رواية راسين في الحلال بقلم منال سالم
المحتويات
وهو يسألها متوجسا
ليه تاني
ردت عليه بتهكم وهي تنظر مباشرة في عينيه
أنا هاركب ورا مش بتقول سواق تاكسي
صر على أسنانه مغتاظا وهو يجيبها بحذر ومشيرا بيده
ورا ماشي ! اتفضلي!
وبالفعل أفسح رامي المجال لعاليا لكي تنهض من المقعد الأمامي ثم فتح لها الباب الخلفي فنظرت له بطرف عينها وإتجهت نحو المقعد وجلست عليه ..
أغلق الباب بحذر .. وغمغم قائلا مع نفسه متذمرا
على أخر الزمن بقيت سواق المفروض يبقى لقبي بعدة كده الأسطى رامي !!!
رن هاتفه الموضوع على التابلوه فإلتقطه وهو يعاود الجلوس خلف عجلة القيادة ونظر إلى شاشته ثم
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
أيوه يا آياز
سلط عينيه على المرآة الأمامية ثم وضع يده عليها ليعدل من وضعيتها بحيث يتمكن من رؤية عاليا بوضوح وتابع قائلا بهدوء
لأ مش هاروح حصل ظروف وشوية وراجع على الفيلا .. أها .. تمام !
إلتقطت عينيه عينيها وهي تنظر له في المرآة فإلتوى فمه بإبتسامة باهتة بينما أشاحت هي بوجهها للجانب فأضاف قائلا بنبرة عادية
هه .. لالا متقلقش حاجة لا تذكر يعني !
ضيق عينيه قليلا وهو يكمل ب
اوكي .. أها .. متفقين يالا سلام !
تابع هو حركة شفتيها المتذمرة وهي تحدث نفسها فأشرقت إبتسامته وقال مازحا
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ردت عليه بجدية شديدة وهي تنظر نحو النافذة الجانبية
ماشي بس أوام
أردف قائلا بصوت مازح
حاضر يا أبلة
إستدارت برأسها نحوه لتنظر له بنظرات محتقنة وكانت على وشك الحديث فهتف مسرعا
خلاص المعلمة عاليا !
عبست بوجهها وهي ترد عليه بصوت صارم
ايوه كده
ابتسم إبتسامة هادئة وهو يسألها بجدية
طب على فين يا باشا
أشارت بعينيها للأمام وهي تجيبه بصوت رقيق
اطلع على آآآ ....
رد عليها بنبرة جادة قائلا
إبتسم رامي لإبتسامتها الخفيفة التي حاولت إخفائها وقاد السيارة نحو الوجهة المطلوبة ...
في منزل عاليا راشد
أغمضت عاليا عينيها وهي تقف أسفل صنبور الإستحمام لتترك المياه تنهمر كليا على رأسها وجسدها لتخفف من التوتر المشحون بها خاصة بعد هذا الموقف الغريب مع رامي ..
هي لم تتعمد الإلتقاء به ولكن كثرت الصدف معه ..
إبتسمت لنفسها وهي تتذكر كيف تقيأت عليه ودفنت وجهها المبتل بين راحتيها وحدثت نفسها قائلة بتشفي
هو اللي مستفز ويستاهل ..
ثم مسحت السائل الرغوي من على فروة رأسها وتابعت بإبتسامة
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
تنهدت في إرهاق وهي تدلف خارج المغطس الصغير ولفت جسدها بالمنشفة وكذلك شعرها ونظرت إلى وجهها المتعب في المرآة وجحظت بعينيها وهتفت مڤزوعة
زمانته قال عني عفريتة بعد شكل عيني ده يالهوي !
أطرقت رأسها للأسفل في خزي وأكملت قائلة
أهوو موقف
وراح لحاله خليني أستعد لبكرة ده يوم طويل ومهم وربنا المعين فيه !
خرجت عاليا من المرحاض وفتحت هاتفها المحمول لتتفاجيء بكم الرسائل الإلكترونية
فتفحصتها على عجالة ثم زفرت في ضيق وهي تقول متذمرة
أوووف برضوه هانلبس التيشيرت ده بجد حاجة تخنق !
ثم إتجهت إلى خزانة ملابسها وفتحت الضلفة الصغيرة وظلت تعبث في الرف السفلي قائلة بتبرم
بجد مالوش أي لازمة إننا نلبسه شكلنا بيبقى بيئة ووحش والناس بتمسكنا تريقة ! ربنا يتوب علينا بقى !!!
وبالفعل وجدت ضالتها فأمسكت بتأفف التي شيرت الخاص بالمدرسة ونظرت له بإزدراء .. ثم تابعت قائلة
ده شكله زي ال خرقة هالبسه إزاي ده بكرة
في فيلا سرحان عليوه
عقد آياز ساعديه خلف رأسه وهو ممدد على الفراش ونظر إلى رامي بإهتمام وهو يسأله بهدوء
بس
أجابه رامي بخفوت وهو يبدل ملابسه ب تي شيرت رياضي
أها ده اللي حصل
سأله آياز مستفهما وهو ينظر له بغرابة
ممم.. يعني العربية عطلت وإنت كنت بتدور على ميكانيكي يصلحها تمام
تنحنح رامي بصوت خشن وأولاه ظهره وأجابه بإيجاز
ايوه
تابعه آياز متفرسا ملامحه المضطربة بشكل فضولي ثم قال بهدوء
مش مصدق!
وقف رامي أمام المرآة ومشط شعره للخلف وهتف محتجا
إيزووو وأنا هاكدب عليك ليه العربية بتعطل زي أي حاجة
أرخى آياز ساعديه ونهض عن الفراش وداعب أرنبة أنفه وهو يقول بنبرة عميقة
مش مرتحالك حاسس إنك مخبي حاجة عني
ألقى رامي بجسده المنهك على الفراش وعقد ساقيه معا وشبك أصابع كفيه وظل يحرك إبهاميه بحركة إهتزازية ثابتة ثم تحاشى النظر في إتجاهه وأردف قائلا ب
ولا حاجة ولا غيره !
مممممم..!
حاول رامي أن يغير الموضوع كي لا يستمر آياز في إستجوابه فسأله بإهتمام زائف
المهم قولي إنت مستعد لبكرة
أومأ الأخير برأسه ورد عليه بتنهيدة متفائلة
أها Wish me luck تمنى لي الحظ السعيد
ربنا معاك !
ثم صمت رامي لبرهة قبل أن يحدق في الفراغ وتظهر إبتسامته من خلف أسنانه وهو يحدث نفسه قائلا
ما هو أنا .. أنا ناوي أجي أشوفك بكرة وأطمن عليك يا .. يا أبلة .......!!
يتبع الجديد
الفصل السادس عشر
في صباح اليوم التالي
في مدرسة اللافانيا الدولية
تزينت بوابة مبنى رياض الأطفال بالبلالين البيضاء والصفراء والشعارات الملونة إستعدادا لإستقبال الأطفال في أول يوم دراسي لهم
ووضعت بعض النماذج لشخصيات كرتونية شهيرة ليلتقط الأطفال صورا تذكارية بجوارها
وقبل أن يحين موعد فتح البوابة كان الوضع بالداخل كخلية النحل والأعصاب على أشدها من أجل التأكد من إنتهاء كل شيء قبل الميعاد المنتظر
إرتدت معظم المتواجدات التي شيرت الخاص بهذا اليوم المميز
ورغم عدم إقتناع أي من المدرسات به إلا أنهن أجبرن على إرتدائه
تجمعت ثلاثة منهن في الردهة لترتب وضع الحلوى وكذلك الملصقات على طاولات صغيرة لينتقي منها الأطفال ما يريدونه
نظرت سارة إلى سالي بتفحص وهمست لها قائلة
شوفتيني وأنا شبه عم عويس الزبال
لوت سالي فمها قائلة بسخط
إياكش بعد ده كله تفرد بوزها وتقول كلمة طيبة لكن مش بنسمع منها إلا الكلام اللي ينرفز وبس
تنهدت سارة في ضيق وهي تضيف
مش بترتاح ولا بتريح حد معاها
قاطعتهما عاليا بنبرة حائرة وهي تضع يدها على كتف سارة
إنتو بتكلموا عن مين
نظرت لها سارة لتجيبها بإنهاك
تفتكري هايكون عن مين يعني
هزت عاليا رأسها قائلة بثقة وهي تبتسم
من غير ما تقولي عرفتها !
هتفت ميادة بنبرة عالية وهي تلوح بيدها
بنات عاوزة حد ينفخ معايا البلالين دول
نفخت سالي من الضيق ثم أجابتها متذمرة
بجد أنا صدري تعب من كتر النفخ ما يجيبوا مناخ للبلالين وأهوو كلنا نرتاح
زمت ميادة فمها وهي تجيبها بحذر
يجيبوا منفاخ هو إنتي عاوزاهم يصرفوا ويكلفوا ده إنتي قلبك أبيض !
على الجانب الأخر وقفت ريمان على مقعد خشبي بينما ظلت ليلة واقفة على قدميها وتعاونت الإثنتين في تعليق الأشرطة اللامعة على طول الممر المؤدي لداخل المبنى
مسحت ليلة جبينها وهتفت قائلة بضجر
يا رب الهوا مش يطيرهم !
مدت ريمان ذراعيها للأعلى لتتمكن من تثبيت الأشرطة وأجابتها بتوتر
ربنا يستر أنا تعبت في تعليقهم !
نظرت ليلة إلى ريمان بتمعن فقط كانت تجاهد لترفع جسدها من أجل الوصول إلى المسمار الخاص بتثبيت الأشرطة فبدى شكلها مضحكا فحاولت أن تسيطر على نفسها وأردفت قائلة بنزق
ما إنتي اللي قصيرة
نظرت لها ريمان بضيق وأجابتها بصوت حانق
قصيرة إيه يا بنتي مس إعتماد عاوزاهم كده
إلتوت شفتي ليلة بضيق بائن وردت عليها بخفوت
أووف بجد متعبة مافيش حاجة بترضيها
أضافت ريمان قائلة وهي تزيح خصلات شعرها للخلف
يا لولو دي لو تطول تجيبنا من الفجر هاتعمل !
تلفتت ليلة حولها وتابعت قائلة بنبرة ضجرة
لسه فاضل ساعتين على فتح ال Gate البوابة واحنا خلاص هلكنا وجبنا أخرنا !
ردت عليها ريمان بنبرة مرهقة
عندك حق أنا مش قادرة
خلاص
!
ثم أشارت بعينيها وهي تفرد إلتواء الشريط الملون مضيفة بنبرة آمرة
روحي هاتي بس شرايط تانية لأحسن اللي معايا مش هايكفي
أوكي
في نفس التوقيت صف رامي سيارته أمام بوابة مبنى الرياض وإلتفت برأسه ناحية آياز وتأمله قائلا بمزاح
يا بني إنت متأكد إن البتاع ده لازم تلبسه
أومأ آياز برأسه قائلا بإيجاز
Yes نعم
وضع رامي يده على رأسه وحكها قليلا ثم تابع بعدم إقتناع
أصل بصراحة شكله مش اوي عليك !
نظر آياز إلى نفسه وتأمل هيئته بدقة فقد بدى التي شيرت ضيقا عليه بصورة ملفتة ومبرزا لعضلات ذراعيه بطريقة مستفزة فأصبح كما لو كان يستعرض جسده
تنهد في إحباط وهو يجيبه بفتور
مس إعتماد قالت ده المفروض يتلبس النهاردة
لم يحيد رامي بعينيه عنه وأكمل قائلا بسخرية
وإنت مابتصدق تنفذ الأوامر
رد عليه آياز بجدية
لأ بس ده System نظام هنا !
ثم ترجل من السيارة وأردف قائلا بصوت مرتفع
أشوفك بعدين
وقام بفتح الباب الخلفي ليسحب حقيبته ومن ثم علقھا على كتفه
تابعه رامي بنظراته ورد عليه بهدوء
ماشي يا عم الملتزم !
ثم هتف قائلا بمزاح وهو يغمز له
طب مش هاتخد أخوك معاك جوا ياخد لفة ويشوف النظام
حدجه آياز بنظرات قوية وهو يجيبه بجدية
لأ باي !
أخذ رامي نفسا عميقا وزفره بحذر وهو يحدث نفسه قائلا بهدوء
ماشي الجايات أكتر من الرايحات !
ثم إبتسم لنفسه بغرور وهو يضيف
وأنا أعد هنا لحد ما تروح !
مر آياز من البوابة بعد أن لوح للحارس الأمني بيده ثم إتجه نحو الممر فوجد تلك الفتاة دائمة الصدام معه تكافح لتثبيت الأشرطة فأطرق رأسه للأسفل وظل يفكر بحيرة مع نفسه ب
طب أساعدها ولا أكبر دماغي منها !
حك طرف ذقنه ثم حسم أمره قائلا بهدوء
I will help her سوف أساعدها
تحرك آياز نحوها وتنحنح بصوت مرتفع نسبيا فإنتبهت هي للصوت الرجولي الآتي من خلفها وأدارت رأسها بحذر نحوه فرأته واقفا خلفها فعبست بملامحها وأشاحت بوجهها بعيدا عنه
تعجب هو من أسلوبها وأردف قائلا بإستغراب
محتاجة مساعدة أنا مش جاي آآ
قاطعته بصوت صارم دون أن تلتفت نحوه
Thanks شكرا ولو محتاجة مساعدة Sure أكيد مش هاطلبها منك !
إغتاظ هو من ردها الفج عليه وإحمر وجهه قليلا ثم تابع قائلا بجدية
As you like كما تريدين
ثم تركها وإنصرف سريعا وهو يغمغم مع نفسه بإنزعاج
إرتسم على وجهها إبتسامة تشفي وهتفت قائلة لنفسها بسعادة
مش ينفع معاك إلا كده ولا إنت مفكر بس إنك تضايقني وأتعامل معاك عادي !
تابعتهما رانيا من على بعد وإحتقنت عينيها بشرارات غاضبة وهي تراهما يتبادلان الحديث المختصر
قبضت على كف يدها وصرت على أسنانها قائلة بغل
يعني
ملاقتش إلا راس القرد وتشمها جاي عند الرخمة دي وتلزق فيها !
ثم دبت على الأرضية الصلبة بقدمها وتابعت قائلة بغيظ
ما أنا قصادك أهوو ولا إنت أعمى ومش شايفني !
إكفهرت ملامح وجهها أكثر ورفعت حاجبها للأعلى ووضعت يدها في منتصف ونظرت أمامها بحدة وهي تشيف بتوعد
ماشي برضوه مش سيباك !
في غرفة المعلمات
كانت الطاولة التي تتوسط الغرفة مليئة بالكثير من الهدايا المغلفة وإلتفت حولها معظم المعلمات واللاتي حرصن عن إنهاء تغليف البقية في أسرع وقت
رصت حنان الهدايا بطريقة منظمة في صندوق صغير وناولته إلى جانيت التي كانت تدون في مفكرة صغيرة العدد الخاص بكل فصل لتسلمه إلى المعلمة المسئولة عنه ثم تضعه على الأريكة العريضة الموجودة بالغرفة
هتفت هناء قائلة بضجر وهي تحاول
متابعة القراءة