بقلم ندى محمود امراة العقاپ
المحتويات
كمان ويبقى اسمي مهرة العورة
مالت للمرة الثانية على الأرض تلتقط الفردة الثانية وتقذفها بها وهي تصرخ بانفعال
امشي يابت غوري من وشي هتجلطيني وجهزي نفسك لبكرا قال مهرة العورة ده انتي المفروض يسموكي مهرة الهطلة
ضحكت بقوة وهزت كتفيها بعدم اكتراث لتشبيه جدتها لها ثم انصرفت وتركتها ټضرب كف على كف من جنان حفيدتها !
كانت جملة صريحة ومستاءة من صديقتها وهم يجلسون معا في غرفتها بعد جاءت لزيارتها وقضاء بعض الوقت معها
تنهدت زينة بيأس وقالت
خاېفة يا سمر يكون أصلا أنا مش في باله وهو ده اللي أنا متوقعاه وفي نفس الوقت خجلي منه بيصعب عليا الوضع
انتصب صديقتها في جلستها وقالت بجدية تسألها بوضوح
هزت زينة رأسها بإيجاب في استحياء بسيط لتستكمل صديقتها حديثها من عند أجابتها وتقول بصرامة
يبقى مفيش حاجة اسمها بتكسف وخاېفة ومعرفش إيه بتحبيه
يبقى قربي منه واكسبي قلبه ماتفضليش قاعدة مكانك زي الهبلة كدا ومستنياه يحبك شوفي هو اهتماماته إيه مثلا وشاركيه فيها أو هو بيحب إيه واعملهوله اعرفي هو بينجذب
هتفت زينة برفض وتذمر
لا أنا مش هغير نفسي أنا عايزاه يحبني زي ما أنا
طيب يابنتي ما تتحركي واتصرفي على الاقل قربي منه هو مش ابن خالتك برضوا يعني الموضوع هيكون سهل بعدين لما تاجي واحدة تخطفه منك متزعليش بقى
هتفت زينة بتهكم وبؤس
الله في إيه ياسمر يعني أنا بشكيلك وبفضفضلك وإنتي تقوليلي واحدة تخطفه منك !!
بس خلاص ماما جات
دخلت والدتها وهي تحمل على صينية كلاسيكية راقية فوقها كأسين من عصير المانجا وتهتف بوجه بشوش
منورانا ياسمر والله ياحبيبتي
أجابت سمر بضحكة وسعادة صافية
ده نورك ياطنط ميرفت والله ربنا يعلم وحشتيني قد إيه يمكن كمان اكتر من البنت زينة النكدية دي
أنا نكدية ماشي ياسمر
تعالت ضحكاتهم معادا زينة التي كانت تحدجهم باغتياظ ولكن سرعان ما اندمجت في الحديث معهم وشاركتهم الضحك وحوارهم الذي بدأ يأخذ منحنى مرح ولطيف
هب عدنان واقفا من مقعده بعد ساعات طويلة من العمل أرهقت جسده وعقله جذب سترته وارتداها ثم مفاتيح سيارته وكذلك هاتفه ولكن قبل أن يضعه بجيبه ارتفع صوت رسالة وصلت إليه للتو كان سيتجاهلها لكن ارتفع الصوت أكثر من مرة مما يشير إلى أن الراسل ارسل أكثر من رسالة في وقت واحد
الفصل الرابع
يحدق في الصور ويده تقبض على الهاتف پعنف حتى كاد أن يهمشه إلى أجزاء بين قبضته لا يفكر بأي شيء سوى بما تراه عيناه أمامه الآن ! كيف أنها تبتسم لذلك الجالس بجوارها وكيف سمحت له أن يلمسها ! كلما تعصف بذهنه احتمالية خيانتها له وأن قد يكون هناك رجل آخر يصاب بالجنون وتتملكه حالة من الڠضب المدمر والآن تلك الفكرة تستمر في التردد بذهنه دون توقف حتى أوشكت على سلبه لما تبقى من عقله
مسح على وجهه وهو يزأر من بين شفتيه كالۏحش الجائع لالتهام فريسة ويجز على أسنانه بقوة نظر لهاتفه وفتح إحدى تطبيقات السوشيال ميديا التي قامت مؤخرا بمحادثته عليه وضغط على زر الاتصال بها يضع الهاتف على أذنه وينتظر ردها ومعالم وجهه مرعبة وعيناه حمراء تماما كنيران ملتهبة
لم تجيبه بعد رنات طويلة فعاد مرة أخرى يتصل ومن بين شفتيه يطلق الفاظ نابية يتوعد لها بمجرد أن تفتح الاتصال
على الجانب الآخر كانت جلنار تمسك بهاتفها ورنينه يرتفع أكثر فأكثر بين يديها وسؤال واحد تطرحه في ذهنها بتردد هل أجيب عليه أم لا ! وبعد لحظات طويلة من
الوقت قررت أن تجيب وترى ماذا يريد فتحت الاتصال ووضعت الهاتف على أذنها وبمجرد ما أن فتحت افحمها بصيحة جهورية منه
وياترى الهانم مبتردش عليا ليه بقى !!
ضيقت عيناها بدهشة وهتفت بخفوت مضطرب
في إيه ياعدنان !
عاد ېصرخ ولكن هذه المرة بنبرة ارعبتها حقا
مين اللي متصورة معاه ده في عيد الميلاد يا مدام
سكتت لبرهة من الوقت لا تفهم ما يقصده أي عيد ميلاد يقصد !! ومن هو الذي التقطت معه الصور !! حاتم !!! همستها لنفسها پصدمة ثم هتفت بهدوء بسيط تجيب عليه
قصدك على مين بظبط
ضحك من بين حالته المخيفة وهتف بعصبية
على مين !! ليه هو في كام واحد يا بنت الرازي اقسم برب العزة لو طلعتي بتخوينني لأكون
انفعلت هي الأخرى وصړخت به تقاطعه
بخونك إيه أنت مچنون !!
جاوبي على السؤال
كانت صړخة عڼيفة منه بعثت القليل من الرهبة في نفسها لتجيبه باستياء
ده صديق ليا وهو اللي بيساعدني هنا مفيش حاجة اكتر من كدا
كور قبضة يده وقال محاولا تمالك أعصابه
اممممم صديق وبيساعدك
شعرت بغصة مريرة في حلقها من اتهامه المؤلم لها وصاحت بسخط
والله العظيم ما في حاجة بينا كفاية شك
ياعدنان حرام عليك
إنتي وبنتي فين
سقطت دمعة حارة على وجنتيها ولم تجيبه خشية من أن يظهر اهتزاز صوتها ويكتشف بكائها فوجدت صړخة نفضتها بأرضها تخرج من الهاتف لاذنيها وهو
يقول
بقولك إنتي فين
تمتمت بصوت يحمل بحة البكاء
مش هقولك ومش هتعرف وحتى لو عرفت مش هتقدر تاخد بنتي مني
عدنان بوعيد حقيقي ونبرة مرعبة
تمام براحتك بس قريب اوي هلاقيكي وصدقيني هوريكي النجوم في عز الضهر وهخليكي تشوفي مين هو عدنان الشافعي على حق
انهمرت دموعها بغزارة على وجنتيها ولكنها جاهدت في عدم اظهار هزة صوتها وهي تهتف بقوة مزيفة وباحتدام
بكرهك ياعدنان بكرهك
وفور انتهاء جملتها أنهت الاتصال فورا والقته على الفراش ثم چثت على الأرض بجواره ودفنت وجهها بين راحتي كفيها تبكي بحړقة وپألم تبكي كل شيء في حياتها على زواج فاشل يقف على أعتاب الانتهاء وعلى ابنة ستعيش مصير مجهول وحزين لا تستحقه وعلى أب قاسې لا يبالي بشيء سوى بمصالحه الشخصية وأمواله وأخيرا على قلب مهشم يدعي القوة
بينما هو فكان يقف كالبركان الذي تطفح حممه البركانية على سطحه وأمامه لحظات قصيرة قبل أن يعلن انفجاره ولم يتمكن من التحكم في انفعالاته أكثر من ذلك حيث نظر إلى محتويات سطح مكتبه وازاحها بيديه كلها دفعة واحدة لتنزل على الأرض محدثة ضجيجا عاليا
بقصر الشافعي
كانت أسمهان تجلس على المقعد الهزاز في الحديقة وبيدها كوب القهوة خاصتها ترتشف منه ببطء وبجانبها مسجل كلاسيكي جميل يصدح صوته بفيروزات الصباح حتى ارتفع صوت رنين هاتفها بجوارها فمدت يدها على المسجل واغلقته ثم أمسكت بالهاتف وأجابت بحزم
ايوة عملت إيه
كله تمام ياهانم الصور وصلت لعدنان باشا وهو شافها
ارتفعت الابتسامة الشيطانية على شفتيها وهدرت بحدة
اوعي تكون عملت حركة غبية كدا ولا كدا وعرفته مكانها عارف لو ده حصل هعمل فيك إيه
هتف بثقة تامة وغطرسة
عيب يا هانم هو أنا مبتدأ ده أنا تربيتك بس بيني وبينك الست جلنار دي وتكة عنده حق الباشا يغير عليها
خرجت صيحة صارمة من أسمهان وهي تهتف بقوة
اخرص ياحيوان أنت ملكش دعوة بأي حاجة غير اللي بطلبه منك بس وتنفذه من غير كلام
لوى الرجل فمه بتهكم وقال بخنق
حاضر ياست هانم وأنا تحت امرك
انزلت الهاتف من على اذنها وأنهت الاتصال وهي تهتف باشمئزاز
جاتك القرف
ثم عادت الابتسامة تعلو شفتيها من جديد وتهمس بسعادة ووعيد
مبقاش أنا أسمهان الشافعي أما خليت ابني يطلقك ويرميكي برا زي الژبالة
رأت آدم وهو يخرج من باب المنزل ويتجه نحو سيارته فقالت بحنو وصوت عالي نسبيا
رايح فين يا آدم
توقف للحظات وأجابها بابتسامة هادئة
رايح المعرض ياماما عايزة حاجة اجبهالك معايا
لا ياحبيبي عايزة سلامتك خلي بالك من نفسك
في مساء ذلك اليوم
وصلت زينة أمام باب المعرض وهي تحمل بين يديها طعام ! تارة تنظر للمعرض وتارة للكيس الذي يحتوي بداخله على ورق عنب ! وتفكر بينها وبين نفسها هل أخطأت عندما جاءت له بالطعام أم أنها فكرة رائعة فتجيب على نفسها بصوت مسموع بعض الشيء
مش سمر قالتالي شوفي هو بيحب إيه واعملهوله هو بيحب ورق العنب !!
وكالعادة كلما تكون تقف تتشاور مع نفسها في حوار يخصه يقطع هو حوارها مع نفسها سمعت صوته وهو يخرج من الباب ويقول بوجه بشوش
زينة واقفة كدا ليه تعالي !
اقتربت منه ووقفت أمامه تماما ثم قالت بابتسامة عريضة تحاول التحلي بالثقة وعدم الخجل
عامل إيه يا آدم
نظر للكيس الذي بين يديها رافعا حاجبه باستغراب ثم نظر لها وقال بلطف
كويس الحمدلله إيه الكيس ده !
ابتسمت بحياء وقالت وهي تتجه
لداخل المعرض وتقول
تعالى هقولك جوا
دخل خلفها وهو يبتسم بحيرة فوجدها تجلس فوق أحد المقاعد وتجذب الطاولة الصغيرة أمامها ثم تبدأ بإخراج علبة بلاستيكية صغيرة شكلها رقيق وتضعها على الطاولة وهي تقول بحماس
عملت ورق عنب وقولت لازم تدوقه فجبتلك معايا منه عشان تدوقه وتقولي رأيك
قهقه بصوت عالي على طريقتها وقال
بنظرات مشتهية
طال والله انتي بنت حلال تعرفي كان نفسي فيه
يلا ياعم عد الجمايل بقى
اقترب وجذب مقعد آخر ليجلس قبالتها ويفتح العلبة ثم يلتقط الشوكة الموضوعة بالداخل ويغرزها في واحدة ثم يرفعها لفمه ويأكلها ظهر الإعجاب على وجهه بعد أن تذوق طعمه ثم القى بالشوكة على الطاولة وقال ساخرا
لا شوكة ايه بقى ده مش عايز شوكة
خرج صوتها الرقيق وهي تقول برقة
عجبك
أجابها وهو يأكل بنهم واستمتاع
اممم جميل أوي يازينة انتي اللي عملاه
ابتسمت باستحياء وقالت
بخفوت
أيوة
تسلم ايدك
لاحظ هو نظراتها إليه فتوقف عن الأكل وتنحنح بإحراج بسيط لتنتصب في جلستها وتقول بتلعثم
ب بالهنا والشفا
هز رأسه بابتسامة بسيطة ثم قال بجدية
اخبار كليتك إيه
أهو فاضل شهرين وامتحن واتخرج واخلص خالص
آدم بنبرة رزينة ورائعة
هانت خلاص شدي حيلك واستحملي الشهرين دول
اماءت لها بتفهم وهي تبتسم باضطراب ملحوظ ثم بدأت تلاحظ التجديدات التي طرأت على المعرض ولفت انتباهها إحدى لوحاته الفنية لتقول بانبهار
الله جميلة أوي اللوحة دي يا آدم
الټفت برأسه للخلف ينظر إلى ما تنظر إليه ثم عاد برأسه إليها مرة أخرى وقال بغمزة
اعتبريها هدية مني ليكي في احتفالية المعرض
زينة پصدمة
بتهزر !!
لا طبعا مش بهزر طالما عجبتك يبقى حلال عليكي
وثبت واقفة ومن دون أن تشعر وجدت نفسها ترتمي عليه ونعانقه وهي تهتف كالمتغيبة عن الواقع
ميرسي أوي يا دوما بجد
فور انتهائها من جملتها
متابعة القراءة