رواية رائعة بقلم الكاتبة شيماء السعيد
المحتويات
هذه الكلمة أرادت الهروب معه لأبعد مكان ممكن إلا أن صورة غادة عادت الي عقلها لتردف
_ أنا مينفعش أكون رقم اتنين الاتفاق اللي بنا خلص قولت لو عايزة اخرج من حياتك أخرج مدام و أظن كدة بح اتفضل بقى عايزة ورقة طلاقي و أنت عيش مع الست اللي بتحبها
تنهد بتعب من حديثها مردفا
_ مهو أنت حبيبتي
فتحت باعتراض ليحملها على ظهره يحكم قبضته عليها و باليد الأخرى أشار الي رجاله بفتح الباب رأته سمارة لتبتسم لهما بسعادة مشيرة الي شقيقتها من الخلف بمعنى إلى اللقاء
_ أنا مش جاية معاك نزلني
أشار لأحد رجاله أن يقف على بابها يمنعها من الخروج ثم صعد من الجهة الأخرى بجوارها مردفا قبل أن يضع القليل من المخدر على أنفها
_ معلش يا حبيبتي لازم تنامي الطريق طويل و أنا مش عايز فضايح أحلام سعيدة يا قلب شعيب
_ شيماء سعيد
بمنزل صالح الحداد على الفطار
لحبيبة مردفا
_ سامعك قولي اللي قاعدة بتترعشي عشانه
هذه من تبقت له من رائحة والده ابنته التي تربت على يديه منذ نعومة أظافرها و كبرت أمام عينيه يوما بعد يوم يقرأها مثل الكتاب المفتوح ابتلعت لعابها پخوف ثم أخذت نفس عميق تحاول به التحلي ببعض القوة قائلة
ترك صالح الشوكة من يده ثم سألها مرة أخرى
_ من غير مقدمات يا حبيبة قولي عايزة إيه!
عضت على لعدة ثواني تمنعها من الارتجاف ثم قالت بنبرة متقطعة
_ أنا عايزة أنزل أشتغل مش عايزة أبقى على الهامش أرجوك يا صالح خليني أختار صح مرة واحدة في حياتي
اعتذار قائلا
_ حقك تختاري طريقك لأني لما أخترت مكانك ضيعتك
فتحت عينيها بذهول قبل أن تتعلق بعنقه مردفة بسعادة
_ بجد يا صالح هشتغل!
قبل رأسها عدة مرات ثم أومأ إليها بهدوء و إبتسامة صافية قائلا
_ بجد يا حبيبة بس عشان تبقى في أمان خليني أختار مكان شغلك يا باشمهندسة
_ هشتغل فين!
لم يرد عليها بل رفع هاتفه متصلا برقم ما و بعد عدة ثواني أردف
_ سند الكبير وحشني يا جدع
رد عليه سند بوقار و إبتسامة هادئة
_ دكتور صالح ليك وحشة يا راجل بس أنا عارفك بتاع مصلحتك قول متصل ليه!
سند الكبير بطل الرواية الجديدة بعنوان سند الكبير
ضحك صالح علي لسان صديقه الذي دائما ما ينقط من هذا العسل الأسود ثم تنحنح قائلا
مرت دقيقة كاملة حتى تحدث سند بهدوء
_ مقدرش أقولك لأ بس أنت من امتا بتشغل الحريم مش دي مرات حسن برضو
حك صالح مقدمة ذقنه ثم قال
_ لأ اطلقوا الموضوع طويل أخلص اللي ورايا و آجي أقعد مع الحجة شوية أصلها وحشاني
ضحك سند مردفا
_ أنت كدة كدة لازم تبقى عندي كمان يوم أصلي نويت أتجوز
اتسعت عينا صالح بذهول
_ للمرة المية و عشرين دي و الا إيه يا كبير
ضحك سند قبل أن يغلق الخط بوجه صالح فهو الوحيد القادر على فعل حركة مثل تلك مع صالح الحداد أردفت حبيبة بترقب
_ هو أنا هسافر و أسيب عيالي هنا! مقدرش أعمل كدة يا صالح
ربت صالح علي كتفها قائلا
_ إحنا دلوقتي في إجازة يا حبيبة هتاخدي العيال معاكي يغيروا جو و بعدين هقولك تعملي ايه بس وجودك في كفر الكبير أمان ليكي
أومأت إليه ثم عادت للحديث بتوتر مردفة
_ هي سمارة مش هترجع تاني!
تجمد وجه صالح قائلا
_ لأ اطلعي ارتاحي شوية
علمت أنه يرفض الخوض بهذا الحديث معها لذلك فعلت ما أراد و صعدت لغرفة نومها
أما هو أخرج تنهيدة طويلة مشتاقة قطعها إتصال من أحد رجاله الذي قال
_ صالح باشا شعيب باشا أخد مدام صافية و سافر بيها و الهانم دلوقتي في محل الحلويات لوحدها
حك صالح ذقنه ثم أردف بهدوء
_ بقت لوحدها يعني
_ أيوة يا باشا
_ طيب نفذ اللي هقولك عليه بالحرف الواحد بس لو غلطت غلطة واحدة هيبقى آخر يوم في عمرك
_____ شيماء سعيد _____
بعد ثلاث ساعات سفر وصل شعيب أخيرا لمحافظة الإسكندرية حمل صافية التي مازالت غارقة بالنوم ثم دلف بها للشاليه الخاص به صعد بها لغرفة النوم وضع جسدها الناعم على الفراش بعناية
جلس بجوارها لا يفعل شيء سوي التأمل بها من يصدق أنه كان يذهب يوميا بسيارة مختلفة أمام منزلها ليراها فقط و هي تذهب للمحل و تعود منه اكتفي قلبه جدا من الفراق لا يريده بل يريدها
مرت نص ساعة أخرى و هو على هذا الحال بدأت تفتح عينيها و عقلها يتذكر ما حدث رويدا رويدا ظلت تدور بعينيها بالمكان حتى وقعت عليه يتسطح بجوارها على الفراش بكل أريحية
جن چنونها لتقفز و تجلس على ركبتيها صاړخة
_ أنا مش عايزة أقعد معاك أنا عايزة أروح لأختي
حرك كتفه ساخرا
_ عيب لما تقولي لجوزك كدة يا حبيبتي أنت مش عيلة صغيرة عايزة ترجع لأهلها إحنا هنعيش هنا على طول
رفعت حاجبها قائلة
_ نقعد هنا فين و بعدين أنا سامعة صوت بحر
أخذ خصلة منها وضعها على أنفه مرددا بنبرة لعوب
_ إحنا في إسكندرية يا روحي شهر عسل
هزت رأسها پجنون بكل الاتجاهات ماذا يريد منها هذا الرجل!
غير مستكفي بما فعله معها طوال فترة وجودها داخل بيته جزت على أسنانها ثم قالت
_ أنت عايز تعيش شهر عسل و أنت خاطب و بعد يومين تقولي رايح أتجوز التانية أصلي واحد أصيل مقدرش اسيبها ده عند الست أنعام أمك
_ بنت نحترم نفسنا هي أمي دي بتلعب معاكي في الشارع و بعدين أنا راجل متجوز و مش عايز أبقى جوز الاتنين
رمشت بعينيها عدة مرات بحيرة واضحة بداخلها رغبة كبيرة تطلب منها أن تصدقه و تعطي لقلبها فرصة لتعيش هذا الحب شعر بحربها الداخلية ليربت على ظهرها حدقت به ببراءة قائلة
_ أومال هتعمل إيه مع غادة! هي كمان مالهاش ذنب في اللي حصل
تنهد بتعب بالفعل لا يعلم شيء إلا أنه ابتسم إليها قائلا
_ خليكي معايا و بس يا صافية و أنا أوعدك إني مستحيل أوجع قلبك مش يلا نبدأ بقي شهر العسل يا جميل!
عادت لتجلس على الفراش بطريقة أكثر راحة و سندت ظهرها على ظهر الفراش مردفة بحسم
_ أنا معاك لحد ما تحل كل المشاكل اللي عندك و هصبر معاك لآخر نفس بس موضوع شهر العسل ده يا زوجي العزيز هيتأجل هو كمان لحد ما تحل كل المشاكل اللي عندك
يحبها نعم لكنه يرفض تلك الطريقة من لوي الذراع قام من على الفراش بقوته المعتادة التي بدأ يتنازل عنها من أجلها ثم أردف بقوة و هو يعطي ظهره لها
_ طريقتك غلط في عرض طلبك يا صافية و مع ذلك هنفذ اللي أنت عايزاه بس مش لحد ما تقرري تحني عليا لحد ما أنا أقدر أتعامل معاكي بعد كدة من غير حواجز
أخذت نفسها بتعب أعصاب ثم وضعت كفها على رأسها هذه العلاقة رغم حلاوتها إلا انها مرهقة أكثر من اللازم قامت من مكانها ثم ذهبت لتقف أمامه بشكل مباشر مردفة
_ مهما كانت المشاعر اللي جوايا ليك بس أنا خاېفة مش پهددك و لا بحطك تحت ضغط أنا بس بحاول أدي لنفسي قوة أكمل بيها مش عايزة أخسر كل حاجة في العلاقة دي وقتها مشاعري ليك ممكن ټموت مع الأيام
زفر بضيق من نفسه هو من جعلها تصل لتلك الحالة
_ و أنا كمان مش عايزك تخسري أي حاجة يا صافية مټخافيش
_______ شيماء سعيد _____
بالقاهرة بشقة سمارة بعد منتصف الليل
جلست تتابع إحدى المسرحيات القديمة العيال كبرت و بيدها طبق متوسط الحجم من الفواكه شاردة تأكل بصمت لأول مرة منذ ۏفاة والديها تجلس بمنزلهما دون صافية نصفها الثاني البيت أصبح خالي من الروح بلا حياة هي الأخرى أصبحت خالية من الروح و من الحياة
أخذت قطعة من تفاح و أكلت لتسمع أصوات غريبة تأتي من الشرفة عقدت حاجبها بتعجب قبل أن تغلق التلفزيون و تضع ما بيدها ثم قامت و بدأت تتحرك على أطراف أصابعها حتى وصلت للشرفة لتسمع صوت رجل يقول للآخر
_ عمها عايزها سليمة و هو هيخلص عليها بنفسه مش عايزين فيها خدش ضړبة واحدة بس على دماغها عشان مش عايزين فضايح
لأول مرة يسقط قلبها بهذا الړعب من شدة الموقف هي هنا بمفردها دون أحد يدافع عنها أو على الأقل يسأل عليها و يعلم ما بها
ركضت بكل قوتها لباب المنزل لترى طيف رجل آخر يقف عليه ذهبت بأقدام مړتعبة لغرفة نومها و لم تفكر كثيرا هي الآن تحتاج صالح بشدة ينقذها من عمها اللعېن أخذت هاتفها الذي كاد أن يسقط منها عدة مرات ثم رنت على صالح مرة و الثانية والثالثة بلا رد
سقطت دموعها بفقدان أمل قائلة
_ أنت
فين بس يا صالح رد عليا الله يباركلك
في المرة الرابعة سمعت صوته الناعس يقول
_ عايزة إيه يا سمارة هو أنا مش قولت هطلقك بترني نص الليل ليه هو أنا ناقص صداع
لم تهتم بأي كلمة خرجت منه فقط ردت عليه بنبرة مرتجفة
_ الحقني يا صالح عمي بعت رجالة ليا عايز يموتني أنا خاېفة
رد عليها و هو يهب من مكانه سريعا قائلا بلهفة وصلت إليها
_ مټخافيش أنت مرات صالح الحداد
شيماء سعيد__
الفصل الرابع عشر
أنا_جوزك
الفراشة_شيماء_سعيد
دلفت سمارة خلفه لمنزله مرة أخرى أمان لذيذ سيطر على كل جزء بها خلصها من رجال عمها بدقائق معدودة ثم أخذها بلا حرف واحد إلى هنا أغلقت باب الغرفة خلفهما لتراه يأخذ بعض الملابس البيتية الخاصة به و يدلف بعدها للمرحاض
جلست على الفراش مخرجة من بين صدرها تنهيدة حارة عميقة هذا هو فارس أحلامها و انتهى الأمر بعد دقائق كان ينام على الفراش بلا ردة فعل جزت على أسنانها بضيق من غروره الذي لا
ينتهي ثم أردفت
_ على فكرة أنا ممكن أروح أنام
متابعة القراءة