رواية راسين في الحلال بقلم منال سالم

موقع أيام نيوز

سيارة أجرة مفتوحة الغطاء الأمامي ومنحني عليها سائقها .. 
أدار هو محرك السيارة ثم عاود أدراجه بها للخلف إلى أن وقف بجوار عاليا ورسم على وجهه إبتسامة بلهاء ثم أنزل زجاج النافذة الأمامية ونظر لها متفحصا إياها وأردف ب 
إمتى ربنا يتوب علينا من لسانك ده 
إرتسمت علامات الدهشة على قسمات وجهها وضيقت عينيها لتنظر إلى ذاك الغريب الذي يحدثها بوقاحة وفغرت ثغرها في ذهول حينما عرفته على الفور ..
استمر رامي في الإبتسام لها وتابع بسخرية ب 
إبقي قابليني لو حد عبرك 
إحتقن وجهها سريعا بالډماء الغاضبة وإزدادت حمرة وجنيها وصرت على أسنانها وهي ترد عليه بإنفعال ب 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
وإنت مالك إنت حد طلب منك حاجة 
ثم أشاحت بيدها في الهواء وهي تنذره بعصبية ب 
وإتفضل بقى من هنا بدل ما أطول لساني أكتر عليك 
يعني أنا غلطان إني وقفتلك أشوف مالك !
حدجته هي بنظراتها الحادة وهي تجيبه بصرامة ب 
ميخصكش 
تصدقي بالله أحسن حاجة إن الواحد يسيبك في الشارع المقطوع ده لوحدك سلام 
لوت هي شفتيها في عدم إكتراث وأجابته بنزق ب 
يالا بالسلامة 
إغتاظ رامي من ردها الفظ عليه فأدار محرك سيارته وتحرك بها مبتعدا عدة أمتار للأمام ولكنه شعر بتأنيب الضمير وبالحيرة في أمره فهو عادة لا يتصرف بمثل تلك الطريقة مع أي فتاة ولكن الحال مع تلك الشابة مختلف تماما ...
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
زفر هو في ضيق وحدث نفسه بعتاب ب 
حتى لو هي متنيلة على عين اللي جابوها مايصحش برضوه أسيبها في الحتة دي افرض حد طلع عليها ولا حصلها حاجة اشيل أنا ذنبها 
أدارت رأسها للجانبين من أجل متابعة حركة سير السيارات ولكن كان الطريق شبه خالي من المارة وكذلك من سيارات الأجرة .. فتنهدت في إرهاق وتابعت بحنق ب 
أعوذو بالله مافيش بني آدم يوحد ربنا هنا 
تراجع رامي بالسيارة للخلف وأوقفها على مقربة من عاليا ثم حدثها بصوت جاف ب 
تعالي إركبي 
زفرت هي بصوت مرتفع وأشاحت بوجهها بعيدا عنه هو على بوق السيارة لتنتبه له وأعاد
تكرار
جملته الأخيرة بصرامة فرمقته هي بنظرات جادة قبل أن تصيح بحزم 
في ايه ما تمشي بقى هو إنت إيييييه لازقة ...!
يا ستي لا لازقة ولا غيره أنا بس هاطلعك على أول الشارع وبعد كده إنزلي 
زمت شفتيها أكثر وقطبت جبينها وإستدارت برأسها لجانب الطريق ونطقت بجدية ب 
متشكرة مش عاوزة منك حاجة 
تنهدت رامي في إنهاك وأخفض رأسه في يأس ثم حدث نفسه بخفوت ب 
باين عليها مش هاتجيبها لبر دماغها ناشفة طحن
أخذ هو نفسا مطولا وزفره على مهل وقال بهدوء حذر 
ماينفعش تقفي في الحتة المقطوعة دي لوحدك 
والله ده شيء يخصني 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
قالتها عاليا بحدة وهي تسير مبتعدة للخلف ولكنها تعثرت في ذيل فستانها فإلتفت ساقيها على بعضهما البعض وسقطت على وجهها وهي تحاول السير .. 
آآآآآه 
إندفع رامي خارج سيارته حينما رأها تسقط وركض في اتجاهها ..
كانت هي مستندة بكفيها على الأرضية الإسفلتية وتحاول حل ذيل الفستان من كعب الحذاء فمد يده ناحيتها ليساعدها ولكنها إنتفضت فزعة منه وأشارت بكفها في وجهه وڼهرته بحدة وهي تنظر له بحنق ب 
إياك تلمسني هاصوت وألم عليك الناس 
ألمسك ايه بس ده أنا جاي أساعدك بس مافيش في غرضي حاجة 
لم تهتم هي بما قاله بل أضافت بنفس النبرة الحانقة 
كلكم ما بتصدقوا فرصة وتستغلوها 
إستشاط هو غيظا ولوح بذراعيه في الهواء أمامها وأردف بنبرة منزعجة ب 
يا شيخة حرام عليكي أنا كل ما أنوي خير معاكي تقلبي على طول 
نظرت هي له بنظرات غير مبالية وقالت بتحدي 
ولا تقدر تعمل حاجة 
أخذ هو نفسا عميقا ونفخه بضيق جلي ثم صر على أسنانه وهو يخبرها بسخط ب 
لا هأعمل ولا أنيل تعالي أوصلك على أول الشارع وبعد كده انتي من سكة وأنا من سكة 
وضعت هي يدها في منتصف خصرها ونظرت له شزرا وهي تلوي فمها ثم هتفت بغلظة 
ليه إن شاء الله 
حدثها رامي بإستياء وهو يضرب كفيه ببعضهما البعض ب 
طب قوليلي أتصرف إزاي بالطريقة اللي ترضيكي أنا جالي إحباط من إسلوبك ده 
زفرت هي لأكثر من مرة ووضعت إصبعيها على طرف ذقنها لتفكر فيما قاله لها.. 
بينما راقبها هو بنظرات متفرسة دارسة كل تفصيلة فيها .. وحدث نفسه بخفوت شديد ب 
معرفش إيه اللي فيكي غريب عن بقية البنات العدلة !!
أدارت عاليا رأسها في اتجاهه ولاحظت تلك النظرات الغريبة التي رمقها بها فتنحنحت بصوت قوي وحدجته بنظرات محذرة ثم قالت بصوت
جاد وهي
تشير بيدها أمام وجهه 
إييييه عينك !
إبتسم هو لها إبتسامة سخيفة وأخفض عينيه عنها وقال بصوت خشن 
إحم سوري .. ها قولتي إيه 
نفخت هي في ضيق ثم قالت بإستسلام 
ماشي أنا موافقة 
تنهد هو بصوت مسموع في إرتياح ثم أردف متحمسا ب 
أخيرا .. الحمدلله يا رب 
أشارت هي بإصبعها محذرة قبل أن تتحرك في اتجاه السيارة ب
بس تقعد محترم مش عاوزة قلة أدب 
رمقها هو بنظرات مستغربة وقال مازحا وهو يضع كفيه على بطنه 
يا ستي هاربط الحزام ..!
لوت هي ثغرها للجانب في إستهزاء منه ثم أردفت ساخرة وهي ترمقه بنظرات جامدة ب 
هه .. خفة !!!
تحرك كلاهما في إتجاه السيارة وأسرع رامي بالإمساك بالمقبض ليفتح لها الباب فنظرت هي له بنظرات مستفزة فبادلها هو النظرات الدافئة وأشار لها بعينيه وهو يتابع ب 
اتفضلي يا ست الكل ..! 
طب بص على أدك !
قالتها عاليا محذرة بشراسة وهي تركب السيارة وتجمع ذيل فستانها للداخل ..
أغلق رامي الباب خلفها ثم نطق متهكما بخفوت ب 
أبص على أدي .. لا إله إلا الله أنا ماشوفتش كده في حياتي ...!
بالقرب من الكافيه 
خرجت رانيا وبصحبتها نشوى من الكافيه بعد أن إنتهيتا من تناول المشروبات بداخله ولكن تسمرت الأولى في مكانها وأسرعت بإمساك نشوى من مرفقها وأردفت بتلهف ب 
إستني يا نوشا ...!
إرتسمت علامات الحيرة على وجه نشوى ونظرت إليها بتعجب ورفعت حاجبيها في استغراب ثم تسائلت بجدية مفرطة ب 
في ايه يا رانيا خضتيني 
أشارت رانيا بعينيها إلى مكان ما وهي تقول بحماس جلي 
بصي هناك كده شايفة اللي أنا شايفاه 
أنا مش شايفة حاجة 
عضت رانيا على شفتيها من الغيظ ونظرت إلى رفيقتها بسخط وأردفت بصوت شبه منفعل ب 
يا بنتي إنتي اتعميتي مش ده آياز 
جابت نشوى ببصرها المكان وحاولت أن تبحث عنه وهي تنطق بجموح ب 
آياز !! فينه 
أشارت لها رانيا برأسها حيث يتواجد وتشدقت ب 
هناك أهوو
نظرت نشوى حولها بحيرة وأردفت يائسة ب 
أنا مش شايفة حاجة 
أمسكت رانيا برأس رفيقتها ووجهتها حيث تنظر ثم قالت بحسم 
يا بت قدامك أهوو قاعد جوا البنك 
حدقت نشوى في آياز الذي كان ممسكا بمجلة ما بيده ثم هتفت بنبرة والهة ب 
آآه صحيح 
صمتت كلتاهما للحظات لتراقبا إياه ثم إلتفت نشوى برأسها نحو رانيا ونظرت إليها بتمعن وقالت بنبرة ماكرة 
يخربيتك عينيكي انتي عرفتي تشوفيه إزاي 
حدجتها رانيا بنظرات محتقنة ثم سلطت عينيها على آياز وقالت بسخط 
الله أكبر عليكي 
ثم ضيقت عينيها أكثر لتنبعث منهما نظرات لئيمة وأضافت بمكر ووعيد 
هو أنا هاسيبه يفلت من إيدي ده أنا وراه والزمن طويل ..!!
يتبع الجديد
الفصل الثالث عشر 
هبت نسمة صيف هادئة لتلفح وجنتي رانيا التي سريعا ما إلتهبتا لتحمسها لرؤية آياز .. وتبدلت ملامح وجهها للإشراق والتفاؤل وبدأت خيالات وردية تراودها عن حفل خطبة قريب وإرتداء خاتم مميز في إصبع يدها الأيمن فأطلقت تنهيدات حارة و خاڤتة ... 
في حين نظرت نشوى إليها بإستغراب شديد ورفعت حاجبيها للأعلى واستمرت في رمقها بتلك النظرات المطولة والمتعجبة ثم زمت شفتيها للأمام وهتفت بجدية ب 
طب يالا بينا لأحسن الوقت إتأخر 
نظرت رانيا إليها خافضة بصرها قليلا ثم إرتسم على وجهها تعابير مغترة وواثقة قبل أن تجيبها ببرود مصطنع ب 
مش قبل ما أسلم عليه واعرفه إن أنا شوفته 
هزت نشوى رأسها رافضة ما قالته رفيقتها ثم إندفعت قائلة بتخوف 
يا بنتي إنتي مش ناوية تجيبيها لبر 
لوت شفتيها في كبرياء وأردفت بجموح 
لأ يا نوشا ... مع المز ده لأ طبعا 
ثم تحركت بكل ثقة في اتجاه البنك القابع على الطريق المقابل وحاولت نشوى أن تلحق بها وهي تهتف عاليا ب 
يا مچنونة استني يالهوي عليكي هتودينا في داهية 
لم تهتم رانيا بهاتفات نشوى لها فعقلها قد أملى عليها ما ستفعله وبالفعل أخذت نفسا طويلا
وزفرته في غرور زائد ثم حدثت نفسها بنبرة واثقة للغاية ب 
ولو حتى مليون داهية مش هاسيبه يفلت من إيدي ده لقطة 
نظرت إلى جانبي الطريق وهي تعبره بخطواتها الراكضة ولم تعبأ بأبواق السيارات ولا بصيحات قائديها المتذمرين ولا حتى بنعتها بالغباء والحمق .. بل إستمرت في إختراق الشارع بإصرار .. ثم توقفت لتلتقط أنفاسها على مقربة من بوابة البنك .. 
لحقت بها نشوى التي بدت علامات الذعر جلية على وجهها ثم توقفت هي الأخرى إلى جوارها وأسندت كف يدها على ظهرها وقالت بصوت متقطع 
منك لله يا شيخة قطعتي نفسي وخليتنا ملطشة لكل السواقين 
اعتدلت رانيا في وقفتها بعد أن كانت منحنية للأمام ثم أردفت بعزم واضح ب 
أوووف .. مش مهم ! 
راقبت هي إيماءاتها وحاولت أن تستشف ما الذي تريد فعله ولكن لم يزد هذا إلا من حيرتها فقد كانت نظرات رانيا تشير إلى عقدها النية على فعل أمر ما فابتلعت نشوى ريقها في توتر وتسائلت بتوجس ب 
ناوية تعملي فينا إيه بعد كده 
ظهر شبح إبتسامة مراوغة من بين أسنان رانيا وأردفت بهدوء يسبق العاصفة ب 
إصبري بس أما المز يخرج من جوا وبعد كده هاشوف هاعمل ايه 
هنا أدركت نشوى خطۏرة الموقف الذي سيتوجب عليها مواجهته فنظرت حولها بنظرات زائغة ثم أضافت بخفوت حرج 
ربنا يستر وماتفضحيناش 
بداخل سيارة رامي 
أمسك رامي بالمقود بيد واحدة وباليد الأخرى ظل يعبث في مشغل الموسيقى محاولا إنتقاء أغنية مناسبة
وفي نفس الوقت كان ېختلس النظرات إلى عاليا المنكمشة في مقعدها المجاور له .. 
ظهر طيف إبتسامة عذبة ومغترة من بين أسنانه ثم أخذ يصفر بخفوت بلحن شهير ويدندن بكلمات غير واضحة .. 
كانت عاليا تحاول النظر إليه من طرف عينها بالرغم من تسليطها النظر لجانب الطريق البارز من نافذتها المجاورة فالفضول لمعرفة ما الذي يفعله .. 
ظلت تفرك أصابع يدها المتشبثة بحقيبتها في توتر واضح .. وكانت بين الحين والأخر تتنحنح بصوت خافض محاولا بل حلقها الذي جف تماما من الإرتباك .. 
لقد خالفت عاليا أحد أهم مبادئها وهي الوثوق بشخص لا تعرفه جيدا وإستقلالها لسيارته دون وعي كاف لمدى خطۏرة هذا .. 
حاولت أن تجد لنفسها المبررات الكافية لتقنع نفسها بأن ما فعلته كان بدافع الضرورة وليس تنازلا عن مبادئها .. 
لاحظ رامي حالة الشرود المصحوبة بالجمود الظاهرة عليها فقرر أن يذيب حاجز الثلج بينهما وتحدث بحماس زائد ب 
شكلك إندمجتي مع ال View المنظر 
لم تلفت هي إليه فرمقها بنظرات إستغراب من عينيه العسليتين ثم وضع إصبعيه
تم نسخ الرابط