حسونه المهلكة بقلم شيماء الجندي
المحتويات
فور ان أغلق الهاتف وبلحظتها اغلق فهد باب جناحه
ايه يااعم انت بتعمل ايه انا مش فاضي أسيف طالبه مني كذا حاجه
فهد قائلا
أنت هتساعدها تتجوز ده !
ابتسم نائل له يقول بتساؤل
وأنت مش عايزني اساعدها ليه هاا ! هي بنت عمي وهو صاحبي وبصراحه لايقين اووي علي بعض
مين دول اللي لايقين علي بعض
انت بتهزار ولا عااامل مش فاااهم انت تفضل بتساعد صاحبك و ابن عمككككك !!!
وومش عايز اتكلم معك وبعدين ايوه أساعد صاحبي طالما يستحق كفايه انه مش زيك
لا يعلم لما ذاك الشعور حين حدثه الآن
يحاول صرف هيئتها عن عقله منذ علم بأمرها هي والطبيب
بابتسامه صافيه عله يرفع رايته أمام براءتها
وقف نائل يحدق حين رأي ذاك الحزن علي ملامحه ليتقدم منه يقول بهدوء
حدق به بأعين دامعه ثم همس بصوت أجش
مش قادر يانائل حاولت ومعرفتش نظراتها ليا مجرد ما بتشوفني صدفه بس بتفضل في عقلي طول يومي كل مافتكر وعارف السبب
وعارف أنها متستاهلش إني أناني في طلبي أنها تسامحني بس مش هتقدر تشوفها مع حد غيرك !!!
حبيتها !!
وكأنه كان ينتظر كلمه ابن عمه لېصرخ پغضب
ايوه حبيتهااااا مين يقدر يشوف أسيف ومايحبهااااش انا حبيت أسيف قولي اعمل ايه غير أني مش ملاك عشان اعمل كده
سلط أنظاره أخيرا وهي يلتقط أنفاسه اللاهثه اثر صراخه الغاضب نبضات قلبه يسمعها الآن ابن عمه
راقب نائل تلك الدموع التي علي ابن عمه ويراها لاول مره بذهول حقيقي نظرات تصرخ بها مقلتيه حقا
وهو يهز رأسه بعدم تصديق لما تؤول إليه أمورهم لقد اصبحت الأمور أكثر تعقيدا الآن ليهمس بصوت واضح النظر إلي ذاك الفهد
اتجه إليه و بصوت متحشرج
نائل مفيش غيرك يساعدني حتي عمتك من ساعه كلامها مع أسيف قالتلي انسي بس انا فعلا مش قادر انا مش طالب غير ان يبقي ليا حاجه عندها وده مش ممكن يحصل لو يزيد ارتبط بيها هو فاهم عشان كده بيسرع من ارتباطه
مش فاهم يعني ايه انت هتعمل ايه !! وانا اساعدك ازاي بقولك مش عايزا تسمع اسمك
عقد فهد حاجبيه وهو يردف پغضب
ماخلاص يابني آدم عرفت انها مش عايزا تسمع اسمي يعني انا دلوقت في نظرها ويزيد باشا طبعا الملاك وانا مش عايز غير فرصه اقدر اوضح فيها اني اتغيرت واخليها تسامحني
نطق كلماته الاخيره بهزل وبدأت الدموع في عينيه بنظره يائسه للغايه حركت ڠضب ابن عمه من ذاك الذي بدا عليه لأجل فرصه واحده !! نائل بارهاق وقال بهدوء نسبي
طيب وانا اقدر اساعدك ازاي !!! وغير كده خليك فاكر تيم هاا لو أسيف قبلت تسامحك مش تحبك واخد بالك انت تيم ممكن علي مساعدتي دي انا عارف وبما انك بقيت كيوت كده عشان خاطر سوفي يبقي أكيد تيم هو اللي
فهد پغضب وهو يردف منذ قليل تماما
مين ده الي بقاا كيوت وعشان ايه !! اسمها ايه سمعني تااني !!!
ضيق عينيه وغضبه بالاجواء ليبتسم نائل ويردف
لاااا بقولك ايه انت حاليا محتاج مسااعده هااا جو وافتكر أسيف !!!
اغمض فهد عينيه بهدوءه و ابن عمه ابتسم يقول
حلو يعني موافق تساعدني
نظر له نائل بقلق ثم اردف
ايه ده انت مبتسم كده ليه احنا ملنش دعوه بيزيد ولا ايه !! بقولك ايه انا من الاول قلقان منك و
و فهد پغضب و سيل كلماته وافكاره قائلا پغضب
بقولك ايه انت متعصبنيش انت شايفني ايه قصادك خلاااص انا اتعالجت
تنهد نائل وقال بعقلانيه
تمام هساعدك و اسيف انا هوقف علي طول انا معنديش استعداد اخسرها ده انا لو ليا اخت مكنتش هتعمل معايا اللي هي بتعمله ده غير ان يزيد صاحبي ومش اعملك اي حاجه بعيد عنهم
فهد وهو يهز رأسه الإيجاب بقوه
اولا انا مش ممكن اعمل كل ده عشان تكلمني ثانيا قولتلك هتبقي معاها
اتسعت عيني نائل مسرعا
لحظه لحظه هما محاولات مش محاوله !! انت ايييه لا ده انت شكلك ناوي تشتري ليهم تذاكر شهر العسل
ليسرع قائلا
قولي عاوز تبدأ وانا تحت امرك
تنهد وهو يحدق به لحظات قبل ان يبدأ بقص عليه تلك الليله
جلست ندي شارده فوق ذاك المقعد في الحديقه تحاول صرف تفكيرها عن ذاك الطبيب الذي استطاع
لقد تمكن من اشغال عقلها كم آلت إليه حالتها وأن الله اختار الأفضل لها حين فقدت جنينها حيث قال إنها
فرصه عظيمه عليها و الاعتراف بمرضها لأجل التداوي منه وقررت العوده الي غرفتها مره اخري
علها تنعم ببعض ساعات النوم منها طوال ليلتها اتسعت عينيها انظارها علي تلك للهدايا اتجهت لتجدها عباره عن علبه كبيره مغلفه ومحكمه
الإغلاق جيدا ابتسمت تلقائيا وهي تقرأ سطور الورقه بجانب العلبه ثم أعادت قرأتها بصوت واضح وكأنها تحاول تصديق ما تراه الآن
افتحي هديتك وحاولي انا مشغول النهارده ومش هقدر اقابلك لكن ميعادنا بكره عاوز اجي الاقيك منفذه ده
ابتسمت وهي لاول مره منذ وقت شيئ ماا
وقفت أسيف پغضب وهي تحدق الذي أرسله اليها يزيد مع بطاقه صغيره أمسكت هاتفها وهي تطرق عليه پغضب مسرعه تتصل به منتظره لحظات قبل ان قائله پغضب
ايه ده يايزيد مين قالك ده اصلااا انت عارف اني مبحبش اللون داااا
صمتت لحظات تستمع إلي حديث قبل ان تقول پغضب وهي تحاول وعمتها تحدق بها باندهاش
ردماادي ايه لا ده مش رمادي والورقه قصادي مكتوبه انا عارفااه
لحظات مرت عليها وهي تحدق بالورقه ثم پغضب وقالت باعتذار
انا هختار فستاني
بنفسي اسفه
ليك
ثم بدأت وهي تقول متنهده
خلاص ماشي مش زعلانه لا سلام
اختفت ابتسامه ذاك من خلف الجدار وابن عمه بجانبه هامسا له
انت مقولتليش ليه علي موضوع الفستان ده احنا مش اتفقنا
فهد ابن عمه وهو ياخده بعيدا حتي لا يتصاعد صوتهم لها ثم پغضب
ايه يابني ادم انت وانا عملت ايه ليهم كل الحكايه بحب اللون ده وكان نفسي بس للاسف أسيف اتغيرت ١٨٠ درجه بس بدايه حلوه برضه
حدق به نائل باندهاش ثم قال وهو يضيق عينيه بسخرية
بتحب اللون ده فهد ياحبيبي فوووق أسيف يعني ليه هو مش ليك انت صدقت
حديثه پغضب به
لو حاولت تااني في جمله مس عارف اعمل ايه
اتسعت عيني نائل وهز رأسه بالإيجاب علي الفور وهو يهمس له
هو ده اللي قولت عليه !! اعمل حسابك اسيف كل كلامها هيبقي علي إنجازات يزيد تكلمك انجز وقولي هعمل ايييه اسيف لو عرفت أني معملتش اللي قالته
اظن فاكر هتعمل ايه متنساااش انت مشوفتش الأمن هو اللي سلمها ليك ساامع
هز رأسه بقلق وهو يأخذها منه بتردد قائلا بتأكيد
فهد انا وثقت فيك اوعي تحكي حاجه عن اللي حصل
اندهش فهد من تفكير ابن عمه واردف پغضب
انت اټجننت يانائل متقلقش اتمني أسيف تكون لسه من براءتها وتسمعها المهم انك تخرج عمتك من مش عاوز حد معاها ساامع
غريبه اوي ليه الامن مدخلوش !!
قالتها أسيف وهي تنظر تلك العلبه الصغيره الملفوفه كما أتفق مع ابن العم ليردف باندهاش مجيبا اياها
ايه ياأسيف اللي غريب بس مممن واحده صاحبتك وحابه تفاجئك شوفيها وأنا اشوف الاوردر بتاع الفستان وصل ولا ايه
ثم تركها مصطحبا عمته وهو يحادثها معه
فتحت العلبه بقلق قبل ان تنصرف إلي جهازها تبدأ بتشغيلها مرتجفه متوتره للغايه ولاتدري ماتلك الآن قلقها الغير مبرر اخيرا ادركت سبب ذاك الخۏف حين ظهر وجهه أمامها يبتسم بهدوء وهو يردف في الفيديو الخاص به وكأنه علي علم بتصرفاتها الآن
هااي يابيبي اوعي تقفلي ارجوك وانا عمري مااترجيت حد ياأسيف مش هتخسري حاجه لو سمعتيني وانا مش قصادك انا عملت الفيديو ده عشان بقيت متأكد انك حبه تشوفيني في مكان يجمعنا لو تيم غالي عندك كملي الفيديو للآخر مش عايز اكتر من كده
تنهيده تعرفها جيدا عنه يفعلها حين يفقد اعصابه بدأت الدموع تتجمع بمقلتيها وهي تحدق به بصمت رويدا رويدا لتسمتع إليه يقول وهو يجلي حنجرته بصوت رخيم متعقل
أنا عارف انك مش عزيزا تشوفيني ولو تقدري هتعمليها من غير ماتترددي لحظه واحده وانا
ساعتها ياأسيف هستقبل وانا مرتاح ومبسوط كمان أنت مكنتيش تستاهلي اللي حصل وانا كنت
في عالم تاني وده مش مبرر ابدااا ولا عمري هيبقي ليا حق في اللي عملته أنا هحكيلك حكايه صغيره وسايبلك ده ومش عايز منك غير انك
تسمعيني وتعرفي ان طلبي الوحيد تسامحيني اتمني ماشوفش نظرات خوف في عينك بعدها لأني معنديش ياأسيف
تنهد رأسه للجانبين وهي تتابعه بقلب وقد بدأ سيل الدموع لعينيها من وقع كلماته ولاول مره الصدق برماديتيه لا هي ليست تلك المره هي دامعه استمعت إلي صوته الأجش يقول بنبره واضحه
الحكايه دي لطفل صغير عمري ماحكيتها لحد هتقولي بحاول اكسب عطفك ايوه انا محتاج عطفك ياأسيف ولأول مره بحتاجه من حد بعد أمي
الدموع إلي عينيه هو تلك المرة وبدأ يسعل محاولا المحافظه علي نبرته لتكون واضحه لها
مكملا
الطفل ده كان عند بالظبط ٦ سنين صحي في يوم علي اصوات طبعا خاف وعيط بس لما لقي الوقت عدي والأصوات سكتت فضوله غلبه وعياطه وقف وحب يشوف ايه اللي حصل وياريته ماخرج من اوضته عارفه شاف ايه
اغمض عينيه وكأنه يستحضر مشهد ما واكمل بصوت غالبه الدموع
شاف أمه و معرفش ملامحها في الأول و فضل
واقف مكانه لحد ما شاف أبوه لكن هو كمل ونزل يعيط ويترجاها بكلام مش مفهوم الموقف ده
بقي يتكرر يوم واتنين وتلاته والطفل ده بيكبر وبيخاف منهم في الوقت اللي يحصل فيه كده لحد
الام في يوم جت واتفقت معاه اتفاق انه اول ما يسمع الاصوات دي هيقعد في اوضته وهيقرأ القرآن
اللي حفظوه سوا بصوت عالي والصوت هيسكت بس بقا يعمل كده فعلا
متابعة القراءة