روايه جديده بقلم دعاء عبدالرحمن
المحتويات
ومضت في طريقها حيث الإجتماع العائلى المبهج تحت مظلة الحديقة مضت الأيام سريعا وإيمان تستعد للسفر لأداء العمرة بصحبة الحاج حسين وزوجته عفاف وكانت المفاجأة أن عبد الرحمن أيضا سيذهب معهم لأداء العمرة فلقد كان يحتاج إلى مثل هذا الجو الروحانى ليخفف عنه ما يشعر به وليتقرب أكثر إلى الله بطاعة مثل هذه تخرجه من حالة الحزن الداخلى الذي يشعر به باستمرار ويخفيه بمزاحه ومداعباته دائما مع الجميع وبعد السفر بعدة أيام جاءت سلمى لزيارة مريم مرة أخرى ولكنها كانت على حريتها في المنزل أكثر من المرة السابقة فكانت تتحرك بحرية ولكن مريم لم تكن على طبيعتها معها فلقد بدأت تشعر بأن سلمى تسبب لها الكثير من الأڈى دون أن تعلم وخصوصا نظرات الڠضب التي تراها في عيون يوسف كلما رآها بصحبتها كانت بداخلها تعلم أنه على حق ولكنها كانت تكابر دائما بعناد شديد وعندما حان وقت انصراف سلمى وقفت عند باب الشقة وصافحت مريم لتذهب فعرضت عليها مريم أن تهبط معها ولكنها أبت ذلك فتركتها مريم وشأنها فهى أصلا لم تكن مرحبة بوجودها معها هذه المرة إستقلت سلمى المصعد وبعد أن استقر وخرجت منه وجدت من يجذبها لداخل الشقة الموجودة بالدور الأرضى بجوار المصعد والتي يستخدمونها في تخزين الأشياء المهملة إلتفتت لتجده وليد حاولت أن تتملص منه بصوت هامس حتى لا يسمعها أحد وهي تنظر حولها وتقول بس يا وليد مينفعش كده سيبنى ولكنه جذبها إلى الداخل وأغلق الباب بهدوء وبعد ساعة كانت تعدل من مظهرها وتعيد شعرها إلى هيئته وتقول بدلال وهي تنظر إلى وليد على فكرة بقى انت متوحش دى طريقة برضة إنت مبتسمعش عن التفاهم أبدا قال وليد بخبث لا مبسمعش وبعدين ما احنا متفاهمين أهو ولا إيه إنتهت من تعديل مظهرها وقالت له يالا بقى عاوزه أمشى كادت أن تفتح باب الشقة ولكنه أوقفها قائلا إستنى هنا لما أشوف حد بره ولا لاء فتح الباب ببطء ونظر حوله بحذر فلم يجد أحد فأشار لها بالخروج وبمجرد خروجها كان يوسف عائد من الحديقة وفي طريقه إلى المصعد فتفاجأ بها تخرج مع وليد من الشقة وهي تهندم شعرها وهو يلمسها بطريقة معينة بمزاح خاص بمجرد أن رأته احتقن وجهها وشحب وقالت في خوف يوسف لم يستطع يوسف أن يتحمل كل هذه القذارة التي رآها فلم يتمالك نفسه فصفعها على وجهها وطردها من المنزل فأسرعت تركض للخارج تشاجر مع وليد وهدده أنه سيبلغ والده وعمه عن أفعاله هذه وأنه ينجس المنزل بتلك الأساليب الحقېرة رأي وليد في عيون يوسف أنه سيوفى بتهديده فأراد أن يقطع عليه الطريق فتوجه له قائلا بتحذير إنت لو قلت حاجة يبقى مش هتفضحنى أنا وبس لا ده انت كمان هتفضح بنت عمك أمسكه يوسف من ملابسه پغضب قائلا تقصد إيه نظر له وليد نظرة الواثق قائلا أقصد إن سلمى مش أول واحدة تدخل الشقة دى يا يوسف وخلينى ساكت أحسن ثم تابع بانفعال زائف يعنى انت تسكت أنا هدارى على صمعتها وأسكت لكن لو عملتلى فيها بطل ونضيف يبقى عليا وعلى أعدائى وھفضحها قدام العيلة كلها وانت عارف بقى أنا في الأول والآخر راجل ومفيش عليا لوم بالكتير هاخدلى كلمتين وخلاص ثم دفع يدى يوسف بحدة وتركه وصعد في سرعة إلى شقته وقف يوسف غاضبا حائرا لا يدري ماذا يفعل هل وليد صادق أم كاذب ألم تخبره مريم أنه ليس بينهما أي علاقة ماذا يفعل كاد أن يصعد إليها ويجذبها من شعرها ويسألها عن الحقيقة ولكن خاف من الڤضيحة ومن إيهاب قضى ليلته في الحديقة لم يذق طعم النوم وكلمات وليد تتردد في عقله يريد أن يبرئ مريم بأي شكل ولكن المشاهد المخزية التي رآها فيها تتصرف بأسلوب لا يليق بفتاة محترمة تتوالى أمام عينيه تمنعه من ذلك تغلي دماؤه في عروقه غيرة على ابنة عمه وفي نفس الوقت لا يستطيع أن يلتمس لها عذرا كل الشواهد ضدها من وجهة نظره لقد نجح وليد في زرع بذور الشك في أعماق قلبه قطع أحبال أفكاره آذان الفجر يطرق مسامعه فانتبه من جلسته ثم قام لأداء الصلاة لعله يرتاح مما يجيش به صدره وبعد أن أدى الصلاة خرج منها بقرار حاسم قرر أن ينتظر والده حتى يعود من أداء العمرة ثم يخبره بما رآه وسمعه من وليد نعم لا يوجد حل آخر الفصل الخامس عشر توجهت مريم في الصباح الباكر وقبل ميعاد ذهابها إلى الجامعة إلى الحديقة لفتح رشاشات المياة الأتوماتيكية التي ترش المسطحات الخضراء في الحديقة وقفت تنظر إليها وتتأمل المياه المتصاعدة فاقتربت منها حتى تصلها بعض رزازها المنعش شعرت بنشوة طفولية فاقتربت أكثر من الرزاز ثناثرت قطرات المياة على وجهها وابتلت ملابسها وكأنها تقف تحت قطرات مطر خفيف مما جعل وليد يغير طريقه وهو ذاهب إلى الجراج الخاص بهم ويقترب منها وهو ينظر إلى جسدها الواضحة معالمه من بعد أن التصقت به ملابسها على أثر المياة في تفحص وبنظرة ذات مغزى قال لها صباح الخير أيه الروقان ده كله ألتفتت إليه قائلة صباح الخير يا وليد تصنع وليد الجدية قائلا مريم انا كنت عاوز اقولك حاجة ونفسى متكسفنيش مريم خير يا وليد قال باهتمام مصطنع انا كنت عاوز أتأسفلك على أى حاجة ضايقتك في تصرفاتى حقيقى انا بعاملك زى وفاء بالظبط علشان كده يمكن بتعامل بعشم شوية وده اللى بيضايقك مني لكن اوعدك معاملتى هتتغير أومأت مريم برأسها وهي تقول خلاص يا وليد وانت برضة أبن عمى وزى اخويا قال وليد بابتسامة خفيفة يعنى خلاص مش زعلانه مني ابتسمت مريم قائلة خلاص مش زعلانه حاول أن يتكلم ببراءة وهو يقول لا يا ستى الأبتسامة دى متنفعش انت كده لسه زعلانه أبتسمت مريم بشكل أوضح وهي تقول خلاص والله مفيش حاجة وليد لا برضه متنفعش انت بتخمينى ضحكت مريم لطريقته الطفولية ضحكة عالية واستجابت لكف وليد المدود لها فضړبت كفها بكفه بخفة فقال خلاص أنا كده أتأكدت أنك مش زعلانه يالا بقى سلام احسن هتأخر على الشغل ابتسمت وهي تشير له بالتحية وهو يبادلها الأشارة ثم أطبق كفه وهو يضعه على أذنه أشارة إلى أنه سينتظر منها مكالمة كانت تفعل ذلك لظنها أن وليد يعتذر فعلا عن أفعاله معها ويريد أن يفتح معها صفحة جديدة ولكنها لم تكن تعلم أن وليد يعرف أن يوسف في طريقه للحديقة هو الآخر وكان يريد أن يجعله يرى هذا الموقف وكيف هما منسجمان في المزاح والمداعبة كما لم تلاحظ مريم أن كثرة رزاز المياة جعل ملابسها تلتصق بجسدها لتبرز معالمه ونسيت مريم كلمات إيمان عندما قالت لها انت بتختارى المكان الغلط واللى بيجبلك شبهه وبتقفى فيه شاهد يوسف ما حدث كما أراد وليد تماما رآها تبتسم وتضحك وتداعبه بضړب كفها بكفه وتشير إليه بالسلام وهو يرحل ويقول لها بالأشارة بأنه سينتظر منها مكالمة وكل هذا وهي لا تخجل من شكلها وهي تقف أمامه هكذا بمعالم جسدها الواضحة صرف وجهه عنها في ڠضب وانصرف إلى عمله كان يوسف يجلس في مكتب أبيه يقوم بأعماله إلى حين عودته حين دخل عليه وليد يرسم على وجهه علامات الإعتذار نظر له يوسف پغضب ثم تابع عمله وكأنه لم يره جلس وليد أمامه قائلا جرى أيه يا صاحبى هتفضل مخاصمنى كده ومتكلمنيش أول مره يحصل بينا كده قال يوسف دون أن ينظر إليه علشان أول مرة أعرف أنك كده يا وليد انا مش عارف انت ابن عمى ازاى تصنع وليد الخجل قائلا معاك حق يا يوسف انا فعلا غلطت جامد وجاى اعتذرلك قال يوسف بجمود لا وفر اعتذارك لما عمك وابوك يعرفوا ساعتها هتعتذر كتير أوى قال وليد وهو يضغط أحد أزرار هاتفه النقال في راحته في الخفاء خلاص براحتك يا يوسف لو ده هيريحك من ناحيتى رن هاتف وليد فقام للرد على الفور وهو يخرج من مكتب يوسف ببطء شديد قائلا أيوا يا حبيبتى أنا جاى أهو كله تمام نص ساعة هكون عندك لا لا مينفعش لو مش دلوقتى يبقى مش هينفع النهاردة خالص خرج وليد من مكتب يوسف وقد حقق مراده بهذه المكالمة المزيفة بالفعل شك يوسف في الأمر فالمسافة بين الشركة والبيت نصف ساعة تماما كان من الممكن أن يفكر يوسف بشكل مختلف أو كان من الممكن أن لا يفكر بالأمر أبدا فوليد علاقاته متعددة ولكن وليد غير معتاد على ترك الشركة في هذا الوقت المزدحم بالعمل لأى ميعاد مهما كان وقد ربط ذلك بآخر جملة قالها وهو يخرج من المكتب وبين أشارته لها في الصباح بأنه ينتظر منها مكالمة تناول الهاتف واتصل على الخادمة التي أتت بها والدته للطبخ لحين عودتها من العمرة وسألها كأنه يسأل عن أهل البيت بشكل طبيعى فرحة رجعت من كليتها ايوا يا فندم اتغدت ونامت من ساعة يوسف الآنسه مريم اتغدت معاها ايوا اتغدت وطلعت شقتها يا فندم كان يريد أن يتأكد أن مريم في المنزل وهل هي وحدها في شقتها أم مع فرحة ظل يطرق بالقلم على سطح المكتب في توتر وهو يتخيل وليد وهو يدلف إلى شقة مريم بحرص دون أن ينتبه إليه أحد ويتخيلها وهي تغلق الباب وتتلفت حولها لتتأكد انه لا أحد يراهم زادت طرقاته بعصبية حتى كسر القلم في يده ونهض وهو يدفع مقعده بعيدا كاد أن ينطلق خارج المكتب ولكنه تفاجأ بدخول السكرتيرة تخبره بأن هناك عميل ينتظره والمسأله عاجلة أضطر يوسف أن يستقبل العميل لم يستطع يوسف أن يركز ذهنه مع الرجل فلقد كان مشتتا في خيالاته أنهى حديثه مع الرجل بوعد بلقاء آخر خرج العميل وخرج يوسف خلفه مباشرة من المكتب كالسهم ومنه إلى الأسفل استقل سيارته وانطلق مسرعا عائدا إلى المنزل كان وليد يعلم ماذا يفعل جيدا فلقد كان يوسف صديقه قبل أن تدخل مريم حياتهم ويعلم كيف يثيره وكيف يستفزه وكيف يحركه في الطريق الذي يريد وبالفعل خطط لكل شىء لكى يؤكد ليوسف أن هناك علاقة حقيقية بينه وبين مريم كان يعلم أن هناك شىء ينبت في قلب يوسف تجاه مريم فأراد وئده في المهد فلقد تشرب الكره الشديد لأولاد عمه علي من أمه فاطمة كما أنه يعلم أن يوسف لن يفضح ابنت عمه وبالتالى لن يفضح علاقته بسلمى أقترب يوسف من جراج البيت الكبير وتأكدت ظنونه عندما رأى سيارة وليد ترك يوسف سيارته بعيدا حتى لا يراها وليد عند عودته ودخل إلى الباب الخلفى للحديقة ومنه إلى الدرج المؤدى إلى الطابق الثالث
متابعة القراءة