سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


اضطراب مم جعلها تتلعثم في حروفها حقك عليا يا حبيبي .. عارفه ان ما كانش المفروض اروح لماما من غير ما اقولك .. بس انا ما كنتش اقصد .. انا انا بصراحة اتضايقت قوي لما سبتني و رحت لها..
تغضنت معالم وجهه فور نطقها بأخر عبارة قبل أن يقاطعها قائلا...
نهاية الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر الوجه الآخر للحب رواية جوازة ابريل

و إن خيروك فاختاري من يحسن إليك 
من يتشبث بك مهما كلفه الأمر 
من يراك الأجمل دوما
من لا يرى غيرك وكأن الأرض خلت إلا منك
من لا يستطيع الاستغناء عنك لأنك أثمن ما لديه 
من يقدر كل تفاصيلك الصغيرة التي تجعلك سعيدة للحد الذي لا حد له 
من لا يجعلك تتسائلين كل يوم بعديد من الأسئلة التي تنهي على ما بينكما
من يحيي تلك المشاعر الدفينة بداخلك الخائڤة من زيف المشاعر 
من يعرج بك من أراضي الخيبة إلى سماوات الطمأنينة 
إن خيروك فأحسني الإختيار
_حقك عليا يا حبيبي .. عارفه ان ما كانش المفروض اروح لماما من غير ما اقولك .. بس انا ما كنتش اقصد .. انا انا بصراحة اتضايقت قوي لما سبتني و رحت لها..
تغضنت معالم وجهه فور نطقها بأخر عبارة قبل أن يقاطعها قائلا بنبرة ثقيلة غيرتي عليا
_غصب عني .. انت مش جوزي وحبيبي ده حقي مش كده
_عارف انك اخدتي علي خاطرك عشان سافرت..
صمت لبضع ثوان وهو يقرأ بتأن تعابير وجهها المنذهل من اعترافه ليستكمل جملته بما جعل قلبها ينبض پجنون عاشقة متلفهة لذلك الحنان الذي نادرا ما يمنحها إياه.
_انتي خاطرك عندي كبير و غالية عليا اكتر ما انتي متخيلة يا حبيبتي .. ومش عايز دا يتكرر تاني مهما يحصل تمام!!
تدفقت الدموع من عينيها فرحا وتأثرت بكلماته بعد أن أثلج روحها المشټعلة بنيران الغيرة بصوته الرجولي الهامس الذي كان كالبلسم الذي نزل على قلبها ليهدئ جراحه ل
بقلم نورهان محسن
عند لميس
أنهت مكالمتها الهاتفية مع والدها الذي أبلغها بقدومه إليها برفقة باسم ثم دخلت الغرفة فرأت أختها الصغيرة متعمقة في سبات عميق على الأريكة الصغيرة وعلى السرير ينام خالد بسكون يحتل ملامحه التى تنضح بالرجولة الممزوجة بعنفوان يأسر القلب.
تابعت لميس سيرها نحوه بخطوات حثيثة ثم جلست على الكرسي بجانب السرير وظهره للحائط ضاقت عيناها تتفحص الكدمات على وجهه الوسيم والچرح في جبهته الذي كان مخفيا برقعة لاصقة.
انتبهت لميس علي حالها عندما وجدته يفتح عينيه ببطء مما أربك نبضات قلبها أما هو فكان نائما من تأثير الدواء حتى تنبأت خلاياه الحسية بوجودها بمجرد دخول عطرها الآسر داخل أنفه.
نمت على شفتي خالد ابتسامة منتشية سعيدا برؤيتها وبدأ يمرر عشبيته اللامعتين بانجذاب لا إرادي على وجهها المتورد خجلا من تحديقه بها الذي زاد من دقات قلبها الخجول قبل أن تقرر بشجاعة كسر هذا الصمت المربك بصوت رقيق يحمل في طياته لمحة من الاهتمام أسعدت قلبه المتيم بها عشقا علي فكرة الدكتور قال تقدر تخرج انهاردة .. بس تاخد بالك من مواعيد الادوية و ماتحملش علي رجلك كتير علشان تشفي بسرعة بإذن الله
_لو وجودي هنا هيخليكي تفضلي جنبي كدا مستعد افضل في الرقدة دي ان شاء الله سنة
تمتمت لميس بذهول وهي تهرب بنظراتها بعيدا عنه بعد الشړ .. ايه اللي انت بتقوله دا!!
إبتسامة خفية إرتسمت فى قلبه ملاحظا أن خدودها تحولت إلى اللون الأحمر بسبب كلامه الغزلي فتظاهر بالانشغال بالجلوس على السرير وهو يعدل وضع الوسادة خلف ظهره قبل أن يصدر تأوها خفيفا جعلها تنهض سريعا وتتحرك نحوه لتقوم بعدل وضعيتها له غير منتبهة لتشنج جسده من اقترابها منه وأنفاسها التى ټضرب جانب وجهه بحرارة ألهبت عواطفه.
ابتعدت لميس قليلا مستقيمة بوقفتها قبل ان تستفسر مستريح كدا
_علي الاخر
همس احمد لها بنغمة رجولية أثارت بداخلها أحاسيس غريبة زلزلتها والتقت أعينهما طويلا في حديث عجزت الألسنة عن نطقه بينما ظلت هي متيبسة في مكانها تفرك كفيها بتوتر ملحوظ قبل أن يأتي إنقاذها من نظراته الساحرة بطرقات متتالية على الباب فأذنت للطارق بالدخول ثم ظهرت ممرضة تحمل صندوقا صغيرا تحتوي على مستلزمات طبية قالت بابتسامة ناعمة للغاية ازيك دلوقتي .. طالما صحيت خلينا نغير الشاش علي چرح ايدك
بقلم نورهان محسن
في تلك الأثناء
داخل غرفة ابريل
أغمضت عينيها تتنقل ببلورة ذاكرتها إلى ما حدث بينها وبين ذلك الرجل الغامض اليوم.
flash back
_ايه ردك!!
تطلعت ابريل نحوه مرة أخرى بإبتسامة متكلفة على ثغرها قبل أن تنطق بما جعل أسهم توقعاته يهبط بقوة للاسف انا معنديش نية اسيب مصر .. ف معلش اعذرني عرض حضرتك مرفوض
إستعجب مراد كليا من رفضها السريع دون أن تكلف نفسها عناء التفاوض معه ليقول بهدوء علي حسب مصادري انتي محتاجة للفرصة دي وفي التوقيت دا بالذات .. اذا محتاجة وقت للتفكير مفيش مشكلة .. بس ياريت الرد يكون في اسرع وقت الفرصة مش بتستني حد
أومأت ابريل برأسها بالنفي وهي تشعر بعدم الارتياح تجاه هذا الشخص قبل أن ترد عليه بحزن مصطنع مالوش داعي ردي النهائي انت خلاص اخدته .. عن اذنك
أنهت ابريل جملتها بسرعة ثم همت بالنهوض من مقعدها لكن استوقفها صوته الحائر في أمرها لحظه من فضلك ما كملناش كلامنا .. اقدر اعرف طيب ايه سبب رفضك
ضاقت عيناها الفيروزية بنظرات جامدة وبقيت صامتة لعدة ثوان قبل أن تخبره مبدئيا حضرتك مش واضح معايا .. ولا مش عايز تقول لي مين اللي وراك ف على اي اساس هثق فيك
أومأ لها مراد ليقول بفهم محتفظا بملامحه الجادة حقك اذا ماوثقتيش فيا بسرعة و تحت امرك مستعد اقدم لك كل الضمانات اللي انت عايزاها الوظيفة والمبلغ اللي تطلبيه هيكونو تحت امرك
زادت مخاوفها بمجرد وصوله إلى هذه النقطة لقد شعرت بالغموض تجاهه في البداية لكن جملته الأخيرة أثارت المزيد من الشك بداخلها فزمت شفتيها بالتفكير متابعة توجس ياه !! انتو باين هتستفيدوا بحاجات كتير من ورا اللي انتم بتعملوه ده!
تشابكت اصابعه مع بعضهما فوق الطاولة وأجابها بصوت متزن كل ده مش مهم خالص ولا هتفيدك معرفته قدام اللي احنا هنقدمه لك
أخذت ابريل نفسا عميقا ولفظته ببطء لتسيطر على الحالة الغريبة التي بدأت تصيبها وهي تفكر في كل إغراءات هذا العرض. 
_هو فعلا العرض بتاعك ما يترفضش .. لكن انت بتعرضه على الشخص الغلط يا استاذ .. انا ماتربطنيش بمصطفي بيني غير صلة قرابة من بعدين .. وحتى الاشاعات اللي انتم طلعتوها ما بقاش ليها اي اساس صحه لان انا دلوقتي مخطوبه
هكذا تشجعت ابريل مستجمعة كل أفكارها في هذه العبارة الحاسمة وهي تنكر الأمر برمته فتنحنح في حرج ثم أخرج شيئا من جيبه
ومد يده إليها عموما اذا غيرت وقتك في اي وقت ده الكارت بتاعي اتصلي بيا
صمت مراد للحظة ثم استكمل حديثه بنبرة شبه مھددة بس اذا مش هتوافقي على عرض تعتبري ان المقابله دي ما كانتش و ماتحكيش فيها مع اي حد ده لمصلحتك
ضحكت ابريل بفتور ظاهري ثم أخبرته بعدم اكتراث مفيش حاجة تتحكي يا فندم زي مافهمتك انا وخطيبي مش طرف في الموضوع اللي حضرتك بتكلم فيه
قام مراد من مقعده ليتمتم بصوت هادئ قبل أن ينصرف أمامها تمام فرصة سعيدة وشكرا لوقتك
back
شعرت بأن ثقلا كبيرا قد انزاح عن صدرها بعد أن تمكنت تجاوز هذا الفخ الذي نصبه لها مصطفى وهذا ما توصلت إليه من ترابط الأحداث ببعضها.
مصطفى كان على علم بعرض العمل الذي جاءها من دبي مما جعل الشك يساورها حياله ليطرأ لها حينها بفطنة أن المقصود ليس سوى باسم لأن أول من سيتضرر من سفرها هو من أعلنت خطوبته الرسمية عليها في الصحف والأنباء فإذا هجرته فإن ذلك سيسبب له ڤضيحة كبري مما يعني أن الضرر سيلحقه بالذات وهذه الإحتمالية هي الأقرب لتفكيرها الآن ربما أراد مصطفي أن يخدعها بهذه الفرصة التي كانت تتمنى أن تتاح لها لذلك لا تستبعد أن يتبين في
النهاية أنه وراء هذه الحيلة المدبرة من أجل إبعادها عن باسم وبذلك يكون حقق هدفه بمنتهى السهولة كما تواعد لها قبل يومين.
أغمضت ابريل عينيها بابتسامة صغيرة تنمو على شفتيها في استرخاء وشعرت بالحيوية تسري في خلاياها مؤكدة لنفسها أنها اتخذت القرار الصائب هذه المرة لكنها الآن في حاجة ماسة إلى عمل حتى يستقر وضعها المالي خاصة أن الأموال التي تدخرها لن تكفي بعد أن تعيد ثمن الفستان المحروق بالإضافة إلى خاتم مصطفى له.
_كان لازم يعني تاخدني الجلالة واولعله في الفستان والدبلة .. اهو مفيش جواز و كمان بقيت مفلسة!!
حركت قدميها بتململ في الماء بمجرد أن بدأ عقلها يتزاحم بالعديد من الأفكار المغرية فأراد جزء منها اغتنام هذه الفرصة التي افلتتها بإرادتها الحرة وهي لا تنكر أنها أحيانا متناقضة في تفكيرها يمكنها أن تفعل الشيء والعكس والدليل أنها على الرغم من أنها لا تزال لا تطيق باسم إلا أنها لن تنسى أيضا أنه دعمها بالأمس عدة مرات متتالية.
زمت فمها بعبوسة خفيفة ممزوجة بالعزم على حجب وساوس الشيطان عن أفكارها فإذا كان مصطفى يعتقد أنه ذكي لأنه تمكن من خداعها مرة فلن تسمح له باللعب معها مرة أخرى.
بقلم نورهان محسن
عند خالد
تجلس لميس على السرير مقابل خالد الذي يرمقها بنظرات بحب مستمتعا بلمساتها الناعمة وهي تلف الشاش الأبيض حول يده ببطء مرتجف.
تذكرت نظرات الإعجاب الواضحة في عيني تلك الممرضة الوقحة وهي تعرض تغيير الشاش عليه بنعومة فائقة عندئذ شعرت كأن بركان يغلي في قلبها حمما ببوادر الغيرة وجدت نفسها تدفع تلك الممرضة لا شعوريا إلى الخارج بينما تخبرها أنها طبيبة وستعتني بتغيير جرحه بنفسها تحت نظرات خالد الذي كان شعر بنبضات قلبه تتراقص فرحا بغيرتها كما ظن أما هي فكانت غاضبة من حالها كيف تغار على شخص وهي تحب شخصا أخر غافلة عن حقيقة أن الغيرة هي الوجه الآخر للحب
تنهدت لميس بعمق وهي تربط له أخيرا هذا الشاش بقوة لا شعوريا جعلته يتأوه من الألم بصوت خاڤت فسارعت تقول بأسف معلش انا اسفة
_باين عليكي متصعبة .. في حاجة مضايقاكي!!
قال خالد ذلك مدعيا التعجب من حالها وبالرغم محاولاتها إخفاء ما يدور في ذهنها فارتعاشة يديها وحركاتها التي تعبر عن انزعاجها وڠضبها كانت تفضحها أمام عاشق يراقب أدنى إيماءة منها
همهمت لميس بلامبالاة ظاهرية لا ابدا مفيش حاجة
استفهم بخبث طيب ماسيبتيش ليه الممرضة تغير علي الچرح!!
رفعت لميس وجهها إليه بسرعة وعيناها تلمعان بحدة لتقول باقتضاب لو عايزاها ممكن اروح اناديهالك
اختتمت لميس جملتها وهي تنهض من
 

تم نسخ الرابط