رواية رائعة بقلم الكاتبة شيماء السعيد
المحتويات
أيوة.. كدة... كدة..
ضړب على رأسها بقوة جعلتها تصطدم بصدره لتشهق پألم ثم تعود برأسها للخلف زادت نظرته التي تراها لأول مرة بعينه كان دائما رجلا وقورا ذا هيبة و أحترام واضح اتسعت عيناها مع شعورها بلمسة يده الخفيفة على ظهرها و هو يقول
_ حلوة شكلك بتفهمي يبقى عيب كبير في حقي لو خرجتي من بيت الحداد
زي ما ډخلتي يا مراتي...
_ يعني ايه!..
ابتعد عنها فجأة و عاد لوقاره مجددا ثم أردف بهدوء قبل أن يتركها بالغرفة بمفردها
_ يعني لو عايزة تطلقي تبقي مدام الأول غير كدة خليكي مراتي أنا مش مضايق من وجودك يا صافية...
شيماء سعيد
لم تغفل لها عين و تنظر لباب الغرفة منتظرة بين اللحظة و الثانية عودته لم يكن لديها أشياء هنا إلا قليل جدا أحضرت حقيبة صغيرة و وضعت ما يخصها بها...
سمعت غلق باب المنزل لتقوم من مكانها ثم حملت حقيبتها مستعدة للرحيل خرجت من الغرفة ليقول دون النظر إليها
_ حضري نفسك و يلا نمشي...
حركت كتفها بهدوء مردفة
فتح باب المنزل مشيرا لها على الخروج قائلا ببرود
_ كويس يلا...
رغم طول الرحلة إلا أنه وصل بها للمنزل بسرعة البرق ابتسمت على رؤيتها لأبناء أخته الذين ركضوا عليه بسرعة و حماس طفولي لتقول حور و هي تعد على أصابعها
_ خالو وحشتني خالص خالص...
قهقه بمرح و حمل حور على كتف و حمزة على الآخر مردفا
سمع نبرتها الساخرة بجواره تقول
_ لأ و خالو ما شاء الله كله
مشاعر و أحاسيس...
رمقها بنظرة واحدة كانت قادرة على إخراسها لتفر من أمامه سريعا للداخل بعد قليل كانت تجلس بجواره متوترة من غضبه المسلط على شقيقته
_ يعني إيه قررتي أنت و حسن الطلاق بعد 11 سنة جواز و كمان من غير ما تاخدوا رأي حد أو يكون في سبب مقنع...
_ أنت بتزعق لها كدة ليه كل واحد حر أنت مش عايش مكانها عشان تأخد قرارات عنها..
الموقف لا يتحمل تصميمها الدائم على العناد ضړب المقعد الذي يجلسن عليه ليعود للخلف اړتعب قلبها و هو يرد عليها بعيون حمراء
_ أنت تسكتي خالص صوتك مش عايز أسمعه لو تخافي على نفسك و كرامتك و أنت يا هانم ردي عليا أنا مش بكلمك..
_ أنا مرتاحة كدة يا صالح أرجوك كفاية ضغط عليا بقى أنا تعبت مش قادرة أتحمل أكتر أنا و حسن حياتنا كانت باردة من غير حب و الحياة اللي زي دي هشة أقل نسمة هوا بتهدها...
لا تعلم أن بكلماتها البسيطة ضغطت على چرح الاثنين دون أن تشعر ارتجف جسد سمارة و هي تري علاقة طبق الأصل من علاقتها بصالح و ترى نهايتها أمامها بحسم لا جدال فيه تركت المكان و صعدت سريعا لغرفة نومها...
نظر صالح لطيفها ثم قال لحبيبة
_ اطلعي أوضتك يا حبيبة و بعدين هبيقي ليا كلام تاني مع اللي سلمتك له بإيدي لو كان راجل كان ردك بنفس الطريقة اللي أخدك بيها...
______ شيماء سعيد _____
بغرفة النوم دلف صالح و صفع الباب خلفه بقوة تخيل أن يراها تنام على الفراش أو تبكي على ما حدث بالأسفل و مثل العادة كانت سمارة خارج أي توقع يصدر منه تنام على الأريكة بقميص نوم قطني من اللون الأزرق يبرز جمال ساقيها و مقدمة صدرها الناعم...
اقترب منها مردفا بهدوء
_ ممكن أعرف مش نايمة على السرير ليه!.. بتحاولي تعاقبيني...
لم ترد ليزيد غضبه من هذا التجاهل الجديد بعلاقتها به مسح على شعره عدة مرات حتى لا يخرج عن السيطرة و يفعل ما لا يحمد عقباه ثم سألها و هو يجز على أسنانه
_ هو أنا مش سألتك سؤال ردي و الا القطة أكلت لسانك...
زفرت بضيق قبل أن تعتدل على الأريكة مردفة بملل
_ أنت ليه نكدي كدة بجد أنا بنفذ طلباتك مش أكتر قولت مش عايز عيال نمت على الكنبة قولت مش عايز تسمع صوتي سكتت
خالص.. ممكن أعرف بقى أنت عايز ايه دلوقتي...
سحبها من ثوبها لتقف أمامه ثم أردف بقوة
_ عايزك أنت..
رفعت رأسها قائلة بتحدي
_ طول ما أنا مش عايزة يا أبن الحداد متقدرش تقرب مني أحب أقولك إن العلاقة دي تحت سيطرتي أنا و بس...
شيماء سعيد
الفصل الحادي عشر.
أنا_جوزك
الفراشة_شيماء_سعيد
بمنزل صالح بغرفة النوم...
عاد من يوم شاق بعمله و أول ما أتى بعقله هو الصعود لغرفته معها أراد بشدة أن تكون أول وجه تقع عليه عينه بالمنزل فتح باب الغرفة ليراها تجلس على الأريكة الموضوعة بصالة الجناح تشاهد أحد الأفلام الرومانسية القديمة.
أراح جسده بجوارها ثم أخذ جهاز التحكم ليأتي بأحد ماتشات كرة القدم زفرت بضيق تعلم أنه يود إخراجها عن شعورها لتفقد السيطرة على لسانها و تتعامل معه..
أكملت المشاهدة معه دون كلمة ليزفر بضيق قائلا
_ أنا مش بحب الست النكدية.
رفعت حاجبها إليه بسخرية مردفة
_ أنت اللي يدور وراك يتأكد إنك مش طايق نفسك من الأساس...
إبتسم إليها و اعتدل بجلسته ليبقى وجهه أمام وجهها الجميل رفع ذقنها إليه بأحد أصابعه و بدأ يفقد سيطرته مثل العادة أمام سحرها الخاطف للأنفاس
يحاول التصالح معها دون أن يتنازل عن جزء و لو شبه معډوم من رجولته الطاغية دائما تركته يفعل ما يريد حتى حملها و ذهب بها للفراش ظلت ساكنة حتى وصلت لمرحلة قررت بها الوقوف هنا...
_ مش عايزة...
حدق بها بتعجب قائلة
_ يعني إيه مش عايزة!..
أبتعد عنها پغضب و إهانة كبيرة له كرجل يستحيل أن يتحملها أما هي جلست على الفراش براحة نفسية تشعر بالانتصار على غروره الأعمى ابتسمت إليه إبتسامة باردة ثم قالت
_ أنا مش بنت ليل عشان تعمل معايا كدة أنا مراتك يا دكتور فريح نفسك و ريحني لما تحس إني مراتك بجد و عايز مني طفل أبقى قرب غير كدة مش عايزة فبلاش تلعب معايا هتبقى خسران...
هو لم يسمعها من الأساس آخر شيء وصل لعقله أنها لا تريده جملة واحدة فقط تتردد على أذنه مش عايزة نيران اشتعلت بداخله و لن يستطيع اخمادها من تلك المرأة التي تجرأت على صالح الحداد و قالت له لا!... أخذ نفس عميق يعود به إلى هيبته ثم أردف بقوة
_ لو كان في نسبة واحد في المية إننا نكمل سوا دلوقتي انتهت لمي كل هدومك و من بكرة ترجعي بيتك خلاص يا حضرت المحامية اللعبة خلصت ارتاحي...
رفعت رأسها إليه بشموخ قائلة
_ كنت عارفة إنك هتهرب و مش هتقدر تكمل عشان توصل...
رمقها بنظرة محتقرة قبل أن يرد بقوة قبل أن يترك لها الغرفة
_ ده مش هروب بس أنا ماليش مزاج ألعب عشان أوصل لحاجة مش عايزها أساسا.. بالليل مش عايز أشوفك لا في الجناح و لا في البيت كله...
______ شيماء سعيد _____
بمنزل شعيب...
كان يجلس مع باقي عائلته و عائلة غادة بالحديقة ليسمع صفير سامر شقيق غادة دار بوجهه للخلف ليري من هذا الذي خطڤ انتباه الجميع حتى غادة لتتسع عيناها بذهول كتلة من الجمال تسير بطريقة ربما يراها البعض عادية إلا أنه يراها مٹيرة و مٹيرة جدا فستان أصفر يظهر بياض وجهها و ترفع خصلاتها على شكل كعكة...
ابتلع ريقه بخشونة كأنه لا يوجد معهم أحد انتبه على هذا اللعېن سامر الذي قام من مقعده ركضا إليها ثم سحب كفها لتسير معه قائلا لشعيب بمرح
_ بنتك دي أول ما تكمل 18 سنة محجوزة ليا..
هل رأيتم من قبل أحدهم ېحترق و يخرج دخان من كل مكان به دون قطعة نيران واحدة!.. نعم يا سادة فهذا شعيب الحداد بلا فخر صك على أسنانه مشيرا لها بعينه أن تقترب و تجلس بجواره إلا أنها لم تعطي إليه أدنى إهتمام...
ڠصب وجهه على الإبتسامة قائلة
_ صافية مش هتتجوز إلا بعد الجامعة و الدكتوراة كمان مش كدة يا حبيبة بابي..
نظرت إليه ببراءة أصابت قلبه بالړعب من ردها
ثم ابتسمت لسامر إبتسامة مهلكة قائلة
_مهو أنا ممكن أعمل كل ده مع سامر يا بابي مش كدة
يا سامر.!..
أومأ إليها سامر عدة مرات بطريقة بلهاء لم يقدر على كتم غيظه أكثر من ذلك هي تلعب معه دون عدل اندهش الجميع من صريخه الصغيرة قائلا
_ مفيش حاجه من الكلام الفارغ ده أنت طفلة عندك 13 سنة قومي من هنا حالا...
طردها بشكل صريح و هذا بث بداخلها شعور كبير بالحرج نطرت اليه بعتاب و سقطت دموعها لا يعلم إذا كانت تلك دموع حقيقية أم تمثيل مثل كل أدوارها العظيمة رق قلبه لها كان سيأخذها بين أحضانه يطبطب على قلبها..
كان سامر أسرع منه عندما قام معها قائلا بحنان
_ سيبك منه يا حبيبتي ده راجل رجعي تعالي معايا نقعد جنب حمام السباحة...
أومأت إليه بحزن ثم قالت قبل أن تذهب معه
_ أنت بابي وحش مش كفاية سبتني سنين من غير أب و لما بقيت معاك مش عايز حتى تبقى حنين عليا بجد الله يسامحك... خلي غادة الۏحشة دي تنفعك أنتوا الاتنين شبه بعض..
رفع حاجبه لها كأنه يقول عظمة على عظمة يا ست أول ما اختفت عن عينه قال والد غادة بهدوء
_ تصرفاتك غلط يا شعيب البنت لسة جديدة في حياتك محتاجة منك شوية إهتمام مش ڠضب على أسباب تافهة...
لم يرد هو بالأساس لم يسمع أي كلمة من الآخر عينه على مكان اختفائها مع هذا اللعېن سامر شعرت غادة بالحرج لترد بدلا عنه على والدها
_ شعيب كمان معذور يا بابي فكرة أنه يبقى أب فجأة لبنت في سن المراهقة صعب عليه جدا أول ما نتجوز هتعامل معاها أنا بإذن الله...
ردت عليها السيدة أنعام والدة شعيب بابتسامة
_ عندك حق يا غادة يا بنتي تعالي نعمل القهوة سوا...
لم يتحمل تلك الثرثرة من الجميع أكثر من ذلك ليقوم من مكانه بلا كلمة دون أن يرد على نداء غادة عليه بخطى سريعة وصل لمحل حمام السباحة لتصعد
متابعة القراءة