غابة الذئاب والسحر الاسود بقلم فاطمة الألفي

موقع أيام نيوز


أن تطلبي الدعاء لي لانه يذكرني دائما بالجرم الوحيد الذي اقترفته في حياتي لقد قتل نفسا وأنا منساقة خلف مشاعر واهية كاذبة ولكنني شعرت بالشفقة على كل ما حدث له رغم كل ما حدث بالماضي إلا أن مازال قلبي نابضا بحبه وهذا بلاء لا دخل لي به لقد أودع الله حبه في قلبي رغم اختلافنا الشديد ولكن توحدت القلوب والقلادة التي تحاط بعنق صغيرتك سيران ستظل تحميها من أختراق جسدها من عين الجن و الانس ابنتك يا ريم والقلادة المحصنة أياك أن تضيعها وكلما ضاق صدرك

ألجئي إلى الله العلي القدير الذي لن يضيعك
قالت ريم بتسأل
وما سر هذه القلادة يا أمي
سرها عظيم فهي قلادة مباركة وأتت لي وأنا في أجمل بقاع الأرض رأيت مناما منذ فترة بسيطة رأيت المارد دهمان يطاردني ويبحث عني وعن نسلي ولكن تلك القلادة جعلت بيننا حجزا لكي لا يراني وهذه مشية الله تعالى جعل بيني وبينهم سدا
ولكني أخطئت عندما وقفت أمامه وتحديته بالماضي كان علي أن أحاربه بأرادة الله وكتاب الله لا بثقتي وقوتي فأنا ضعيفة والقادر الغالب هو الله تعالى.
قاطعتها بفضول قائلة 
وماذا حدث بالماضي ومن ذاك المارد دهمان 
تنهدت بعمق واستجمعت أنفاسها لتخبرها عن وجود ذلك المارد بحياتها وهي فتاة شابة في مقبل عمرها وما السر الذي ربط بحياتها وحياة دهمان هذا الذي وهبه والدها روحها وحياتها عند ولادتها .
كل ذلك وريم تستمع لوالدتها غير مصدقة بما تقص عليها وكأنها تشاهد فيلما عالميا لا يمس للحقيقة بصلة إلى أن أنهت سيرين الحديث وهي تشدد في توصية ابنتها على عدم التخلي عن القلادة وأن تظل تحصن نفسها
واولادها من الشيطان الرجيم لكي لا تصل لهم لعڼة دهمان .
وانهت كلماتها ولفظت أنفاسها الأخيرة بعد نطقها للشهادتين..
فاقت ريم من ذكرياتها وظلت تتطلع لابنها الساكن أمامها دون حراك وهي تردد پخوف لعڼة دهمان هل من الممكن أن يكون ذلك المارد أصاب ابني باللعڼة وسيطالب بروحه 
نفضت راسها نافية بعدم تصديق ما تفكر به وقالت بصوت عال
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.... أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامه
ظلت تردد بعض الأذكار إلى أن شعرت بالهدوء والسکينة والطمأنينة..
في
الصباح علمت جميلة بعودة ابنها وتوجهت إلى غرفته تيقظه وتتسأل عن سبب عودة المفاجئة وهل سيران اتت معه وتركت البطولة ام ماذا حدث
جلست على طرف الفراش وهزت كتفه برفق
كارم هيا استيقظ أريد التحدث معك
فتح عينيه بكسل وعندما رءا والدته أمامه زفر بضيق وعلم ما سبب وجودها الآن بغرفته اعتدلت وجلس على الفراش يتطلع لها بحنق وهو يقول 
اتحفيني يا سيدة القصر اي ريح أتت بك لغرفتي المتواضعة 
لا وقت لمزاحك هذا هيا أخبرني لما عدت من روما بهذا التوقيت وهل خطيبتك أتت معك وعلمت بما حدث لشقيقها ام ماذا حدث
تأفاف بضيق وقال بأقتضاب لكي ينهي الحوار بينهما
سيران أنهت خطبتنا أمس بعد المباراة
جحظت عينيها پصدمة وقالت بعدم تصديق 
ماذا .... ! هل حدث ذلك بالفعل ام تمزح معي
التقط الخاتم من اعلى الكومود كما وضعته ليلة أمس وفرد كف والدته ثم وضع داخله الخاتم وقال 
لا هذا حدث بالفعل والدليل معك الان 
شهقت پصدمة وهي تنظر للخاتم الذي بيدها وعادت تتطالع ابنها بعدم فهم تطلب منه تفسيرا لما حدث
نهض عن فراشه وهم بالتوجه إلى المرحاض ولكنها لحقت به واوقفته 
ظل مكانك أريد معرفة سبب إنهاء الخطبة ماذا فعلت لها لكي تفسخ خطبتها لابد وأنك كنت تتفتل مع الفتيات وتركتها هيا أخبرني بفعلتك الحمقاء
صړخ منفعلا
أجل أنا أحمق الذي نفذ رغبتك في الارتباط من فتاة لم أكن لها مشاعر وفعلتها من أجلك فقط ظللتي فوق أذني تخبريني كم هي جميلة ورقيقة وجذابة وتحبني وسأكون سعيدا معها ضړبتي بمشاعري أنا عرض الحائط أخبرتك لن أفضل الزواح إلا عن قصة حب اوهمتيني بالحب الذي سانعم به ايام الخطبة وفعلت ذلك لكي اتسكع حقا وافعل ما يحلو لي دون قيود سيدة القصر ولكن لم أحسب حساب لتلك النهاية لم أشعر أنني بالفعل أحببتها لم أشعر بفقدها إلا عندما تركتني ورحلت فجأة في بدء الأمر كنت أشعر بالامبالاة ولكن كنت حزينا بسبب غيابها وأشعر بالذنب وعندما علمت بعودتها ركضت إليها فرحا متلهفا لرؤيتها لكنها صدمتني بفك الخطبة ونزع الخاتم دون أن تتفوه بكلمة لم توبخني حتى على فعلتي ولن تواجهني خسرتها حقا يا أمي وأنا الآن نادم على كل لحظة قاستها من أجلي نادم على عدم معرفتي بمدا حبها الذي سكن قلبي دون أن أشعر ولكن بعد فوات الاوان فلم يعد الندم يجزئ نفعا ..
الندم هو الإبصار الذي يأتي متأخرا 
تركها تتطلع لطيفه الذي تواري عن أعينها وتهرب منها خلف باب المرحاض انسابت دموعه حقا وضړب الحائط بقبضته بقوه ثم زفر أنفاسه ووقف أسفل رشاش المياه لتنهمر على جسده المخترق الذي يشتغل والبركان بسبب خذلانه لها وخيانته حزينا على كل ما فعله محطم على قلبه الذي أصبح خاوي بدونها وروحه المعذبة بغيابها عنه ليته علم بمشاعره الحقيقية قبل أن تحكم عليه بالنهاية ..
الأعتذار أحيانا يكون الندم على الكلمات المؤلمة أو الأعتذار لا يجدي ولا فائدة منه كما أن الإنسان يقسى على نفسه عندما يضع نفسه فيما ليس له يتملكه الندم عندما يغلق أذنيه عن كلام عقله.
مر اليومين عليها كالدهر وهي تنتظر إنهاء المباراة للعودة إلى عائلتها ورؤية شقيقها وما حل به نالت لقب بطولة العالم للإسكواش فئة الفتيات ولكنها غير سعيدة باللقب بسبب الحالة التي عليها شقيقها وهو بلد وهي ببلدة أخرى .
التقطت لها بعض الصحف العالمية صور خاصة بها وارتدت الميدالية الذهبية وتوجت أسم بلدتها مصر وشرفتها في تلك البطولة سعيدة بالفوز ولكن فرحتها لم تكتمل بسبب غياب عائلتها فقد كان يعدها شقيقها بالحضور في النهائي واشهار علم مصر والفرحة العارمة بالنصر ولكنه هو الآن راقد بفراشه ساكنا دون حراك.
رفعت علم مصر عاليا وأجرت بعض اللقاءات عبر التلفاز واعتذرت عن بعضهما بسبب عودتها لموطنها الحبيب .
وعاد الفريق بأكمله وهم فرحين بحصولهم على البطولة جلس الكابتن زياد بجوارها يواسيها على ما تمر به من حزن فقد أخبرته قبل ذلك بالحالة الصحية الخاصة بشقيقها ورغم كل هذا فازت بالبطولة فهو دائما فخور بها لأنها بطلة تحدت كل الصعاب .
ربت على كفها لتتطلع له بعيون دامعة ولكن بسمة طفيفة تنير وجهها حدثها بود قائلا 
لا تقلقي شقيقك سيكون بخير باذن الله
أقلعت الطائرة تحلق في سماء روما عائدة إلى أرض الوطن مصر الحبيبة ولوت ثغرها بضجر فقد ظنته حقا سيرافقها كما وعدها وكانت تنتظر قدومه على أمل اللقاء ولكنه خاب ظنها لتلك المرة..
ولكنه كان يطالعها وواقفا جانبها حقا ولكن لم يراه أحد ولا يشعر بوجوده أحد كانت متخفي عن الأنظار وعنها هي الأخرى فكيف سيجلس جوارها وهو جني ولا
يحمل اوراق سفر خاصة به لا يمتلك الا قوته الخارقة فقط ...
الفصل الثامن روح شريرة
عندما هبطت الطائرة بمطار القاهرة الدولي ترجلت سيران مسرعة في خطواتها تنهى المطار لتقلها إلى حيث المشفى وفي غضون ثلاثون دقيقة كانت تترجل من السيارة أمام المشفى واعطت السائق نقوده ثم رحل وهي سارت في طريقها بخطوات واسعة متلهفة لداخل المشفى
وقفت أمام فتاة الإستقبال تتسأل عن غرفة شقيقها لتركض إلى المصعد استقلته وصعدت داخله إلى الطابق المنشود الذي يوجد به غرفة شقيقها 
توقفت مكانها ودارت وجهها للخلف لتجده أمامها رفعت حاجبيها مندهشة قدومه وسارت
تبسم لها وقال معتذرا 
أعتذر عن عدم رؤيتك بالطائرة فقد كنت بالمقعد الخلفي ولم استطيع الحديث معك انتظرتك عند المغادرة ولم أعثر عليك إلا عندما اوقفتي السيارة لحقت بك إلى هنا 
سعيدة برؤيتك لاواي هيا معي لترا عائلتي
طرقت باب الغرفة ووجلت لداخل وبجانبها لاواي الذي وقف مكانه ريثما تصافح عائلتها أولا
وقفت ريم عن مقعدها تنظر لها باشتياق أسرعت سيران تعانقها بشوق جارف واستقام والدها
ضمھا مراد بقوة وطبع قبلة رقيقة على خصلاتها البنية 
مبارك الفوز يا بطلة العالم
تذكرت ريم أمر البطولة وعادت تضمها إليها وتهمس بصوت حزين
مبارك يا حبيبتي لم يسعنا الحظ لنكون جوارك
أعلم والدتي الحبيبة ثم أبتعدت عن أحضانها ونقلت عينيها على جسد شقيقها الممدد أمامها على الفراش دون حراك تقدمت إليه تمسح على وجهه البريء الساكن بهدوء وانهمرت دموعها عندما وجدته لم يتطلع لها ولم يشعر بوجودها عيناه تتطلع في الخواء بشرود
دنت منه تقبلة على وجنتيه ومسدت على خصلاته السوداء الناعمة برفق وقالت بصوت خاڤت
أشتقت إليك يا صغيري... هيا أنهض من فراشك لتتابع أنجاز شقيقتك إلا تخبرني بأن مثلك الأعلى وتود أن تكون بطل أيضا ولكن في لعب كورة القدم التي تفضلها هيا أنهض يا بطل وشقيقتك جانبك لن تتخلى عنك.
لم يستمع لها ولم ترف أهدابه وكأنها سراب أمامه تطلع والديها للشاب الذي دلف معها ولكن واقفا بصمت تام.
قطع الصمت صوت والدها قائلا وهو يقترب منها يمحي دموعها المتساقطة وهو يقول 
سيتحسن بأذن الله سيمر الأمر 
لاواي هذا صديقي تعرفت عليه في روما وهو يعمل طبيب وسيجد علاجا لشقيقي 
صافحة مراد بود وفعلت ريم أيضا وهي تبتسم له وقالت بأمل 
ستجد له علاجا بالتأكيد
هز لاواي رأسه بالايجاب ثم اقترب من سادم يتفحص جسده وينظر داخل مقلتيه المفتوحتين بدقة ثم عاد يتطلع لهم قائلا بجدية 
هل يمكنكما الانتظار بالخارج ريثما انهي فحصي ولكي لا يشعر أحد بوجودي هنا فأنا طبيب غريب عن المشفى.
تفهم والديها الأمر وحاوط مراد كتف زوجته مغادرين الغرفة أما سيران فضلت أن تظل جوار شقيقها وامسكت بكفه ثم نظرت إلىلاواي لن استطيع تركه بعد الآن.
لاحت أبتسامة طفيفة وقال بمرح 
حسنا لا بأس ستكونين مساعدتي من الآن 
بأدلة البسمة برقة ثم تنهدت قائلة
هيا تابع فحصك.
أمسك برأس سادم يحركها يمينا ويسارا ونظر بحدة داخل مقلتية ليرا تغير لونهما جحظت عيناه پصدمة وعاد يتطلع ل سيران التي تراقبه بعدم فهم ولم يحمل بيده سماعة طبيبة أو أي شيء
تنحنح لاواي واراح جسد سادم ثم طالعها بنظرات صاډمة وقال بصوت خاڤت 
داخل جسد شقيقك روح شريرة 
ماذا .. قالتها پصدمة 
صدقيني الأمر صعبا للغاية تلك الروح الشريرة تريد أذاءه
هزت رأسها نافية وقالت بعدم تصديق
لا ... لا هذا عبث 
ثقي في ثم صوب أنظاره بمقلتيها وعاد يهمس بصوت خاڤت
إلا تثقين بي دع الأمر لي ولا تقلقي.
أثق بك ولكن لم أصدق تلك التراهات لا أؤمن بوجودهم 
كظم غيظه فهو أمامها بالفعل وهي تتحدث عن عدم وجودهم 
استرسل حديثه بثبات وقال
حسنا .. أترك لي الأمر وسوف تشاهدين بنفسك ولكن يجب أن تكوني قوية وتتحملين القادم 
أنا قوية ولكن ليس
 

تم نسخ الرابط