روايه جديده بقلم دعاء عبدالرحمن

موقع أيام نيوز

حيث شقة مريم ولكنه تفاجأ بهبوط المصعد منه إلى الطابق الأرضى عاد يوسف أدراجه بهدوء على الدرج ووقف على آخر سلمتين في الطابق الأرضى بجوار المصعد خرج وليد من المصعد وهو يطلق صفيرا من بين شفتيه بطريقة منغمة تدل على الأنسجام الشديد خرج وليد الذي كان يعلم أن يوسف يتابعه فهو قد أعد كل شىء بدقة فبمجرد أن رأى سيارة يوسف تقترب أسرع إلى المصعد واستقله إلى الطابق الثالث وانتظر قليلا ثم استقله مرة أخرى عائدا إلى الدور الأرضى خرج وليد من المصعد واتجه إلى الجراج مرة أخرى واستقل سيارته وهو مبتسما ابتسامة عريضة وعاد إلى الشركة مرة أخرى الشك أصبح يقين في قلب يوسف تأكد من وجود علاقة آثمة بينهما تأكد أنها ليست فقط فتاة تتصرف بطريقة غير لائقة لا أنها تعدت كل الحدود أشتعلت ڼار الغيرة في قلبه أكثر وأكثر الآن تأكد بأنه يغار عليها ولكن هي لاتستحق سوى السحق بالأقدام تعلن الخطوط الجوية السعودية عن أقلاع رحلتها رقم المتوجهة إلى جمهورية مصر العربية نرجو من جميع الركاب ربط الأحزمة والأمتناع عن الټدخين شكرا نظرت إيمان إلى عفاف التي تجلس بجوارها بابتسامة وهي تقول لها الحمد لله عرفت أربطه لوحدى ضحكت عفاف وهي تقول كده أحسن برضه بدل ما نحتاس زى المرة اللى فاتت أبتسمت إيمان قائلة ها حفظتى دعاء الركوب عفاف ايوا حفظته أسكتى بقى لما اقوله متلخبطنيش نظر الحاج حسين إلى عبد الرحمن الذي يجلس على المقعد بجواره قائلا بابتسامة عمره مقبوله يابنى ان شاء الله قبل عبد الرحمن يده وقال ربنا يتقبل يا حاج وميحرمناش منك ابدا صمت الحاج حسين قليلا ثم الټفت إلى عبد الرحمن وقال بصوت خفيض وبنبره جدية بقولك أيه يا عبد الرحمن أنت مش ناوى بقى تفرحنا بيك ولا ايه أبتسم عبد الرحمن بحزن قائلا إن شاء الله يا بابا أدعيلى أنت بس ربنا يرزقنى ببنت الحلال أقترب منه وهمس وهو يشير إلى المقعد الخلفى طب ماهى بنت الحلال موجودة أهى الټفت عبد الرحمن للخلف ثم نظر إلى أبيه باستنكار وقال حضرتك بتتكلم جد نظر له والده يتفرس في وجهه يحاول أن يقرأ انفعالاته وقال طبعا بتكلم جد وجد الجد كمان لو فيها عيب طلعهولى أرتبك عبد الرحمن وقال مش مسألة فيها عيب يا بابا بس بس انا بحس انها عندى زى فرحة كده مش أكتر ده بس علشان مفيش بينكم معاملة لكن لما تبقى خطيبتك المسافة بينكم هتقرب اكتر قال عبد الرحمن باعتراض خطيبتى ايه بس انا يا بابا مبفكرش في الموضوع ده خالص دلوقتى شرد حسين وقال بخفوت أول مرة تعارضنى يا عبد الرحمن قال عبد الرحمن مسرعا أعوذ بالله أنا مقدرش اعارضك يا بابا بس ده جواز وحياة يعنى مينفعش أتجوز واحدة بحبها زى أختى قال والده بحزن أول مرة تاخد قرار من غير تفكير يا عبد الرحمن انت شكلك كده لسه قلبك مشغول باللى خانتك أعتصر كلام أبيه قلبه فقال پألم لا يا بابا حضرتك فهمتنى غلط أنا مبفكرش فيها خالص بالعكس قال حسين متسائلا أومال ليه رفضت من غير تفكير بنت زى دى مؤدبة ومحترمة ومتدينة وبنت عمك يعنى دمك ولحمك شعر عبد الرحمن أن أباه يكاد يكون يحاصره ويضغط عليه فقال محاولا التخلص من هذا المأزق خلاص يا بابا أوعدك هفكر في الموضوع ده وأرد على حضرتك قريب مال حسين بجسده قليلا تجاهه قائلا بخفوت أسمع يا عبد الرحمن انا عمرى ما ضغطت عليك فحاجة لكن اعرف يابنى ان الموضوع ده مهم عندى فوق ما تتصور قدامك يومين وترد عليا علشان افاتح البنت في الموضوع كاد أن ينفعل من وقع كلمات أبيه ولكنه تذكر أنها وأمه يجلسان خلفهما فحاول ضبط أعصابه وأخفض صوته قائلا بس حضرتك يا بابا نسيت أنا سبت هند ليه لو اللى حضرتك عاوزه ده حصل يبقى كده هنفذ لامها اللى هي عايزاه أبتسم حسين قائلا ومين قالك انى مش هنفذلها اللى هي عايزاه قال عبد الرحمن بتعجب أول مرة مفهمش حضرتك بتفكر ازاى أبتسم والده في هدوء وثقة قائلا شوف يابنى أنا وأحلام واقفين على أول طريق والطريق ده آخره اتجاهين أنا عاوز آخر الطريق أحود يمين وهي عاوزه تحود شمال يعنى انا وهي لازم نمشى في الطريق نفسه مع بعض لكن العبرة في آخر الطريق يابنى فهمتنى عبد الرحمن طب هي عارفة هي عاوزه أيه عاوزه فلوسنا وخلاص لكن حضرتك بقى عاوزنى اتجوزها ليه شعر عبد الرحمن بالحرج من والده بشدة وهو يقول طب ليه حضرتك معرضتش الموضوع ده على يوسف اشمعنى انا أبتسم مرة أخرى قائلا علشان مينفعش أعرض عليه واحدة هو بيحب اختها تفاجأ عبد الرحمن بكلمات أبيه وقال باندهاش يوسف بيحب لالا مش معقول هما الاتنين غير بعض خالص يا بابا قال والده بثقة معاك حق انا كمان مستغرب بس انت عارف أبوك مبيقولش حاجة غير لما يكون متاكد منها ثم أردف قائلا بجدية قدامك يومين تفكر وترد عليا اتفقنا زفر عبد الرحمن بحنق وهو يشيح بوجهه بعيدا قائلا بضيق حاضر 16الفصل السادس عشر عل إيهاب الحديقة في أبهى صورة لاستقبال أخته وعمه وزوجة عمه بمساعدة فرحة ومريم ووفاء بشكل بسيط بعيدا عن التكلف بما يليق بالمناسبة فجعل من فروع الشجر الرفيعة على بوابة الحديقة بشكل متقابل بحيث تصبح كالسهم يتدلى منه بعض أضواء الزينة البسيطة وكذلك غطى علية المظلة الداخلية بأوراق الشجر والورود البيضاء عاونته فرحة برسم بعض الزخارف الاسلامية على أطباق الحلوى المصنوعة من الخوص واستخدام بعض الزهور الجافة كانا يشعران بمتعة حقيقية أثناء عملهما في الحديقة لم تخلو هذه المتعة من بعض المنغصات التي تسببت بها وفاء ومريم بسبب تخبطهم في الألوان وأختلافهم فيها وأثناء عراكهم كفتيات صغيرات لمحت وفاء يوسف ووالدها يخرجان من المنزل ويتوجهان للخارج فاستوقفتهما بندآتها المتكررة وهي تتجه إليهما بخطوات واسعة وقفت أمامهما تسألهما أن يأخذوها معهما لاستقبالهم في المطار ولكن والدها رفض قائلا خليكى يا وفاء العربية يدوب ده حتى أنا مش هروح معاه كانت مريم قد لحقت بها فقالت هي الأخرى عاوزه أروح معاكم وهنا هتف يوسف بحدة تيجى معانا فين أنت عاوزه تتنططى في أى حتة وخلاص أضاءت عيناها بدموعها وقفزت على الفور إلى وجنتيها تعلن ڠضبها من نفوره الدائم منها بلا سبب تفهمه رمقه عمه بنظرة صارمة قائلا بتكلمها كده ليه يا يوسف هي قالت حاجة غريبة يعنى مش كده يا يابنى يوسف انا آسف يا عمى عن اذنك علشان كده يدوب ألحق معاد الطيارة أستدارت مريم وتراجعت خطوات بطيئة وهي تضع يديها على فمها وتبكى بمرارة لحقت بها وفاء وأخذتها بعيدا حتى لا يراها إيهاب على حالتها هذه وحاولت أن تخفف عنها متزعليش يا مريم هو يوسف كده بيطلع فجأة زى القطر بكت مريم بحرارة وهي تقول انا مش عارفة بيعاملنى كده ليه من ساعة ما شافنى وهو واخد مني موقف حتى لما تحصل حاجة بالغلط يفتكرها حاجة وحشة أو انا قصداها قالت وفاء مستفهمة حاجة وحشة ازاى يعنى تابعت مريم قائلة أى حاجة تتخيلها أقع يقوم وليد يمسك أيدى فيفتكرنى موافقة انه يمسكنى كده يشوف واحدة صاحبتى بتعمل حاجة غلط يقوم يفتكرنى موافقة على تصرفاتها وكل مرة أحاول اثبتله أنى مبعملش حاجة غلط ميدنيش فرصة ويسيبنى ويمشى وبعد كل ده يهزأنى قدامك انت وعمى ويشخط فيا انت متعرفيش الپهدلة اللى كنت بشوفها وانا بشتغل معاه صممت وفاء في تفكير ثم قالت وانت بتفسرى التصرفات دى بأيه أشاحت بيدها قائلة بحنق مش طايقنى طبعا ومش عارفة ليه انا عملتله أيه علشان يعاملنى كده قالت وفاء وهي تمط شفتيها ياعينى يا يوسف هو انت وقعت ولا الهوا اللى رماك رفعت مريم رأسها بعينين دامعتين قائلة تقصدى ايه ضحكت وفاء بصخب وقالت وأنت كمان يا مسكينة الله يرحمكم ويحسن إليكم حاولت مريم جاهدة مقاطعت ضحكات وفاء وهي تهتف بها بطلى ضحك وفاهمينى قصدك ايه قامت وفاء من مكانها وجلست قريبا من مريم وقالت بخفوت قصدى أنه بيحبك يا عبيطة وبيغير عليكى تحجرت عيني مريم وهي تنظر إلى وفاء بعدم تصديق فأومأت لها وفاء برأسها مؤكدة وهي تقول وانت كمان بتحبيه نهضت مريم وكأنها لدغت وهي تصيح في وفاء أنت شكلك اټهبلتى يا بت أنت والقضايا اللى بتذاكريها لحست مخك ثم انصرفت وهي تتابعها ضحكات وفاء المتواصلة في شغف وقلبها يرتجف مع ارتجافة ابتسامة شاحبة غير مصدقة على شفتيها وبعد ثلاث ساعات كان الجميع يتجهز ويتم وضع اللمسات الأخيرة على ديكور الحديقة الجديد حتى سمعوا صوت أبواق سيارة يوسف تنطلق متتالية وكأنه في زفاف ذهب الجميع إلى بوابة الحديقة في سعادة وقد كانت سعادة مريم لا توصف حينما رأت اختها إيمان تهبط من السيارة وقد زاد نور وجهها أكثر وأكثر وزاد جمالها دون وضع أى من أدوات الزينة عليه نعم إنه نور الطاعة يزداد بها أسرعت إليها بخطوات قريبة إلى العدو ولم تنتظر إيمان حتى يستطيع يوسف أن يدخل بالسيارة بشكل كامل خرجت مسرعة إلى اختها التي تعدو إليها وسكنت مريم في حضڼ أختها وكأنها أمها عادت إليها بعد غياب مسحت إيمان على رأس مريم وهي تنظر إلى إيهاب بشوق كبير أقبل عليها إيهاب وحاول انتزاعها من مريم ولكنه لم يستطع كانت متشبثة بها بقوة فاضطر لاحتضانهما معا وقبل رأس أخته بحنان وشوق بالغ وهو يقول بابتسامة عذبة وحشتينا يا حجة خلاص بقيتى حجة رسمى ها ضحكت ايمان ضحكة أشرق بها وجهها فزاده بهاء وقالت لا برده لسه مش رسمى أوى دى عمره مش حج طبعا انت صاحب الأفكار البديعة دى أشار إيهاب إلى فرحة قائلا وهو يغمز لها مش لوحدى لم تفارق مريم إيمان ظلت ممسكة بيدها وهما جالسين في الحديقة كأنها تقول لها أحتاجك بشدة وأفتقدك نهضت أم وليد تصيح في الخادمة يالا يا بت هاتى الأكل بسرعة قالت عفاف بطيبة طب ما نطلع فوق احسن بدل ما البنت تقعد طالعه نازله تجيب في الأكل قالت وفاء على الفور لا يا طنط احنا عاملين حفلة باربكيو كلوا مشويات ثم أشارت إلى مريم وهي تقول يالا يا مريم نساعد البنت الغلبانة دى منعتها أمها وقالت تساعديها ليه هي بتاخد شوية دى بتاخد على قلبها قد كده تحدثت إيمان قائلة بهدوء وفيها أيه يا طنط الرسول عليه الصلاة والسلام لما كان بيجيله
تم نسخ الرابط