روايه ۏجع الفراق لكاتبتها حنان اسماعيل
المحتويات
.
عاد سارى اليهم فوجدهم على حالتهم تلك .اخرج نسخ من الافلام الرومانسية اعطاهم لصافى قائلا لها
سارى افلامك المفصله اهى
اختارت منهم فيلم رومانسى me before you .وضعه بالجهاز المختص له .بدأ الفيلم فجذب انتباه وعد والتى تركت هاتفها قائله بحماس الله انا بعشق الفيلم ده
تراجعت نبرة صوتها كما لو كانت قد لدغتها عقربة لتتراجع لكرسيها ناظرة لهيفاء والتى بادلتها بنظرات عتاب
نظرت اليه غير مصدقه قائله بهمس انت بتهزر
اجابها جديا عمرى ما اتمنيت حاجة دلوقتى قد مابتمنى طفل منك يربطنا ببعض لاخر العمر
ابتسمت وهى تنظر اليه بحب
صعدا جميعهم للنوم .كانت اخرهم هيفاء بدت كما لوكانت تريد التأكد من ذهاب كل فرد لغرفته .خاصة سارى وصافى .
سارى وحشتينى ...منمتيش ليه
اجابته بإحباط مش عارفه انام
سارى طب افتحى الباب انا جاى لك
سارى بحبك
صافى انا حياتى كلها هناك .اهلى وشغلى .لالا يستحيل
سارى بضيق طب وانا فين من كل ده
اجابته يعنى انت عاوزنى اسيب اهلى وشغلى واجى هنا وافضل لوحدى واقعد فى البيت اربى ولادنا ...دى مش طبيعه شخصيتى وانت عارف ده ياسارى
صافى انا مش بتحجج بس انا مش هقدر بعد ماعملت اسم لنفسى فى الصحافه هناك فجاة اسيب كل ده واجى ابتدى هنا من جديد
لا عندك حق طبعا .اهم شئ مستقبلك وشغلك وانا فى ستين الف داهية
قالها واغلق الباب ورائه بقوة .تاركا صافى جالسه فى ضيق
نزلت للافطار بعدما ناداتها ليزا .لم تجد سارى ولا هيفاء .ابلغها رعد بخروجهم للعمل .
قضت اليوم مع رعد والذى بذل كل ماجهده كى يرفه عنها بحديثه العذب واللعب معها .حتى انها علمته لعبه الطاوله .فى ظل مراقبه وعد لهم باهتمام رغم ادعائها التجاهل .مضى اليوم ببطء قاټل فى غياب سارى عنها
فصعدت للاعلى حيث غرفه سارى مباشرة .طرقت الباب ودخلت كان سارى قد خرج. دى مش ممكن تتأجل .يعنى لبعد العشاء عشان الولاد تحت اكييد وزمانهم جعانين
اجابها بإقتضاب لا ابدا انا تمام
لحق بها فى الحديقه بعدما وقفت وهى تزفر بصعوبة
وقف صامتا ينظر اليها منتظرا ردة فعلها الا انها لم تفعل شئ سوى انها ظلت تنظر اليه بصمت
قطع صمتهم قائلا ساكتة ليه اتكلمى .او اصرخى .او ارمينى بحاجة زى عادتك
اجابته بهدوء انا عاوزة انزل بلدى وبكره
وضع يده على راسه كى يهدأ قبل ان يقول
سارى هو ده الحل من وجهة نظرك انك تهربى زى عيلة صغيرة بتتقمص من اقل حاجة
اجابته بعصبية بتقمص من اقل حاجة
صافى پغضب اكثر اه فقلت لما ټنتقم منى فيها .لا برافو
سارى بنفاذ صبر انا زهقت من النكد ده ياصافى ..زهقت من الشد والجذب يابنت الحلال .بلاش توصلينا لمرحله هتندمى عليها بعدين ...انا بحاول اقرب منك وانفذ لك كل طلباتك وانتى كل همك شغلك ومستقبلك وابن مش ابنك محسوب عليكى وخلاص
نظرت اليه بعتاب قبل ان تستدير مغادرة فامسك ذراعها قائلا جديا بلهجة بتوسل
سارى بلاش تخسرينى ياصافى وتخسرى حبى ليكى .انا عاوزك هنا اودام عينى كل لحظة وكل يوم...عاوز اقوم من النوم الاقيكى اول ورهف لما وصلنا لمرحله اننا معرفناش نحب بعضنا فكنا بنهرب بالسفر للشغل دفعوا التمن لما اتحرموا منا ...انا عندى اربعين سنة يعنى مش هعيش اكتر من اللى عشته ....فهمتى ده وقدرتيه يبقى هتبقى على راسى انتى واهلك وحتى كريم .عاندتى زى عادتك وقررتى تسافرى يبقى هحجز لك على اول طيارة راجعه فى مصر
قالها وتركها واقفه وحدها قبل ان يعود للداخل .لحقت به بعد قليل .دخلت حجرتها وظلت بها حتى الصباح
فى الصباح نزلت بحقائبها والجميع بالاسفل .رمقتها هيفاء بنظرات فرح وشماته .بينما تجاهلتها وعد .كان اكثرهم تأثرا برحيلها هو رعد .كان سارى قد غادر لعمله قبيل مغادرتها بدقائق كى لا يراها بعدما حجز لها تذكرة الطائرة ووصى على ان يقلها للمطار بعد رسالتها الاخيرة .
نظرت للقصر تتأمله من الخارج قبل ان تضع نظارتها الشمسية فوق عينيها .ركبت السيارة وانطلق بها على خارجا من القصر
الجزء التاسع عشر
قضى يوما من اسوأ ايام حياته .كان اكثر ايام حياته عصبية
حتى ان موظفيه حاولوا تلاشيه قدر الامكان بعدما لاحظوا عصبيته الزائدة وصراخه الدائم وتوبيخه لهم .حاولت هيفا التقرب منه خلال اليوم فى محاوله منها لاستغلال الموقف واخراجه مما فيه الا انه صدها بصرامة فإبتعدت فى هدوء
عاد للبيت بخطوات ثقيله .استقبله رعد على الباب بإبتسامه بشوشة قائلا له بفرح
رعد بابا مش هتصدق حصل ايه
اجابه سارى بنفاذ صبر بعدين يارعد بعدين
رعد يابابا اسمعنى بس
سارى بعصبية وهو يتجه للاعلى قلت لك بعدين يارعد
دخل غرفته .رمى جاكيت بدلته بعصبية على السرير
سمع صوتها من خلفه تقول بلهجة ساخرة
صافى لو فاهم انى هفضل ألم وراك انتى والولاد هدومكم وحاجاتكم طول النهار تبقى بتحلم
ابتسم ساخرا يعنى حضرتك رجعتى لمصلحة
سارى طب وشغلك ومستقبلك واهلك
اجابته انا كلمت بابا قلت لهم همد اجازتى هنا شهر كمان لحد لما اسافر واقنعهم يجوا يعيشوا معانا .اما بالنسبة للتهمة عبدالحميد فكلمته وانا فى المطار وطبعا عاش الدور عليا وقعد يكلمنى عن لايحه الاجازات
سمعا اليزا تبلغهم بموعد العشاء زم شفتيه فى ضيق وهى تضحك على منظره
نزلا معا وهم يضحكان .رمقتهم هيفاء بنظرات كره وهى تزفر بضيق .تناولا العشاء جميعهم .اقترح رعد ان يخرجا جميعا كى يريا صافى البلدة .اعتذرت هيفاء لانشغالها وكادت وعد هى الاخرى ان تعتذر الا ان نظرة واحدة من سارى لها جعلها تتراجع
تجولا بالمدينة وبالمولات ليصلا فى النهاية الى مدينة الملاهى .ركبت صافى ورعد عدة العاب متنوعه بينما وقفت وعد بجوار ابيها تتفرج عليهم على مضض وهما يضحكان
اجلسها والدها على كراسى استراحه وفى يده علبه فيشار كبيرة قائلا لها
سارى بصى ياحبيبتى .انا حابب اتكلم معاكى كلمتين وبعد كده اتصرفى زى ما تحبى
وعد بضيق اتفضل
سارى انا ملاحظ انك مش عاوزة تدى لنفسك فرصه مع صافى .يعنى تقربى منها او حتى تتكلمى معاها .واللى ملاحظه اكتر انك بتنصاعى لكلام حد او لتوجيهاته وكأنك لاغية عقلك
وعد پغضب بابا ...ارجوك بلاش تفرض عليا حاجة او حد انا مش حباه .حد ممكن يكون سبب مۏت ماما وانت ببساطه جايبها وعاوز تفرض وجودها علينا ونعتبرها امنا الثانية
سارى بهدوء وحنان بصى ياوعد .اولا صافى مالهاش اى علاقه بمۏت امك اطلاقا لان والدتك ټوفيت فى حاډث سيارة وكان السائق شخص اخر يعنى مش هى عشان اقول ساقت العربية وهى متعصبة منى مثلا فالحاډث حصل .امك كانت راجعه من حفلة وكل الشهود اجمعوا انها كانت سعيدة وقضت وقت جميل مع صحباتها .
قاطعته وعد بس انت قبل سفرك لمصر وقبل مۏت مامى قلت لها على خبر جوازك
سارى فعلا وقلت لها لو حابة ننفصل انا موافق وهى رفضت وقالت انه مش فارق معاها وانها هتكمل عشان الشكل الاجتماعى وانها عمرها ما حبتنى وانى كنت دايما ابن عمها وبس ...اظن انتى كمان فاكرة كل الكلام ده لانه حصل اودامك انتى واخوكى
وعد بس انت جرحت مامى كتير يابابا
سارى اكييد مش هنكر بس صدقينى يمكن لو مامتك اول جوازنا حبتنى وحاولت تحتوينى...لو كانت اعترضت ولو مرة وانا بتجوز عليها واحدة
ورا التانية يمكن مكنتش هتجوز عليها اى واحدة من اللى اتجوزتهم دول .انا وامك كنا ولاد عم وبس واهالينا فرضوا علينا الجوازة دى ومش هقول دى غلطه لانكم احلى حاجة حصلت لنا انا ووالدتك الله يرحمها واظن اننا حاولنا منقصرش معاكم
وعد طب وخالتو هيفاء
سارى بتمعن خالتو ست كبيرة وناضجة وذكية وعارفه عاوزة ايه وبتحسبها بعقلها كويس
وعد وصافى
نظر لصافى بابتسامه حانية وهو يراها تصرخ من الخۏف هى ورعد والارجوحه تعلو بهم للاعلى قائلا لوعد صافى دى شبابى اللى ضاع منى وانا بجرى ورا ستات غلط وشغل مبيخلصش ..صافى بتفكرنى بيكى .عنيدة زيك وجريئة .عقلها كبير بس طفله من جواها .قادرة تسحبنى لدنيا حلوة اتحرمت منها من زمان ...انا هنصحك بحاجة ياوعد .عيشى حياتك واستمتعى بيها عشان يجى يوم وهتندمى على كل لحظة فاتتك منه . وزى ما بتحكمى عقلك حكمى قلبك برضه
ابتسمت وعد قبل ان تسند رآسها على كتف والدها .مد يده بالفيشار لها فأخذت منه .
بادرها قائلا ايه رأيك نجرب لعبه زيهم انا وانتى بس
رفعت حاجبيها قائله بتحد اوك يلا بينا .
قضيا وقتا ممتعا وهم يجربان لعبة خطېرة .عاد للبيت فى وقت متأخر .وصلت اصوات ضحكهم تصل لهيفاء بالاعل .نهضت قرب الباب وتنصتت فسمعت سارى وهو يستعجل ابنائه للدخول للنوم لتأخر الوقت .
وقف بباب غرفه صافى قائلا لها طيب ياحبيبتى اسيبك ترتاحى بقى .النهاردة كان يوم طويل
تضايقت صافى من كلامها وكادت تنهض الا ان سارى امسك بيدها قائلا
سارى لاء اقعدى .احنا خلاص تقريبا خلصنا
ابتسمت صافى بحب له قائله لاء انا هقوم اعمل لك قهوتك بإيدى ..اكييد
محتاجها دلوقتى
اجابها بحماس جدا فوق ما تتخيلى
نهضت قائله قبل ان تغادر للمطبخ حالا ياحبيبى ..قصدى يا سارى
ابتسم لتلعثمها وعى تغادر امامه وعيناه تتابعانها فى حب .بينما عينان هيفاء ترمقانه
بنظرات مملوءة بالغيرة والحقد .
عادت صافى بعد وقت قصير ومعها فنجان قهوة وساندويتش .جلست بجواره
صافى
كل الساندويتش ده الاول وبعده القهوة
ابتسم وهو يمضغ ما حشرته بفمه قائلا ده على اساس
انك ادتينى فرصه ارفض او اوافق
نهضت هيفاء لاجراء محادثة
سارة معتذرا معلشى ياحبيبتى شغل طارئ .ايه مفيش اى حاجة حلوة بعد الساندويتش والقهوة
انتبهت فكادت ان تنهض قائله
صافى حالا ياحبيبى هجيب لك حاجة من المطبخ
غادرا معا للعمل بينما بقيت صافى فى البيت مع الاولاد .احست بالملل يتسرب اليها رغم
مكالمات سارى لهاعدة مرات
عاد ليلا هو وهيفاء .رمقتهما صافى وهى تطالع مجله مع رعد بضيق هى ترى انسجامهم فى الحديث اثناء دخولهم .لاحظت حقيبة بيد هيفاء لماركة ملابس داخليه عالمية .عرفتها فور رؤيتها لهابسبب انها اشترت منها بعض القطع اثناء تجهيزها لزفافها من طارق
احست ان هيفاء تعمدت
متابعة القراءة