رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

موقع أيام نيوز

ادخلي اتفضلي
انحنت عليها سميرة تعانقها وتهتف في بشاشة 
أزيك ياحجة فوزية أنا قولت أما اجي اشقر عليكي واطمن على صحتك
فوزية بعذوبة وصفاء 
فيكي الخير ياسميرة أنا بخير الحمدلله اخبار أمك
وأخواتك إيه 
دخلت سميرة وسارت باتجاه الأريكة لتجلس فوقها وتجيب عليها 
زي الفل وبيسلموا عليكي
فوزية في وجه مبتسم 
الله يسلمهم أنا هروح اعملك حاجة تشريبها
أمسكت بذراع فوزية توقفها هاتفة في رفض تام 
لا والله ما تعملي حاجة هو أنا غريبة أنا جاية اطمن عليكي مش اتعبك
ولا تعب ولا حاجة يابنتي هعملك حاجة سريعة كدا بس 
اقعدي بس ياخالتي والله ما له لزمة متتعبيش نفسك 
تنهدت فوزية بعدم حيلة ويأس ثم جلست بجوارها تحدجها بعتاب بينما الآخرى فملست على كتفها بلطف وهتفت في فضول 
ألا صحيح هي مهرة سابت الشغل مع الحج سمير 
فوزية بإيجاب في بساطة 
آه سابته والله بس الحمدلله لقت شغل في مكان تاني ومرتاحة فيه
حكت سميرة ذقنها وقالت بحيرة 
أصل أنا استغربت لما سمعت طراطيش كلام كدا أن الحج سمير قال طردها من المكتبة عشان الكلام اللي داير عليها في المنطقة
تجهمت ملامح فوزية التي أجابت في صدمة 
طردها !!!
هتفت سميرة في استغراب ودهشة 
يووووه يقطعني هو إنتي متعرفيش ولا إيه ! 
فوزية في حدة وقد أظلمت نظرات عيناها پغضب 
اتكلمي ياسميرة كلام إيه ده اللي داير على بنت ابني !!!
رمقتها سميرة في خوف مترددة من أن تسرد عليها كل شيء يدور على الألسن بالمنطقة ولا تدري به لكن نظرات فوزية المشټعلة أجبرتها على الحديث !! 
تلوت بين يديه محاولة الخروج من ذلك القفص المحتجزة به ذراعيه وبنيته الضخمة وصدره الواسع اشعرتها أنها داخل قفص بالفعل لكن إن كان يجب عليها الاعتراف فهو قفص رائع ! 
نجحت أخيرا في أبعاد ذراعيه عنها ومع تلويها وحركاتها العبثية في الفراش ايقظته ففتح عيناه في خمول مماثل لها بالبداية ومجرد وضوح صورتها أمامه وجدته يهمس في شبه ابتسامة وهو يرفع يده ماسحا على شعره 
صباح الخير 
اعتدلت وهبت واقفة من الفراش تجيبه وهي تتجه إلى الحمام 
صباح النور 
تشعر بتحسن كبير عن الأمس حتى حرارتها انخفضت مما جعلها تتمكن من التحرك بخفة وطبيعية على عكس أمس 
غسلت وجهها جيدا بالمياه ثم اتجهت لمياه الدش لتنزع ملابسها عنها وتفتح صنبور الماء الساخنة لتدخل بجسدها أسفلها تزيح عنه تعرق وإرهاق الأمس 
عصفت بذهنها جملته التي بصمت أثرها في نفسها قربك منه بيخليه مش على بعضه فرفعت ذراعيها ترجع بخصلات شعرها للخلف أسفل المياه والإبتسامة تشق طريقها لثغرها الجميل 
بعد تقريبا عشر دقائق خرجت مرتدية روب
الحمام الخاص بها البرنس وشعرها تلفه بمنشة صغيرة ترفعه بها لأعلى لكنها ارتدت للخلف في فزع حين فتحت الباب ورأته أمامها مباشرة وضعت كفها على قلبها تتنفس الصعداء ثم تبعده بلطف من أمامها وتعبر لكنه قبض على رسغها ليوقف ويقترب حتى يقف أمامها مباشرة ثم يمد أنامله يضعها على وجنتها يملس فوقها برفق متفقدا حرارتها ويتمتم 
عاملة إيه دلوقتي 
مازال يتصرف كالأمس اعتقدت أنها حالة من الجنون ضړبت بعقله للساعات وسيعود لطبيعته فور استيقاظه لكنه كما هو بلطفه ورقته معها ماذا يحدث مع ذلك الرجل ! هل تلك الأريكة السخيفة تسببت في كل هذا !!! 
أجابت جلنار بنبرة هادئة لكن نظراتها تائهة كعقلها تماما 
الحمدلله احسن من امبارح 
انحنى بوجهه عليها يلثم وجنتها في عمق مغمغما 
الحمدلله 
لم تسامحه بعد ولا تريد أن تضعف أمامه بكل سهولة هكذا وبنفس اللحظة لا تريد أن تنفره بقسۏة وجفاء كعادتها بعد تصرفاته الحانية معها بالأمس والآن فقالت في لطف ونبرة جادة 
عدنان ممكن متقربش مني أنا لسا تعبانة وممكن تتعدي وتتعب
غمز لها بنفس نظراته العبثية منذ أمس وقال في مكر 
خاېفة عليا يارمانتي ! 
جلنار بغيظ
دفين 
متقوليش يارمانتي بتعصب 
عدنان ضاحكا بخفة 
مش ذنبي إنك شبهها 
غضنت حاجبيها باستغراب وهتفت 
شبه مين !! 
الرمان يارمانة 
هزت رأسها بيأس متنهدة ثم همت بالابتعاد لكن يده مازالت تقبض على رسغها فوقفت بعد خطوتين والتفتت برأسها له للخلف تشير ليدها بأن يتركها 
ثلاث ثواني وشعرت به يسحبها إليه من ذراعها فتصطدم بصدره
في قوة ولم يكن ليمهلها اللحظات ككل مرة حتى تدفعه أو تنفره كالعادة بل مال بوجهه عليها وكان على لحظة فقط ويفعلها لولا صوت طرق الباب بيد صغيرته التي تطرق بقوة تتناسب من قبضة
يدها الصغيرة هاتفة في خنق 
بابي ! 
الفصل الثالث والثلاثون 
صك سمعه صوت ابنته وندائها المتذمر عليه فأغمض عيناه وتوقف عن ما كان ينوي فعله بينما جلنار فمالت برأسها للوراء وحدجته بسكون تتابع تعبيرات وجهه مغمضا العينان ويعض على شفاه السفلية بغيظ مكتوم فلم تتمكن من منع ابتسامتها المتسلية به لتقول ضاحكة حتى تثير أعصابه أكثر 
كلم يابابي ! 
فتح عيناه وترك ذراعها ليبتعد عنها ويقول مستاءا في نفاذ صبر 
وبعدين في البنت دي 
جلنار في ابتسامة ماكرة وهي تسير باتجاه الباب 
حبيبة مامتها عارفة إن بابا ملوش آمان عشان كدا بتيجي دايما في الوقت المناسب
مسح على وجهه كاظما غيظه بصعوبة يجيب عليها 
أنا مليش آمان ! 
كانت قد وصلت للباب ولم ترد عليه بل فتحت الباب لصغيرتها وانحنت عليها تحملها تهتف في حنو 
صباح الخير 
هنا زامة شفتيها للأمام بعبوس 
أنا صحيت بدري أوي وإنتوا كنتوا نايمين وفضلت وحدي
جلنار بدهشة متصنعة 
بجد صحيتي من إمتى 
رفعت كفيها الاثنين وأخذت تعد على أصابعها حتى
انتهت من العشرة ورفعت كفيها الصغيرتين للأعلى تفتحهم كلهم فقالت جلنار باستغراب وبعض المرح 
عشر دقايق ! 
هزت رأسها بالنفي فعادت تخمن ضاحكة 
امال كام عشر ساعات !!
أماءت الصغيرة برأسها وهي تبتسم باتساع فاڼفجرت جلنار ضاحكة بقوة بينما عدنان فكان يتابعهم بابتسامة دافئة وتلقائيا اتسعت الابتسامة فوق شفتيه بعد تأكيد الصغيرة على تخمين والدتها 
تقدم منهم حتى وقف أمامهم مباشرة وانحنى على ابنته وهي فوق ذراعين أمها ولثم شعرها بحنان هامسا في عبث وضيق 
حبيبة بابي اللي بتيجي دايما في أنسب وقت استمري هااا عايزك تستمري في هدم لحظات بابي 
حجبت جلنار ابتسامتها بصعوبة بينما هو فابتعد وسار لخارج الغرفة هامسا بغيظ 
أنا مش فاهم بتظبط معاها كل مرة كدا إزاي !
انحنت جلنار على وجنة صغيرتها ولثمتها بقوة وهي تضحك بخفة متشفية باشعال نيران الغيظ في صدره ! 
عدة طرقات خفيفة على الباب قبل أن ينفتح وتدخل ليلى حاملة بين يديها فنجان القهوة الخاص به سارت نحوه بخطواتها الرقيقة حتى وقفت أمام مكتبه وانحنت تسند الفنجان بهدوء هامسة 
اتفضل يا آدم بيه القهوة اللي حضرتك طلبتها 
آدم دون أن يحيد بنظره عن شاشة الحاسوب أمامه 
متشكر ياليلى 
استدارت وسارت مرة أخرى باتجاه الباب وقبل أن تنصرف سمعت صوته الجاد يهتف في خشونة 
بلغي مهرة يا ليلى إني عايزاها ضروري 
توقفت يدها في الطريق قبل أن تمسك بمقبض الباب ثم إعادتها تدريجيا والتفتت له بجسدها تهمهم في رسمية 
مهرة مش موجودة استأذنت ومشت 
هيمن عليه السكون
التام للحظات يفكر باهتمام في السبب الذي جعلها تغادر فجأة هكذا ليطرح سؤاله عليها في جدية 
مشت ليه ! 
رفعت
كتفيها لأعلى تدل على عدم تأكدها من الإجابة التي ستعطيها لها وغمغمت 
تقريبا جدتها تعبت وفي المستشفى عشان كدا اضطرت تمشي 
اتسعت عيني آدم بدهشة واكتفى بهز رأسه بالإيجاب مشيرا لها بعيناه أن تغادر وفور انصرافها رفع يديه يمسح على وجهها متنهدا بقوة وعقله مشغول بها ماذا حدث لجدتها ! وكيف وضعها هي الآن ياترى ! لا يتمكن من كبح عقله ومنعه من التفكير وطرح الأسئلة التي لا إجابة لها سوى عندها هي 
بقى يدور بمقعده بحركة دائرية حول نفسه ويشبك اصابع كفيه ببعضهم يهز الإبهام بقوة كدليل على فرط القلق وبعد دقائق طويلة من تلك الحالة الغريبة المتمكنة منه توقف بالمقعد في وضعه الطبيعي أمام المكتب ورفع كفيه يطرق بأنامله فوق سطح المكتب في قوة مترددا في الاتصال بها والاطمئنان عليها حتى تهدأ نفسه المضطربة ويتوقف ذلك العقل عن التفكير 
أثر بالأخير السير على خطا ذلك الصوت الذي يلح عليه بأن يتصل حيث أمسك بهاتفه وبحث عن اسمها بقائمة الأسماء حتى عثر عليه وضغط على اتصال ليرفع الهاتف لأذنه يستمع للرنين ينتظر الرد منها 
وبعد عدة رنات صاحبها اليأس منه بعدم الرد أجابت لكن كان صوتها مبحوحا وأثر البكاء يظهر في نبرتها بوضوح 
الو مين 
آدم بصوت لطيف وقلق بعدما سمع نبرتها 
أنا آدم يامهرة جدتك عاملة إيه 
أتاه صوتها المصحوب پبكاء قوي ونبرة مرتجفة من فرط الاڼهيار 
مش عارفة الدكتور لسا مخرجش من
عندها أنا خاېفة أوي عليها مش هسامح نفسي لو جرتلها حاجة بسببي
لم يفهم مقصد كلماتها الأخيرة لكنه وجد لسانه يتحدث بشكل لا إرادي بدلا عنه 
اهدي إن شاء الله هتقوم بالسلامة إنتوا في
مستشفى إيه 
إجابته وهي تشهق بقوة 
في مستشفى 
استقام
واقفا يسحب مفاتيح سيارته ويلتقط سترته بيد واحدة ثم يهتف بطريقه لمغادرة الغرفة 
أنا نص ساعة بالكتير واكون عندك يامهرة 
لم ينتظر ليستمع ردها بل انزل الهاتف واندفع لخارج غرفته ومنها للدرج ينزل درجاته مسرعا حتى غادر مقر الشركة بأكملها واستقل بسيارته ثم انطلق بها
يشق الطرقات متجها لتلك المستشفى التي أخبرته بها 
هرولت راكضة بلهفة بعدما سمعت صوت ابنتها تصيح عليها بأن الهاتف يرن والمتصل أخيها وصلت إليها وجذبت الهاتف من يدها تجيب بسعادة ولهفة امومية 
هشام عامل إيه ياحبيبي طمني عليك 
هشام مبتسما وبنبرة رخيمة ودافئة 
أنا بخير الحمدلله ياماما إنتوا عاملين إيه 
أجابت عليه ببهجة صوتها 
كلنا زي الفل مش ناقصنا غيرك ياغالي مش ناوي تنزل إجازة بقى على الأقل يابني 
اتسعت ابتسامته وقال في لطف ومداعبة جميلة 
ماهو أنا متصل عشان كدا ياست الكل 
صاحت في دهشة 
بجد ياهشام نازل مصر ! 
نكزتها ابنتها في ذراعها برقة تهتف بإلحاح وحماس لمحادثة أخيها 
بيقولك إيه !!! ادهوني ياماما أكلمه وحشني أوي 
لوحت لها بيدها وابعدت كفها بعدم اهتمام واستمعت لابنها الذي قال 
النهارده بليل إن شاء الله جاي
لم تتمالك نفسها من الصدمة فانهمرت دموعها فوق وجنتيها بغزارة وكتمت شهقتها بكف يدها حتى لا يخرج صوتها إليه من فرط سعادتها لم تتحكم في زمام عباراتها سوف يعود أخيرا لهم بعد غياب دام لخمس سنوات 
انقبض قلب ابنتها فور رؤيتها لدموعها فجذبت الهاتف من يد أمها ووضعته فوق أذنها تهتف في تلهف وعدم استيعاب 
هشام إنت بجد جاي ولا بتهزر !!!
أيوة النهارده بليل بإذن الله هكون عندكم 
انطلقت منها صړخة اخترقت اذناه بقوة وهي تثب جالسة من مقعدها وقد أدمعت عيناها من سعادتها فلو تركت زمام دموعها لاڼفجرت مثل أمها بينما هو فهتف شبه ضاحكا بريبة 
بت يا الأء ردي عليا أنا قلقت الأول أمك ودلوقتي إنتي ! 
هدرت في نبرة مغلفة بالبكاء 
من الفرحة مش مصدقين أخيرا هترجع ياهشام 
ولا أنا مصدق والله أنا من امبارح مش عارف أنام من كتر التفكير وحشتوني أوي 
ألاء بمشاكسة 
كذاب لو وحشناك كنت نزلت زيارة وشوفتنا حتى ده إنت آخر مرة نزلت فيها زيارة كانت من تلات سنين ويدوب اخدت اسبوع وسافرت تاني ! 
هشام ضاحكا وبنبرة رجولية جميلة 
إن شاء الله المرة دي مفيش غياب تاني 
ألاء بذهول وعدم استيعاب 
واحدة واحدة علينا ياعم أنا كدا هقعد جمب الوالدة واعيط زيها 
هي بټعيط جامد بجد !!! 
ألاء ضاحكة في سعادة غامرة 
دي خلصت علبة مناديل في الدقيقتين دول بس 
طيب ادهاني اكلمها ! 
ألاء برفض وحماس 
لا روح إنت جهز شنطتك بس وجهز حاجتك يلا و
أنا هي هنسهقبلك بليل احلى استقبال
قهقه بخفة واستمر حديثه معها لدقائق أخرى حتى ودعها واغلق بعدما طرأ له عمل طاريء بالمستشفى واضطر لإنهاء حديثه مع عائلته 
كانت أسمهان تقف أمام خزانتها تبحث بين ملابسها عن ذلك الدفتر الصغير الخاص بها وأثناء بحثها وقعت يدها على صور قديمة لا تعرف كيف تلك الصورة لا تزال معها ! تذكر أنها
ألقت بها في القمامة منذ زمن طويل ! 
التقطتها بين يديها تتطلع إليها بصمت وقد احتدمت نظراتها بشدة لتشوبها غمامة من الغل والبغض مجرد تذكرها لذلك اليوم يثير چنونها واشمئزازها ليتها أبت ولم تنصاع خلف أصوات قلبها السخيفة لكن ماذا يفيد الندم بعد فوات الآوان بل في الواقع كلاهما لا يحق لهم الندم أساسا 
سمعت صوت طرق الباب فأخفت الصورة بين كفيها وصدح صوتها الحازم 
ادخل 
دخلت إحدى الخادمات تحمل فوق يديها الطعام الخاص بها هاتفية 
اتفضلي يا هانم 
أسمهان باستغراب وحدة 
جايبة الأكل هنا ليه آدم زمانه على وصول وهناكل مع بعض ! 
ابتلعت الخادمة ريقها بتوتر من العاصفة التي ستهب الآن إذا أخبرتها بما حدث لكن بالأخير ردت مغلوبة 
آدم بيه مش جاي على الغدا النهارده 
أسمهان بحيرة 
ليه مش جاي وإزاي عرفتي 
من شدة توترتها ظهر التعرق فوق جبهتها حيث ردت باضطراب وخوف 
ليلى اتصلت بيا وقولتالي ابلغ حضرتك إن آدم بيه راح المستشفى عند البنت اللي اسمها مهرة لأن جدتها تعبانة 
اشتعلت عينان أسمهان بالنيران لتسأل في تأكيد 
مهرة دي البنت اللي لسا شغالة جديد في الشركة مش كدا !
أماءت لها الخادمة برأسها في إيجاب وحين رفعت نظرها تتطلع لأسمهان رأتها عبارة عن جمرة ملتهبة واخذت تتحرك يمينا ويسارا صائحة في عصبية 
بيعمل إيه
مع البنت البيئة دي ماشي يا
آدم 
اقتربت الخادمة ووضعت الطعام فوق الطاولة پخوف ثم
همست في خفوت مضطرب 
عن أذنك 
وفورا استدارت وهرولت مسرعة تغادر قبل أن تفقد أعصابها أكثر من ذلك فتكون هي كبش الفداء وتخسر عملها دون سبب !! 
يقف على مسافة ليست ببعيدة منها يتأملها بأعين محبة ترتدي ثوبها الصباحي الأحمر ذو الأكمام الطويلة شعرها يتطاير حولها بفعل نسمات الهواء الرقيقة وبيدها تمسك دلو سقى الزرع تقوم بسكب الماء من الفتحات الصغيرة في الدلو تسقي بها ورودها الحمراء مثلها وفوق شفتيها ابتسامة ناعمة تسرق العقل 
هي زهرته الجميلة التي تنثر عبقها بكل مكان تخطوه قدميها الناعمتين فتسلبه عقله بشذا عطرها المميز 
تقدم منها بخطوات هادئة فيراها وهي تنحنى بوجهها على الزهور تستنشق رائحتهم وفور شعورها به بجوارها رفعت رأسها وقالت في عفوية بإشراقة وجه 
شكلهم جميل أوي مش كدا 
لم يحيد بنظره عنها وهو يتأملها مبتسما ويجيب هامسا بعينان ثابتة عليها غير مباليا بتلك الزهور بجانب زهرته الأجمل على الأطلاق 
امممم جميلة أوي
انتبهت لنظراته لها فارتبكت قليلا واسرعت تشيح بنظرها عنه تهتف في جمود بعدما رأته مردتيا ملابسه ومستعدا للذهاب 
إنت رايح الشغل 
همهم بصمت دون أن يجيب ثم انحنى عليها يقبل وجنتها بلطف ولم يمهلها اللحظة حتى ترمقه كالعادة على فعلته حيث تابع فور
النهارده هاخد رمانتي ونتعشى برا ونقضى وقت لطيف جهزي نفسك بليل 
غضنت حاجبيها باستغراب وهتفت في جدية 
ليه إيه المناسبة !!! 
عدنان بخفوت جميل
تم نسخ الرابط