روايه جديده بقلم دعاء عبدالرحمن

موقع أيام نيوز

كده نكون استخرنا ربنا جلست فرحة بجوار أمها وقالت بشغف وهي تنظر إلى والدها أنا حبيتهم أوى يا بابا شكلهم محترمين ودمهم خفيف كمان ثم ضحكت بمشاكسة وهي تنظر إلى عبد الرحمن وقالت أسكت يا بابا أما عبد الرحمن أتحرج بشكل مش معقول قال والدها بابتسامة متسائلة ازاى عبد الرحمن مد أيده يسلم على إيمان قالتله مبسلمش بالأيد مدعبد الرحمن يده وعبث بشعرها وهو يقول هاهاها محدش قالك ان دمك خفيف قبل كده قال بزهو مصطنع كتير قالولى كده ضحكوا عليكى صدقينى مر ثلاثة أيام لم تنقطع فيهم اتصالات الحاج حسين بأبناء أخيه واستمرت أيضا اتصالات من فرحة ووفاء ل مريم وإيمان لوصل حلقات الود بينهم وزاد إعجاب عبد الرحمن بإيهاب وهو يتعرف عليه أكثر وأكثر ويراه رجل يعتمد عليه ولم لا وهو يراعى أختيه ويحرص عليهما قدر المستطاع كانت مشاعر إيهاب وإيمان متوترة بعض الشىء فهما مقدمان على شىء مجهول لا يعرفونه سيعيشون في كنف أسرة لم يألفوها ولا يعرفوا عنها الكثير نعم ستكون لهم خصوصية ولهم طابق بمفردهم ولكن سيكون هناك احتكاك كبير ومعايشة ليس هذا فقط ولكنهم أيضا متخبطون بين ما يعرفون من أمهم عن هذه العائلة وبين ما رأوه من ألفه واهتمام وود وحرص وطيبة تظهر بتلقائية في عيون عمهما حسين و إبراهيم لا يعرفون الحقيقه ويشعرون أن هناك حلقة مفقودة لا يستطيعون أن يجدوها إلا بالموافقة على الأنتقال للعيش معهم أما مشاعر مريم لم تكن تختلف كثيرا ولكن مع كثير من النشوة لانتقالها للمستوى التي كانت ترنوا إليه منذ زمن ولم يكن له سبيل أخيرا سيتحقق حلمها ولكن بمراجعة بسيطة كيف سيتحقق هذا الحلم نعم سينتقلون لمنزل آل جاسر ولكن بدون حقوق لن تمتلك سيارة لن تتجرأ على طلب شراء الملابس التي تحبها إذن سيكون الانتقال ماهو إلا تغير العنوان فقط ولكن مهلا هناك سبيل آخر إنه والدتها وما حاولت أقناعها به إن فعلت هذا سيكون لها نصيب كبير في هذه العائلة بل وتستطيع أن تعيد أملاك والدها مرة أخرى وقفت أمام المرآه و شردت في كلام أمها صدقينى يا مريم هي دى الطريقة الوحيدة اللى هنقدر نرجع بيها أملاك أبوكى اللى أخدوها منه بالڼصب والاحتيال الڼصب ميرجعش غير بالڼصب يا بنتى وأنا لو كنت مالية أيدى من أختك كنت هقولها كده برضة بس أنت عارفة إيمان هتقعد تقولى حرام وحلال علشان كده أنا معتمدة عليكى أنت يا مريم أنت اللى هترجعلنا جزء من حقنا واسمعى سيبك من ولاد عمك إبراهيم ركزى على ولاد عمك حسين هو الكل في الكل وأكيد ولاده برضه هيبقوا الكل في الكل وده اللى أحنا عايزينه وبما أن عبد الرحمن طلع خاطب يبقى مفيش غير يوسف أنا جبتلك كل المعلومات اللى هتحتاجيها الكلام ده ميطلعش برانا أحنا الاتنين فاهمانى يا مريم وفى اليوم التالى مباشرة أتصل إيهاب على عمه حسين وأخبره أنهم موافقون على عرضه بالأنتقال للعيش معهم لتبدأ حياة جديدة وعلاقات جديدة ومعاملات لم تكن في الحسبان البت الصغيرة دى شكلها مش مريحنى أبدا شبه أمها كده قالت عفاف وهي تعد الطعام بنشاط بقولك أيه يا أم وليد دول مش جايين يومين وماشين لا دول جايين يعيشوا هنا يعنى أنسى بقى أنك بتكرهى أمهم الله يسامحها أفتكرى بس انهم يبقوا ولاد علي الله يرحمه ابتسمت فاطمة بسخرية وقالت أنا عارفة انك علانياتك يا عفاف حتى لو أحنا نسينا أمهم هما مش هينسوا والله اعلم ناوين على أيه وأبقى أفتكرى كلامى ده كويس دخلت فرحة مقاطعة حديثهما ماما خلصنا خلاص كله تمام قالت فاطمة بحنق واحنا كمان خلصنا روحى نادى وفاء علشان نجهز السفرة وفى غرفة المكتب كان يوسف يداعب إيهاب قائلا بما أنك بقى مهندس ديكور عاوز اعرف ينفع اعمل شقتى كلها مرايات ضحك الجميع وقال إيهاب اه طبعا ينفع أهو بالنهار تبقى شقة وبالليل ممكن نقلبها ملاهى ضحك عبد الرحمن وقال أصل يوسف تقريبا كان ناوى يحط كاميرات مراقبة لمراته لما يتجوز شكله كده غير رأيه وقال المرايات أرخص كان وليد متجهما بعض الشىء فلم يشاركهم داعاباتهم بينما نظر الحاج إبراهيم لأخيه وقال شكلنا كده مش هنخلص منهم يا حسين أنا جعت أيه مفيش أكل النهاردة ولا ايه قال حسين موجها حديثه ل يوسف لو سمحت يا يوسف روح شوف جهزوا السفرة ولا لسه خرج يوسف متجها إلى المطبخ وكانت فرحة آتية بصحبة إيمان ومريم نادت فرحه على يوسف قائلة يوسف تعالى انت لسه مشوفتش إيمان ومريم ولاد عمى وأشارت إلى إيمان وقالت دى إيمان الكبيرة أما دى بقى مريم تلاقت نظرات يوسف بمريم عرفها وعرفته فقال باقتضاب أهلا وسهلا وحمد الله على السلامة ثم الټفت إلى أخته وقال بجمود لو سمحتى يا فرحة جهزوا الأكل بسرعة اجابته فرحة ببهجة خلاص الأكل جاهز خمس دقايق وتلاقوا السفرة بقت تمام عاد يوسف أدراجه إلى المكتب مصډوما ومتعجبا كيف تكون هذه أخت إيهاب الذي أعجب برجولته الواضحة في أقواله وتصرفاته منذ لحظات بعد عشرة دقائق خرج الرجال إلى حجرة الطعام لم تقل صدمة وليد عن صدمة يوسف حينما رأى مريم وتعرف إليها وتعرفت إليه هي الأخرى وجلس الجميع حول المائدة حيث نظر الحاج حسين إلى الجميع في سعادة وقال انا كده بقى مش محتاج حاجة خالص من الدنيا رد إبراهيم مؤكدا أى والله يا حسين صدقت أبتسم الجميع برغم مما يعانيه كل منهم مشاعر مختلطة متضاربة بداخلهم مختلفة ما بين سعادة ونشوة وحذر وخجل وبغض لم تحتمل أم وليد أن تكمل هذه الجلسة بخير فقالت موجهة كلامها نحو إيمان بس انا مستغربة يا إيمان أزاى أمك دخلتك مدارس أزهرى مع أن أحلام مالهاش في الحاجات دى خالص نظر لها إبراهيم بصرامة محذرا فقالت بتوتر أنا مقصدش حاجة أنا قصدى يعنى ان اخوتها كلهم تعليم عادى يعنى وهنا تدخل إيهاب قائلا وأحنا في الروضة كانت دايما مدرسة القرآن تقول إيمان ليها مستقبل في العلم الشرعى لأنها كانت متفوقة في الحفظ جدا وكانت دايما تقولها أنت لازم تدخلى أزهرى لدرجة أن إيمان كانت بتحلم بالمدرسة من قبل ما تبدأ نظرت لها إيمان وقد فهمت ما تقصده من كلام عن والدتها فقالت وماما مكنش عندها مانع أبدا يا طنط بالعكس فى نهاية اليوم توجهوا إلى طابقهم الخاص حيث شقتهم الجديدة ذهب إيهاب للنوم ليستسقظ لعمله صباحا وجلست إيمان ومريم في الشرفة يحتسيان الشاى ويتحدثان كان عبد الرحمن في شرفة غرفته يتحدث في الهاتف بانفعال شديد مع هند هاتفا بقولك مكنش ينفع آجى النهاردة هفضل أكررها كتير يا هند خلاص مبقتش فاضيلى يا عبد الرحمن شفت بنات عمك نسيتنى زفرعبد الرحمن بضيق ثم قال أستغفر الله العظيم هنبدأ بقى الكلام الفارغ تنفس قليلا ليهدأ ثم قال يا حبيبتى أنا عارف أنى مقصر معاكى بس عاوزك تعذرينى أنا الكبير ولازم أبقى جنب أبويا دايما كويس أنك أعترفت أنك مقصر معايا علشان تعرف بس أنى مستحمله حاول أن يسترضيها قائلا بمزاح هو حد قال حاجة تانية يا قمر بصى ليكى عندى حتة تعويض بكرة هيعجبك أوى هنتغدى مع بعض في المكان اللى تختاريه أبتسمت وقالت موافقة قال بخفوت بحبك كانت مريم تتابع بشغف وتستمع لبعض الكلمات الأولى في الحديث ثم التفتت نحو إيمان قائلة تعرفى أنه خاطب السكرتيرة بتاعتهم قالت إيمان بلا مبالاة وهي تحتسى الشاى وفيها ايه قالت مريم بغرور أزاى واحد زى ده يتجوز السكرتيرة بتاعته وأزاى عمى يوافق على كده أصلا قالت إيمان بابتسامة اهلا يا مريم أنت لسه ما كملتيش يوم وليلة هنا هتبدأى تتكبرى على الناس من أولها وبعدين الأنسان مش بفلوسه الأنسان بدينه وأخلاقه تابعت مريم وكأنها لم تسمعها تعرفى أنكم لايقين على بعض أوى يا إيمان نظرت لها إيمان بدهشة وقالت متسائلة مين قالت مريم ببساطة أنت وعبد الرحمن ضحكت إيمان قائلة أنت بتهزرى ولا أيه يا مريم أنا مش هتجوز إلا راجل ملتزم ولا يمكن أرضى بديلا يا أمورة أبتسمت لها مريم مداعبة طول عمرك فقرية يا إيمان ربنا يكملك بعقلك يامجنونة فى الصباح كانت مريم تقف أمام البوابة الخارجية بجوار سيارة يوسف وتتحدث في الهاتف خرج يوسف ليركب سيارته فوجدها تتحدث بعصبية ناعمة يعنى أيه مش هتيجى تاخدينى أروح أنا الكلية أزاى دلوقتى المكان هنا غريب عليا ولسه مش عارفه المواصلات خلاص خلاص أنا هتصرف أستدارت وهي تضع الهاتف بحقيبتها فوجدته يقف خلفها فقالت بحرج أنا آسفه عطلتلك ولا حاجة قال بتجهم لا ابدا ثم تنحنح بحرج وقال باقتضاب أنا آسف مكنتش أقصد أسمعك وأنت بتتكلمى بس صوتك كان عالى شوية على فكرة أنا ممكن أوصلك تصنعت مريم الحرج وقالت بخفوت لالا مفيش داعى أنا هتصرف هشوف أى مواصلات هنا قال بعملية وهو يخرج هاتفه لا طبعا ميصحش بس ثوانى ثم وضع الهاتف على أذنه قائلا أنت مش رايحة الكلية يا فرحة طيب انا مستنيكى تحت علشان اوصلك انت ومريم أستقلت مريم السيارة بجوار فرحة وهي تشعر بالهزيمة من أول جولة توقف يوسف بالسيارة أمام كلية مريم عندما شاهدتهم سلمى صدمت وهي ترى مريم تهبط من سيارة يوسف فهى لم تنسى ملامحه الجذابة منذ يوم السفينة العائمة أقبلت سلمى عليها قائلة يابنت اللذين أتلميتى على الواد ده ازاى قالت مريم بزهو هو اللى عرض عليا يوصلنى وبعدين ده شىء طبيعى مش ابن عمى وضعت سلمى يدها في خصرها وقالت باستنكار نعم ياختى بقى ده ابن عمك انت قالت مريم بغرور وهي تخطو وتترك سلمى خلفها أنت ناسيه انا من عيلة مين ولا أيه وعلى فكرة مش هو لوحده اللى كان قاعد معاه كمان ابن عمى إبراهيم جلست مريم في الكافتريا مع سلمى وقصت عليها ما حدث وأنهم قد انتقلوا للعيش مع أعمامهم كانت سلمى تستمع لها باهتمام ثم قالت بمكر أنا شكلى كده هبقى ازورك كتير يا مريم دخل يوسف مكتب والده الذي نظر له متسائلا أتأخرت ليه كنت بوصل فرحة ومريم لكليتهم قال حسين بتلقائية طب خدت رقم مريم علشان تبقى تعرف هتخلص أمتى وتروح تجيبها نظر له يوسف بدهشة واستنكار قائلا ايه يا بابا هو انا هشتغل موصلاتى على آخر الزمن مترجع البيت بتاكسى ايه المشكلة أبتسم حسين وهو يقول بابتسامة مغيظة طب ومتعصب ليه كده زفر يوسف وهو
تم نسخ الرابط