سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


هيتكفلو بتصليحها علي حسابهم بنت المحظوظة
أرجعت ابريل رأسها للخلف وعيناها لا تخلو من الدهشة قبل أن تقول بإبتسامة عقبها تنهيدة إرتياح بجد!! طب الحمدلله ريحت قلبي والله العظيم تصدق التنفس بقي احسن دلوقتي .. اومال انت متوتر كدا ليه من ريهام!
انكمشت ملامحه بإمتعاض فور سماعه سؤالها فأجابها بنزق وهو يشد الجزء العلوى من تيشرته للخارج بحركة مضجرة انتي يعني مش عارفها .. كانت هتفضل تقطم فيا .. وانا مش مستحمل ومستوي علي الاخر

بقلم نورهان محسن
فى تلك الأثناء
فى فيلا صلاح الشندويلى
اقتربت لميس من غرفة باسم بخطوات مترددة تشبك أصابعها ببعضهم بتوتر قبل أن تطرق الباب عدة مرات وتمسك مقبض الباب لتفتحه بحذر وتدلف إلى الحجرة متسللة على أطرافها بهدوء.
رأته مستلقيا على سريره شاحب الوجه مغمضا جفنيه فى هدوء تام عاقدا حاجبيه الكثيفان بتعب فإزدردت لعابها بقلب تتسارع دقاته مع كل خطوة تخطوها لتقف أمام السرير ووجهت نظرها إلى وسام التي كانت تجلس بجانب رأسه قبل أن تقوم من مكانها متجهة نحوها فسألت لميس بصوت هامس هو عامل ايه دلوقتي يا طنط .. حرارته نزلت!
تنهدت وسام بتعب ثم أجابتها بنبرة قلقة لسه يا لميس انا قلقانة عليه جدا معرفش ايه اللي حصله دا من ايه!
نظرت لميس للأسفل لبضع ثواني محاولة إخفاء خۏفها عليه قبل أن تستعيد رباطة جأشها وهي تحدق إليها لتقول بذات الهمس طيب انا هروح المطبخ اغليلو اعشاب جايبها معايا من الفيوم .. يشربها وان شاء الله هيتحسن بعدها
وافقتها وسام بابتسامة راضية وهى تربت على ذراعها بلطف طيب يا حبيبتي
تابعت وسام بسؤال هي هالة لسه نايمة!
ردت لميس بالإيجاب ايوه عشان نامت متأخرة امبارح
أومأت وسام لها برأسها فى تفهم قبل خروج لميس من الغرفة بينما رن هاتف وسام ووجدت اسم دعاء يضيء الشاشة فألقت نظرة سريعة على باسم ثم خرجت إلى الشرفة لتجيب عليها حتى لا تزعجه.
في هذه الأثناء
فتحت لميس باب الغرفة بهدوء شديد مرة أخرى وألقت نظرة أخيرة على باسم الذى امتقع وجهه من أثار الحمى قبل أن تغلق الباب بحذر وهي تسير في الردهة وتفكر بقلق في هالة التي لم تتحدث معها منذ الصباح ولم تكن تستيقظ من نومها إلا بين الحين والآخر على صوت رنين هاتفها لترى مكالمات ياسر الكثيرة لها من دون أن تستقبل أى منهم لذا تركتها وشأنها لتفكر بطريقتها الخاصة فهي تلجأ دائما إلى النوم لتنظيم أفكارها المشوشة لعلها تتخذ القرار السليم.
بقلم نورهان محسن
فى مكان جديد
داخل فيلا صغيرة نوعا ما لكنها فاخرة
امرأة في أواخر الأربعينيات من عمرها تجلس على أحد الكراسي في صالة المنزل الفسيح وتتحدث في الهاتف المحمول تتميز بهالة ساحرة وملفتة للنظر لا يظهر عليها التقدم فى العمر لأنها جميلة الملبس والمظهر وتهتم بصحتها إلى أقصى الحدود وتتمتع بدرجة عالية من الأناقة والأنوثة.
أجاب الطرف الآخر الذي لم يكن سوى صوت وسام زوجة شقيق زوجها الراحل وهى تقول بنبرة لينة هدي نفسك يا دعاء .. مش كويسة العصبية دي يا حبيبتي
إمتعضت شفتى دعاء بحسرة لتقول بإستنكار ازاي ماتعصبش بس .. يعني معقول ابني اللي لسه في عز شبابه يفضل حاله بالشكل دا
تحدثت وسام مواساة ماله حاله بس!! ماهو الحمدلله ماشاء الله عليه مبسوط مع مراته وربنا موفقه في شغله
فركت دعاء جبهتها بتوتر ونطقت بنبرة حزينة جدا انتي مش حاسة بيا يا وسام .. انا عايزة اشوفله ولاد .. كفاية انه طول عمره وحداني .. اتحرم من ابوه وهو لسه في بطني .. ومالوش اخوات .. ولما كبر كمان يتحرم من الخلفة
مشاعر ومعاني كثيرة كانت مخبأة في ثنايا كلماتها ولم يحن الوقت بعد لإعلانها لكن وسام لم تفهم أيا منها في هذه اللحظة لتهتف معترضة على ما قالته بتوبيخ سلس ايه الكلام دا يا دعاء !! دا قدر ربنا اللهم لا اعتراض عليه .. وباسم والبنات اخوات عز واكتر كمان .. انتي ناسية انه كبر معاهم ولا ايه!!
فى هذه الأثناء
دخلت منى من الخارج بعد أن فتحت لها الخادمة الباب حيث ذهبت إلى منزل حماتها لتأخذ رأيها في الفستان الجديد الذي اشترته لحفل خطوبة هالة فهى دائما تعجب باختيارها الأنيق في اختيار الملابس ومستحضرات التجميل.
تلاشت ابتسامتها على الفور عندما اقتربت من المكان الذي كانت تجلس فيه دعاء لتتوقف عن المشي وشعرت بالصدمة بمجرد سماعها كلمات حماتها التالية...
نهاية الفصل الرابع عشر
رواية_جوازة_ابريل
نورهان_محسن
الفصل الخامس عشر رواية جوازة ابريل ج
فى هذه الأثناء
لاح على فم دعاء ابتسامة ساخرة قبل أن تأخذ نفسا عميقا لتهدئ أعصابها قليلا حتى لا تبتعد عن مسار حديثهما وأخبرتها مؤكدة كلامها طبعا اخواته يا وسام وكل حاجة .. واكيد ماقصدش كدا .. بس انا عايزة اشوف عز مرتاح واطمن عليه .. دايما حاسة ان
فرحته ناقصة و دا وجعني
تكلمت وسام بتأثر شديد اكيد حقك .. بس ادي الله وادي حكمته ... دي حاجة في ايد ربنا سبحانه وتعالي
مسحت دعاء على صفحة وجهها وعلقت بضيق ايوه وربنا كمان بيقول اسعي يا عبد وانا اسعي معاك .. بقاله تلت سنين معها وعلي طول في خناق وزعل بسبب الخلفة .. لو عليا انا .. يديني الاوكيه بس .. وانا من بكرا اجيبلو مية بنت يختار منهم اللي تعجبه وكلهم بنات عائلات كويسين جدا ويتجوزها .. ومني مالهاش حق انها تزعل .. هو مش هيبقي اول ولا اخر واحد ودا حقه الشرعي
وقفت منى متجمدة فى مكانها بوجه مټألم وحسرة قلب وهى تبتلع تلك الغصة في جوفها بصعوبة وكل كلمة منها تمزق أوتار قلبها وتكسر روحها دون اكتراث فهى بالكاد تصدق أذنيها هل هذه المتحدثة نفسها حماتها ذات القلب الرقيق التي تكن لها الحب والتقدير الكبير
كانت الصدمة بمثابة صڤعة على وجهها أيقظتها على واقع مرير.
امتعض وجه وسام سخطا من أسلوبها العنيد وقالت بتحذير بلاش تفتحي في السيرة دي معاه يا دعاء .. وقتها مش هيوافق بالعكس .. وقتها هياخد موقف منك انتي وهيقولك انتي بتخربي حياته
أخرجت صوتا ساخرا من فمها قبل أن تقول بإستنكار شديد يعني هفضل ساكتة كدا مش هاعمل اي حاجة اعقلو بيها!
تأفأفت وسام بنفاذ صبر ليس هناك أسوأ من الإصرار على التدخل في شؤون الآخرين حتى لو كان ذلك بدافع الإهتمام بمصلحتهم الخاصة فربما يأتي هذا بنتائج عكسية لذا صاحت مستنكرة قولتلك ماتعمليش مشكلة علي حكاية عارفين اخرها انتي اكتر واحدة عارفة راس ابنك يا دعاء
هتفت دعاء بصوت متذمر عال ماشي بس مش دا اخرها .. هو راح بيها كذا مرة لدكاترة اشكال والوان وماحصلش حمل .. الاتنين كويسين بس ربنا مش كارمهم مع بعض خلاص خليه يجرب يتجوز تاني دا حقه وشرع ربنا اللي حلله بيه
مررت وسام أناملها على شعرها الذي تعبث به الرياح مخاطبة إياها بنبرة متضايقة عز بيحب مراته يا دعاء ولو هو عايز كدا لازم قراره يبقي من نفسه
دعاء صوتها الناعم خرج منزعجا وهى تريح يدها على ذراع الكرسى وهو في حد في الدنيا مابيتمناش يجيبلو حتة عيل يشوفه بيكبر قدام عينه ويفرح بيه .. بكرا يكبر ويبقي لوحده من غير عزوة وضهر يصلبو في شيبته ودا اللي خاېفه منه انه يندم في المستقبل ومني ساعتها مش هتنفعه بحاجة خصوصا لو طلبت تسيبو عشان تخلف هي كان..
توقفت عن الحديث عندما أدركت أنها قالت الكثير في فورة ڠضبها ورغم شعور وسام بالأسف عليها وتفهم مشاعرها لكنها علقت بشكل منطقي انا رأيي انك ماتدخليش في المسائل الحساسة دي يا دعاء .. عشان هيجي من وراها مشاكل كتير .. ومني طيبة وبنت حلال وبتحبه جدا .. وربنا هيفرح قلبهم بالذرية لما ربنا يريد .. بس الصبر طيب
جرت منى قدميها تتجه نحو باب المنزل دون تفكير لتغادر بخطوات مرتبكة لا تريد سماع المزيد من كلام حماتها الذي كان بمثابة أشواك مؤذية في روحها التعيسة بشأن هذا الموضوع ومهما كذبت على نفسها ستظل تلاحقها سكاكين الحقيقة لتصيب قلبها بحدة فلا شيء سيشفع لها كل ما تقدمه من أجل حبها لزوجها سيبقى دائما غير كافى.
أدارت دعاء رأسها نحو الباب بنظرات لمعت بالخبث حينما غادرت منى وبابتسامة منتصرة ماكرة قبل أن تتحول إلى تنهيدة مسموعة لتلفظ كلماتها بنبرة بائسة أتقنتها جدا طيب يا وسام .. خلاص ربنا يسهل .. اقفلي السيرة اعصابي تعبانة ومش مستحملة
هتفت وسام بتعجل وهى تنظر إلى العاملين أسفل الشرفة طيب طيب .. هسيبك تهدي وانا هروح اشوفهم خلصوا ولا عملو ايه في الجنينة عشان الخطوبة هالة!!
دعاء والدة عز شخصية مناورة تعاني من تقلبات مزاجية بين الحين والآخر إذ يمكن أن تغضب فجأة وتبدأ بالصړاخ والبكاء إلا أنها تعود بعد مضي وقت قصير إلى الهدوء والبشاشة مثل طباع إبنها ترى أنها لا تخطئ ودائما على صواب وتعطى لنفسها مبرر لكل تصرف تقوم به تهوى صنع أطباق جديدة وغريبة.
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
عند ابريل
رددوا معا كلمات الأغنية بابتسامة عريضة والسعادة طاغية على وجوههم.
وقفت أبريل وتمايلت في مكانها مع صدى الموسيقى في الغرفة الصادرة من هاتف يوسف وكانت تمسك طرفي الفستان بين عمر ويوسف وهم يدوروا حولها يرقصون ويصفقون لها.
_انا دلوعة وملكة
_مجنونة جدا وماليش مالكة
_خليك دوغري وسكة
_يا حبيبي أنا فهماك
_أيوه جميلة وكيوتة بس أنا مش بسكوتة
_ عندى الغلطة بمۏتة أنا مش عايزة اعملها معاك
_ إكشف وريني ورقك
_قولي أنا معجب قولي بحبك
_بين للناس حبك دلع فيا ليل ونهار
_عايزة حكاية مچنونة ويبقوا يقلدونا
_عايزانا نبقى تريند .. أنا وانت فنشرات الاخبار
_أنا عايزة حبيبي يفاجئني
_ياخدنى بعيد ويسرقني
_محدش غيرى يسبقني
_نعيش فخيال ونعيش بإحساسنا
_هنمشى بكيفنا وبراسنا هنرقص يلا رقصنا
_يروق البال
جلست أبريل على الكرسي وكانت
لا تزال تضحك فسألها يوسف وهو يضحك بإستغراب هتكملي الرقصة وانتي قاعدة
وضعت ابريل يدها على وهي تتنفس لاهثة وتشير إليه بيدها لترد عليه في همس كملوا انتو .. انا مش قادرة كفاية كدا خلاص
خرجت كلماته الهازئة من بين ضحكاته اومال في فرحك هتعملي ايه ! دا يدوب تسخين للدرمغة اللي جاية
أخبرته ابريل بلامبالاة بعد ما اغير الفستان بقي .. بس كويس كنت محتاجة شوية الحركات دي عشان لما اكل ضميري مايوجعنيش..
نهضت ابريل فجأة من مقعدها وبدت على وجهه علامات الدهشة من انتفاضتها تلك وهي تسأله بغباء هو انا طخينة يا يوسف!
حاول منع نفسه من الابتسام قبل أن يجيبها بالنفي لا يا حبيبتي مش طخينة خالص .. تحبي اثبتلك!!
أومأت ابريل بقوة بأعين متفرسة حتى جاء جوابه
 

تم نسخ الرابط