روايه جديده بقلم دعاء عبدالرحمن
المحتويات
يدها من يد سلمى وقالت معلش مش دلوقتى عن اذنك ألتفتت لتذهب مرة أخرى فوجدت الشاب قد اقترب منهما قائلا وهو يبتسم لمريم ازيك يا مريم وحشتينا قطبت جبينها وهي تقول أيه وحشتينا دى لو سمحت اتكلم معايا باحترام وتركتهم وذهبت مسرعة بعيدا ألتفت الشاب إلى سلمى وهو يقول بسخرية دى مالها دى ما أن خطت مريم خطوات قليلة وكأنها تعدو حتى اصطدمت بيوسف توترت وهي تنظر إليه وهو يقول لها الواد ده ضايقك هزت رأسها نفيا فقال لها وهو ينظر إلى سلمى وصديقها شذرا طب يلا كويس انى جيت بدرى أستقلت معه السيارة وعندما لم تجد فرحة قالت بتوتر فين فرحة قال بعملية صحابها روحوا بدرى وخدوها في سكتهم توترت أكثر وشعرت باضطراب في جسدها خفق قلبها بشدة عندما أدار محرك السيارة وهو يقول كان بيقولك أيه هو مين نظر لها نظرة جانبية سريعة وهو يقول الواد اللى ضايقك من شوية قالت بضيق قلتلك مضايقنيش أومال انا ليه شفتك بان عليكى ملامح الضيق أول ما شفتيه وسبتيه ومشيتى على طول نظرت له بدهشة أنت كنت بتراقبنى ولا ايه ثم أضافت بحنق وبعدين أنا بطلت أقف مع ولاد نظر أمامه ولم يرد عليها فقالت باستنكار أظاهر انك نسيت نفسك وافتكرت انك جوزى بصحيح قال بهدوء متبدأيش في استفزازى تانى من فضلك كفاية اللى قولتيه قبل كده كانت تتمنى أن تستفزه فعلا وأن توجه إليه اللعنات ولكن هذه المرة تختلف كثيرا أنها وحدها معه فمن الأفضل أن تصمت فتحت مصحفها وظلت تقرأ بعينيها في صمت وهو ينظر إليها بين الحين والآخر حتى وصل إلى المنزل وعند البوابة تفاجأ بمرور سيارة والده في طريقه للعبور للداخل لمح والده مريم تجلس بجواره في السيارة تراجع يوسف بسيارته ليفسح المجال أمام أبيه للعبور توقفت السيارتان وهبطت مريم في سرعة وتوجهت إلى سيارة عمها وهو يترجل منها في هدوء وضع يده على كتفها بترحاب قائلا ازيك يا بنتى كنت فين كان عندى تدريب في الكلية وكان المفروض ارجع مع فرحة بس هي روحت بدرى مع اصحابها نظر حسين إلى يوسف الذي يقف أمام والده باحترام شديد ثم نظر مرة أخرى إلى مريم وقال لها ضايقك هزت رأسها نفيا وهي تقول لاء أعاد حسين نظره إلى يوسف قائلا انا كنت هسحب منك العربية كمان بس خلاص خليها أهو تبقى توصلهم بدل ما تقعد عاطل كده وأخذ مريم واتجه بها إلى الداخل أستند يوسف إلى سيارته ومسح على شعره وقد احمر وجهه مما سمعه من كلمات لازعة أمام مريم توقف بهما المصعد في الطابق الثانى فقال حسين بحنان متيجى تقعدى معايا بدل ما تطلعى تقعدى لوحدك فوق تلاقى ايمان عندنا دلوقتى أومأت برأسها موافقة فلمح في عينيها التوتر والحيرة فقال عاوزه تسألى على حاجة قالت بخفوت أيوه يا عمى عاوزه اعرف معنى الكلام اللى قلته تحت من شوية أبتسم وهو يقول متسائلا يهمك تعرفى زاغت نظراتها ولم ترد فقال وقد اتسعت أبتسامته أكثر طردته من الشركة وقلتلوا مالكش شغل عندى وكنت ناوى اسحب منه العربية بس خلاص طالما ممكن ينفعك بيها خليها معاه شعرت مريم بشىء من الإرتياح عندما تخيلته وهو يطرد من عمله ويتكلم معه أبيه بهذه الطريقة المهينة وأمامها أيضا طرق الباب وفتحت له إيمان بابتسامتها المشرقة حمد لله على السلامة أيه كان عندكوا راند فو ولا أيه قال حسين مداعبا هزرى براحتك علشان جايبلك خبر هيفرحك أوى خبر أيه قال بلامبالاة عبد الرحمن سافر بور سعيد وهيقعد كام يوم هناك شعرت إيمان پصدمة وهي تقول سافر امتى ومقاليش ليه أبتسم وهو يقول أنا كنت فاكرك هاتفرحى اكمنه كان كابس على نفسك أنطفأت أشراقتها وقالت مكلمنيش يعنى للدرجة دى مش فاضى كان لازم يسافر بسرعة مع العملاء في مشكلة في المينا ومفيش حد غيره هيعرف يحلها وتلاقيه مش عارف يكلمك وهو راكب معاهم قالت بذبول وهي تنصرف للمطبخ طب ياعمى متشكرة انك قولتلى أروح اكمل الغدا مع طنط عفاف جلس بجوار مريم بعد انصراف إيمان وقال لها بقولك أيه يا مريم انا شايف ان مفيش داعى نستنى كتير أيه رأيك نعمل الفرح أول ما عبد الرحمن يرجع أنتفضت وهي تلتفت إليه قائلة لا يا عمى كده بدرى أوى قال بجدية بدرى على أيه انت ناسية انتوا هتعيشوا مع بعض ازاى يعنى مش هتفرق بقى نعمل الفرح دلوقتى ولا بعدين كده ولا كده مش هيبقى في بينكوا تعاملات قالت مريم بتوتر بس انا اخاڤ اقعد معاه في مكان واحد ده انا كنت مړعوپة وانا راكبة معاه العربية لوحدى قال بثقة مټخافيش ميقدرش ېأذيكى بأى شكل من الأشكال هو عارفنى كويس وعارف انا ممكن اعمل فيه أيه حاولت أن تعترض بكلمات مبعثرة متلعثمة ولكنه قاطعها قائلا خلاص بقى يا مريم خلينا نخلص من الحكاية دى بدل مانتى كده على ذمة واحد پتكرهية خليكى تدخلى وتقعدى معاه شوية وبعدين تطلقى وتبدأى حياتك من جديد عاوز أطمئن عليكى يا بنتى ها قولتى أيه قالت بخفوت معاك حق يا عمى التأجيل مالوش لازمة خلينا نخلص جلس وليد أمام أبيه وهو يقول يابابا الكلام ده مالوش لازمة البنت عاجبانى وهاخطبها خلاص قال إبراهيم بانفعال أنت ناسى دى تبقى مين دى اخت هند اللى ابن عمك فسخ خطوبته منها والله أعلم عمل كده ليه قال وليد ببرود ميهمنيش وبعدين انا قلت هاخطبها هو انا قلت هتجوزها نظر له والده بتسائل نعم يعنى ايه قال وليد بارتباك لا انا قصدى يعنى انى هخطبها واشوف أخلاقها لو طلعت كويسة نكمل طلعت غير كده يبقى خلاص يابنى مش عاوزين حاجة تفرق بينا وبين عمك وولاده ازاى بس هتيجى بينا كده هي واختها اللى كانت مخطوبة لابن عمك قال وليد في تصميم يابابا انت مكبر الموضوع أوى دى مجرد خطوبة وخلاص وبعدين يعنى هو عبد الرحمن ومشاعره أهم عندك مني انا قال إبراهيم في استنكار لله الأمر من قبل ومن بعد أنا عارفك لما بتحط حاجة في دماغك خلينى اقول لعمك واشوف هيتصرف ازاى وليد بلا مبالاة يتصرف في ايه بس أنا خلاص دخلت بيتهم وقعدت مع امها وحددنا معاد كمان يومين ولا يرضيك ابنك يخلف وعده ويطلع عيل ربت حسين على كتف أخيه إبراهيم وقال بابتسامة هدى نفسك يا إبراهيم خلاص سيبه يعمل اللى هو عاوزه ازاى بس الواد ده مخه طول عمره تاعبنى يا حسين ومش قادر عليه قال حسين مهدئا خلاص يا ابراهيم يخطبها هو حر هو اللى اختار سيبه على راحته علشان ميجيش بعد كده يقولك انت غصبت عليا هتدخل العيله ازاى دى هي واختها طب وعبد الرحمن أبتسم حسين وقال بتفهم عبد الرحمن بيحب مراته يا ابراهيم ووجود هند من عدمه مش هيفرق معاه بلاش نعاند مع وليد وانا متأكد انه هيسيبها لوحده جلس وليد بجوار علا وأمسك يدها وألبسها خاتم الخطبة الذهبى والذي حرصت علا على أن تنتقيه بسيط لتعطى انطباع لوليد عنها أنها قنوعة ولا تطمع في أمواله وانما وافقت على الخطبة من أجل مشاعرها تجاهه فقط لا غير ابنك اټجنن باين عليه بقى دول ناس نناسبهم وخزها بلطف قائلا مالناش دعوة يا فاطمة أحنا جينا بس علشان منسيبوش لوحده لكن كده ولا كده كان هينفذ اللى في دماغه مالت وفاء عليها قائلة بس يا ماما الناس بتبص اسكتى نظرت علا لوليد بدلال وقالت اومال عمك مجاش ليه هو وولاده هما مش موافقين على خطوبتنا نظر لها نظرة جانبية وقال مفيش هو بس غلط غلطة كبيرة أوى في شغله حملنا بيها خساير كتيرة وكان لازم يتعاقب أصله مش صغير يعنى علشان يغلط غلطة زى دى ميغلطهاش موظف لسه جديد قالت بصوت أشبه بالبكاء تعاطفا مع ولدها كلنا بنغلط يا ابو يوسف مش معقول علشان حاجة حصلت ڠصب عنه يتعامل بالشكل ده ده بقى لا بياكل ولا يشرب لحد ما خس وعدم رسم ابتسامة رضا على محياه قائلا خلاص يا عفاف علشان خاطرك انت هسامحه علشان تعرفى بس غلاوتك عندى ولو انى مبسامحش في الشغل أبدا أبتسمت برضا قائلة ربنا يخاليك لينا يا حسين وخرجت بغير الوجه الذي دخلت به منذ قليل كانت مريم تمسك بجهاز التحكم وهي تشاهد التلفاز وتتقلب بين قنواته في ملل شديد أطفأته ونهضت لتذهب للشرفة لتجلس فيها قليلا رأته يتجول في الحديقة ويدور حول نفسه يدور كالنمر المحبوس بين قضبانه لا يجد مخرجا ظلت تنظر إليه بشرود وهي تتذكر كلماته اقعدى مع نفسك وانت تعرفى ان سمعتك كانت مټشوهة لوحدها اه صحيح انا نسيت اقولك انى كنت ماشى وراكى بالعربية انت وصاحبتك السفلة وشفتكوا وشفت كنتوا رايحين فين ومع مين جلست على المقعد في وجوم وهي تقول كنت ماشى ورايا ليه يا يوسف ولما شفتنى وانا طالعة معاهم ليه مجتش تاخدنى كنت همشى معاك والله فى نفس اللحظة كانت إيمان تتقلب في فراشها يجافيها النوم لقد تعودت على وجوده في المنزل كيف تنام بدونه نهضت ودخلت الغرفة التي ينام فيها دست جسدها تحت غطاءه وتدثرت به وأغمضت عينيها وهي تستنشق عبيره الذي يملاء فراشه ووسادته وبدأت بالفعل في الاسترخاء حتى سمعت صوت هاتفها ألتقتت الهاتف ونظرت فيه وابتسمت عندما وجدت أسمه تضىء به شاشته ردت بلهفة السلام عليكم أتاها صوته عبر الهاتف بشوق كبير وعليكم السلام وحشتينى يا حبيبتى وحشتينى أوى لم تستطع كلماتها أن تعبر عما يحمله قلبها فصمتت في خجل وشوق أتاها صوته مرة أخرى بشوق أكبر هو انا كل ما اقولك حاجة تتكسفى كده أنا قلت وحشتينى يا حبيبى يعنى مش قصدى حاجة عيب انت دايما كده تفهمينى صح أبتسمت ابتسامة كبيرة فتابع وكأنه قد رآها أبتسامتك وحشتنى أوى نظرت للهاتف في دهشة ثم قالت بصوت هادىء هتيجى أمتى قال مشاكسا وحشتك حاولت أن تصبغ صوتها بصبغة جدية وهي تقول أخبارك أيه قال مداعبا لا يا شيخة عليا انا الحركات دى أحمر وجهها بشدة وهو يتابع حديثه أنا دلوقتى في الفندق ولسه قدامى يومين مش عارف هبات يومين كمان بعيد عنك ازاى يا حبيبتى وأكمل مداعبا كل ما اتقلب على السرير اشوف صورتك على الوسادة الخالية اللى جانبى أبتسمت رغما عنها وهي تقول هو انت مبتتكلمش جد أبدا ظهر الشوق في صوته بوضوح وهو يقول ماهو انا لو اتكلمت جد معاكى دلوقتى مش عارف هيحصلى أيه مش بعيد أقوم انط في أى عربية واجيلك قالت محاولة أن تغيير مجرى الحديث عمى حدد معاد فرح مريم ويوسف قال عبد الرحمن وهو يضع ذراعه خلف رأسه ويتمدد على الفراش باسترخاء قديمة عارفها
متابعة القراءة