روايه جديده بقلم دعاء عبدالرحمن
المحتويات
خرج حسين من غرفة مكتبه وصعد هو ويوسف إلى مريم طرق الباب ففتحت لم تكن قد أبدلت ملابسها بعد رغم الأرهاق الذى تشعر به من آثر السفر زاغت نظراتها بينهما فقال حسين مبتسما مش هتقوليلنا أتفضلوا ولا ايه يا مريم أفسحت الطريق أمامهما وهى تقول بخفوت اتفضلوا جلس حسين وهو يقول أزاى تصممى على الطلاق كده يامريم من غير ما ترجعيلى فى بنت تطلب الطلاق من غير ما تاخد رأى ابوها صمتت مريم وهى تتحاشى النظر ليوسف ثم قالت سامحنى يا عمى بس انا مش هقدر استحمل اكتر من كده نهض وافقا امامها وقال وهو ينظر لعينيها طب واخواتك والناس كلها هيقولوا ايه دلوقتى أشاحت بوجهها بعيدا وهى تقول بانفعال اللى عاوز يقول حاجة يقولها أنا أصلا كده كده سمعتى متشوهه لوحدها أطرق يوسف إلى الأرض فى ألم فقد فهم ما ترمى إليه فتابع حسين حديثه إليها تفتكرى إيهاب هيسكت لما يعرف ان أخته اطلقت بعد دخلتها بكام يوم أنت يابنتى كده هتقوملنا حريقة فى البيت صاحت وهى تستند إلى أقرب مقعد أمامها وهى تقول كفاية ضغط عليا يا عمى أنا مش هقدر استحمل اكتر من كده مش عاوزه ابقى على ذمته يوم واحد بعد كده وعمرى ما هوافق ارجعله أبدا مهما حصل لف حسين ذراعه حول كتفها مهدئا أياها وقال بهدوء ومين قال انك هترجعيله أنا مقلتش كده قالت وهى تلتفت إليه أومال حضرتك بتقولى كده ليه ربت على كتفها وقال بحنان بقولك كده علشان تتقبلى الحل الوحيد اللى هيرضيكى وفى نفس الوقت هيمنع المشاكل اللى ممكن تحصل لو حد عرف بالطلاق دلوقتى حل أيه قال حسين بهدوء شرع ربنا يابنتى بيقول ان الست اللى بتطلق طلاق رجعى تفضل قاعدة فى بيت جوزها لحد فترة العدة ما تخلص وقف يوسف قائلا يابابا طب ماهي هي منا هنزل أعيش معاكوا تحت وبرضة الكل هيسأل ليه ألتفت إليه والده قائلا ومين قالك انك هتعيش معانا تحت انت هتعيش فى بيتك برضة معاها لحد فترة العدة ما تخلص نظرت له مريم بذهول وهتفت وانت يا عمى ترضى كده لفرحة أومأ برأسه قائلا أيوا ارضاه علشان ده شرع ربنا مش حاجة جايبها من عندى تدخل يوسف مستفهما ازاى يابابا جلس حسين وبدأ فى شرح الأمر قائلا الآية الكريمه فى سورة الطلاق بتقول يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا يعنى يابنتى شرع ربنا اللى ناس كتير نسيته دلوقتى بيقول ان الست اللى تطلق طلاق رجعى تفضل قاعدة مع جوزها فى بيتها زى ما كانت بتقعد معاه بالظبط وهما متجوزين يعنى تقعد بلبس البيت عادى وتكلمه ويكلمها وكأنه زوجها لكن بدون جماع عرفتى بقى ليه بقولك اه ارضاه لبنتى لأن ده شرع ربنا وأمر من ربنا انها متخرجش من بيتها بعد الطلاق الرجعى لاء دى كمان لو خرجت تأثم صمتا يوسف ومريم وهما يستمعان لأول مرة لهذا الحكم الشرعى الذى لم يكونا يعلما عنه شيئا من قبل أردف حسين قائلا علشان كده بقولك الحل ده هو أفضل حل هيمنع الخلافات وفى نفس الوقت هيريحك لأنه هيفضل مطلقك زى ما انت عايزة ولما العدة تقرب تخلص نبقى نشوف ساعتها هنعمل أيه بس يكون عدى وقت مش الناس تعرف انكوا اطلقتوا بعد دخلتكوا بكام يوم تنحنح يوسف بحرج وقال بتردد وهو يتحاشى النظر إليهما بس يا بابا أنا مدخلتش بيها يبقى مالهاش عدة أصلا أشاحت بوجهها بعيدا بينما قال حسين بنفاذ صبر فى حاجة اسمها عدة احترازية ودى بتطبق على الحالات اللى زى حالتكوا كدة لما بيحصل فرح ويتقفل عليهم باب واحد والناس كلها بتبقى عارفة انها دخلة لما بيحصل طلاق بعدها حتى لو مدخلش بيها بيطبق عليها العدة الاحترازية اللى بقولكم عليها دى قالت مريم فى شرود بس يا عمى انا طلبت الطلاق علشان مش عاوزه اعيش معاه فى مكان واحد يبقى انا كده عملت ايه أومأ برأسه متفهما وقال انا فاهمك يا مريم بس ده دلوقتى حكم ربنا مش حكمى انا وإذا كان فى أيدك تنفذيه وإذا كان فى أيدك توافقى عليه وتمنعى مشاكل ممكن تحصل يبقى ليه متجيش على نفسك شوية وبعدين دى فترة العدة يعنى بعدها هتبقى حرة خلاص تدخل يوسف بشكل حاسم قائلا متقلقيش يا مريم أنت فكل الأحوال مش هتشوفينى تانى أنا وعدتك انى اخدلك حقك من اللى ظلمك وأولهم انا وأنا هوفى بوعدى ليكى والنهاردة مش بكره تركهم يوسف وفتح الباب وخرج مسرعا هبط الدرج بسرعة كبيرة وهو ينوى الوفاء بوعده وفى الصباح وأثناء متابعته لأعماله فى انهماك شديد جاء أتصال داخلى من مديرة مكتبه الذى أجابها دون أن يرفع عينيه عن الأوراق التى بين يديه فقالت فى واحد على التليفون عاوز حضرتك وبيقول انه من النيابة قطب حسين جبينه وقال بقلق وصلينى بيه وبعد دقائق خرج حسين ملهوفا من مكتبه وهو يقول للسكرتيرة أجلى أى شغل دلوقتى لحد ما ارجع جلس أمام يوسف بلوعة شديدة وقال أيه يابنى اللى خلاك تعمل كده تدخل وكيل النيابة فى الحديث قائلا والله يا حاج حسين لولا سمعتك الطيبة وسمعت شركاتك اللى مفيش عليها غبار مكنتش اتدخلت فى الموضوع بشكل ودى وكنت مشيت فى المحضر بشكل رسمى لكن انا قلت أديك خبر الأول لعل وعسى ألتفت إليه حسين بامتنان قائلا جميلك فوق راسى نهض يوسف فى انفعال قائلا وانا مش عاوز الجميل ده أنا عاوز المحضر يمشى بشكل رسمى وانا معترف على نفسى والټفت إلى وكيل النيابة قائلا ولو سمحت يا فندم والدى شاهد أثبات فى القضية دى حاول والده أقصاءه عما يريد ولكنه هتفت بتصميم لو سمحت يا بابا أنا عاوز آخد جزائى علشان ابقى عبرة وعلشان ربنا يتقبل توبتى أعتدل وكيل النيابة فى جلسته وقال انا قدام التصميم ده مفيش قدامى غير انى استدعى البنت اللى بتقول انك اعتديت عليها صاح حسين بوجل دى تبقى ڤضيحة يا فندم دى بنت عمه وكلنا ساكنين فى بيت واحد ازاى عسكرى يدخل البيت ويجيبها ويجى هنا ازاى طرق وكيل النيابة بأصابعه على حافة المكتب فى تفكير ثم قال خلاص مفيش مشكلة حضرتك ممكن تروح تجيبها بشكل ودى ولما تيجى وتدلى بشهادتها نبقى نشوف هنعمل ايه ساعتها هاتف حسين مريم وهو فى طريقه إليها وأمرها أن تبدل ملابسها بسرعة وتهبط للأسفل وتنتظره فى الجراج حاولت أن تعرف مريم ماذا حدث ولماذا يريدها ولكنه قال باقتضاب لما اشوفك هقولك أبدلت مريم ملابسها فى عجلة وذهبت لتنتظر عمها بالجراج ولم يتأخر كثيرا استقلت سيارته وبمجرد أن اتخذت مكانها بجواره حتى قالت خير يا عمى فى ايه أنطلق بسيارته وهو يقول يوسف راح النيابة قدم بلاغ فى نفسه واعترف فيه انه اعتدى عليكى شهقت مريم وهى تضع يدها على فمها وتنظر له بذهول وقالت وحبسوه هز رأسه نفيا وهو يقول لا وكيل النيابة مرضيش يقفل المحضر إلا لما اتصل بيا ولما روحت لقيته هناك مصمم ان المحضر يكمل بشكل رسمى ووكيل النيابة كتر خيره مرضيش يبعتلك عسكرى ولا أمين شرطة يستدعيكى علشان تقولى أقوالك وسابنى آجى اخدك بشكل ودى أنا مريم يا فندم مد يده إليها قائلا بطاقتك لو سمحتى يا مريم نظر إليها ثم وضعها على المكتب أمامه وهو يشير لهما بالجلوس قائلا اتفضلى يا مريم اتفضل يا حاج حسين ثم أشار ليوسف أن يأتى ويقف فى مواجهتها وقال الأستاذ يوسف قدم بلاغ بيعترف فيه انه قام بالأعتداء عليكى ايه أقوالك نهضت مريم واقفة فى سرعة وقالت محصلش يا فندم هتف يوسف صائحا لاء حصل وانا معترف ومش هتنازل عن البلاغ وأقوالها مالهاش أى لازمة نظر له وكيل النيابة بحدة قائلا أنت هتعرفنى شغلى ولا أيه ثم الټفت إلى مريم قائلا يعنى انت بتنفى الواقعة أومأت برأسها بجدية وثبات وهى تقول بثقة أيوا يا فندم بنفيها الكلام ده محصلش هتف بها يوسف حرام عليك أنت كده بتضيعى حقك أنا عاوز اتعاقب واخد جزائى حتى لو أعدام هبقى مرتاح انى رجعتلك جزء من حقك أشاحت بوجهها عنه ونظرت إلى وكيل النيابة قائلة اقدر امشى يا فندم شبك وكيل النيابة اصابعه قائلا طبعا تقدرى تمشى ثم نظر إلى يوسف قائلا وانت كمان تقدر تمشى كده مفيش قضية من الأساس وقف حسين أمام سيارته وهو يقول ليوسف بحدة أركب هز يوسف رأسه نفيا قائلا سيبنى لو سمحت يا بابا فتح حسين باب المقعد الخلفى للسيارة ودفعه داخلها پغضب شديد أضطر يوسف أن يمتثل لأمر والده استقل حسين سيارته وجلس خلف المقود ومريم بجواره نظر له فى المرآة التى أمامه قائلا پغضب انت هتفضل متهور ومتسرع كده لحد امتى رايح تبلغ فى نفسك عارف لو القضية دى راحت المحكمة هيحصل أيه هتبقى ڤضيحة للعيلة كلها واللى ميعرفش يعرف قال يوسف بحزن يا بابا انا كل اللى عاوزه انى ارجعلها حقها وبس وضعت مريم يديها على وجهها وظلت تبكى بحزن شديد ومرارة بينما انطلق حسين بسيارته عائدا إلى المنزل كفاية يا يوسف كفاية ھيموت فى أيدك حاول يوسف أن يتخلص من ذراعى أبيه ولكنه أحكم ذراعيه حوله بقوة و دفعه للمدخل الداخلى للمنزل ثم داخل المصعد الذى صعد بثلاثتهم إلى الطابق حيث شقة يوسف ومريم حاول وليد أن ينهض ولكن لكمات يوسف القوية جعلته يفقد توازنه فترة من الزمن فلم يستطع القيام إلا بعد وقت ليس بالقصير لجأ إلى صنبور صغير فى جانب الحديقة وجعل يغسل انفه من أثر الډماء وما إن انتهى حتى جلس إلى الأرض ثانية يحاول التقاط أنفاسه كانت مريم مشدوهه لا تصدق ما يحدث منذ أن عادوا من سفرهم نيابة وتحقيق ثم مشاجرة انتهت بدماء ينزفها وليد من وجهه ألفتت إلى حسين الذى كان يصيح فى ولده پغضب أنت ايه اللى حصلك أتجننت ولا أيه أياك تتحرك من هنا النهاردة أنت فاهم ولا لاء وتركهم وغادرمغلقا الباب خلفه بقوة جلست على المقعد المجاور له ووضعت رأسها بين يديها وأغمضت عينيها تحاول استيعاب ما يحدث حولها ألقى عليها نظرة سريعة ودخل غرفة النوم أخرج حقيبة سفر كبيرة وفتح الخزانة أخرج ملابسه منها ووضعها فى الحقيبة بغير ترتيب وخرج من الغرفة
متابعة القراءة