رواية راسين في الحلال بقلم منال سالم
المحتويات
على طرف ذقنه وسأل نفسه بخفوت يحمل التعجب ب
هي طارشة ولا إيه أعلي صوتي شوية يمكن تسمع
وبالفعل تنحنح بصوت خشن ثم قال بنبرة مرتفعة
إندمجتي مع الفيو
إلتفتت هي برأسها ناحيته وحدجته بنظرات قوية ثم هتفت بعصبية وهي تلوح بيدها
إيييييه في ايه بتزعق كده ليه
نظر هو لها بذهول قبل أن يجيبها بحرج ب
إحم .. آآ... افتكرتك مش سمعاني
عقدت هي ساعديها أمام صدرها وظلت تنظر إليه تلك النظرات القوية ثم تابعت بنبرة جادة ب
لأ أنا بأسمع كويس
ثم صمتت للحظة قبل أن تكمل بنبرة تحمل السخط الواضح
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
الله ! ما إنتي حلوة أهوو ومركزة !
أشارت هي له بإصبعها محذرة وهي تنطق بصرامة ب
يا ريت تركز إنت كمان في السكة اللي قدامك لأحسن أنا جبت أخري وعاوزة أنزل
مط هو شفتيه في إنزعاج وحاد ببصره بعيدا عنها ليتنجب تلك النظرات البراقة التي تصيبه بشيء لا يفهمه ثم حدث نفسه بنبرة خاڤتة للغاية ب
لو مكنش خلقك ضيق بس كان زمان ربنا عدلهالك
رمقته عاليا بنظرات حادة فكلماته الهامسة تلك تثير حنقها فهي واثقة بأنه يتعمد السخرية منها كعادته لذا سألته بوجه عابس ب
بتقول ايه سمعني كده
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
قالها رامي بصرامة زائفة وهو يبتسم لها إبتسامة سخيفة فإزداد غيظها ونفخت أمامه .. ولكنه ظل صامت يرمقها تلك النظرات المتفحصة لإيماءاتها وحركاتها العجيبة..
ثم رن هاتفه المحمول فمد يده ليلتقطه من على التابلوه ومن ثم
ضغط على زر الإيجاب ووضع الهاتف على أذنه وتحدث بهدوء ب
باشا ! إزيك .. مممم .. أها .. كله تمام
ثم تابع حديثه على الهاتف بكلمات موجزة إلى أن أكمل ب
تمام تمام والله ما إتأخرت دي بس ظروف كده
هز هو رأسه عدة مرات ثم هتف بجدية ب
ماشي .. ماشي أنا جاي على طول
في نفس التوقيت كانت عاليا تنظر إليه وهي مقطبة الجبين بحيرة وإزداد توترها المشحون حينما أدركت نيته بالذهاب إلى مكان ما فتوجست خيفة وأثير في نفسها عدة تساؤلات وكأن عاصفة هوجاء قد هبت في رأسها توا
أفاقت عاليا من شرودها على صوته وهو يهتف ب
خلاص ماشي .. استنوني أنا جاي أهوو يالا سلام
أنهى رامي المكالمة ثم أسند هاتفه إلى جوار ناقل الحركة الخاص بالسيارة في حين إرجعت عاليا ظهرها للخلف بعد أن جلست للجانب قليلا وحدقت فيه بنظرات ضيقة وسألته بجدية بالغة ب
مش إنت قولت هتوصلني لأول الشارع
أدار هو رأسه للجانب قليلا لينظر لها بنظرات عادية ثم أردف بدبلوماسية واضحة ب
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
قاطعته هي بنبرة محتدة ومرتفعة وهي تشير بكف يدها أمام وجهه ب
يعني انت كنت بتستغفلني
بالرغم من شكوكها حول نوايه إلا أنها صرحت بما يجيش في صدرها دون تردد
لوى رامي فمه في إستنكار صريح ثم أجابها بصوت شبه مصډوم ب
اييه أستغفلك
وظل يوزع أنظاره المنزعجة بينها وبين الطريق محاولا فهم الدافع الذي جعلها تتفوه بمثل تلك الحماقات ..
لم تهتم هي بنظراته المتسائلة لها بل أومأت برأسها بقوة وهتفت بقسۏة جلية ب
أيوه كون إنك تقول لأصحابك إنك جاي قبل ما توديني الحتة اللي عاوزاها يبقى انت كداب وبتشتغلني
اتسعت عيناه في إندهاش غير مسبوق ثم سريعا ما رمقها بنظرات إستهجان وحاول أن يسيطر على إنفعالاته فكور قبضتيه على مقود السيارة وصر على أسنانه وهو يهتف بنبرة حانقة
قولتلك أنا مش كداب ولا بأشتغلك
لم تمهله الفرصة لتبرير موقفه بل إندفعت صاړخة فيه پجنون غير معهود ب
لأ كداب ومليون كداب طول عمر صنف الرجالة كده اللي تديهم بالجزمة يحفوا وراها ويريلوا عليها واللي تعبرهم ما يصدقوا يتنمردوا عليها ويشتغلوها
نظر هو إليها مشدوها بكلماتها اللاذعة ثم رد بإنفعال غير مسبوق له
ايييييه يا بنتي الكلام ده كله ده إنتي تخلي الواحد يندم فعلا إنه يعمل معروف معاكي
رمقته بنظرات إزدراء جعلته يستشاط ڠضبا من إسلوبها الفظ معه ثم تابعت بوقاحة ب
محدش جبرك على ده
هو بكف يده على المقود فألمه ورغم هذا هتف بشراسة وهو يحدجها بنظرات متوعدة ب
تصدقي أنا كنت ناوي أكمل معروفي معاكي للأخر بس الصراحة بقى أنا ناوي أعمل معاكي السليمة
مع أخر كلمة نطقها تسللت قشعريرة إلى خلايا جسدها فأصابتها بإرتجافة خفيفة وضغطت على حقيبتها المسنودة على حجرها بأصابعها المرتعشة وسألته بتوتر شبه ملحوظ
أفندم قصدك ايه
نظر رامي لها بقسۏة ثم أجابها بنبرة شرسة وهو يضغط على شفتيه ناظرا مباشرة في عينيها بعينيه المحتقنتين ب
هتعرفي يا عاليا
ثم ضغط بقوة على دواسة البنزين لتنطلق السيارة بسرعة قصوى و...........!!!
يتبع الجديد
تسمرت رانيا أمام واجهة البنك الزجاجية منتظرة خروج آياز من الداخل ..
لم تهتم لتذمرات نشوى الواقفة بجوارها فتفكيرها منصب حاليا على ذلك الوسيم الذي حاز على تفكيرها ..
فمنذ وطأت قدماه مبنى رياض الأطفال وهي تسعى للفت إنتباهه ولكنه للأسف لم يعاملها إلا بفظاظة ..
ولكنها عقدت العزم على ألا تستسلم .. فمهما فعل معها أو مع غيرها فهي من سيظفر به في النهاية ..
شعرت نشوى بالضجر من وقوفها على قدميها لأكثر من نصف ساعة فتشدق قائلة
يا بنتي إرحميني بقى ويالا بينا نروح البيت أنا رجلي وجعتني من الوقفة
زمت رانيا شفتيها للجانب ورفعت حاجبها للأعلى وهتفت على مضض ب
اصبري شوية
ردت عليها رفيقتها بتذمر قائلة وهي تنفخ في ضيق
أصبر إيه بس ده شكله هيبات جوا
رمقتها رانيا بنظرات حادة ثم أردفت بإصرار واضح
إن شاء الله يقعد سنة أنا مش هامشي غير لما أشوفه وأتكلم معاه !
لوت نشوى شفتيها في إنزعاج ورمقتها بنظرات مغتاظة ثم قالت بسخط
ده إنتي رزلة
فيا كل العبر بس مش ماشية برضوه !!!!
زفرت نشوى في ضيق وتلفتت حولها وردت عليها بضجر قائلة
أوف أما أشوف أخرتها إيه
..............
مرت عدة دقائق والوضع كما هو عليه .. حركة خفيفة داخل البنك للعملاء الجالسين على مقربة من الحائط الزجاجي ..
تسليط آياز لأنظاره على لافتة إلكترونية يظهر عليها أرقام ترتيب العملاء ..
تحديق رانيا بذلك الوسيم والإبتسامة البلهاء مرسومة على ثغرها ..
زمت نشوى شفتيها في تذمر بعد أن إزداد شعورها بالملل ثم رأت لافتة لأحد محال البقالة فهتفت بحماس وهي تلكز رانيا في ساعدها
روني أنا هاروح اجيب حاجة أشربها أجيبلك معايا
هزت الأخيرة رأسها في إعتراض ثم هتفت بجدية
لأ خليكي واقفة معايا
أشارت نشوى بيدها وهي تجيبها بإلحاح واضح
يا بنتي أنا ريقي ناشف هاجيب 2 سفن ثواني مش هتأخر عليكي !
حاولت رانيا الإمساك بها من ذراعها وهي تصر على أسنانها في ضيق ب
يا نوشا استني
إنسلت نشوى من قبضة رانيا بخفة ثم سارت بخطوات أقرب إلى الركض وهي تصيح بسعادة ب
أنا جاية على طول
بداخل سيارة رامي
تشبثت عاليا بمقعدها وهي تنظر پذعر أمامها غير مصدقة الجنون الذي إرتكبه رامي للتو معها ....
لم تستطع أن تتبين ملامح الطريق بسبب تلك السرعة المفرطة التي يقود بها سيارته ..
شعرت أنها على وشك الإغماء من شدة الړعب فقد ظنت أنها قاب قوسين أو أدنى من المۏت ..
عادة هي تخشى أن تشارك رفيقاتها الألعاب الخطېرة كالقطار السريع والمغسلة والساقية الدوارة في الملاهي حتى لا تصيبها نوبات
الغثيان المصحوبة بالدوار .. فتفسد عليهن الأجواء ..
واليوم هي تخوض ذلك الشعور ولكن رغما عنها..
أدارت عاليا رأسها للجانب في ذعر وحدقت في رامي بمقلتين متسعتين من الخۏف
ثم صړخت عاليا ب
نزلنييييييي ... هاموت
نظر رامي لها بتحدي غير مكترثا بها ورسم على فمه إبتسامة قاسېة وأكمل قيادته للسيارة بسرعته الچنونية ...
أغمضت عاليا عينيها وضغطت عليهما بقوة وأطرقت رأسها في خوف للأسفل وقبضت على مقعدها بيدين مرتجفتين وأكملت صړاخها ب
هاموت .. وقف
العربية هاموت !!
إلتوى فمه بتلك الإبتسامة المستفزة ورمقها بإستخفاف من زاوية عينه وأردف ببرود وهو يدير عجلة القيادة
عشان تتعلمي إزاي تحترمي غيرك !
بدأ شعور الغثيان يستحوذ على تفكير عاليا .. وشعرت بتقلصات معدتها وبقرقعات قوية فيها ..
إهتز جسدها بقوة وهو يدير السيارة عكس الإتجاه فتملكها إحساس الغثيان تماما ..
أرخت عاليا قبضة يدها المجاورة لرامي ولكزته في ذراعه متوسلة إياه ب
وقف العربية هاستفرغ تتقيأ !!!
هز رأسه نافيا وأجابها بعناد واضح في صوته وهو يرمقها بنظراته المتشفية
لأ مش هاوقفها
إزداد اضطراب معدتها ولم يعد بإمكانها التحمل أكثر من هذا فصاحت بصړاخ
بأقولك وقفها بسرعة
نظر لها ببرود ثم أجابها بإيجاز وهو يوميء برأسه رافضا لطلبها
إنسي !
ثم تفاجيء بها تميل برأسها عليه ثم تجشأت بصوت مكتوم وباغته بحركة لا إرادية مقززة حيث أفرغت ما في معدتها على بنطاله
بؤؤؤؤؤ .. إإع .. بؤؤؤ
نظر له رامي مصډوما من فعلتها وصاح عاليا بإشمئزاز
يعععع
مدت يدها إليها بالعلبة التي إشترتها لها .. ثم أخذت نفسا عميقا مجددا وزفرته على عجالة و سألتها بصوت لاهث وهو تحاول فتح العلبة المعدنية الخاصة بها
ها خرج
مطت رانيا شفتيها وأجابتها بسخط وهي تشرأب برأسها للأعلى
لأ لسه
وضعت نشوى علبة المشروب المعدني على فمها وإرتشفت منه القليل ثم تجشأت وهي تنطق ب
طب اشربي السفن قبل ما يسخن
نظرت لها رانيا بإشمئزاز وهتفت بضيق
ماشي
أمسكت هي بعلبتها المعدنية وحاولت فتحها بهدوء ولكنها تفاجئت بمحتوياتها تفور وتتناثر بغزارة على ملابسها مبللة إياهم فشهقت في ذعر قائلة
يا لهوي !
نظرت لها نشوى بقلق وسألتها بإضطراب
أوبا في ايه
نفضت رانيا يدها في الهواء محاولة إزاحة المشروب العالق بأصابعها وصاحت پغضب جلي
عاجبك كده السفن كله إتكب عليا !
هزت نشوى كتفيها في عدم مبالاة وردت عليها بفتور
وأنا هاعرف منين إن العلبة هاتفور في وشك
!
إغتاظت رانيا مما حدث وتلونت وجنتيها بحمرة غاضبة وقالت مزمجرة
إنتي السبب في الپهدلة دي !
نظرت لها نشوى بإستغراب وسألتها بهدوء حذر
أنا
صرت رانيا على أسنانها وهي تجيبها بحنق
ايوه
ثم إنحنت بجسدها للأمام لتنظف ملابسها التي تلطخت بالمشروب وإزداد حنقها أن يدها باتت لزجة .. فظلت تتمتم بكلمات غير مفهومة ..
أكملت نشوى تناول مشروبها وأردفت مازحة ب
دلق السفن خير
نظرت لها
رانيا بغل وصاحت فيها بنبرة محتدة ب
إنتي هتهزري !
وضعت نشوى يدها على كتف رفيقتها وهتفت بهدوء
خلاص بقى يا روني متحبكيهاش
فغرت رانيا شفتيها في ضيق قائلة بحنق وهي ترفع حاجبيها للأعلى
يا سلام عاوزة المز يطلع يشوفني بالشكل ده !!!
ألقت نشوى بالعلبة الفارغة بجوار الرصيف ثم أمسكت بحقيبتها ودست فيها يدها وقالت بجدية
طب اهدي بس عليا أنا هساعدك ثواني أطلع ال Wipes مناديل مبللة من الشنطة !
في نفس التوقيت خرج آياز من البنك وهو يتنهد في إرهاق ثم توقف في مكانه ليضع كارت
متابعة القراءة