جواز اضطراري هدير محمود

موقع أيام نيوز

 


ولكنه لم يجيب وحينما أرسل الرسالة قرأها لكنه لم يفهم شيء منها وفورا عاد أدراجه إليه ووضع الهاتف أمام عينيه متسائلا 
ممكن أفهم معناها أيه الرسالة ديه
سيف بخضة موبايل مريم معاك بيعمل أيه
نسيته معايا من امبارح ممكن أنتا بقا تفهمني خطة أيه وكلام أيه اللي اتفقت معاها عليه 
ولا حاجة 

أغلق ادهم باب الغرفة عليهما وقال پغضب حارق أقسم بالله يا سيف لو ما اتكلمت وقولتلي الحقيقة مش عارف ممكن أعمل فيك ايه أنطق 
سيف پخوف شديد من صديقه ف هو يعلم أنه لن يفلت من بين براثنه إن لم يعلم الحقيقة والحقيقة فقط فقال بهدوء محاولا استيعاب غضبه أنا هقولك كل حاجة بصراحة بس الأول طمني مريم بخير ولا عملتلها حاجة
هعملها أيه يعني شايفني خلاص مچنون اتزفت واتكلم بقا 
مفيش حاجة بيني وبين مريم مريم أنا باعتبرها زي سلمى أختي والله ومفيش بينا إلا كل احترام وأخوه 
أدهم بسخرية لاذعة والله أخوة وهو في واحد بيعوز يتجوز أخته 
هفهمك كل حاجة 
وبدأ سيف يقص على صديقه الحقيقة كاملة ثم أردف قائلا 
والله يا أدهم ديه الحقيقة مفيش بيني وبين دكتورة مريم أي حاجة غير أنها حاولت تساعدني وأنا كنت فاكر إني بساعدها وبردلها الجميل
وخطة أيه اللي اتفقتوا تنفذوها 
لما قولتلها اللي قولتهولك زعلت جدا وقالتلي ليه عملت كده ولما شرحتلها أسبابي طلبت مني أقولك الحقيقة قولتلها أنك ممكن متصدقنيش ففكرنا وقولتلها خلاص هاتيه وكلميني وخليه يسمع الحوار اللي بينا وساعتها هيتأكد أن مفيش بينا حاجة والله يا أدهم ما حصل ولا كلمة من اللي حكيتهولك 
والله وأنا المفروض أصدق الفيلم اللي أنتا بتقوله ده
أدهم أنا امبارح بعد ما خلصت شغل روحت ل دينا وحكتلها الحقيقة وروحت كمان قابلت باباها واتفقنا على معاد الخطوبة أول الشهر لو أنا بحب مريم كنت هعمل كده استنا أنا هثبتلك بنفسي 
طلب رقم دينا على هاتفه وبعض لحظات أجابته دينا ففتح الاسبيكر حتى يسمع أدهم المكالمة 
ألو
سيفو أزيك غريبة متصل بدري يعني 
أصلي مش قادر أستني لحد أول الشهر عشان نتخطب فقولت أسألك مينفعش تخليها قبل كده
معلش يا سيف مش هينفع والله عشان ألحق أجهز نفسي وأجيب الفستان وكده 
ماشي يا دينا خلاص أمري لله أستنا صحيح نسيت أقولك مريم بتسلم عليكي 
سلملي عليها كتير واعتذرلها لحد أما أشوفها ولا أقولك هات أكلمها 
لأ هي مش هنا بس كانت موجودة من شوية 
بصراحة أنا خبطت فيها جامد وعاملتها وحش مكنتش أعرف أنكوا متفقين عليا بس سامحتها خلاص 
تسلميلي يا دندون طب هسيبك بقا عشان جالي شغل مستعجل هخلص وأكلمك سلام 
سلام
سمعت يا أدهم ولا دينا كمان هتكون متفقة معانا متهيألي أنها آخر واحدة ينفع تبقى معانا 
الله يخربيتك يا سيف ويخربيت أفكارك الهباب مريم المرادي مش هتسامحني أبدا 
أنتا عملتلها أيه ولا قولتلها أيهأوعى تكون ضړبتها
أنيل اللي عملته المرادي عمرها ما هتسامحني عليه 
أوعى تكون طلقتها 
أدهم بدهشة وقد رفع حاجبيه طلقتها أنتا عرفت منين أننا متجوزين 
حدث سيف نفسه قائلا شكلي بدل ما هصلحها هنيلها اكتر أوووف لو لساني ده يسكت شوية ثم اردف قائلا 
مش وقته عرفت منين طلقت مريم 
لأ بس بردو عرفت منين 
منها قالتلي أمبارح لما حكتلها عن اللي قولتهولك فاضطرت تقولي عشان تفهمني إني عملت مصېبة مش رديت جميلها زي ما كنت متخيل المهم دلوقتي أنتا عملتلها أيه 
طردتها 
سيف پصدمة نعم طردتها أزاي يعني 
مسمعتهاش أصلا بهدلتها وغلطت فيها ولميتلها هدومها في شنطتها وطردتها بره شقتي 
يا نهارك أسود أنتا هتفضل غبي كده لحد أمتا
أخرس أنتا خالص أهوه كله بسببك 
أنتا اللي مچنون ومش عارف أنتا ليه كده عملتلك أيه المسكينه عشان تعمل فيها كده أوعى تكون فاكر أنك لوحدك اللي متعقد من الستات هي كمان متعقدة من الرجالة بس هي مش زيك على الأقل مطلعتش عقدتها عليك 
أه وانتا عرفت منين بقا الهانم فضفضتلك أه ما أنتا الصدر الحنين صح 
كفاية بقا يا أدهم هتثق فيها أمتا مريم مش أي واحدة ژبالة أنتا عرفتها وۏجعتك ولا جرحتك ولا حتى خانتك مريم بنت عمك ومراتك مريم ست أي راجل يتمناها 
أدهم بعصبية شديدة وأنتا مالك بتدخل في حياتي ليه ملكش دعوة بيا ومش عايز أعرفك ولا أشوفك تاني يا أخي 
لكز صديقه في كتفه وانصرف ظل يفكر ماذا سيفعل مع مريم كيف سيعيدها إلى شقته و حياتهمرة آخرى تذكر كيف طردها ليلة أمس كيف تعامل معها بشراسة كيف وبخها على فعلة لم تفعلها لن تسامحه أبدا هذه المرة ترك عمله وانطلق بسيارته نحو مسكنها القديم وحينما وصل إلى هناك كان متردد كثيرا فلم يكن يعلم كيف يعتذر إليها وماذا يقول واخيرا صعد الدرج ووقف أمام باب شقتها يضرب جرس الباب إذا بها
تجيبه من خلف الباب ويبدو إنها رأته من العين السحريه فقالت له بصوت قد أنهكه البكاء 
عايز أيه مني جاي هنا ليه 
مريم افتحي أرجوكي عايز اتكلم معاكي 
أيه عايز تطردني من هنا كمان بس للأسف ملكش حاجة هنا 
مريم افتحي بس نتكلم جوه مش هينفع نتكلم من عل الباب كده 
وأخيرا وبعد جدال فتحت له الباب وحينما رآها رثى لحالها كثيرا وعلم مقدار الجرم الذي ارتكبه فلقد كانت عيناها منتفخة من البكاء ويبدو أنها لم تنم ليلتها إلا في بكاء وألم كان هو من تسبب لها فيهما 
أديني فتحت عايز أيه 
أنا آسف سامحيني سيف حكالي على كل حاجة وفهمني الحقيقة 
والله وأفرض أن سيف حد وحش وقالك كده عشان يوقع بينا أو لأي سبب تاني تقوم تصدقه وتطردني من غير حتى ما تسمعني ومن غيرما تخليني أدافع عن نفسي هفضل لحد أمتا أدفع ف فواتير ناس تانيه هفضل لحد أمتا أتحمل غلطات ناس تانيه كل واحد حد يوجعه يطلع وجعه عليا وكأني مكتوبلي حاجتين أتجوز جواز اضطراري عشان الظروف وكلام الناس وأتجوز رجالة معقدة اللي متعقد من أمه واللي متعقد يا عالم من حبيبته ولا صاحبته ولا خطيبته الله أعلم كفاية بقا ارحموني وسيبوني في حالي أخرج بره يا أدهم المرادي بقا أنا اللي بقولهالك وأوعى تفتكر إني بقولهالك لمجرد إني أردهالك أنا فعلا مش عايزة أشوفك تاني بس قبل ما تخرج طلقني مش عايزة أفضل على ذمتك ثانيه واحدة 
أنا مش هطلقك يا مريم وحقك تقولي كل اللي أنتي عايزاه على العموم أنا هسيبك يومين تريحي أعصابك وهرجعلك تاني تكوني هديتي
متجيش تاني عشان أنا مش ههدا يا أدهم المرادي بالذات مش ههدا فاهم وأتفضل بقا عشان الناس اللي في الشارع ميعرفوش إني متجوزة مش عايزة حد يتكلم عني وإذا كان ابن عمي صدق عني الۏحش يبقا أي حد ممكن يصدق أي حاجة 
أنا ماشي يا مريم بس أرجوكي سامحيني أوعدك آخر مرة مش هثق فيكي فيها تاني وعد مني اللي حصل ده عمره ما هيتكرر تاني أبدا 
يا أما وعدتني ومحصلش حاجة
أنا وعدتك إني هحاول وأنتي بنفسك حسيتي إني اتغيرت فترة متنكريش التغيير 
أمشي يا أدهم أرجوك خلاص مش عايزة اتكلم تاني
ماشي براحتك يا مريم خلي بالك من نفسك ولو احتجتي أي حاجة كلميني واتفضلي موبايلك ومفتاح عربيتك نسيتيهم 
موبايلي أه لكن العربية لأ مش بتاعتي 
مريم أرجوكي أنا مش همشي إلا لما تاخدي مفتاح العربية مش هينفع تيجي الشغل بالمواصلات المسافة بعيدة جدا 
مين قالك مش يمكن أرجع المستشفى القديمة قالتها فقط لتثير استفزازه 
وهو السبب اللي سبتيها عشانه اختفى 
ملكش
دعوة أنا هعرف احمي نفسي كويس
مريم أنتي مراتي وأنا مش هقبل ب ده لو هتقعدي هنا لوحدك هتيجي المستشفى عندي وبالعربية ولو ده محصلش هترجعي البيت بالڠصب ولو مرضتيش هاجي أنا أعيش معاكي هنا وده بس لحد ما أعصابك تهدا فاهماني قال جملته تلك بهدوء وحزم في آن واحد 
قد استشعرت الحزم في صوته لذا رضخت لحديثه
قائلة ماشي 
ماشي يلا سلام 
وبعد أن أعطاها ظهره ليرحل نطقت اخيرا وكأنها تذكرت شيء
وقف أدهم متصنما في محله لا يقوي حتي علي الالتفات إليها والنظر في وجهها ثم نطق أخيرا قائلا بلا وعيازاااي 
قائلة هبلة بقا تقول أيه
قاطعها أدهم قائلا بكل الأسى والحزن عليها 
أنا آسف 
أنتا آسف ليه أنا قولتلك عشان تعرف بس قد أيه حجم الۏجع والألم اللي جوايا وبالرغم من ده عمري ما ظلمتك ولا خدتك ب ذنب مش ذنبك زي ما أنتا بتعمل معايا امشي يا أدهم وسيبني لۏجعي 
قالت كلمتها الأخيرة وهي تغلق باب شقتها خلفه واڼهارت من البكاء كان أدهم يسمع صوت بكاؤها ويشعر ب شرخ في قلبه
رثى لحالها كثيرا ف يبدو أن ما ما مرت به ليس بالقليل وليس أقل مما مر هو به ف كليهما كانا ضحاېا الحب ضحاېا أشخاص خائنين ليس المهم نوع الانسان بل المهم هو طبيعته وهذا هو ما أخطأ به أده
بنات حواء لقد ظلم مريم كثيرا وكأنه يعاقبها هي على ذنب الآخرى هي المچروحه الموجوعة بدلا من أن تجد من يطبب جرحها زادها جراحا آخرى وهو الطبيب سحقا لهذا المروان فوالله لو رآه أمامه الآن لحطم رأسه كيف له أن يخون تلك الفتاة الرقيقة وكيف لهو هو الآخر ويصيبه بالحزن والألم انطلق أدهم بسيارته عائدا
وفي الصباح ارتدي ملابسه سريعا لقد كان يريد أن يطمئن عليها وهويعلم أنها لابد وأن تحضر لعملها اليوم وهو يعلم أن جدولها تقريبا مطابق لجدوله ولكن حينما ذهب للمستشفى وسأل عليها أخبروه بأنها غيرت جدولها مع زملائها وأنها اليوم مسائي يبدو أنها فعلت ذلك حتى لا تراه لهذه الدرجة هي أصبحت لا تطيقه أصبحت تكرهه كما تكره مروان هذا ما دار بخلد أدهم في تلك اللحظة
مرت الأيام يوم تلو الآخر وهما لا يلتقيان تقريبا ولا تجيب على مكالمته الهاتفية
يعلم من زميلتها نور أنها تأتي المستشفى وأنها بخير لكن لا يراها لأنها تقريبا غيرت معظم جدولها لهذا الشهر لكنه علم من نور أنها ستبات غدا في المستشفى فأصر أن يراها في هذا اليوم ليطمئن عليها ويقنعها بالعودة معه لشقته مرة آخرى وبالفعل نسق مع أحد زملاؤه ليبيت في المستشفى هو الآخر في هذا اليوم وأخيرا رآها كانت جالسة في مكتبها ومعها نور وحينما رأته خرجت لم تعلم نور بزواجهما لكنه أخبرها إنهما على خلاف وكانت تظن أنه يربطهما علاقة حب لكنهما لم يصرحا لأحد بذلك وحاولت أن تستخرج هذا الاعتراف من مريم

لكنها فشلت فلم تريد أن تطفل عليهما وتركتهما يتحدثان على انفراد وحينما رأى أدهم مريم شعر وكأنها طفلته لا زوجته أو ابنه عمه بل طفلته التي اشتاق إليها كثيرا 
 

 

تم نسخ الرابط