سلسلة جوازة ابريل الجزئين الاول والثاني كاملين بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


اصول بنمشي عليها .. ولا هو كان كلام عيال .. ما تتكلم يا فهمي وعقل بنتك!
قالت سلمي ذلك وهي تنظر إلى فهمي الذي قام من مكانه بعد أن تولى دور الاستماع لحديثهما لفترة قصيرة ولم يعجبه عناد ابنته وعدم مرونتها في الحديث معهم فاقترب منها بخطوات متمهلة وهو ينظر إليها بتعبيرات صارمة ليخبرها بنبرة حازمة وآمرة مفيش حاجة اسمها قررتي منك لنفسك كدا يا ابريل .. انسيلي حكاية السفر دا من دماغك خالص .. مفيش طلوع ليكي من البيت دا الا بإذني انا .. مفهوم

هدر فهمي بالكلمة الأخيرة بصوت عال إلى حد ما مشددا على كلماته وهو ينظر مباشرة إلى عينيها ليرى أن حدقة عينيها تضيقان دليل على أنها سمعت للتو شيئا لم يروق لها على الإطلاق ما كانت تخشاه دائما فكرة التقييد وفرض السيطرة على حياتها البائسة التي عانت كثيرا من أجل ترميمها وكل ما كانت تفكر فيه جدتها لتشعر بالأمان والطمأنينة التي زعزعها أقرب الناس إليها بتصرفاتهم المخيبة للآمال وفي حالة صدمة وجدت لسانها يهدر مندفعا بإنفعال مليء بالرفض يعني ايه!! هتحبسوني هنا بالعافية!
على الفور رفع فهمي حاجبيه ونظر إليها بنظرة غاضبة وصاح بصوت جدي محذر وهو يشير بإصبعه السبابة أمام وجهها كارها هذا الجدل والعناد في ردودها ابريل!! انا صبري له حدود .. كلام نهائي .. لا في سفر ولا خروج من البيت .. فرحك قرب .. ومصطفي مش عيل صغير عشان تصغريه و تصغرينا قدام الناس
نهضت إبريل من مكانها لتقف أمام والدها وأصبح تنفسها سريعا ومرتفعا لا إراديا وكلماتها نبعت من قلب مذعور مقهور لا يوجد من يسانده أو يساعده رغم أن نبرتها كانت متحشرجة تهدد بالبكاء انهي ناس دي!! انا مش صغيرة يا بابا ومش من حق حد يتحكم فيا ويقررلي مصير حياتي
استشاطت عيناه حنقا مما سمعه منها مم جعلها تجفل بقوة واستعمر الخۏف
قلبها أما وجهها كالصفحة البيضاء الشاحبة عاقدة ما بين حاجبيها تحاول كظم الألم من شدة قبضته وهو يردد بصوت عال صارم انتي اټجننتي بتعلي صوتك عليا
اضطربت دواخلها بشدة ونظرات المفاجأة تندلع من مقل عينيها الجميلتين فكانت هذه هي المرة الأولى التي تنفعل فيها بهذه الطريقة وترفع صوتها أمام والدها أو بالأحرى هى لم تتعامل معه إلا في نطاق محدود للغاية ودائما بكلمات نمطية لم تكن تعرف من أين حصلت على تلك الشجاعة والجراءة لتقول هذه الكلمات أمامه لكنها لم تستطع أن تبقى صامتة في مواجهة شيء يفرض عليها فهذا شيء لا يمكنها قبول حدوثه على الإطلاق.
أما سلمى كانت واقفة تشاهد ما يحدث بترقب وارتباك تنتظر الفرصة المناسبة للتحدث عندما رأت أنه سيفقد السيطرة على نفسه بسبب عنادها استغلت الموقف لتتدخل أخيرا مسرعة نحوه وأجبرته على تحريرها فيما خاطبته بقلق مبررة للآخرى سبب تصرفها العدائي.
ظلت تعابير فهمي المتجهمة كما هي ظاهريا لكنه أحس بوخز يستهدف أعماق صدره عندما رأى نظرة الخذلان وخيبة الأمل القوية تغمر فيروزيتيها المتلألئة بالدموع أكثر بكثير من الخۏف منه لكنه تجاهل هذا الشعور وحدجها بنفس النظرة التي تدل على نفاد صبره منها وخاطبها بلهجة مھددة اسمعي يا بنت الهام .. هتفضلي في اوضتك ومالكيش خروج منها .. مفهوم كلامي
زجرها في نهاية حديثه فأرادت سلمى أن تنهي هذا النقاش المحتدم بنبرة لطيفة تحاول امتصاص غضبه قولتلك خلاص بقي يا فهمي .. يلا سيبنا شوية مع بعض لو سمحت
أطلق زفرة قوية من خلجات صدره وهو يمشي معها إلى الخارج في صمت بينما زفرت أبريل بتعب كبير وعادت لتجلس على السرير مرة أخرى لتتنهد پألم موجع وتشعر بثقل يجثو علي صدرها ويكاد ېخنقها.
بقلم نورهان محسن
فى احدي المقاهي الراقية
سوري جدا لو كنت اتأخرت عليكي يا رزان
رفعت ريهام نظارتها الشمسية عن عينيها الزرقاوين في نهاية جملتها وتبادلت رزان معها النظرات بابتسامة قائلة بترحيب لا مفيش تأخير ولا حاجة .. و اتشرفت بمقابلتك
تحدثت ريهام بإبتسامة تكلف الشرف ليا كمان يا حبيبتي
أنهت ريهام عبارتها بابتسامة وهي تجلس على المقعد المقابل للأخرى التي عادت بظهرها إلى الوراء وهي تحدق فيها بنظرات حائرة فقالت ريهام ببساطة انا عارفة انك مستغربة شوية من مكالمتي ليكي امبارح ..
أماءت رزان بالإيجاب وأخبرتها باهتمام ماخبيش عليكي فعلا استغربت شوية بس لما بحثت عن اسمك بالسوشيال ميديا لاقيت كلام كويس جدا علي شغلك واسم الاتيليه بتاعك معروف
تطلعت إليها ريهام بنظرات غامضة قبل أن تردف بتساؤل و فكرتي اكون عايزاكي بالخصوص دا مش كدا!
أنهت جملتها وهي تنظر إلى ملامح رزان الفضولية بتركيز قبل أن تدحرج عينيها إلى هاتفها الذي وضعته على الطاولة والتقطته لتفتحه باستخدام بصمة الوجه وأضافت بإيجاز شوفي انا مش هطول عليكي .. وهدخل في الموضوع اللي عايزاكي فيه دغري .. اسمعي الڤويس دا
قالت ريهام ذلك وهي تضغط على زر التشغيل فخرج صوت تعرفه رزان جيدا مم جعل عينيها تتسعان من الصدمة الشديدة لما سمعته.
بقلم نورهان محسن
عند ابريل
عادت سلمى إلى غرفة أبريل بابتسامة اتسمت بالحنان والصبر لتراها على حالها فجلست بجوارها وسحبت يدها بين كفيها تربت عليها بلمسات لطيفة منتظرة اعتراضها لكن أبريل ظلت جامدة ولم تظهر أي ردة فعل تخفض عينيها للأسفل فى صمت لتقول سلمي بأقصى ما لديها من حنان يأثر علي مشاعر الأخرى عارفة انك زعلانة مننا .. ان كلنا خبينا عليكي ..
رفعت ابريل عينيها الحمراوتين نحوها تتطلع فيها بنظرات حزينة مليئة بالدموع التي انهمرت على خديها.
نهاية الفصل السادس عشر
رواية_جوازة_ابريل
نورهان_محسن
للموقع الفصل السابع عشر سعادة غامضة رواية جوازة ابريل الجزء الاول بقلم نورهان محسن
ليست كل المشاعر قابلة للمشاركة ولا كل الأفكار قابلة للكتابة ولا كل الأحداث قابلة للسرد ولا كل الهزائم و الإنتصارات قابلة للعرض والتدوين سيبقى داخل كل واحد منا نصيبه من الأسرار التي سيدفنها فى أبعد نقطة بأعماقه ولكن يبقي السؤال هل كل سر نضمره بداخلنا مكتوب أن يبقي سرا للأبد
عند ابريل
رفعت ابريل عينيها الحمراوتين نحوها تتطلع فيها بنظرات حزينة مليئة بالدموع التي انهمرت على خديها واكتفت بالصمت وتجعدت ملامحها في ذهول من دموعها التى تراها للمرة الأولى وأضافت بنبرة آسفة بس انتي ماتعرفيش الموضوع عامل ازاي .. انا عرضت مصطفي لما طلب مننا الطلب دا وحتي باباكي كمان رفض و اټخانق معايا .. بس هو كانت نفسيته مش احسن حاجة في الفترة دي يا ابريل من تجربته ومشاكله مع اهله .. ولما شافك اعجب بيكي وحاول يقرب منك .. بس كان متردد يصارحك بجوازته من حنين
واصلت حديثها بنفس النبرة واحنا لما شوفنا قبول منك ليه بصراحة ماقدرتش اعارض بس شرطت عليه انه مش هيكتب كتابك الا لما يطلق حنين رسمي وحتي انا معايا رقم المحامي اتصلي بيه واتأكدي من كلامي بنفسك لو مش مصدقاني
فرقت
أبريل فمها للسماح للهواء بالتسرب إلى رئتها وحواجبها مجعدة بضيق مررت لسانها المبلل على فمها استعدادا للرد فخرجت الكلمات مقتضبة بنبرة هادئة مبحوحة على عكس توقعات سلمى تماما والتي ظنت أنها ستجعلها تلين في تعاملها الدمث معها تفتكري يا طنط ينفع ابدأ حياتي مع واحد في بداية علاقته بيا خبي وكدب عليا!! تفتكري ينفع اثق فيه مرة تانية !! انا بس مش هممني اي حاجة غير انكو خبيتو عليا دا اللي صدمني بجد..
اعتدلت سلمى في جلستها أمامها بتوتر تحاول أن تصبر عليها وإن لم تجدها تستجيب بسرعة لاعتذارها فعليها أن تسيطر على هدوءها وأعصابها أمامها حتي تحقق المراد لترسم البسمة على فمها قبل أن تقول بذات لهجة الصوت الهادئة الحنونة معاكي حق يا ابريل .. اي واحدة مكانك دا هيكون رد فعلها الطبيعي .. بس يا حبيبتي الامور دي ماتتحلش كدا مش اول مشكلة تقابلكو يكون ردك انك مش هتتجوزيه
زفرت إبريل بقوة ثم استقامت من مكانها لتتقدم خطوتين إلى الأمام قبل أن ترد بنبرة عنيدة عاصية لا تتناسب مع نبرة الخضوع التي تطمح إليها سلمي الآن بعد كل هذا الحنان والمودة البالغة منها مفيش غير الرد دا علي اللي حصل .. انا ايه يجبرني اتجوز واحد كداب ومتجوز وعنده عيال كمان
حدقت سلمى في ظهر الأخرى باستياء وانزعاج بعد أن أخرجتها عن الثبات العاطفي بعنادها المستفز لتقول بنبرة باردة ممزوجة بكراهية مختبئة بداخلها خلينا واقعيين يا ابريل .. ليه محسساني ان دا جديد عليكي .. ما الدنيا فيها كتير بيعملو كدا واقربهم امك يا ابريل
تسمرت أبريل في مكانها فور أن سمعت أذنيها تلك العبارة وساد الصمت أرجاء الغرفة لعدة لحظات قبل أن تستدير نحو لتواجهها وهي ترمش بعينها بسرعة وسألتها بهدوء مستفسرة ببطء على عكس شعور الڠضب المتضارب الذي نمى في ذهنها يعني ايه .. تقصدي ايه حضرتك بالكلام دا
زاغت عيناها بنظرات توتر ممزوجة بالاضطراب ثم ردت بنبرة مرتبكة وتهز كتفها في إشارة إلى اللامبالاة ماقصدش حاجة .. بس الست امك كمان كانت عارفة ان باباكي متجوزني ومع كدا اتجوزته وخلفتك منه
دققت ابريل النظر بها بتعبير عابس وأجابت باعتراض مصډوم وتلوح بيديها في الهواء دا ډخله بيا ايه !! دي حاجة متخصنيش .. ولا مطلوب مني اقبل اللي امي قبلته واعمل زيها مهما كانت الاسباب
وبخت سلمى نفسها داخليا على تسرعها في التحدث وثم نهضت من مجلسها وسارت نحوها بهدوء وهي تفرك يديها معا وقررت أن تغير مسار الحديث مغمغمة بصوت ناعم لين يخفي ڠضبها المكبوت اسمعيني يا ابريل يا حبيبتي .. انا عارفة مصطفي كويس .. صدقيني هو بيحبك انتي .. خلي دماغك كبيرة .. ماتخليش بسبب حقد وشړ الزفتة اللي جتلك هنا دي تخربلك فرحتك .. هي غايتها توصلك لحالتك دي .. بعد ماكنتو مبسوطين مع بعض وفرحكم قريب
رددت أبريل بنبرة عبرت عن عدم اقتناعها ورفضها لهذا الحديث وانا مش هبني سعادتي وحياتي علي طلال غيري يا طنط سلمي .. ولا عمري هتجوز بالطريقة دي .. احنا لسه علي البر ياخد حاجته ويروح لحاله
خاطبتها بأرق نبرة هادئة تمتلكها في ذلك الوقت مع العلم أن أعصابها كانت على وشك الإنفلات أمام تشبث الأخرى بموقفها يا حبيبتي افهميني .. دي وحدة مش وش كسوف وقصدها توقع مابينكم .. اهدي كدا واستني لما يرجع مصطفي من السفر واتفاهمو مع بعض
رفعت أبريل كتفيها معا وتراجعت خطوة إلى الوراء وهي تزفر بضيق شديد سألت مستنكرة بنفاذ صبر حضرتك بتقنعيني بإيه!! انا مش هاجي علي نفسي عشان اي مخلوق ..
 

تم نسخ الرابط