رواية ملاذي وقسۏتي بقلم دهب عطية

موقع أيام نيوز

 


ورد بحماس....
وعنده عضلات زيك.... يعني ياريت لو يطلع
شبهك يابابا هحبه اكتر..... 
أبتسم لها بحنان وهو يكتفي بايماءة بسيطة...
محول انظاره على حياة التي تاكل بهدوء وعيناها
غامت پضياع....
مالى عليها وهو يهمس بأمر قاسې....
خلصي طبقك يامدام حياة.... وياريت تهتمي
بنفسك اكتر من كده.... وزي ماقولتلك قبل كده

اهمالك في ابني هتدفعي تمنه لو جراله اي
حاجه..... 
بلعت مابحلقها وهي ترد عليه بسخط وبنفس الهمس قالت ....
متقلقش هاكل عشان ابنك ينزل سليم... 
همس سالم بامر يصحبه القلق عليها ...
وخدي الأدوية بتاعتك في معادها.... عشان ميحصلكيش مضاعفة.... 
رفعت عينيها عليه بدهشة...
حمحم وهو يقول ببرود..
انا بقول كده عشان ابني ينزل كويس.. 
ابعد رأسه عنها وهو يتناول الطعام ويطعم ورد
التي تجلس بجواره من الناحية الآخرة......
اليوم التاني صباحا ......
نزلت دموع راضية وهي تمسك عكازها....
ادعيله برحمه يامي.... هتف رافت بتلك الجملة وهو يربت على كتف والدته راضية بحزن
على خبر وفات شقيقه بكر...
مسحت وجهه المجعد بمنديل ورقي وهي ترد
عليه بحزن.....
مش مصدقه اني راحه ادفن ابني وهحضر عزاه..
دا بدل ماهو اللي يدفني راحه انا ادفنه.. 
ربنا يخليكي لينا ياحني.. ادعيله برحمة.. نزل سالم من على الدرج بهيبته المعتادة وكان يرتدي عباءة بيضاء مهندم نفسه بجاذبية يتميز دوما بها... وكان يمسك بين يده مفتاح سيارته ......
نظرت له راضية پصدمة....
أنت رايح فين ياسالم..... 
رد عليها بفتور....
هروح اوصلكم وهحضر الدفنه مع الرجاله
وقف اخد عزا عمي انا وابويا .... 
قالت راضية باعتراض...
لا ياسالم بلاش انا عارفه انك ف.. 
مشكلتي انا ووليد هيحلها القانون.... ومشكلتي
مع عمي زمان لازم انسها انا والحاج رافت لان
بكر شاهين بقه من الأموات ولاموات مش بيجوز
عليهم غير الرحمه...... انا هستناكم في العربيه.. 
خرج من البيت وتركهم مصډومين من فتور حديثه ......
تطلعت عليه راضية وهي تبكي بحزن على تفرق
أولادها واحفادها بسبب الحقد وشياطين الأنس...
ربت رافت على كتف والدته قائلا بهدوء..
يلا يامي عشان نحضر الدفنه..... 
تطلعت عليهم وهم يغادرون... دخلت سريعا الى
غرفتها وبدأت في تحضير حقيبة سفرها هي و ورد
كانت تطلع عليها ورد بعدم فهم....
ماما هو احنا مسفرين.... 
ااه ......مسفرين..... 
مع بابا...... 
هزت راسها بنفي وهي تسرع في تحضير حقيبتهم
لا... لوحدنا..... بابا هيحصلنا ..... 
بعد ساعة كانت قد انتهت من تحضير حقيبة
السفر الكبيرة....... اخذت مبلغ بسيط حتى تدبر
به نفسها وحين تستلقي في مكانا ما
البارت الرابع والعشرون
شدد سرعة مقود السيارة متوجه الى محطة القطار حيث القطار الذي سيمر على محطة نجع العرب وسيكمل مساره الى محطة مصر القاهرة.....
خبط على سيارة پغضب وعيناه تتوهج بنيران
لن ترحمها قط.....
على ناحية الاخرة في محطة قطار نجع العرب...
تكاد تكون مزدحمة قليلا ببعض المرؤون والذين
لكلا منهم وجهته الخاصة....... تسير في المحطة
بعقلا لا يزال مشتت من حياة أخره بدون سالم...
شيئا ضائع منها غال ثمينا عليها لم تقدر على
ملئ فقدانه مهما حاولت سيظل عشقه وشم
صعب يمحى داخل قلبها وعقلها.....
هتفت ورد الصغيرة بتعب....
ماما أنا تعبت من المشي ينفع نقعد.... 
اومات لها بي لا...وحملتها على ذرعها وب. وبدأت بسحب حقيبة السفر ذات العجلات الصغيرة خلفها...
كانت مجهدة

بشكل واضح على ملامحها واتاها
الدوار مرة اخرى بسبب عدم اخذها للعلاج
وانعدام وجبة الإفطار اليوم بسبب هذا
المخطط المتسرع منها... الهروب من ...من 
اكثر من عشقته في هذه الحياة البأسة
الهروب من عائلتها الوحيدة ....
انت يتيمة الآن بإرادتك ياحياة تذكري ذاك
الحرمان الذي كان بارادتك يوما ما ان تحرمي قلبك من عائلتك وعشقك الوحيد! تحدث ضميرها بعتاب
وقفت فجأه واعتصرت عينيها بتعب وضعف
هي تشعر انها تنزع روحها من جسدها
ولكن سالم لم يترك لها خيارات أخره....
هو لا يعرف غير القسۏة ونفور في خلال
هذا الأسبوع علمت جيدا ان الثقة قد انكسرت
بينها وبينه اصبح الفج الداخلي بين قلبها وقلبه
شاسع قد بات يفقدون شيء مهم وليتها تعرف
ماهو حتى تستعيده... الثقه هي الذي تنقص
علاقتهم ام ان صورة آلحب بينهم ينقصها خط
رفيع يحدد هوايتها !......
وقفت أمام استعلام المحطة.... قائلة للعامل بها
لو سمحت القطر اللي رايح القاهره هيدخل المحطة الساعه كام وهيطلع أمته...... 
نظر الرجل في أوراقه..... ورد عليها بهدوء..
القطر هيوصل كمان خمس دقايق...وبعد عشر دقايق بيطلع .....
شكرا..... 
ذهبت من أمامه جالسة على اريكة صلبة امام سكة القطار واجلست ابنتها بجوارها..... زفرت بتعب وهي تمسح بالمنشفة القطنية قطرات العرق من جبينها.....
ماما انا جعانه.... هتفت ورد بجملتها وهي تنظر الى هذا المحل ذات المعجنات الساخنة.....
نظرت حياة نحو ما تنظر عليه الصغيرة ثم نظرت
لها وهي تبتسم بفتور....
طب خليك هنا اوعي تتحركي من مكانك...
نهضت حياة وهي تقف امام هذا البائع وعينيها لا تفارق مكان ورد الناظرة لها بتراقب......
في نفس ذات الوقت ......
كان يركض للبحث عنهم في كل مكان تقع عليه عيناه .....وجد امراة توليه ظهرها تشتري شيء
ما ......ركض عليها وكاد ان يقترب
منها فوجد المراة تستدير ويظهر وجها اخر
غيرها.......
زفر پغضب وهو يركض مرة آخرة وعيناه تلتهم كل إنشاء في تلك المحطة بدون رحمة....
هدر من تحت اسنانه پغضب قاتم ....
هوصلك ياحياه هوصلك وقبل حتى ماتخرجي من
النجع..... هتبقي تحت ايدي......هوصلك
اتسعت عينا سالم پصدمة......
اصدر القطار صوت عال ألتفتت حياة الى الرجل
وتاخذ منه المعجنات واستدرت سريعا توزع انظارها بين القطار وبين
 

 

تم نسخ الرابط