعت ...هى كانت قلقه فأفرغت مكنونها الذي حجبته عن فريده لسنوات ...مع قلقها لم تستطع ان تتحدث بغطاء الدعم الذي غطتها به لسنوات فخرجت ... ارادت أن تنشق الارض وتبتلعها .. لو كان فقدان الوعى اختيار لكانت
متابعة القراءة