جواز اضطراري هدير محمود
المحتويات
ماهرة لتلك الدرجة حتى قال لها
مكنتش أعرف أنك سمكة كده
مريم بفخر أمال أنا بحب البحر وبحب أعوم فيه أوى مش بقدر أشوف المياه قدامى ومنزلش
طب بقولك أيه تعالي نطلع شويه عشان تآكلي ونقعد شويه عشان الشمس دلوقتي هتحرقنا وهنروح الشغل بكره مفضوحين بالجرم المشهود
أه صحيح احنا أكيد بشرتنا هتكون خدت تان وأكيد هيلاحظوا
فكرة أيه أوعى تقولي ناخد أجازة دول هيرفدوني
لأ لأ مش أجازة ولا حاجة هنكدب كدبة صغيرة كده وربنا يسامحنا بقا
كدبة أيه
بصي هنقولهم أننا سافرنا الصعيد عشان كان في عزاء وكده والجو هناك حر جدا وقضينا معظم اليوم بره البيت عشان كده اسمرينا شويه
لا والله طب أنتا
أنا وشي هيحمر جدا من الشمس
أمري لله
تعالي نآكل أي حاجة بقا لأني جعت جدا
وأنا كمان جعت أوى
ياااه وأخيرا قولتي أنك جعانة مبسمعش أنا الجملة ديه خالص
يا سلام ليه مش باكل يعني أمال أيه عايشة على الهوا
لأ عايشة بالقدرة
اتريق اتريق طب يلا قبل ما أرجع في كلامي
ماشي
تناولا طعام الغداء ثم جلسا حول المسبح الخاص بالفندق ثم ذهبا مرة آخرى لتمشية على شاطيء البحر وبعدما حان وقت الغروب نظرت إليه قائلة
اشمعنا بتحبي الغروب
أه زمان مكنتش بحبه كنت فاكرة أن الشمس بټغرق في البحر وټموت وعشان كده السما بتبقا حمرا علشان زعلانه على الشمس
هههههههه لا حول ولاقوة إلا بالله من يومك أديبة وخيالك واسع معرفش أيه طلعك دكتورة أصلا
ماشي هسيبك تتريق عليا براحتك النهارده يلا بقا ننزل البحر
بحب الغروب عشان عرفت أنه مش نهاية العالم زي ما كنت فاكرة هي نهاية عندي بس بداية لغيري ومعناها أن بكره هيكون في يوم جديد بأمل جديد
يا سلام يا سلام يوسف السباعي واقف معايا بنفسه وبيكلمني
بطل تريقة
مش بتريق أنا رأيي تغيري نشاطك وتتجهي للكتابة وسيبك من الطب وأهو تريحينا منك
العفو
ظلا يسبحان حتى اختفت الشمس تماما أو ڠرقت في مياه البحر كما كانت تقول وخرجا وبدلا ملابسها وعادا سويا للقاهرة لكنهما عادا مفحمين بالنشاط والأمل وعادت البسمة من جديد لوجه مريم الذي باتت حمرته شديدة لكنها رائعه مع تلك العينان ظلت طيلة الطريق نائمة تماما كالأطفال وتعمد ألا يوقظها حتى تستريح وكان يسوق بهدوء حتى لا يقلقها فهو يعلم أنها لم تهنأ ليلة أمس على نوم هاديء وحينما وصلا نادي عليها حتى يوقظها
بفزع وشهقة عالية وضربات قلب متسارعة وعيون زائغة تتفحص ما حوالها أدهم
أهدي يا مريم في أيه أنا لاحظت أكتر من مرة موضوع خضتك ده بيكون كابوس ولا أيه
البارت 9
مريم بتوهان وبصوت يكاد يكون مسموع بابا
أدهم بعدم فهم عمي ماله كنتي بتحلمي بيه ولا أيه
مريم وقد أماءت رأسها بالرفض لأ
أدهم بنظرات تستحثها على الحديث أمال
ابتلعت غصة أصابتها كلما تذكرت سبب فزعها وحاولت ألا تفر الدموع من مقلتيها رغما عنها وأجابته قائلة
لما بابا الله يرحمه ټوفي كنت نايمة وصحيت فجأة على صوت دموع أمي وهي بتصحيني وبتقولي بصوت كله ۏجع قومي يا مريم اللي كان ساندنا ماټ ومن وقتها بقيت بتخض لما أي حد يصحيني فجأة أو لما أسمع صوت عالي أو صوت حد بيعيط بحس بنفس احساسي وقتها نفس ضربات قلبي نفس خۏفي كأن الموقف بيتكرر تاني قدامي كأني بعيشه ف كل لحظة بصحى فيها مخضۏضة كأن بابا بېموت تاني قالت جملتها الأخيرة وقد فرت دمعة من عينيها مسحتها سريعا ونظرت في الإتجاه الآخر
شعر أدهم بغصتها والحزن التي شعرت به في تلك اللحظه فأراد أن يخفف عنها قائلا بمزاح
بقولك أيه نلف ونرجع تاني ولا أيه مش عايز زعل اليوم ده كله والصرف ده عشان تفرحي فيه وتنسي أي حاجة تزعلك وليكي عليا يا ستي لما آجي أصحيكي هبقا أوطي صوتي خالص ولا أقولك مش هصحيكي أصلا خليكي نايمة نوم الظالم عبادة
ابتسمت مريم لمداعبته وقالت أنا ظالمة بردو يا ظالم
طب يلا بقا خلينا نلحق نطلع ننام عشان ورانا يوم طويل في الشغل الصبح
ماشي يلا
صعدا لشقتهما وتوجه كلا منهما لغرفته بعد أن أخذ كلا منهما الشاور الخاص به ولم تنسى مريم أن تشكر أدهم مرة أخيرة على هذا اليوم الرائع ولم ينسى هو أيضا أن يذكرها بأنه لم يفعل ذلك إلا من باب رد الجميل على مساعدتها السابقة له ونام كلا منهما نوما عميقا بعد يوم كان رائعا لكليهما
وفي الصباح ذهب كلا منهما للمستشفى بسيارته حتى لا يراهما أحد معا وتبدأ الأسئلة باكر جدا كان أول من قابل أدهم هو صديقه سيف
سيف بإبتسامة صباح الفل يا أدهوم
صباح النور يا سيف
أيه صباحو فل ولا أيه قالها سيف غامزا أياه
مالك يا سيف في أيه
بقولك أيه يا سيف مش فاضيلك ورايا شغل
ليه هو أنا تلميذ عشان أسيبك قبل ما أعرف أيه اللي غير لونك يا فسواني
عادي
يا سيف كنت في عزا
لا والله عزا ومريم كمان كانت في عزاء أنتا هتستهبل انتو الاتنين كنتم واخدين أجازة امبارح ليه
عشان احنا الاتنين كنا في العزاء يا سيف والعزاء كان في الصعيد وأنتا عارف بقا الجو هناك حر وشمس ازاي
عزاء وحر وشمس وصعيد ماشي يا معلم خليك فاكر أهوه أنك بتكدب على أخوك بس ماشي هعديهالك المرادي أهم حاجة تكونوا اتبسطوا في العزاء
سيف مش فايقلك على الصبح وهو في حد بيتبسط في العزاء سلااام
سلام يا أدهومتي
اتلم يلا واسترجل سلام يا حلوة
وفي نهاية اليوم كانت مريم بإنتظار أدهم ليعودا معا وكانا على وشك الرحيل إلا أن سيف قد أوقفهما ونظر لها بخبث قائلا
دكتورة مريم البقاء لله
بس هو أنتو كنتو واقفين في الشارع طول اليوم عشان الشمس تعمل فيكو كده
قالت مريم أنتا عارف بقا يا دكتور سيف شمس الصعيد صعبة حبتين تلاته
رد أدهم داعما لها ويعرف منين هو عمره راح الصعيد ده أخره يروح يصيف ف أي حته ابعد حتة راحها تلاقيها اسكندرية
رد سيف مازحا لا والله روحت شرم
يخربيت خفة ډم أهلك غور يا سيف خلينا نروح والله أنتا رايق
قال سيف قبل أن ينطلقا محاولا إثاره غيرة أدهم بس المفروض أننا نشكر شمس الصعيد يا دكتورة مريم على اللي عملته
ردت مريم بعدم فهم على أيه
لكن أدهم فهم أنها مغازلة من سيف ف هو يقصد لون بشرتها صار أجمل فاغتاظ كثيرا ولكنه لم يعلق سوى بأنه قال ل مريم
سيبك منه ده بيستظرف سلام يا سيف نشوفك بكره بإذن الله
انصرفا قبل أن ينتظر رده فهو لو نطق بحرف آخر للكمه في وجهه كيف يغازل زوجته في محضره لكن سيف لا يعلم بأنها زوجته وأيضا هو يعلم أنه فقط يثيره حتى يؤجج الغيرة في قلبه ويجعله يعترف بحبه ل مريم وبينما هو في تفكيره تسائلت
هو سيف كان قصده أيه لما قال المفروض نشكر شمس الصعيد هو
فهم حاجة ولا أيه
لا متاخديش في بالك هو سيف كده بيحب يستظرف
مراليوم دون جديد يذكر وفي اليوم التالي كانت مريم سهر في المستشفى وكان جدول أدهم مختلف في هذا اليوم ف كان هو صباحا وهي ليلا وكان سيف هو الآخر لديه نبطشية وكانت تقف خارج غرفتها ف تحركت قليلا ف وجدت سيف أمامها
أزيك يا دكتور سيف
الحمد لله أزيك أنتي يا دكتورة
تمام الحمد
لله بخير
صحيح كنت سامعة من أدهم أنك هتخطب قريب أيه مش يلا بقا عشان نفرح فيك
لا والله عايزة تفرحي فيا والله أنا نفسي مش عارف هخطب أمتا أصل دينا مأجلة الخطوة ديه وأنا لحد الآن مش عارف ليه
اتكلم معاها أكيد ليها أسبابها
أنا مبقتش متأكد أصلا أنها بتحبني وأنها عايزة تتجوزني ولا لأ
أزاي يعني أنا
آسفة على التدخل والله بس أنتا بالنسبالي أخ ويهمني مصلحتك
أسفة على أيه ربنا يعلم أنا كمان والله من أول ما شوفتك وأنتي بتفكريني بأختى سلمى اللي اتجوزت وسافرت مع جوزها ومش بشوفها إلا كل سنة ولا سنتين أسبوعين أجازة
ربنا يرجعهالكم بالسلامة
بصراحة يا دكتورة مريم أنا كنت محتاج أخد رأيك في موضوعي مع دينا كويس أنك فتحتي الموضوع أنتي بنت وأكيد هتفهميها أكتر مني
قولي أيه المشكلة مالها دينا
مش عارف كل أما أقولها نحدد معاد الخطوبة وأروح أقابل والدك تقولي لأ استنا مش مستعدة مستعجل ليه كده
أنتا متأكد يا دكتور أنها بتحبك وعايزاك
أحنا بنحب بعض
من زمااان هي أول حب وآخر حب في حياتي هي بنت الجيران كنا طول الوقت مع بعض يمكن ف أول علاقتنا كنت متأكد أنها بتحبني وهي نفسها صارحتني ب ده بس معرفش أيه اللي غيرها طول الوقت أنا اللي عايز أقعد معاها أنا اللي بكلمها أنا اللي بهتم بكل تفاصيلها
بس هوه ده
أيه ده
أنتا مديها اهتمام أوفر محسسها أنها محور الكون ف هي ضمنتك حست أنك موجود وسوري مدلوق عليها وفي نوع من البنات لما بيحسوا كده بيبتدوا يعاملوا الراجل بطريقة جافة لازم تخليها تغير عليك تحس انك مش ملكها تحس أنك ممكن تضيع من ايديها
اعمل أيه يعني
غريب
اوى يا دكتور
هو أيه
حبك ليها بالرغم أنك شخصيه قوية بس حساك قدامها ضعيف لازم تبقى قوي لازم تقلل شويه من اهتمامك من مكالماتك من زنك عليها كده لازم تحس وتلمس أن في تغيير من ناحيتك أحكيلها عن أي واحدة وقولها أنها زميلتك واشكر فيها واتكلم عنها شعلل الغيرة في قلبها ساعتها هنشوف بقا إذا لسه بتحبك ولا ده كان مجرد تعود على وجودك في حياتها
شكرا بجد يا دكتورة ربنا يخليكي مش عارف أشكرك أزاي بجد هحاول
أعمل كده وأما أشوف
طب أسيبك أنا بقا عشان بيندهوا عليا في الاستقبال تقريبا في حالة سلام
سلام
مرت أيام ولم تقابل سيف فيها وكانت الحياة هادئة إلى حد كبير بينها وبين أدهم لقد بات يعاملها أفضل من ذي قبل بدأ يثق بها أكثر وهذا ما أضفى على علاقتهما هدوءا نسبيا ولكن يبدو أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة ففي إحدى الأيام والتي كانت تبدو أنها مثل سابقتها إلا أنه حدث شيئا غير متوقعا في ذلك اليوم ذهبا معا للمستشفى كلا منهما في جهته وفي منتصف اليوم وجدت اتصالا
من سيف الذي طلب منها أن تحضر إليه في غرفة الآشعة لأمر ضروري وعاجل وبالفعل ذهبت إليه في الحال ف لقد كانت جالسة في مكتبها بالمستشفى بعد أن أنهت المرور على بعض الحالات ولم تكن هناك أية حالة طارئة
متابعة القراءة