رواية راسين في الحلال بقلم منال سالم
المحتويات
باين
أخرجت ريمان لسانها في تأفف وإكفهر وجهها بإشمئزاز واضح وتحدثت على مضض ب
إيه القرف ده
لوت ليلة فمها للجانب ثم قالت متهكمة
بتقولك نيو لوك
ده نيو زفت على دماغها
قالتها ريمان بضيق جلي ثم نهضت عن الفراش وإتجهت ناحية خزانة ملابسها لتنتقي ما سترتديه في الغد ..
في حين ضحكت ليلة لبعض الوقت ثم تابعت بثقة ب
أنا مش هالبس اللي هي بتقول عليه ده
ولا أنا كمان
أوكي هانشوف باقي البنات هايقولوا ايه
أسندت ريمان الفستان الأصفر ذي
الحمالات العريضة والتنورة المطبوع عليها رسومات طفولية على المقعد المواجه لمكتبها وأومأت برأسها وهي تجيبها ب
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
متفقين
في فيلا سرحان عليوه
في غرفة آياز
إستند رامي بظهره على طرف الفراش وأمسك بهاتفه المحمول بين يديه وظل مع أحد تطبيقات الألعاب ..
في حين إستغرق آياز وقتا طويلا في الانتهاء من إعداد خطة الدراسة وتحضير بعض الدروس الخاصة بمنهجه الدراسي ...
شعر رامي بعد برهة بالملل فأغلق هاتفه وألقاه إلى جواره ونظر في اتجاه إبن خالته بإستغراب ..
كان الأخير يحاول تصميم برنامجا ما لتسهيل شرح بعض المفردات اللغوية بطريقة مصورة وتناسى تماما وجود رامي .. فأمسك هو بالوسادة وألقاها على رأس آياز فإنتبه له بعد ان تأوه من الآلم وقال بإندهاش
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ثم وضع يده على رأسه ليحكها في حين نظر له رامي شزرا وقال بإمتعاض
هاتنجز اللي بتعمله ده امتى أنا زهقت !
شوية
أشار له بيده ثم قال متهكما وهو ينظر له
ده انت بقالك ساعة أعد على البتاع ده إيه يا عم تكونش بتخترع الذرة وأنا معرفش
ابتسم آياز له إبتسامة مجاملة وأجابه بهدوء
لأ ده شغلي
طب يالا بدل ما أقوم وأسيبك
ضغط آياز على عدة أزرار ونهض عن المقعد ثم تسائل وهو مسلط أنظاره على شاشة حاسوبه المحمول ب
إنت رايح فين أصلا
كان عندي Race ريس النهاردة وكنت عاوزك معايا
انت لسه بتشارك في السباقات
ابتسم له رامي بغرور ونفخ صدره في ثقة ثم قال بكل فخر
هو أنا بطلت أصلا
ثم أخفض نبرة صوته قليلا وتابع ب
بس محدش يعرف أي حاجة عن الموضوع ده ده سر بيني وبينك
مط آياز شفتيه وعقد ساعديه أمام صدره ثم تحدث ب
ممممممم اوكي
إنت عارف خالتك مش هاتسيبني لو عرفت باللي بأعمله ده غير أبويا الاسطوانة بتاعة كل يوم وأنا مش ناقص ۏجع دماغ لو حد عرف بده
أها .. Dont worry
المهم إنت جاي معايا ولا لأ
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ظهرت إبتسامة عريضة من بين أسنانه ثم قال بحماس جلي
اشطا عليك يا برنس أيوه بقى ده أنا هابهرك
أبعدت وردة أذنها عن الباب وعضت على شفتها السفلى الغليظة وهزت رأسها عدة مرات ثم قالت بمكر
يا ۏجعة سودة بيعمل حاجة اسمها أبصر ايه رست بست والنبي ما أنا فاكرة يا حظك الحلو يا وردة كده أنا أقدر أذله بيها لو موجفش معايا وخلى سي إزاز يتعلج بيا ..
ثم برزت في عينيها
لمحة شيطانية وتابعت بتلهف ب
بركاتك يا شيخ مبروووك البشاير هلت أهي ..!!!!
في منزل عاليا راشد
إنتهت عاليا من إرتداء فستان السواريه الأسود ذي الرقبة العالية والأكمام الواسعة والذيل الطويل ونظرت إلى هيئتها في المرآة وقامت بتثبيت حجابها بدبابيس فضية لامعة وإنحنت بجسدها للأمام قليلا لترتدي حذائها ذي الكعب العالي .. وقامت بوضع ملمع الشفاه
رن هاتفها المحمول فأسرعت ناحية الفراش وإلتقطته بأصابعها ووضعته على أذنها وابتعلت ريقها وأجابت بتلهف ب
أيوه يا طنط أنا لبست خلاص
ثم حاولت أن تجمع أشيائها المتناثرة في أرجاء غرفتها وتابعت ب
أوكي هاخد تاكسي وأحصلكم على هناك بس متتأخروش عليا المشوار بعيد وكده ..
ثم زمت شفتيها للأمام بعد أنعلقت حقيبة يدها الصغيرة على كتفها وأكملت بجدية ب
مممم.. تمام يعني هي الكوافيرة خلصت معاها خلاص ماشي .. أنا على العموم نازلة أهوو أوكي .. باي !
إنهت هي المكالمة معها ووضعت الهاتف في حقيبتها بعد أن نظرت إلى شاشته ثم قالت بتذمر
أوف نسيت أشحن موبايلي ربنا يستر ومايفصلش مني
وإتجهت بعدها ناحية باب غرفتها وولجت للخارج ...
في كافيه ما بأحد المولات
أمسكت رانيا بقائمة المشروبات لتنتقي ما تريده منها فنظرت لها نشوى الجالسة إلى جوارها بإندهاش وأسندت ذقنها على مرفقها وتشدقت ب
بجد إنتي جايبة البرود ده كله منين ده أنا لو مكانك بعد اللي حصل ماوريش وشي لحد
عادي إنتي عارفة إنه مش بيفرق معايا
ده أنا كنت هاموت في جلدي لما لاقيت ريمان وشلتها جايين عليا وبيدوروا عليكي
مطت رانيا شفتيها في عدم إكتراث وقالت بفتور
سيبك منهم دول شلة بايخة أصلا وأنا مش بأطيقهم
ضيقت نشوى عينيها وأردفت محذرة ب
بس لو هما حطوكي في دماغهم مش هتخلصي منهم
أووف بقى أنا زهقت
يا روني أنا خاېفة عليكي
إنسيهم وخلينا نشوف هانشرب ايه
لوت نشوى شفتيها في عدم إقتناع ونظرت إلى قائمة المشروبات وقالت بفتور
ماشي
بداخل إحدى سيارات الأجرة
نظرت عاليا إلى صورتها المنعكسة على الكاميرا لتتأكد من هيئتها المرتبة ثم حولت بصرها ناحية السائق وطلبت منه بتلهف
بسرعة يا أسطى الله يكرمك لأحسن أنا متأخرة أوي
نظر لها السائق من طرف عينه عبر المرآة الأمامية وأجابها بصوت آجش ب
ما إنتي شايفة يا مدام السكة عاملة إزاي
رمقته هي بنظرات محتقنة قبل أن تتابع بغيظ ب
مدام !!!!!
تجاهلها السائق عن عمد وسلط بصره على الطريق فغمغمت هي بخفوت لنفسها ب
سواقين أخر زمن أل مدام أل ...!
بداخل سيارة رامي عليوه
أمسك رامي بالمقود بيد واحدة وباليد الأخرى حاول تشغيل المسجل الموجود على تابلوه السيارة
في حين كان آياز مشغول بإرسال رسائل نصية إلى والدته
بالخارج ثم نطق ب
رامي حبيبي معلش نزلني عند بنك ........ عاوز أسحب فلوس بالفيزا
ماشي بس حاول تنجز عشان أنا كده هتأخر على ال Race وإنت عارفني مواعيدي شارب Sharp
ابتسم له آياز نصف إبتسامة وأضاف مازحا
ماشي يا عم شارب أوقف هنا في ركنة أهي
أوكي
وبالفعل صف رامي سيارته بالقرب من أحد البنوك وترجل آياز منها وإتجه لماكينة الصراف الآلي ...
ظل رامي يطرق بأصابعه على المقود وهو يوزع بصره ما بين الطريق وبين ابن خالته ..
عاد آياز بعد لحظات ووجهه شبه منزعج وأطل برأسه من نافذة السيارة وأردف ب
رامي معلش روح إنت السباق بتاعك لأن الظاهر في مشكلة في كارت الفيزا وأنا كده هأخرك معايا
نظر له رامي بإستغراب وهو يرفع أحد حاجبيه وتسائل بجدية ب
مشكلة إيه دي
زفر آياز في ضيق ثم أجابه ب
بيقولي العملية لا تصلح error وكلام من النوع ده
مممممم
فأنا داخل خدمة العملاء جوا هاشوف هأعمل ايه معاهم
إزداد إنعقاد ما بين حاجبيه وأضاف بثقة
بس اللي أعرفه إن البنك مش شغال بالليل
لأ شغال موظف ال Security قالي إن موظفين خدمة العملاء موجودين
ماشي براحتك
زم آياز شفتيه للأمام وقال بنبرة آسفة
سوري رامي كنت حابب أبقى معاك
ولا يهمك يا معلم تتعوض إن شاء الله
لو خلصت بدري هاجيلك
ماتشغلش بالك إنت بيا خلص اللي وراك وطمني
ابتسم له آياز بإمتنان ولوح له بيده قائلا
تمام .. باي يا رامي
سلام يا برنس
قالها رامي وهو يدير محرك السيارة ليبدأ التحرك بعيدا عن إبن خالته ...
كان الزحام شديدا فلجأ هو إلى طريق جانبي مختصر ليصل إلى وجهته دون أي تأخير ...
بداخل سيارة الأجرة
قاد السائق بسرعة عالية على أحد الطرق الفرعية والخالية كي يتمكن من إيصال زبونته إلى وجهتها في الميعاد المناسب ...
ولكنه أثناء قيادته لها شعر بأن محركها به خطب ما فهو يصدر زمجرة غريبة ولمح بودار دخان أبيض ينبعث من أسفل الغطاء الأمامي فأوقف السيارة بجوار أحد الأرصفة فإنتبهت عاليا لما يحدث وضيقت عينيها في حيرة ثم تسائلت بإستغراب ب
إنت وقفت ليه يا أسطى
ثواني كده يا مدام العربية باين فيها حاجة
يعني هتتأخر
أشوف بس الكابوت الأول وبعدين نتكلم
زمت هي شفتيها وقالت على مضض
ماشي .. أديني مستنية
ترجل السائق من السيارة وإتجه ناحية غطائها ليكشف عن المحرك بينما أخرجت عاليا المرآة الصغيرة من حقيبتها وأخذت تعدل من وضعية الكحل بعينيها الواسعتين ..
تمتم السائق بكلمات غاضبة ووضع يده على رأسه وحكها بقوة وظل ينظر حوله بريبة ثم سار في اتجاه الباب الخلفي ومال للأمام بجذعه وأسند كف يده على النافذة الخلفية وأردف بنبرة
منزعجة
معلش بقى يا مدام حاولي تشوفي تاكسي تاني لأحسن العربية خربت
لوت عاليا ثغرها ونظرت إليه بإندهاش وهي تتسائل بضيق ب
ايه تاكسي تاني ليه في ايه اللي حصل
هرش السائق في رأسه ونظر إلى الجانب وتذمر قائلا
الماتور سخن وباين عليها ليلة غبرة
لوحت عاليا بيدها ثم أضافت بإصرار
طب وأنا
ذنبي ايه وصلني الأول وبعدين شوف اللي حصل لعربيتك
حدجها السائق بنظرات مغتاظة قبل أن يصيح منفعلا
يا مدام بأقولك الماتور متنيل على عينه والعربية مش هاتدور في سنتها وإنتي تقوليلي أوصلك
الله مش أنا دفعالك فلوس ولا راكبة ببلاش
إكفهر وجه السائق أكثر ورمقها بنظرات شرسة قبل أن ينفعل وهو يشير بيده ب
يا ستي خدي فلوسك العربية بركت قدامك أهي
أخفضت عاليا رأسها وحدثت نفسها بخفوت وهي تضع حقيبتها على كتفها ب
يادي القرف هو أنا ناقصة عطلة
ثم فتحت باب السيارة وترجلت هي الأخرى منها ورفعت ذيل فستانها الذي إلتف حول كعب حذائها وسارت بضعة خطوات على جانب الطريق باحثة عن سيارة أجرة .....
ولكن كان الطريق أمامها شبه خالي من السيارات سواء الملاكي أو الأجرة فجابت ببصرها المكان وقالت متبرمة
ده الشارع خرمز مظلم على الأخر هلاقي مين بس اللي هايعبرني السعادي
في نفس التوقيت مر رامي بسيارته في ذلك الطريق الفرعي ولمح إحدى الفتيات من على بعد وذلك بسبب إنعكاس الإضاءة على فصوص فستانها اللامع وهي تحاول الإشارة بذراعها لسيارة أجرة ولكن ما من مجيب لها ..
فلم يكترث بها وحدث نفسه ب
ده مين الأهبل اللي هايقف لواحدة في الشارع المقطوع ده
ثم مر على مقربة منها وتعمد تشغيل إضاءة مصابيح السيارة الأمامية في وجهها فغطت عينيها كي تتجنب الإضاءة الشديدة وهدرت هي بصوت مرتفع ب
خلاص يا عم إنت أنا إتعميت كانت نقصاك إنت كمان
ساورت الشكوك رامي حول ماهية ذلك الصوت المألوف بالنسبة له فأمعن النظر في ملامحها من المرآة الأمامية وصاح مشدوها ب
مش معقول إنتي برضوه .....!!!!!
يتبع
الفصل الثاني عشر
لم يصدق رامي عينيه حينما رأى تلك الشابة الدائم الصدام معها تقف على جانب الطريق وتشير لسيارة الأجرة ..
أوقف هو سيارته وإلتفت برأسه للخلف ليتأكد من صحة ما رأه وبالفعل كانت هي بعنجهيتها وكبريائها الزائد تقف مستقيمة الجسد وتهز إحدى ساقيها بعصبية وعاقدة لساعديها أمام صدرها .. ويتدلى من كتفها حقيبتها الصغيرة .. وعلى بعد عدة أمتار منها كانت هناك
متابعة القراءة