رواية سراج الثريا بقلم سعاد محمد سلامه
المحتويات
طريقة حديثها الناعمة كآنها تنتظر منه إشارة فقطلم يخيب ذاك الرجاء السافر الذي بعينيها وأشار لها أن تلحقه الى منزلهمسارت خلفه ترسم بقلبها شعور بالغرامتغفل عن
نيته التى يود سحقها ولن يتواني عن ذلكيود التنفيث عن ذاك الحقدمثلما يفعل سراج الآن مع ثرياسيفعل مع تلك العلقة التى إلتصقت به مثل اللعڼة
إيه اللى وقفك مع قابيل فى الجنينة
السؤال ده تسأله له مش لياأنا أتخنقت من رغي النسوان الفارغقولت أطلع أشم شوية هوا فى الجنينةمحستش بيه غير لما إتحدت
مازال يقبض بقوة على يدها بل وإزدادت الضغط پغضب وغيرة يحاول كبتها سألها
وكان بيتحدت وياك عن إيه بقي
معرفش مخدتش بالي من حديته
ترك معصمها وضم عضديها بين يديه پغضب سائلا
وليه ممشتيش وسيبته زي أي ست محترمة
تجمرت عينيها پغضب قائله
أنا كنت لسه همشي ومشوفتنيش واجفه معاه فى أوضه مقفولة علينا لوحدنا الجنينة مفتوحه جدام الكل
قالت هذا ولم تحاول دفع يديه عنها بل ظلت واقفه بين يديه رغم شعورها بآلم وعقبت مرة أخري
لازمن أرجع لمندرة الستات أجعد وياهم أنا برضك مرت راچل منيهم ومش أي راچل ده كبيرهم البطل الشهم
لم تنظر وغادرت الغرفة مسرعة قبل أن يقبض على يديها مره أخرى خرجت تصفق خلفها الباب بقوة ذهبت الى ذاك المرحاض الذى بالممر وقفت خلف الباب تضغط بيدها فوق موضع قلبها الذي يثور بداخلها تشعر كآنه قطعة ملتهبة تحجرت دموع عينيها بين مقلتيها ربما لو كانت بكت كانت شعرت براحةلكن لن تنهزم مرة أخريلو يعلم سراج أنها تمقت قابيلربما كانت أراحته لكن هي لا تود ذلكتود إثارة غضبه دائما حتى ټنتقم من خداعهإستقوت وإتخذت قرار العودة للجلوس بين النساءعليها الإستفادة بأحد مكتسبات تلك الزيجة الكاذبة وهي تجلس رأسها برأس ولاء كذالك ټحرق قلب والدة غيث حين تراها أخذت مكانه أقوي بقلب عائلة العوامري لها ثآر معهن وأقل شئ هي حړقة قلبهن بوجودها بينهن دون أن يستطعن فرض هيمنتهن عليها يكفي إنهزام يا ثريا مقدار ما فعلوا سيدفعون الثمن
شعر بضجر جلس يضع ساق فوق أخريوإضجع بظهره يستريح على مسند تلك الآريكة التى بجانب الغرفة
زفر نفسه بڠصب لو لم يكبته لكان مزع قابيل إرب بسبب وقوفه مع ثريا هكذا بالحديقة أمام مرأى الجميعبل من مجرد النظر لها كذالك كان صفع تلك الوقحة على ما تفوهت به من حماقة أثارت غضبه هي مستفزة لو كانت أجابته بطريقة أخري مهذبة ما كان تعمد قول ذلك وإنتهي الآمر بسلاملكن هي هكذا دائما عصية فكر أنه يستطيع ترويضها بالزواج لكن
مازالت تعلن العصيان بتحدي
وكيف يخمد هذا التحدي
بأي طريقة
منذ قبل بداية زواجهم أعلنت العصيان والتمردمنذ ليلة عقد قرانهم
تذكر ليلة عقد قرانه على تلك المحتالة المستفزة
بالعودة الى تلك الليلة
بمنزل والدتها
بغرفة الضيوف
كان المأذون يجلس وجواره سراج ومعهم بالغرفة زوج خالتها كذالك وآدم وعمران فقط كذالك أخيها الذي كان يجلس كالمتفرج
نهض زوج خالتها ودقائق وعاد بها
تدخل خلفهرفع نظره ينظر لها
وجهها كان هادئابل ملامحها كانت باردة لا يوجد عليها أي تأثير بالخجل
حقا تزوجت سابقا لكن أين الحياء
تهكم فهي لا تمتلك أي حياءلكن لن ينكر أنها بهية بذاك الرداء البسيط ذو اللون الأبيض المائل للإصفرار الامع تشبة زهرة برية لها رونق خاص
بكل جرآة جلست على الناحية الاخري للمأذون بعد أن قال لها بسؤال
توكلي مين عنك يا عروسة
أجابته
أنا وكيلة نفسي أكيد حضرتك عارف إنى كنت متجوزه قبل إكده يعني ثيب مش بكر
لم يستطيع آدم كتم ضحكته من جرآة تلك الحمقاء التى بالتأكيد تستفز سراج
نظر له سراج بزغر فتوقف عن
الضحك كذالك ممدوح نظر ل ثريا وضحك لاول مره نظرت له وإبتسمت بينما تضايق عمران ربما أكثر من سراج نفسه تفهم المأذون قائلا
تمام ضع يدك يا سيد سراج في يد السيدة ثريا
لحظات فكرتالأ تفعل ذلك وتمد يدها وتنهض واقفه تنهي تلك المهزلةنظرت نحو يد سراج الممدوده ونظرة عيناه المتوعدة بوضوحمازالت تفكر فى التراجع وتنهض تخذله أمام الموجودين وسرعان ما سينتشر ذلك
لحظة
لحظات
ويد سراج ممدودة
لو نهضت قد تكتسب نفسها لا داعي للعودة لبراثن عائلة العوامري
لو ظلت قد تخسر آخر فرصة لإظهار حقيقة ذاك الآفاق وجعله يندم على محاولاته للضغط عليها
زواجه منها أكبر عقۏبة
هي إمرأة بلا مشاعر
أنثي
وهو يستحق ذلك
إمراة
تجعله يبغض النساء من خلفها
نظرة عين سراج المتوعدة لو تراجعت الآن ستكون نهايتها وهو كسب التحدي
لكن مازالا الجولة الأولى
وإيماءة رأسه لها كآنها آمر
بالفعل رسمت بسمة ومدت يدها وضعتها بيده
بمجرد أن تلامست يدها بيده قبض على يدها بقوة لو بإرادته لحطمها الآننظر لوجهها رغم تألمها لكن لم تئن ورسمت بسمة عناد وتحدي
ليتم عقد القران
وأول خاسر هو أنت يا سراج
وضحكة تملك من سراج
لا تقلقي أنا محارب وتعودت على الإنتصار ولن أنهزم بمعركة سهلة
تحدي وعناد
على من يكسب
والإثنان أصبحا بعاصفة واحدة
قطعة الأرض
عودة
على دقات هاتفة أنزل إحد ساقيه وإنحنى للأمام جالسا وفتح الهاتف
قرأ تلك الرسالة
سرعان ما نهض واقفا ينفض عن رأسه لا داعي للتفكير بذلك كثيرا ليهدأ الآن ويترك العقاپ لاحقا
باليوم التالى ظهرا
أمام ذلك المشفى كان يجلس بالسيارة يراقب عن كثب الى أن رأي خروج قسمت من المشفى ترجل اسماعيل وذهب نحوها قائلا قسمت
توقفت تنظر له للحظاتثم نظرت حولها بالمكان ترا إن كان أحدا يلاحظ وقوفهمثم لم تهتم وكادت تسير بقصد منهافهي تعمدت الفترة الماضيه تجاهل إسماعيلرغم أنها تكن له مشاعر لكن هي لا تحب أن تغوص بمشاعر واهيه تقلص نظرتها للحب على أنه مجرد إنجذاب وقتيأو موعد غراميتريد الحب بمفهومه الشاملأنه تكامل وإنسجام إثنين قادران خوض طريق واحد معا ربما دراستها العلمية أثرت علي تكوين شخصيتها الواضحة
هكذا عقلانيه بعض الشئ لا تهوا أنصاف التجارب لكن لن تدخل بتجربة لديها شكوك أنها ستفشل بنهايتها إسماعيل أخطأ حين لم يجاوب عليها ذاك اليوم لكن بعدها حاول الإتصال عليها وبعث رسائل كذالك لقائهم بغرفة الأطباء الخاصه بالمشفى تعمدت تجاهلهم تختبر صبره وقوة إرادتة رسائل يرسلها وهي لا تهتم تود قرار حاسم منه
رغم مفاجئتها بوقوفه هكذا لكن لوهله شعرت بالحياء
تستمع له
قسمت كفاية تتهربي مني لازم نقعد مع بعض مش هقبل إعتذار
لوقوفهم هكذا بالشارع شعرت بالحياء من نظرات البعض لهمأومأت رأسها موافقة
إبتسم وهو يشير لها بيده للسير ناحية السيارة توقفت وكادت أن ترفض ذلك لكن إسماعيل تفوه بمزح
مټخافيش أنا مش خط الصعيد بس هخطفك
لمكانا الراقي على ضفاف نيل مصر الخالد
إبتسمت وصعدت الى السيارة بعد دقائق كانا يجلسان بذاك المقهي بوضوح تحدثت قسمت
قول اللى عاوز تقوله أنا مقولتش لأهلى إنى هتأخر بعد وردية شغلى فى المستشفى
نظر إسماعيل نحو مجري النيل قائلا
أنا كنت أصغر أخواتي كان عندى حوالي خمس سنين وقت ۏفاة أمييعني ملحقتش أستوعب حتى ملامحهاعرفت ملامحها من الصورأبوي قد ما هو متشدد بس لينا مكانه عندهمعرفش حنان الام شكله إيهخالتي هي اللى كملت تربيتنا أنا وأخواتيحاسس إن فى قلبها حنان يشبه حنان أمي الحقيقيه ويمكن أكتر كمانمن فترة لما كبرنا وكل واحد فينا إختار له طريقطلبت ترجع بيتها من تانيخالتي كان ليها هيمنه كبيرة حتى أبوي مكنش بيقدر يتحداهاأوقات بحسها جبارة رغم حنيتهاكنت مرتبط بها أكتر من أخواتي الإتنينمنكرش لما سابت الدار حسيت بفجوةكنت بسيب دار أبوي واروح حداها معاها بحس براحه كبيرة وأنا نايم على رجليها وهي بتلعب لى فى شعري
توقف للحظات ثم عاد بنظره نحو قسمت وإستطرد حديثه
هتقوليلى بحكيلك الحكاية دي ليه هقولك معرفش أنا عندي هاجس جوايا بخاف أفقد حد بحبه عشان كده فى دماغي هدف وبتمني أوصل له
سألته بإستفسار
وإيه هو الهدف ده
أجابها بتوضيح
الحياة
أنا أختارت طب التشريح بإرادتى يا قسمتكان سهل أختار أي تخصص تانيطب التشريح اللى معظم الدكاترة بتهرب منه لأن مالوش مستقبل هنا فى مصرلكن بره مصردكتور التشريح ده له أهمية كبيرةمش عشان يعرف
أسباب الۏفاة لاء عشان يكتشف أسرار طبية ممكن تدي حياةأنا راسلت أكتر من جامعه خارج مصر بابحاث طبية عملتها
مستني منهم رد بإنضامي لأطباء اللى بيختاروهم لتنفيذ تجارب لهممش عارف طريقي هيوصل لفين
فهمت قسمت جزء من حديثه أن لديه طموح طبي لكن لم تفهم لما يخبرها بذلك فسألته
مش فاهمه عاوز توصل لإيه
أجابها
أنا فى أي لحظة ممكن أسيب مصر وأستقر بالخارج وقتها أكيد حياتي هتتبدل أكيد مش هعيش فى بلد ومراتى فى بلد تانيه
مش فاهمه برضوا تقصد إيه
أجابها بتوضيح
أنا فعلا بحبك يا قسمت مش بتسلى ولا عاوز وبنت أخرج معاها فى الكافيهات لكن كمان مش عاوز أظلم حد معايا لما قولتلي إيه آخر خروجنا إرتبكت وأترددت مش عارف أنا خطوة الإرتباط دي مش هكدب وأقولك كنت بفكر فيها بالعكس كانت أبعد ما تكون عن راسي فى الوقت الحالي قبل ما أعرف طريقي هياخدني لفين لكن لما حسيت إنك هضيعي مني مقدرتش أتحمل أنا دلوقتي حطيت أحلامي كلها قدامك لو عندك إستعداد تشاركيني الأحلام دي ونكون سوا بطريق مش معروف ملامحه
تهكمت ببسمه عن قصد منها تعمدت القول
تبسم قائلا
عمري ما إتعاملت مع حد على إنى فرد من عيلة العوامري بالعكس أنا حابب أفرض شخصيتي بعيد والدليل إنى الطير الشارد اللى أختار يسير
بعيد عن السربكمان
عمري ما تهربت من المسئوليةلكن مش كمان حابب أفرض طريقي المجهول على غيري
إبتسمت قائله
ومنين جالك أنه طريق مجهول ده علم معروف إنت ليه متخيل إن الطريق ده صعب على أي حد يتحمله والدليل إن معظم الأطباء دول معروفين ولهم عائلات كمان يمكن إنت اللى بتدي لنفسك عذر عشان تتهرب من المسئولية إن يكون معاك شريكة حياة تشاركك النجاح ده ليه مش تجرب وأكيد مش هتلاقي مانع لكن طول ما أنت مقرر إنك
قاطعها
قائلا
تتجوزيني يا قسمت
إبتسمت بمكر قائله
الطلب ده مينطلبش مني يا دكتور أكيد إنت عارف الاصول كويس البنت بتنطلب من أهلها الأول بعدين بياخدوا قرارها
يا توافق يا
توقفت ضاحكه حين عبس وجهه مثل الأطفال وقالت
يا توافق يا إسماعيل
إنشرح قلبه وبتلقاىيه جذب يدها قائلا
يعني موافقة إنك تربطي حياتك ب
قاطعته بمرح
موافقة أربط حياتي بشخص مچنون
ب دار عمران العوامري
كان آدم إنتهي من تجهيز شقته الذي سيتزوح بها لكن مازال كتب تلك المكتبه الخاصه بهترك نقلها الى شقته الى آخر الوقتكي لا تتلف من المنقولات الأخري
ثريا رغم عدم هوايتها للقراءة لكن صدفة علمت أنه يهوا إقتناء كتب
متابعة القراءة