روايه جديده بقلم دعاء عبدالرحمن
المحتويات
الست دى مش هتقعد فى البيت ده تانى أنا هطلقها يا حسين وارجعها بيت أهلها قال حسين فى أسى أستهدى بالله بس ومتنساش وفاء هى ذنبها أيه تشوف امها مطلقة فى السن ده كفاية اللى البنت فيه من ساعتها وتابع وقلبه يعتصر من الألم وبعدين يعنى ماهو يوسف مصدقش حاجة من اللى اتقالت واهو أتجوز مريم برضة وبيحبها متحملش همهم فكر بس ازاى تحاول ترجع مراتك وابنك لصوابهم بهدوء كده ومن غير انفعال شعر يوسف بالقلق عندما أعلن هاتفه عن اتصالا من أبيه أخذ الهاتف فى سرعة وأجاب والده السلام عليكم وعليكم السلام مراتك فين عقد يوسف حاجبيه قلقا وهو يقول نايمة طب اسمعنى كويس فى حاجة حصلت وعاوز احكيهالك بس متقاطعنيش زاد قلقه وهو يقول أتفضل يا بابا خير ايه اللى حصل قص عليه والده ما حدث بالتفاصيل فاتسعت عيناه فى دهشة وذهول وهو يردد أنا مش قادر استوعب ولا انا فى بعض التفاصيل مش قادر الم بيها برضة وعلشان كده كلمتك أكيد انت عندك حاجة اللى اسمها علا دى متعرفهاش قال يوسف بشرود أيوا يا بابا حكاية ان سلمى خدتها معاها بعد الفرح دى مريم حكتلى تفاصيلها وانا استنتجت منها أن الحكاية كانت مترتبة علشان اظن فى مريم انها بتروح شقق مفروشة أردف والده بجدية طب وحكاية انه طلع عند مريم وكان عارف انك ماشى وراه قال يوسف وكأنه يتذكر اليوم ده الصبح وقف وليد يكلمها فى الجنينة وبعدين عمل حركة كده وهو ماشى كأنه بيقولها مستنى تليفونك واحنا فى المكتب جالى وبعدين جاله اتصال وحسيت من طريقة كلامه أن مريم هى اللى كانت بتكلمه خرجت بعديه بنص ساعة ورجعت البيت وشفته نازل من عندها بيصفر وخد عربيته ورجع الشركة تانى قال والده بحدة وعرفت منين انه نازل من عندها أجاب يوسف بتردد شفت الأسانسير نازل من الدور بتاعها هتف والده بحدة وانفعال علشان انت غبى وهو أى حد يعمل الحركة دى خلاص نقول نازل من عندها عمرك ماعدت عليك كلام ربنا يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين أهو كان مرتب كل حاجة وكان عارف انك غبى وهتصدق وهتروح وراه والبنت المسكينة اتظلمت صمت يوسف وهو يعلم أن والده محق بكل كلمة قالها وشعر بحرارة الڠضب تغلى وترتفع بداخله ضغط أسنانه وهو يقول أحنا هنرجع بكرا ان شاء الله وساعتها مش هرحمه لاهو ولا الحقېرة اللى اشتركت معاه فى كده قال والده بسخرية لاذعة ده على أساس انك معذور يعنى وانك انت كمان مشتركتش معاهم مع أن انت يا أخى كنت اللى هما اعتمدوا عليه علشان ينفذ حكم الأعدام فيها أغمض يوسف عينيه فى ألم وحزن فاستدرك والده قائلا بس فأيدك تصلح علاقتك بمراتك وتخليها تسامحك خصوصا لما تعرف اللى حصل قال يوسف بأسى مفتكرش يا بابا انها ممكن تسامحنى ومعاها حق دى لسه پتخاف مني لحد دلوقتى ونايمة فى الأوضة اللى جوى وقافلة على نفسها بالمفتاح أنا والله مش زعلان منها أنا بس مش عاوزها تبقى خاېفة مني كده قال حسين بهدوء ووقار طب انا هكلمها دلوقتى واحكيلها اللى حصل بالكلام اللى انت قلته دلوقتى كاد والده ان ينهى الأتصال لولا انه سمع يوسف يقول بابا قولها اننا بعد ما ننزل مصر هاخدلها حقها من كل اللى ظلمها كل واحد فينا لازم ياخد جزاءه بما فيهم أنا وضعت مريم هاتفها جانبا وهى غير مصدقة لما سمعت من عمها تمتمت فى خفوت ليه يا سلمى أنا أذيتك فأيه علشان تشوهى صورتى وتتفقى مع وليد عليا ده انت كنت صاحبتى الوحيدة وكنت بثق فيكى وماشية وراكى وانا مغمضة ليه تعملى فيا كده فتحت الباب وخرجت فى اندفاع كان يوسف يجلس على الأريكة الخارجية وقفت أمامه فى ذهول وصړخت به ليه عملتوا فيا كده أنا عملت فيكوا ايه صاحبتى وابن عمى يشوهوا سمعتى وانت تصدقهم ويخططوا علشان يخلوك تستفرد بيا وانت مټخدر وتعملهم اللى هما عاوزينه وتدبحنى ليه عملتوا فيا كده ليه قال بصوت بعيد كأنه يخرج من أعماقه وهو ينهض فى مواجهتها أنا هاخدلك حقك مننا كلنا أوعدك صړخت به پبكاء وهستيرية علشان كده كنت بتقولى انت متستهليش الحب اللى حبتهولك يا حقېرة كنت شايفنى حقېرة يا يوسف كنت شايفنى ازاى قولى مدفعتش عنى ليه يا يوسف مخدتنيش ليه من اللى كنت فيه وضربتنى قلمين فوقتنى من اللى بعمله بسذاجة وانا ماشية وراها وفاكراها صاحبتى مفهمتنيش ليه حقيقة وليد بلاش كل ده مجتش ليه تسألنى هو كان عندى ولا لاء لو كنت طلعتلى كنت لقيتنى نايمة ومش درايانا باللى بيحصل لو كنت مسكت تليفونى مكنتش هتلاقى ولا مكالمة واحدة لوليد لو كنت طلعت ورايا كنت هتلاقينى قاعدة بره مع سلمى لوحدنا وهما جوى مواجهتنيش ليه باللى بتسمعه عني وحتى لو كنت اتأكدت انى مش محترمة أيه اللى يديك الحق انك تعمل فيا كده انت أيه الفرق بينك وبين وليد وسلمى انتوا التلاتة أحقر من بعض ظلت تتكلم وكأنها تهزى ودموعها تنهمر على وجنتيها وتطلق لنفسها العنان فى رحلة بلا عودة ده انا لما دخلت البيت ولقيت الدنيا ضلمة كنت مړعوپة وكنت عماله افكر أرجع استناهم فى الشارع لحد ما سمعت صوتك حسيت بالأمان من كتر الأمان اللى حسيت بيه مقدرتش احس بالتغيير اللى كان فنبرة صوتك حسيت ان صوتك مش طبيعى كأنك نايم لكن كان يكفينى انه صوتك علشان احس انى كويسة وانى فى حمايتك ألتفتت إليه من بين دموعها وهى تهتف پغضب حتى لما شدتنى ليك انت عارف انا فكرت انك عاوز تتخانق معايا علشان كنت بهزر مع ولاد خالتها فى الفرح وانى مشيت معاها أتصورت انى نجحت اخاليك تظهرغيرتك عليا كنت فاكراك هتشدنى وتدينى بالقلم وتزعقلى وفى الآخر تعترفلى بحبك وفعلا اعترفت بحبك لكن وانت بتدبحنى يا يوسف مصعبتش عليك طيب بعد ما أغمى عليا وبقيت من غير اراده مصعبتش عليك ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا 27 يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا 28لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا 29 أستيقظت مريم على صوت بكاءه وشهقاته المتلاحقة أعتدلت على فراشها وضمت ساقاها إليها وهى تنظر له وتسمعه يرتل نفس الآيات ويبكى لمست الآيات قلبها وشعرت وكأنها أنزلت من أجلها وجدت الدموع طريقها إلى عينيها مجددا وسقطت على وجنتيها فى صمت حتى انتهى يوسف من صلاته ألتفت إليها فوجدها قد استيقظت وتجلس مصوبة نظرها إليه ودموعها تنهمر فى سكون أقترب منها وحاول أن يجفف دمعها ولكنها دفعته بعيدا جلس بجوارها على الفراش قائلا أنت معاكى حق فى كل كلمة قلتيها وماليش أى عذر ولو عندى عذر هيبقى أقبح من ذنبى بس انا الغيرة كانت هتقتلنى يا مريم يا مريم انت كنت أول حب فى حياتى وانا ماليش خبرة غير فى شغلى وبس ولا اعرف حاجة عن الحريم ولا كنت احب اتعامل معاهم غير من بعيد لبعيد فجأة لقيت نفسى بحبك وفى نفس الوقت مش راضى عن تصرفاتك ولا عن لبسك مكنتيش بتحسى بيا وانا بتخانق معاكى على لبسك وتصرفاتك كنت حاسة انى غيران وبرضة كنت بتتمادى كأنك مش هامك الڼار اللى جوايا كنت حاسس انك ملكى ومينفعش أى حد تانى يشوفك ولا يلمسك بس مكنتش قادر اتكلم وليد نفسه حس باللى جوايا وعلشان كده استغله لصالحه علشان يشككنى فيكى أكتر واكتر يوم ما كان واقف يهزر معاكى فى الجنينة وتضربتى كفك بكفه وهدومك لازقة عليكى من الميه كنت حاسس انى ممكن اقټلك واقتله عقلى طار مكنتش عارف افكر كل اللى مسيطر عليا الغيرة أحساسى انك پتخونينى فضل يكبر جوايا لحد يوم الحاډثة كنت واقفة فى الفرح مع الشباب بطريقة خلتنى كنت هروح اشدك من ايدك قدام كل الناس واضربك انت وهما فضلت ماسك نفسى وكل ما تيجى عينك فى عينى تبصيلى باستفزاز تجننينى اكتر مكنتش قادر افكر فى حاجة خالص لدرجة انى أخدت منه الحبوب دى وانا عمرى ما شربتها من غير وعى ولا فكرت انى بدمر نفسى ولا ان ممكن ده يحصل كل اللى كنت عاوزه انى اطفى الڼار اللى جوايا بأى حاجة تغيبنى عن الوعى طلعت وراكوا بالعربية وانا كان كل هدفى انى أراقبك واعرف انت رايحة فين ولما كلمت البواب اټجننت اكتر لما عرفت انها شقة مفروشة ساعتها قررت انى اطلعك من حياتى تماما وانساكى بس بعد ما انتقم لقلبى منك لكن صدقينى عمرى ما فكرت انى هعمل فيكى كده أكبر حاجة فكرت فيها انى أطفى النور وارعبك وبالكتير أوى اقولك اللى قلتهولك ساعتها وخلاص فجأة لقيت نفسى خارج سيطرتى وابتدت دماغى تلف أكتر وافقد تركيزى واحدة واحدة حسيت انى مېت و أعصابى كلها متجمدة كأنى لا شايفك ولا سامعك لكن حاسس بيكى بين ايدى وبس كانت تستمع له بدموعها المنهمرة على وجنتها وتشيح بوجهها بعيدا عنه وهى ضامة ساقيها كأنه فصل قلبها شطرين پسكين كلماته التى كانت تشعر بصدقها شطر يصدقه ويشعر به وشطر يكرهه ولا يجد له مبررا وكأن الشاعر عبد الله الفيصل يجلس بينهما قائلا على أني أغالط فيك سمعي وتبصر فيك غير الشك عيني وما أنا بالمصدق فيك قولا ولكني شقيت بحسن ظني الفصل الثلاثون نهض يوسف مهزوما أمام والده الذى وقف بعصبية شديدة وهو يهتف بانفعال ازاى تعمل كده ازاى تطلقها من غير ما تقولى تابع يوسف بحزن شديد هى اللى أصرت يا بابا كانت حالتها صعبة ومكنش ينفع اقولها لاء لو كنت قلت لاء كانت اڼهارت أكتر لكن انا اشترطت عليها ان محدش يعرف بحكاية الطلاق دى لحد ما نرجع ونقولك الأول وهى وافقت زفر والده وهو يستعيد جلسته الأولى خلف مكتبه وهو يقول أستغفر الله العظيم يارب كل ما احلها تتعقد ثم نظر إلى يوسف وتابع وهنقول ايه للناس اخواتك واخواتها هنقولهم ايه سبب الطلاق بعد كام يوم كده هيفتكروا أنك لقيتها فيها حاجة نهض يوسف وافقا وقال دون أن ينظر إليه صدقنى يا بابا مكنش قدامى حل تانى أسند والده ظهره إلى المقعد وأغمض عينيه وهو يستغفر وفجأة فتح عينيه قائلا الحمد لله ربنا ألهمنى الحل ألتفت له يوسف بنظرة متسائلة فأردف والده أنتوا هتعيشوا مع بعض زى ما انتوا كده فشقتكوا عادى كأنكوا لسه متجوزين ومحدش هيعرف حكاية الطلاق دى دلوقتى خالص زادت حيرة يوسف وهو ينظر لوالده قائلا أزاى يابابا نعيش مع بعض وانا مطلقها أبتسم والده وهو ينهض وافقا ويشير إليه أن يتبعه
متابعة القراءة